البارت التاسع والعشرون
(الجزء الثاني)
توقف الاصدقاء امام احدى المباني الصغيرة حيث ستعقد اول جولة من السباق.....وقف ادوارد ورجاله بالقرب منهم حيث تبادل الجميع النظرات....اما اليساندرو فقد كان يراقب من بعيد حيث انضم دانتي له...وقف رجل على المنصة وأعلن عن بدء الجولة الاولى حيث كانت عبارة عن مجموعة من الاهداف التي سيصيدونها باستخدام الاسلحة....
كين بحماس "هذه الجولة ستكون لي...."
تدخل ادوارد قائلا "لا...بل ستكون لي أنا...."
وقف جميع المتسابقون في امكانهم ومع كل متسابق مسدس....كان ادوارد بجانب كين....تحدث ادوارد بغرور "سأفوز عليك...."
لم يُعره كين اي اهتمام بل كان يجهز سلاحه....بدئت الجولة وكان كين يصيد كل الاهداف بسهولة كبيرة وببراعة حيث لفت انتباه الجميع له....وكان ادوارد يجاريه ببراعته...انتهت مدة السباق والتي كانت عبارة عن دقيقة واحدة....نفخ كين على فوهة المسدس والتفت الى ادوارد قائلا "سنرى من الفائز الان...."
تحدث المسؤول عن السباق قائلاً "الفائز بالمركز الاول أصاب 120 هدفاً خلال ستون ثانية.....انه كين من الثعبان الاسود..."
هتف الجميع فرحاً بفوز كين.....ليليان بسعادة "كنت أعلم بأنه سيفوز..."
ليندا بحماس "كم هذا رائع...."
"الفائز بالمركز الثاني اصاب مئة هدف خلال ستون ثانية....ادوارد من القرش الازرق..."
ادوراد باكتئاب "يا له من حظ سيء...."
توجه كين الى الاخرين حيث اسرعت ليندا له وقالت بمرح "لقد كنت مدهشاً يا كين..."
ربت كين على رأسها وقال "شكراً لك...."
التفتت لين الى ادوارد وأخرجت لسانها وقالت "سيبقى كين أفضل منك...."
ضحكت تلك الفتاة اللتي كانت تقف بجانب ادوارد على تصرف ليندا....ادوارد بغضب "لماذا تضحكين يا كاثرين؟؟"
هزت كاثرين رأسها نفياً وهي تضحك قائلة "لا شيء....ذلك الفتى مضحك جداً..."
انتقل الجميع الى مكان الجولة الثانية حيث شارك بها جيت...كانت عبارة عن مجموعة من الاسئلة حول ثقافتهم وما يملكونه من معرفة.... وبعد انتهاء المسابقة أعلن المسؤول عنها النتيجة قائلاً "صاحب المركز الاول أجاب عن 99 سؤال من أصل 100 ....الثعبان الاسود هو الفائز...."
التفت جيت للأخرين ورفع علامة النصر.....اما ادوارد فقد أشتعل غضباً وقال "لماذا لماذا لماذاااااااااا......"
شاركت ليليان وجودي في الجولة الثالثة حيث حصلتا على المركز الاول....وكذلك مارك الذي فاز بسباق السيارات ولفت الانظار له بمهارته العالية في تحكمه بالسيارة....اما إيريك فشارك بالجولة الخامسة وحصل على المركز الاول في سباق الجري....وفي كل مرة يفوز بها الاصدقاء كان ادوارد يشتعل غضباً لحصولهم على المركز الثاني....وفي الجولة السادسة فاز بها وان بالمركز الاول حيث فاز بلقب سيد الطعام اذ انه تناول ستون طبقاً من المعكرونة خلال ساعة واحدة.....
ليندا باندهاش "كيف استطاع تناول كل ذلك الطعام؟؟"
ليليان وهي تحدق بالاطباق المتراكمة التي كانت على الطاولة "أراهن على انه استبدل معدته بحوض الغسالة...."
اقترب وان منهم وقال بابتسامة "بعد هذه الوجبة احتاج الى الحلوى...."
الجميع بصوت واحد "ماذااااا حلوى؟؟؟"
توجه الاصدقاء الى مكان الجولة التالية......كان عبارة عن مسرح كبير جداً يتوسطه بيانو اسود اللون....كانت مسابقة موسيقية....
