الموضوع: الحب الحقيقي..!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-27-2012, 10:47 AM
 
الحب الحقيقي..!

عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

(( إذا أحب أحدكم أخاه ، فليُعْلِمه أنه يحبه ))

[ رواه أحمد: 16303 ] .



وعن أنس رضي الله عنه ، أن رجلاًً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر رجل به ،

فقال : يا رسول الله ، إني لأحب هذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( أأعلمته ؟))

قال : لا قال : (( أعلمه )) فلحقه . فقال : إني أحبك في الله ، فقال : أحبك الذي أحببتني له .

رواه أبو داود(225) بإسناد صحيح


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ،

ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ))

(220) .

5/379 ـ وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى ،

فأرصد الله له على مدرجته ملكاً )) وذكر الحديث إلى قوله : (( إن الله قد أحبك كما أحببته ))

رواه مسلم (221) وقد سبق بالباب قبله.


وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف،

وما تناكر منها اختلف )) (226)


لكن إذا قال الإنسان بلسانه ؛ فإن هذا يزيده محبة في القلب فتقول :

إني أحبك في الله


* وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لابنه الحسن : يا بني الغريب من ليس له حبيب .

* وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة

وأهلونا يذكروننا بالدنيا .

* ، وقال بعض السلف إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي .



فضل الحب في الله والحث عليه

وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه ، وماذا يقول له إذا أعلمه



قال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )

[الفتح: 29] إلى آخر السورة

. وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ )

[الحشر: 9] .



1/375 ـ وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما

سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله

منه ، كما يكره أن يقذف في النار )) متفق عليه (217) .


2/376 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( سبعة يظلم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله

عز وجل ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه ،

ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ،

فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ))

(218) متفق عليه .




فائدة مهمة


مسألة ضل فيها كثير من الجهال ، وهي قوله : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ))

حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا هو ظل الله نفسه ، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس

بذاته عز وجل ،وهذا فهم خاطئ منكر، يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون:

إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص

على ظاهرها فيقال أين الظاهر؟! وأين يكون ظاهر الحديث وأن الرب جل وعلا يظلهم

من الشمس ؟! فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل ، وهذا شيء منكر

لا أحد يقول به من أهل السنة ، لكن مشكلات الناس و لاسيما في هذا العصر ؛ أن الإنسان

إذا فهم ؛ لم يعرف التطبيق ، وإذا فهم مسألة ؛ ظن أنه أحاط بكل شيء علماً .

والواجب على الإنسان أن يعرف قدر نفسه ، وألا يتكلم ـ لا سيما في باب الصفات ـ

إلا بما يعلم من كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة .

فمعنى (( يوم لا ظل إلا ظله )) أو (( يظلهم الله في ظله )) يعني الظل الذي لا يقدر أحد

عليه في ذلك الوقت ؛ لأنه في ذلك الوقت لا بناء يبنى ، ولا شجر يغرس ، ولا رمال تقام ،

ولا أحجار تصفف ، ولا شيء من هذا . قال الله عز وجل : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا

رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً ) (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً )

[طـه: 105 ، 107] .

و لا يظل الخلائق من الشمس شيء ، لا بناء ولا شجر ، ولا حجر ، ولا غير ذلك .

لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يظلل به من شاء من عباده ، يوم لا ظل إلا ظله ،

هذا هو معنى الحديث ، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا .

والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله (( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ))

يعني أنهما جرت بينهما محبة ، لكنها محبة في الله ، لا في مال ، ولا جاه ، ولا نسب ،

ولا أي شيء ، إنما هو محبة الله عز وجل ، رآه قائماً بطاعة الله ، متجنباً لمحارم الله ،

فأحبه من أجل ذلك ، فهذا هو الذي يدخل في هذا الحديث : ((تحابا في الله )) .

وقوله : (( اجتمعا عليه وتفرقا عليه )) يعني اجتمعا عليه في الدنيا وبقيت المحبة بينهما

حتى فرق بينهما الموت تفرقا وهما على ذلك .

وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتهم في الله شيء من أمور الدنيا ،

وإنما هم متحابون في الله لا يفرقهم إلا الموت ، حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض ،

أو قصر في حق بعض ، فإن هذا لا يهمهم ؛ لأنه إنما أحبه لله عز وجل ، ولكنه يصحح

خطأه ويبين تقصيره ؛ لأنه هذا من تمام النصيحة ، فنسأل الله أن يجعلنا والمسلمين

من المتحابين فيه ، المتعاونين على البر والتقوى إنه جواد كريم .
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس