الموضوع: شريعة الغاب
عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 08-04-2007, 04:59 AM
 
رد: شريعة الغاب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراج مشاهدة المشاركة
اخي فارس الاحزان ان مداخلتي للموضوع بقصيدة للشاعر

ابو القاسم الشابي
شريعة الغاب
وذلك لوجه الشبه لموضوعك الرائع
وتقبل تحياتي
~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً *غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ
يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ *ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ
والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه* قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ
والكون من مظهرِ الحياة كأنما* هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ
والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً* للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ
شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ *سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه *ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ
وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه* سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ
بُغتَ الشقيُّ، فصاح في هزل القضا* متلفِّتاً للصائل المُنتابِ
وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً: *«ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟»
لاشيءِ، وإلا أنني متعزلٌ* بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي
«أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً* وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي»
«أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!* أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟»
«لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا* رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!»
«وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ *عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!»
ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها* حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ
«أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة* ٌ والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي»
«لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى* وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب»
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ *وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:
«يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني *أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ التلاّبِ»
والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى* جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ
فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها* شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي»
أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى* ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي»
وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ *فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ»
«وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها *يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ»
«فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة *ً، قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ
أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي* فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي»
وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً* في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي
«وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي *وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟
إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً *في روحي الباقي على الأحقابِ..
فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه* أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي»
فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى* والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»:
لا أرى للحقِّ الضعيف، ولا صدّى* ، الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ
«فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها* وارحم جلالَكَ منت سماع خطابي"

وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً *عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ

حقيقة أخت ميراج حاولت اقتباس بعض الأبيات لاستشهد بها في ردي عليك

ولكن القصيدة فعلاً معبرة عما أردت بيانه من خلال مقالي هذا ...

وللأسف هي أول مرة أطالعها .... وفيها الكثير والكثير عما يحدث في واقعنا

فالقوي يلهث وراء مصالحه فقط ولكن تحت مسميات وأقنعه مختلفة ...

حرية... ديمقراطية... سلام ... عدل... مساواة... الخ

والكل يخاف من القوي أو الأسد كما نرمز له هنا وكما ترمز له القصيدة بالثعبان ..

وفي سبيل أن يرضي عنه ولو لفتره يقدم له ضحايا غيره ... إنها سياسة "نفسي نفسي"

أو " أنا ومن بعدي الطوفان" لم يعد لصلات الرحم والقربي والدين والعرق والدم أي

أهميه تذكر !!!!!

اشكرك علي مداخلتك الذكيه والجميلة

رد مع اقتباس