ادوارد بفرح "هذا رائع...حسب علمي لا يوجد احد يستطيع العزف في عصابة كين....سيكون الفوز لنا هذه المرة..."
كين ببرود "فوزٌ واحد لن يؤثر علينا...."
اتسعت ابتسامة ليندا عندما علمت انها مسابقة موسيقية....لين بنفسها "هذا رائع....سأشارك بهذه المسابقة...." التفتت الى كين لأخباره ولكنه كان مشغولاً بالجدال مع ادوارد حيث كانا يتشاجران ولا يستمعا الى أحد....تنهدت ليندا وقالت "سأذهب وأسجل أسمي لهذه المسابقة...." ثم ابتعدت عنهم.....كانت تلك الفتاة المدعوة بـ كاثرين تراقب ليندا....وعندما توجهت لين الى المكان المخصص لتسجيل اسمائهم ابتسمت كاثرين قائلة "رائع سيشارك ذلك الفتى....سأذهب وأسجل أسمي انا أيضاً...."
اما بالنسبة لـ كين وادوارد فقد كانا يتشاجران كالاطفال....
ادوارد بغضب "اوو حقاً وهل تعتقد نفسك أفضل مني؟؟"
كين بغرور "بالطبع فأنا دائماً في المركز الاول أما أنت خلفي دائماً...."
تبادل كلا من كين وادوارد النظرات بغضب....تنهد الاخرون بملل....
داني: "الن يتوقفا هذان الاثنان؟؟"
مارك: "لا أعتقد ذلك...."
توقف الجميع عن الحديث واتسعت انظارهم اندهاشاً عندما سمعوا المسؤول عن المسابقة يقول "وكذلك أيضاً سيشارك كلاً من القرش الازرق والثعبان الاسود.....ستبدأ المسابقة بعد عشر دقائق...."
الجميع بصوت واحد "ماذا الثعبان الاسود؟؟؟"
اقتربت ليندا منهم وابتسامة عريضة على وجهها وقالت "أنا سأشارك..."
التفت الجميع نحوها....ضحك ادوارد قائلا بسخرية "أنت ايها الصغير ستشارك؟؟؟ هههههه كم هذا مضحك...."
نفخت لين وجنتيها قائلة "أحمق...."
امسك كين بيدها وسحبها نحوه ثم التفت الى ادوارد وقال "هذا الصغير الذي تسخر منه سيحقق فوزنا بالمركز الاول ايها الاحمق...."
مارك باستغراب "هل سيشارك حقاً؟؟"
إيريك: "لا أعلم..."
ابتعدت لين عنهم وهي تقول "انتم جماعة من الحمقى....سأذهب الى مكان المسابقة...."
ذهبت ليندا الى مكان صغير يقع خلف المسرح مغلق وبعيد عن أنظار الاخرين حيث أجتمع المتسابقين....تنهدت ليندا وقالت "انهم كالاطفال...."
"أنت محق....!!"
التفتت ليندا نحو تلك الفتاة صاحبة الشعر الاسود والعينان الزرقاوتان...ابتسمت الاخيرة وقالت "انا أسمي كاثرين....مع القرش الازرق"
ابتسمت ليندا هي الاخرى وقالت "وأنا آرثر...."
ضيقت كاثرين فتحت عينيها وقالت "كاذبة...أنتِ لستِ فتى كما تتدعين..!!!"
حدقت ليندا بها مندهشةً بعد ان سمعت ما قالته.....
اما عند الاصدقاء في الخارج حيث وقفوا في الصفوف الاولى...كان كلاً من كين وادوارد ينظران الى بعض بغضب
كين: "أحمق...متعجرف...مزعج وخاااااسر...."
ادوارد: "متعجرف مغرور...احمق....فااااااشل"
ثم أشاح كلاً منهما بوجهه عن الاخر.....
تنهدت ليليان قائلة "هل سيستمران على هذه الحالة؟؟"
إيريك بملل "لا أعلم....."
"لا أعتقد بأنهما سيتوقفان هذان الاثنان...."
التفتت ليليان خلفها وقالت "الا يجب ان تكون برفقة جماعتكم؟؟"
اقترب داني منهم و وقف بالمنتصف بين إيريك ومارك ثم قال "ما رأيكم أن ندع هذان الاثنان يتشاجران هنا ونرحل؟؟"
إيريك بحماس "فكرة رائعة...وهكذا سنرتاح من تعليقاتهما قليلاً..."
