عرض مشاركة واحدة
  #1345  
قديم 11-30-2012, 10:04 PM
 




المحطــــة الرابعة

مضت تلك الفترة وآلكسيا رغم ألمها وتلك الصورة التي لاتزول من ذهنها تلازم لويل

آملة ولو بالقليل .. بتلك الفرصة التي تسمح لها بافراغ مشاعرها

بينما بدأ يتحسن شيئاً فشيئاً الا انه لايزال ذابلاً هادئاً منعزلاً عن العالم

في تلك الغرفة البيضاء جدرانها .. أجل فلم يفارق المشفى طوال تلك الفترة

بينما ليو وجورجيا ولن وايف وجيمي ولويس لازالوا يكتمون السر ويبحثون اكثر حول ماضيهم

كل واحد منهم خطط لما سيفعله ماان يجتاز الاختبار وينهي كل مابدأ به

آلبير وآنجيلا وديفيد وايروكا و جيسيكا .. كذلك لازموا المشفى وكانوا لايغادرونه الا للنوم او لتناول طعامهم

حيث يجتمعون معاً في المنزل الريفي حيث بقي كل من كين وليديا

وكذا ايميلي وميشيل .. لورا ومااريسا ومارسيل

أما مايك .. فقد اختفى تلك الفترة عن الانظار ...!

دخلت الغرفة كعادتها مع الممرضة التي تحمل الطعام لتقدمه له بينما آلكسيا تساعدها

وهي تقول بلطف : هيا هاقد وصل الغذاء يجب ان تأكل جيداً حسناً ؟

جلست بجانبه وغرفت شيئاً من الحساء لتقربه من فمه

أبعد وجهه قليلاً بينما وضع يده على يدها ليبعدها بهدوء

نظرت اليه بحزن ثم قالت بمرح مزيف : رجاءاً هيا كل

اومأ لها بالنفي واذا بالباب يفتح وتدخل جيني .. نظر لها بسرعة ليقول : جيني ..

توجهت له بهدوء ودخل خلفها آليكس وهو يضع يده في جيبه

قال لها لويل معاتباً : تأخرتِ

ابتسمت بلطف ثم وضعت يدها على شعره لتبعثره بشقاوة وجلست بجانبه بعدها وهي تقول بمرح : اعتذر كنا نجري اجتماعاً حول المهرجان فكما تعلم لقد اقترب كثيراً

ابتسم بهدوء وهو يقول بأسى : ام محقة .. لقد نسيت بالفعل

امسكت يده لتقول بحنان وابتسامتها الجميلة تزين شفتاها : لاتقلق .. اعدك انك ستكون بيننا حينها .. لاتيأس ..

نكس طرفه ليقول بصوت خافت : مالفائدة .. لقد انتهى كل شيء ..

نظرت له بتساؤل وهي تقول : أقلت شيئاً ؟

أومأ لها بالنفي بهدوء ليسود الصمت للحيظات قطعته بعدها وهي تأخذ قطعة من الرغيف

وتقطع من القليل لتقربه من فمه : كل هذه لأخبرك بخبرٍ رائع ستحبه حتماً

نظر لها ملياً ثم وضع يده على يدها وتناولها بهدوء

بينما كانت آلكسيا تتأملهما بانكسار وحزن دفين تراقبها عينا آليكس

نهضت محاولة اخفاء مشاعرها بابتسامتها الهادئة وهي تقول : حسناً أنا سأذهب لوالدي وأعود لاحقاً عن اذنكم .. كن بخير .. لويل

قالتها وخرجت بخطوات مسرعة محاولة كتمان دموعها بجهد ..

والتي لم تستطع المقاومة فمذ خرجت تساقطت من عينيها كاللئاليء وقد اعتصر الألم فؤادها

نظر لويل الى حيث غادرت بأسف وهو يقول مستدركاً : آه لابد انني جرحتها .. لم اتناول الطعام حين طلبت مني .. آه اخشى انها فهمتني بشكل خاطيء جيني

آليكس باستياء : بالطبع ستفعل .. أنت لاتقدرها ولاتفهم مشاعرها ابداً .. متحجر القلب

قالها وأمسك يد جيني ليقول بحزم : لنخرج لدينا عمل كثير

وقبل ان تنطق جيني التي بدا عليها الدهشة والاستياء لما قال آليكس كان قد خرج معها

بينما لويل ينظر لهما بحزن وألم .. استلقى على السرير وهو يبعد الطعام

" تباً لي .. لما لازلت هنا .. لما لاأزال في هذا العالم .. مالذي تبقى لي ؟..

حتى جيني .. الوحيدة التي يطمئن قلبي برؤيتها .. سأكون أنانياً تافهاً لو سرقتها من حبيبها

نيكولاس .. لما تركتني بمفردي .. لماذا يتوجب علي خوض كل هذا وحدي .. لما "

اختنق قلبه بألمه ودموعه فوضع يده على عنقه وأغمض عينيه وهو يتنفس بعمق

عله يخفف من وطأة ذلك الشعور الخانق بداخله ..



