الحيــاة! سيناريو و حوار.. كأفلام الكرتون التقليدية هي قصتنا صراع بين قوى الخير و الشر نزعات لا تكاد تبدأ كي تنتهي مناوشات يشنها الظالم ليقضي علي الحق و ما إن تلبث فتتغير ميزان الكفة لتنقلب ضده.. معارك كر و فر لا تعرف التوقف ولا تهنئ بالسكون إلي أن تأتي اللحظة المنتظرة لكلى الطرفين ألا و هو انتصار أحدهما كي تنتهي بها القصة لتروى قصص أخرى و كالعادة الفطرة الكونية لا بد من الغيمة العابرة بأن تنجلي من أمام ضوء الشمس فلابد للحق أن يظهر و لو طالت المدة المنتظرة فالنتيجة محسومة و معروفة منذ البداية بأن الغلبة للأقوى و دائما و أبدا كان صوت الحق أقوى من رعود الشتاء و أزير الأسود و صداه يصل إلي كل بقاع الأرض. فالنصر محقق و مفروغ منه و أنه آتي لا محالة، و لكن أتدري ما الذي يقلقني؟! الأدوار التي يلعبها هؤلاء الممثلين في كلى الطرفين منهم الأبطال و منهم الأشرار يا ترى من الذي اختار لهم هذه الأدوار؟ أهو القدر أم أنه المصادفة؟ أم أنها الظروف التي تحكمت في الإنسان أجبرته بأن يلعب دورا ما في ذلك الفلم؟ أهذا تسيير أم تخيير؟ ما أن يبدأ الإنسان ببلوغ سن الرشد فيصل إلي نقطة يدرك فيها معالم الحياة المعقدة و يبدأ فيها باتخاذ قرارات يكون هو المسئول الوحيد فيها و يتحمل بتبعيتها نتائج اختياراته، تقوم الحياة بدورها بتقديم الفرص التي إن لم تعد عليه بالفائدة الظاهرية تعود عليه بحكم و دروس لا ينسها ما حيي والحياة لا تجبر أحدا بوضعه في دور البطل أو العدو أو تضعه كخائن متخاذل أو حتى دور ثانوي. إن كل ما تقوم به الحياة هي أن تعرض عليك سيناريو و حوار كل دور يلعبه أفراد طاقم هذا المسلسل و أنت تختار ما تشاء منه و يمكنك أن تعدل في بعض المشاهد إن أردت ذلك، فلا تلم المخرج علي اختيارك الذي اخترت بمحض إرادتك إذا اكتشفت انك غير مؤهل لهذا الدور أو أن الدور الذي اخترته لا يناسبك فلا تلقي باللوم علي غيرك إذا فشلت فأنت من أردت أن توجد في ما اخترت و لم يجبرك أحد علي شئ ولا أحد يستطيع أن يتحكم في قراراتك فالذي لا يتحكم في قرارات حياته كالفاقد للحياة فليكن لديك دور ايجابي تقدمه لإنجاح هذا الفلم لكي تشارك في نشوة نجاحه و لتكن مع الأبطال و يخلد أسمك في التاريخ. |