ضرب مارك إيريك على رأسه وقال "احمق...ومن سيشجع آرثر؟؟"
إيريك بخيبة أمل "أنت محق...."
لنعد الى ليندا حيث كانت معالم الاندهاش مرتسمة على وجهها وتلك الفتاة تنظر لها بنظرات ملئتها الشك....
لين بارتباك "عن...ماذا تتحدثين؟؟ أنتِ مخطئة....!!!"
كاثرين بنبرة ملئتها الثقة "لا, أنتَ فتاة....."
ارتسمت ابتسامة زائفة على وجه ليندا وقالت "لا أعلم عن ماذا تتحدثين....!!" ثم بدأت بالسير مبتعدةً عنها الا ان اوقفتها عندما قالت "كنت أراقبك....." التفتت لين لها باندهاش....اكملت كاثرين "في الحفل....كنت أراقب جميع تصرفاتك....حركاتك....حتى ان ضحكتك وابتسامتك لا تليقان بفتى...!!!"
حدقت لين بها باندهاش ثم قالت "عن ماذا تتكلمين؟؟ أنتِ واهمة...!!"
اقتربت كاثرين منها و وضعت يدها على وجه ليندا وقالت "بشرتك ناعمة جداً وبيضاء...." ثم امسكت بيدها وقالت "لا أعتقد ان هذه اليد الناعمة والصغيرة لفتى في مثل عمرك....."
سحبت لين يدها وقالت "وماذا في ذلك....فتى يشبه الفتيات..!!!"
ابتسمت كاثرين بخبث و وضعت يدها على صدر ليندا قائلة "وهل يمتلك الفتية عادةً جسداً مثل جسد الفتيات؟؟"
أحمر وجه ليندا وقالت بقلة حيلة "حسناً حسناً...أنا فتاة...!!"
ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيها وقالت "هذا رائع....لقد اعترفتي أخيراً....لم أكن متأكدة مما كنت أقوله قبل قليل ولكنني الان أصبحت واثقة من أنك فتاة....!!!"
حدقت لين بها باستغراب وقالت "هل....هل كنتِ تقولين ذلك وأنتِ لا تعلمين ان كنت فتاة حقاً؟؟"
اتسعت ابتسامتها قائلة "لا لم أكن متأكدة من كلامي....ولكنني شككتُ في أمرك....بالمناسبة لما أنتِ متنكرة هكذا؟؟ وهل يعرف كين والاخرين بحقيقتك؟؟ ام أنكِ جاسوسة تعملين لأحد العصابات؟؟ ام ان هنالك....."
صرخت لين قائلة "هذا يكفي......!!!"
نظرت لها كاثرين باستغراب ثم اكملت لين قائلة "أولاً لا تخبري أحد بأنني فتاة....ثانياً كين يعلم اما البقية لا.....ثالثاً انا لستُ جاسوسة ولا اعمل لصالح احد....رابعاً يكفي أسئلة....هل هذا واضح؟؟"
أومئت كاثرين برأسها وقالت بارتباك "أجل هذا واضح....ولكن سؤال واحد فقد..!!"
نظرت لها لين من طرف عينها وقالت "ماذا؟؟"
"ما هو اسمك الحقيقي؟؟"
تنهدت لين وقالت "ليندا...!!"
كاثرين بمرح "اسم جميل....وكم عمرك؟؟!!"
نظرت لها لين وقالت بحدة "قُلتِ انه سؤال واحد؟؟"
كاثرين بخوف "أ....أسفة...!!!"
ابتسمت لين وقالت "سأصبح في الثامنة عشر..."
اتسعت ابتسامة كاثرين وقالت "حقاً؟؟؟ نحن في نفس العمر...!!"
ابتسمت لين ثم قالت "ارجوكِ لا تخبري أحد عن ذلك...."
اومئت كاثرين برأسها وقالت بمرح "لا تقلقي....سرك في بئر...." ثم اكملت بتردد "هل...هل توافقين....ان...نصبح صديقات؟؟"
نظرت لين لها باستغراب ثم ابتسمت قائلة "بالطبع....لكن لا تخبري أحد عن سري....وناديني بـ آرثر...."
