عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 11-27-2012, 11:08 AM
 
أخيرا استلمت عملى الجديد .....

بعد طول الحاح من عمر على مديره وبعد ان وافق المدير مقابل تخفيض جزء من الراتب لأنى لن أحضر وسأعمل من البيت ..... لكن مش مهم ....عندما أحسب تكاليف المواصلات والشاى والقهوة الخ الخ التى كنت أصرفها فى عملى القديم أجد انى انا الكسبانة .......ولكن العمل ليس سهلا كما كنت أتخيل فهو يتطلب يقظة دائمة ولباقة كبيرة فى طريقة الكتابة والتعامل مع العملاء ....


وكنت أظن انى سأستيقظ كما يحلو لى وأعمل وقت ما أريد ...ولكنى أيميلى الذى صنعته خصيصا للعمل مفتوح دائما على ايميل مدير المشروع ليرسل لى الأوامر كل لحظة .....وكان فى البداية يكتب لى فى كلمات مختصرة ماذا أفعل ( أرسلى فاكس العمرانية ولا تنسى كذا وذكريهم بكذا وموعد كذا ) وبعد مرور شهر واحد فقط أصبح يخاطبنى بالكلمات فقط ( فاكس العمرانية ) ثم ينهى المحادثة !! خايفة بعد مرور شهر كمان يرسل لى رموز ( ظ ) يعنى عملاء السلام !! و (ق ) يعنى عملاء المريخ !!

لكنى سعيدة جدا بهذا العمل وقادرة على القيام بأعمال منزلى فى نفس الوقت فأكون بأسلق اللحمة وأنا بابعت الفاكسات وبأقشر البطاطس وأنا بأرسل بالعروض للعملاء !! وكمان خفف قليلا من ضغط المصروفات علينا .......وخصوصا أن عمر حالته النفسية والمزاجية صعبة جدا بسبب المشروع الذى يصممه !!


(أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) تدور هذه العبارة دائما فى بالى وأنا أعمل فى التصميم الخاص بالمسابقة ...لماذا أدخلت نفسى فى هذه المشكلة ؟ ماذا لو لم ينجح التصميم ؟ أكون ضيعت ذهب سارة وتحويشة العمربلا جدوى ؟

هذه الفكرة عندما أصل لها أكاد أصاب بالجنون وتجعلنى فى غاية العصبية والمسكينة سارة تقابل كل نوبات غضبى وعصبيتى الرهيبة بالهدوء والاحتمال ولا تكاد تمل من التشجيع ولا يتوقف أملها أبدا ......آه لو أرى الدنيا بنظرتها الطفولية المتفائلة سأفعل المستحيل ....ولكن علمى بظروف التعاملات التجارية تجعلنى أشك فى انهم سيختارونى أنا وسيأخذون أحد الأسماء اللامعة مسبقا .......

عندما أصل لهذه النقطة أكاد أبكى مثل الأطفال وأترك كل العمل وأنزوى وحدى .....ولكن ملاكى الحارس تأتينى لتمسح عنى كل الاكتئاب واليأس وتبث فى روح جديدة خلاقة تجعلنى أعمل من جديد ... علمت الآن لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عجز الرجال !! وكنت أتعجب من علاقتها ببقية الدعاء ...ان هذا العجز أصعب من كل شىء ....يارب لا تخذلنى ولا تكلنى الى نفسى طرفة عين .....أنت وكيلى يارب وأعلم انك لن تضيعنى ......

أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) أتذكر هذه العبارة كلما هم عمر بالقاء كوب شاى فى وجهى اذا دخلت عليه وهو يعمل ! أو وصوته يهدر كالرعد عندما يجد الملح ناقص فى الطعام بعض الشىء !!
فأغلى من داخلى ولكنى لا استطيع أن أظهر غضبى منه بل بالعكس أهدئه وأضحك معه بأن المرة القادمة ينبهنى قبل أن تنفجر القنابل فى صوته كى أغلق الشبابيك أولا !! فيهدأ ويعتذر عن توتره الرهيب ....ولكنى أخشى عليه من كل هذا ..... وأعلم ان الرجال لا يستطيعون التركيز فى أكثر من شىء عكس النساء .......ولكنى أحيانا أستسلم لليأس أنا الأخرى ولكنى لا أشعره به أبدا بل أشعره انه أفضل مهندس فى العالم وتصميمه ح يكسر الدنيا ......


والمشكلة انى أحمل كل هذا الجبل من المسئولية وحدى فلم نخبر أى من الأسرتين بهذا الموضوع كى لا يضغطون على أعصاب عمر ويتهمونه بتبديد مدخراتى !! وحتى أمى لاحظت انى لا أرتدى سوى دبلة زواجى فسألتنى عدة مرات عن ذهبى فكنت أرد بمزاح ( هو لسه فيه حد ياماما بيلبس دهب ؟! ده بقى مش ستايل خالص !!) وكانت تبتلع اجاباتى مضطرة وتنظر لى نظرة ذات مغزى وكأنها تعلم كل شىء ........يارب كن معنا نحن ضعاف وانت قوتنا ...نحن خائفون وانت ملاذنا ........نحن صغار وانت وكيلنا ....... --


- سارة .. سارة... سارة الحقى يا سارة تعالى بسرعة !!

- قمت من مكانى منتفضة على صوت عمر المدوى والذى يرقص من الفرح وأنا أتساءل : خير خير ....فيه ايه يا حبيبى؟


- كلمت سكرتير الشركة الجديدة لأطمئن على الأحوال فبشرنى انهم نظرا لضخامة المشروع سيأخذون أفضل ثلاثة تصاميم وليس تصميم واحد !!

فرقصت من الفرحة وانا أصرخ : بجد ؟!! الحمد لله .....الحمد لله كده فرصتك بقت كبيرة أوى ياعمر .... يالا شد حيلك وبلاش كسل

فقال بصوت ينفجر حماسة :أيوة فعلا مفيش وقت خلاص .....والله ياسارة مش عارف من غيرك كنت ح أكمل ازاى .....لو كنت لوحدى كان زمانى يئست وسبت الموضوع كله .....ربنا يخليكى لى .....انتى استحملتينى كتير اوى

فرددت بفخر : بس خليك فاكرها !! يابنى انت مستهين بناس ربنا وكيلهم ؟ ازاى يعنى ؟ وبعدين انت بجد عبقرى وبكرة تقول سارة قالت ........

- فهمس لى بنظرة ذات معنى : بجد ؟ يعنى انتى شايفة كده ؟

ففهمت ماذا يقصد وقلت له بلهجة آمرة : يالا يا سيدى مفيش وقت للدلع عاوزاك تشتغل زى النار ...يالا انت لسه قاعد ؟ ايه الرجالة اللى ما بتسمعش الكلام دى ؟ ولا عاوزنى أزعق لك قدام ابنك ؟
- فوضع يدى على بطنى المنتفخة وكأنه يشرك ابننا فى الحديث معه :والله انتوا الاتنين وش الخير على وانا حأعمل المستحيل علشان أسعدكم ...

وتركنى وانصرف لعمله وتلمست بطنى كأنى ألمس صغيرى وأعتذر له أنى أنشغلت عنه....وأخذت أناجيه وأحكى له عن كل ما يشغلنى و كل ماأشعر به تجاهه كما أفعل دائما وكيف لا وهو يشاركنى نبضى ؟ ....ترى يا صغيرى ماذا سيكتب لنا الله ؟ هل سنحقق نجاحا كأسرة ونحقق احلامنا ؟ أم..................... ؟


يتبع.............
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !