الموضوع: شريعة الغاب
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 08-04-2007, 04:50 AM
 
رد: شريعة الغاب





فارس الأحزان .. تعودت على قلمك الذكى

وتعودت الدنيا على شجب وإستنكار الضعيف

حكاية الثعبان والشحرور


كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً *** غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ


يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ *** ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ


والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه *** قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ


والكون من مظهرِ الحياة كأنما *** هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ


والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً *** للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ


شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ


ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه *** ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ


وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ


بُغتَ الشقيُّ، فصاح في هزل القضا متلفِّتاً للصائل المُنتابِ


وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً: ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟


لاشيءِ، وإلا أنني متعزلٌ *** بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي


أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي


أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟! *** أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟


لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا *** رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!


وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ *** عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!


ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها *** حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ


أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي


لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى *** وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب

هذا مبدأ الضعيف الشجب والأستنكار .. أنظر لرأى القوى


فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ *** وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:


يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني *** أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ التلاّبِ


والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ


فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي


أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى *** ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي


وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ


وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ


فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً، قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ


أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي


وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً *** في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي


وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي *** وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟


إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً في روحي الباقي على الأحقابِ..


فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه *** أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي


فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى *** والموتُ يخنقه: إليكَ جوابي:


لا أرى للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ، الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ


فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها وارحم جلالَكَ من سماع خطابي


وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً *** عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ





هذه الدنيا وهذه الغابة وهذه النهاية للضعيف لا شىء إلا دعوات الظلم

-( وإن تنصروا الله ينصركم )-


دمت بكل حب يافارس

تقبل مرور إخوانك عاشق وحرف









__________________


بحبك أكتر من أنى أحبك
رد مع اقتباس