اتسعت ابتسامة كاثرين وقالت بمرح "حقاً؟ شكراً لكِ....سأكون صديقة وفيةً لكِ...." ثم قامت بمعانقتها....ابتسمت لين وبادلتها العناق....في تلك اللحظة جاء ادوارد وكين...نظرا لهما باستغراب وهما تتعانقان...
ادوارد بغضب "ما الذي تفعليه يا كاثرين؟؟ انه عدونا...!!"
ابتعدت كاثرين عن ليندا ولكنها ابقت ذراعيها حول عنق ليندا وكانت لين محوطةً يديها حول جسدها وقد بدا انهما كعاشقين يتعانقان.... التفتتا نحوهما باستغراب....تبادلوا النظرات للحظات....ابعد ادوارد كاثرين عن ليندا....وامسك كين بذراع ليندا وسحبها نحوه....تكلم ادوارد و كين بنفس الوقت "لا تقتربي منه |لا تقترب منها..."
نظرت لين لهما باستغراب....كاثرين بغضب "وما شأنكما؟؟" ثم اقتربت من ليندا وسحبتها من يدها قائلة "هيا لنخرج ستبدأ المسابقة...."
راقبهما كلا من كين وادوارد وهما تبتعدان.....
ادوارد: "يجب ان تبتعد كاثرين عن رجالك...."
أومئ كين برأسه "أنت محق....لا يجب ان يختلط آرثر بأتباعك...."
تبادلا النظرات ليشيح كلا منهما بوجهه عن الاخر....
كين: "أحمق...."
ادوارد: "مغرور...."
وما هي الا لحظات قليلة حتى بدئت المسابقة حيث اجتمع المتسابقين على المنصة....وقفت كاثرين بجانب ليندا وقالت "لتفز الافضل...."
ليندا بابتسامة "حظاً موفقاً....."
بدء المتسابقون بالعزف كلاً حسب رقمه....منهم من أذهل الجماهير بعزفه ومنهم من كان عزفه كالمبتدئين....عزفت كاثرين مقطوعة موسيقية جميلة جعلت الاخرين يصفقون لها بحرارة....
ادوارد بغرور "أرأيت كم هي رائعة؟؟ سنفوز بالتأكيد...."
كين ببرود "انت لم ترى آرثر وهو يعزف....انه محترف" ثم اكمل بنفسه "أرجوكِ لا تخذليني يا ليندا أرجوكِ...."
كانت ليندا أخر المتسابقين....وقفت على المسرح وألقت بنظرها على الاخرين انحنت لهم لتتوجه بعدها نحو البيانو....بدأت بعزف مقطوعة موسيقية....مقطوعة موسيقية حزينة....مقطوعة عبرت بما داخلها من حزن....الحان موسيقية خرجت من اعماق قلبها الحزين لتذهل الجميع بعزفها الرائع والجميل الذي دل على رقيّها ومدى حزنها.....
كان هنالك رجلاً واقفاً بالقرب من كين...يرتدي بدلة سوداء ونظارات طبية...شعره الاسود تخلله بعضاً من الخصل البيضاء....تحدث قائلاً "رائع....بل مذهل....هذا الفتى عبقري بالموسيقى....انه كنزٌ حقيقي... انه نابغة....ليست أصابعه من تعزف...انه صوت قلبه المليء بالحزن والالم.....كم هذا رائع"
سمعه كين وهو يتحدث....التفت له باستغراب محدثاً نفسه "من هذا الرجل؟؟"
ما ان انتهت من عزفها حتى تعالت أصوات الجماهير بالتصفيق والهتاف لها....
ليليان وهي تمسح دموعها "هذا مؤثر جداً....لقد كان مذهلاً"
اضافت جودي قائلة بابتسامة حزينة "لقد عزف بطريقة مذهلة...كانت مقطوعته حزينة جداً....لقد أثرت بي كثيراً..." لتبدأ بعدها بالبكاء هي وليليان بطريقة كرتونية مضحكة.....
مارك وإيريك "الفتياااااات...."
اما كين فقد كان محدقاً بالفراغ باندهاش....وضع يده على صدره محدثاً نفسه "ما هذا....انه شعور غريب....قلبي لا يتوقف عن الخفقان بشدة...كان ذلك مؤثراً جداً...."
ركضت كاثرين باتجاه ليندا وقالت بمرح "كنتِ مذهلة....مدهشة جداً...."
لم ترد ليندا على تعليقها بل أكتفت بابتسامة حزينة ارتسمت على شفتيها....
اما في مكان أخر....حيث كان اليساندرو يراقب من بعيد....صفق بكلتا يديه ليقول بعدها "لم أسمع عزفاً كهذا منذ أن ماتت جوليا...." ثم بدأ بالسير قائلاً "انها مثل والدتها....تحب هذا اللحن الحزين"
دانتي: "لكن سيدي...الا تريد معرفة النتيجة...."
أدار اليساندرو برأسه نحو دانتي وقال "النتيجة واضحة كوضوح الشمس....يا دانتي"
التفت دانتي نحو المسرح وابتسم قائلاً "أجل...انها واضحة...."
وفي المساء حيث أجتمع الجميع في غرفة الجلوس......
إيريك بسعادة "لو أنك كنت معنا يا مايكل لاستمتعت كثيراً...."
أرتشف مايكل من كأس الشاي الذي كان يحمله ثم قال "كنت أريد المشاركة....ولكن كما تعلمون أنا مشغول جداً هذه الايام...."
ليليان بحماس "لو أنك رأيت ادوارد كيف كان غاضباً....لقد حصلنا على المركز الاول في جميع السباقات...."
أضافت جودي قائلة "وكان انتصارنا عظيماً خاصة عندما أختتم آرثر تلك المسابقة بعزفه الرائع....كان مذهلا على البيانو..."
وضعت ليندا يديها على خصرها وأغمضت عينيها قائلة بغرور "هذا لا شيء مقارنةً بمهاراتي المختلفة....." ثم بدء الجميع بالضحك....
وضع كين كوب القهوة الذي كان معه على الطاولة ثم نهض قائلا "اما ادوارد المسكين فقد كان يحلم بالحصول على المركز الاول....انه لا يعلم من نكون نحن...."
رفعت ليليان كتفيها وعقدت حاجبيها وغيرت نبرة صوتها لتقلد ادوارد قائلة "لماذا كين دائماً بالمركز الاول لماذااااا....انا أكرهكم" ليضحك الجميع بعدها بشدة على تمثيلها.....
تحدث مايكل قائلاً "ما هي الجوائز اللتي حصلتم عليها؟؟"
أجابه كين قائلاً "لقد حصلنا على عدة جوائز مختلفة....ولكن الجائزة الكبرى انه حصلنا على مئة الف قطعة نقدية لفوزنا بجميع السباقات بالمركز الاول...."
وان: "اما أنا فقد أعطوني عدة تذاكر لحفلة عشاء في أرقى المطاعم مجاناً...."
جيت: "وانا حصلت على عشرة كتب مجانية من مكتبة العاصمة....سأذهب لاستلامها بعد أيام...."
مايكل باندهاش "هذا رائع..." ثم التفت الى ليندا وقال "وانت يا آرثر؟؟"
ليندا بابتسامة "لقد حصلنا على تذاكر لحضور حفلة موسيقية....وسنكون بالصفوف الاولى...."
ابتسم مايكل وقال "هذا مدهش..."
خيم الظلام على المكان ليعلن معه أنتهاء اليوم بأحداثه المختلفة التي مرت على أصدقائنا.....وها هي الشمس ترتفع في السماء ليبدأ معها يوماً جديداً.......
على تلك السلالم حيث كانت ليندا تنزل عليها.....أوقفها صوت ليليان القائل "آرثر....لديك زائر...."
التفتت لها وقالت باستغراب "زائر؟؟ لي أنا؟؟"
في داخل تلك الغرفة الكبيرة حيث كان كين واقفاً بالقرب من النافذة....دخلت ليندا الى هناك....نظرت الى ذلك الرجل صاحب الشعر الاسود الذي اندمج به بعضاً من الخصل البيضاء....ابتسم قائلا "انت هو....انت من عزف بالامس على البيانو بمهارة...."
حدقت لين به باستغراب....التفت ذلك الرجل الى كين وقال "لو سمحت...أريد التحدث معه على انفراد...."
نظر كين الى ليندا ثم التفت الى ذلك الرجل ليخرج بعدها من هناك مغلقاً الباب خلفه......
أتكأ كين بظهره على الحائط محدثاً نفسه "ما الذي يريده هذا الرجل منها؟؟"
في تلك الاثناء جائت ليليان و جودي.....
جودي بتساؤل "من هذا الشخص وماذا يريد من آرثر؟"
التفت كين نحوها وقال "لا أعلم...."
تبادل كلا من ليليان وجودي النظرات لتبتسمان بعدها بخبث....أقتربتا من الباب لتسترقان السمع....
اقترب كين نحوهما وقال بغضب "ما الذي تفعلانه؟؟ هذا عيب...."
تحدثت جودي قائلة "اصمت قليلاً أنهما يتحدثان...."
أقترب كين من الباب و وضع أذنه عليه وقال بهمس "عن ماذا يتحدثان؟؟"
في الداخل....حيث جلست ليندا على الاريكة وذلك الرجل جلس قبالتها...تحدث قائلاً "سمعت عزفك في الامس...كنت مدهشاً...هل تدربت في أحد المعاهد الموسيقية؟؟"
هزت لين رأسها نفياً وقالت "لا....كنت أتدرب في المنزل...."
"حسناً....جئت الى هنا لأطلب منك القدوم معي...." ثم أخرج بطاقة صغيرة من جيبه و أعطاها لها....نظرت لين لتلك البطاقة ليكمل الاخر قائلاً "أنا أستاذ في معهد للموسيقى....وأُقيم أحتفالات مختلفة على مستوى العالم....أبحث عن الموهوبين في الموسيقى....وأنت لفت أنتباهي في الامس ببراعتك بالعزف....."
حدقت ليندا به قليلاً ثم قالت "وهل تريدني أن أنضم معكم؟؟"
أومئ الاخير برأسه وقال "أجل...ينتظرك مستقبل رائع...وشهرة كبيرة أن وافقت على الانضمام لمعهدي الموسيقي....فما رأيك؟؟"
جودي باندهاش "هل سمعتما؟؟"
ليليان: "هل سيذهب ومعه ويتركنا؟؟"
كين بانزعاج "اصمتا قليلاً..."
ليندا بنفسها "انها فرصة رائعة....سأطور مهاراتي في العزف.....وسأسافر لبلدان مختلفة...ربما يجب علي أن أوافق...."
تحدث ذلك الرجل "صدقني لن تندم....ستستمتع كثيراً...ستتعلم أشياء كثيرة....لن يفيدك البقاء هنا برفقة جماعة من المجرمين..."
شد كين على قبضة يده وقال بصوت مرتفع "من يقصد ذلـ......" وضعت ليليان يدها على فمه قائلة "أصمت ايها الاحمق....ستكشفنا..."
رفعت ليندا حاجبها قائلة باستنكار "ماذا....مجرمين؟؟؟"
"أجل....لن يكون لك مستقبل مع حمقى مثلهم...هيا وافق على القدوم معي....لن تندم...."
شدة ليندا على قبضة يدها وقفت قائلة "يا سيد....أولئك المجرمين هم أصدقائي....وأنا واحد منهم....و لا أسمح لأحد أن يتحدث عنهم بالسوء....كما أنني سعيدٌ معهم ولا أريد الذهاب معك...."
ليليان وجودي بفرح "أنت مذهل يا آرثر...."
ابتسم كين قائلاً "هذا هو آرثر الذي أحبه...."
تكلم الرجل قائلا "لا أرجوك....وافق....لن تندم صدقني...!!"
ليندا بحدة "لا يعني لا..." ثم اتجهت نحو الباب لتقوم بفتحه فجأة اذ بـ ليليان و جودي تقعان أرضاً و كين كان واقفاً بوضعية توحي على انه كان يسترق السمع.... نظرت لين لهم باستغراب....عدّل كين من وضعيته ثم نظر الى ليليان و جودي اللتان وقعتا على الارض وقال مُعاتباً "عيبٌ عليكما....ألم أقل لكما لا تتجسسان على الاخرين؟؟"
التفتت كلا من جودي وليليان الى كين لتنظرا له بحدة....تحدثت جودي قائلة "وكأنك لم تكن تفعل مثلنا...."
كين بإنكار "لا هذا غير صحيح....."
بدأت ليندا بالضحك مما جعل الاخرين ينظرون لها.....وضعت يديها على بطنها وهي تضحك بشدة....تحدثت وسط ضحكاتها "أنتم مضحكون جداً..."
ضحكت كلا من ليليان وجودي.....حدق كين بها وهي تضحك مما جعله يبتسم لا أرادياً....نظر ذلك الرجل لهم ليبتسم هو الاخر....تقدم نحو ليندا وقال "الان فهمت أصرارك على البقاء معهم.....أنا أسف لأزعاجك ايها الفتى...."
التفتت لين نحوه وهي تمسح دموعها بعد أن ضحكت بشدة ثم أكمل الرجل كلامه "أن غيرت رأيك يمكنك الاتصال بي...." ليغادر بعدها الغرفة....
التفتت لين نحو كين وليليان وجودي حيث تبادلوا جميعهم النظرات ليضحكوا بعدها.....
جاء مارك تلك اللحظة ونظر اليهم باستغراب ليقول بعدها "آرثر لديك زائر....."
التفت الجميع له ليقولون "مرة أخرى؟؟؟"
ما أن أنهوا جملتهم تلك حتى جائت كاثرين والابتسامة لا تفارق وجهها لتقول بمرح "آرثر....كيف حالك..." لتعانق ليندا بعدها
لين بسعادة "أهلاً كاثرين تسرني رؤيتك....."
امسكت كاثرين بيدي ليندا لتقول "تعال لنخرج قليلاً...أريد التحدث معك...."
أومئت ليندا برأسها ثم لوحت للأخرين قائلة "الى اللقاء...." لتبتعدا بعد ذلك تحت أنظار الاخرين.....
حدق الجميع بهما باستغراب.....
ليليان: "منذ متى وهما أصدقاء؟؟"
جودي: "وما أدراني أنا.....تقابلا بالامس وأصبحا صديقين بسرعة...."
مارك: "والمشكلة أن تلك الفتاة مع ادوارد...أليس ذلك غريباً؟؟"
كين بنفسه "لقد نسيت سؤالها عن تلك الفتاة...."
اما في الخارج....حيث كانت ليندا وكاثرين تسيران باحدى الشوارع تتحدثان....
ليندا: "هل يعلم ادوارد انكِ خرجتي برفقتي؟؟"
"بالطبع لا يعلم....منذ الامس وهو غاضب....كلما تحدثت معه يصرخ بوجهي قائلاً كاثرين أغربي عن وجهي...."
ضحكت لين بخفة وقالت "اذاً لا بد أنه سيقتلك أن علم أنك برفقتي...."
امسكت كاثرين بعنقها بكلتا يديها لتقول "سيخنقني هكذا..." وبدأت تمثل دور شخص يموت
ضحكت ليندا على تصرفها لتشاركها كاثرين بالضحك.....
ليندا: "الى أين سنذهب؟؟"
"سنذهب الى السوق...ما رأيك أن نتسوق قليلاً؟؟"
"فكرة رائعة...."
دعونا نتوجه الى تلك الغرفة الكبيرة ذات الستائر الحريرية حيث كان اليساندرو يتحدث على الهاتف.....
"هكذا اذاً....أياك أن تغيب عن ناظريك للحظة واحدة....هل فهمت؟؟"
ليغلق بعدها الهاتف....أتجه نحو النافذة ليبعد الستائر عنها....نظر الى الخارج ليقول "ابنتي الصغيرة تتجول مع فتاة من عصابة القرش الازرق...كم هذا مثير....لديها أصدقاء كُثر..."
أما عند كين حيث كان مستلقياً على الاريكة.... كين بنفسه "هنالك حلقة مفقودة...."
وضع ذراعه على عينيه ليعود بذاكرته الى الماضي......
في احدى ايام الصيف المشمسة....حيث كان كين الصغير واقفاً برفقة رجلٌ شعره أسود في مكانٍ بدا انه مزرعة.....كان كين ينظر الى تلك الفتاة الصغيرة الشقراء وهي تلعب مع أحدى الخادمات وصوت ضحكاتها ملئت الارجاء.....
أمسك كين ببنطال ذلك الرجل وقال متسائلاً "أبي....أبي....من تلك الفتاة؟؟ انها جميلة....تشبه الدمية"
نظر اليه والده وقال باستغراب "ماذا؟؟ دمية؟؟"
أومئ كين برأسه قائلاً بخجل "أجل....أنها جميلة جداً"
أقتربت سيدة بشعر أشقر طويل وعينان خضراوتان جميلتان وابتسامة ساحرة لم تفارق معالم وجهها الانثوي الجميل......
كين باندهاش "وااااو أنها سيدة جميلة جداً...."
فتحت تلك السيدة ذراعيها وقالت "ليندا عزيزتي...تعالي الى هنا...."
التفتت لين نحو تلك السيدة لتركض نحوها قائلة بفرح "أمي...."
نهض كين عن الاريكة بسرعة قائلاً "كيف غاب عن ذهني أمراً كهذا؟؟...فيونا لم تكن والدة ليندا.....أنها تلك السيدة.....لكن....من هو والدها؟؟"
وضع يده على رأسه قائلاً "لماذا لا أذكر من هو؟؟ هل لأني كنتُ صغيراً وقتها؟؟" ثم نهض عن الاريكة ليمشي في الغرفة ذهاباً واياباً..... "أصبحت الان متأكداً بان الكسندر ليس والدها....ولكن ماذا كان أسم تلك السيدة؟؟ ومن هو زوجها؟؟" امسك كين رأسه بكلتا يديه ليقول "أنا مشوش تماماً....لا أستطيع التركيز...." ليقوم بعدها بالاستلقاء على الاريكة مرة أخرى....اغمض عينيه قائلاً "ان هذا الامر محير جداً...."
في تلك اللحظة فتح مارك الباب فجأة قائلاً "كين لقد وجدته...."
ذُعِرَ كين منه مما جعله يقع عن الاريكة.....وضع يده على ظهره قائلاً بألم "أيها الاحمق....الا تستطيع طرق الباب؟؟"
أقترب مارك منه قائلاً "لقد وجدته...لقد وجدته"
نهض كين عن الارض قائلاً "من هو؟؟"
"انه ذلك الرجل....بلاك جون"
في مكان أخر....تحت تلك الاشجار حيث جلست ليندا وكاثرين على احدى المقاعد....
كاثرين بملل "ما هذا...جميع الاسعار مرتفعة"
رفعت ليندا برأسها الى الاعلى وقالت "أجل أنتِ محقة....على كل حال أنا لستُ بحاجة الى الملابس"
التفتت كاثرين لها وقالت "بالطبع لا تحتاجين وأنتِ على هذه الحالة...."
نظرت لها لين بطرف عينها وقالت "أنتِ محقة...." ثم اكملت بابتسامة "جميع ملابسي أستعيرها من بيتر....أنها مناسبة لي"
كاثرين باستغراب "بيتر؟؟ اليس ذلك الفتى أصغر منكِ سناً؟؟"
أومئت لين برأسها قائلة "أجل...الا ان حجم ملابسه مناسبة لي...على عكس الاخرين انهم عمالقة..."
ضحكت كاثرين ثم قالت "أنتِ محقة....حجم أجسادنا صغيرٌ مقارنةً معهم..."
حل الصمت بينهما للحظات الا ان قالت كاثرين "ليندا....تلك المقطوعة التي عزفتها من علمك اياها؟؟"
التفتت لين لها وقالت "لا أعلم...ذلك اللحن يتردد في ذهني كثيراً...ولكن لا أذكر أين سمعته..."
كاثرين باستغراب "لا تذكرين؟؟"
أنزلت ليندا رأسها وقالت "أجل لا أذكر....." اغمضت عينيها لتأتي أمامها صورة امرأة شقراء تجلس خلف البيانو وهي تعزف ذلك اللحن...التفتت الى الامام لتمد يدها قائلة "تعالي الى هنا يا صغيرتي...."
أيقظها من شرودها صوت رنين هاتفها....حملت هاتفها وقالت "انه كين..." ثم اجابت قائلة "أجل ما الامر؟؟" صمتت قليلاً لتستمع الى كين وهو يتحدث معها....اتسعت عيناها اندهاشاً وقالت "لا أصدق....أنا قادمة حالاً...." اغلقت الهاتف ونهضت عن الكرسي بسرعة قائلة "أعتذر كاثرين....يجب ان أذهب...." لتركض بعدها مبتعدةً عنها من غير ان تقول كلمةً واحدة....حدقت كاثرين بها وهي تبتعد عنها لتقول بعدها "ما الامر يا ترى؟؟ لما ذهبت هكذا وبسرعة؟؟"
brb............