ابعدت يده بغضب لتصرخ به : لما فعلت هذا ؟ لقد جرحته آليكس لااسمح لك بهذا

نظر لها بغيظ وهو يصرخ قائلاً :لاتصرخي بوجهي جيني ثم مالذي لاتسمحين لي به .. ايذاء حبيبكِ ؟ أجل كم هو جميل ان يعاملكِ بطريقة خاصة صحيح ...

نظرت له بدهشة لتقول بعدها : تعبت حقاً هذا يكفي آليكس .. كف عن التفكير بهذه الطريقة انت لا تثق بي أبداً .. قلتها لك مراراً لكنك تأبى أن تصدقني .. لويل أخي أخي فقط !

- هه ربما لكنه لاينظر لكِ بهذه الطريقة ايتها الساذجة .. استفيقي من أوهامك وأحلامكِ الطفولية البريئة .. انه يعشقك .. يحبك جيني ..

قطبت حاجبيها بغضب شديد وقالت وهي تكبت دموعها بتجلد :
غير صحيح .. آليكس .. انت لاتطاق ابداً .. أنت سيء .. غيرتك تقتلني آليكس .. انك تدمر كل شيء .. كل شيء

نظر لها بدهشة وهو يستعيد ماشاهده خلف البوابة .. أشاح بوجهه عنها دون ان ينبس ببنت شفة

بينما انهمرت دموعها وأخفضت طرفها وهي تبكي بصمت وتمسح الدموع بكفيها

واذا بصوت من خلفهما : اوه يالكما من حبيبان مثاليان .. استظلا هكذا على الدوام ؟.. شجار شجار شجار .. الى متى ستبقيا طفلين عديمي المسؤولية ها ؟

نظر كليهما لكاتي التي علا الاستياء ملامحها بينما تقترب منهما وهي تكمل قائلة :

مالسبب الآن ؟ لويل مجدداً ؟

اشاح كل منهما بطرفه بصمت لتكمل بغضب : اجيبا هيا

ارتعدت اطراف جيني لتقول بسرعة : هو من بدأ لايثق بي ابداً

نظر لها بتذمر ليقول : أنا لست كذلك انني اقول الحقيقة ..

نظرت لكاتي ببراءة كطفلة تشكو لوالدتها : أرأيتِ هاهو يصر على مايقول ايضاً

تنهدت كاتي بعمق ثم التفتت لآليكس لتقول بحزم : هذا فضيع منك آليكس .. كيف لك ان تفكر بلويل بهذه الطريقة .. لويل فتاً مهذب ولايمكن له ان يفكر بهذا الشكل

- لويل ؟ اانتم رفاقه ؟

التفت كل منهم لمصدر الصوت وكان رجلاً وسيماً ذو اطلالة مهيبة

بدا انه في نهاية عقده الثالث .. غزى الشيب بعضاً من شعره الذهبي

بينما زينت عيناه ذلك اللمعان الضبابي المزدوج بخضرة الربيع

أجابته كاتي بتساؤل : أجل نحن كذلك انما من أنت ؟

ابتسم بهدوء ابتسامته الساحرة التي تأسر الألباب وقال بصوته الحاني الدافيء : والده !



تنهد بثقل واعتدل جالساً وذلك الحمل الذي يثقل كاهله يعييه ويرهقه

نظر لتلك الغرفة الباردة الخالية بحزن دفين .. واذا بالباب يُفتح

توقع ان تكون آلكسيا مجدداً فأخذ يحضر اعتذاره في ذهنه بسرعة

وماان رفع بصره لينطق واذا به يرى ذلك الرجل المألوف والذي لطالما التقاه من قبل

قال بارتباك شديد وحيرة : سيـ..ـدي !!!!!

ابتسم الرجل ليقترب منه ويجلس بجانبه ثم عانقه بحنان واخذ يمسح على شعره

بينما الحيرة والذهول يعتريا لويل وقد اشتد ارتباكه وتوتره

ابتعد شيئاً فشيئاً وهو يمسح على شعر ابنه ثم وضع يده على خده بحنان وقبل جبينه

- حمداً لله على سلامتك .. بني

تسارعت دقات قلبه بشكل جنوني وقد انعقد لسانه بينما عيناه تتأملا زعيمه

الذي يتصرف بغرابة لأول مرة .. ذلك الشعور ينتابه مجدداً .. أي رابطة عجيبة تربطهما

ولما يفعل هذا معه .. ؟!! اسئلة شكلت بلبه اعصاراً حيره وعصف بكيانه

بينما اردف والده يقول بحنان وهو يمسك يده :

أعلم تماماً ماتشعر به الآن .. واعتذر لكل ماسببته لك من ألم .. أعلم ان اعتذاري لايكفي .. فقد قاسيت الكثير الكثير منذ طفولتك .. بني .. أنا والدك .. والدك الضعيف العاجز آندريه .. والذي عاش حياة ملوثة سيئة .. كنت انت الوحيد الذي زينها وجملها .. أنت كنت ولازلت بهجتي وأنسي وقلبي النابض .. أنت سبب بقائي واصراري على الحياة وسط هذا الجحيم .. أنت أجمل لحنٍ عزفه لي القدر .. وهدية السماء لي ..

نظر له لويل معاتباً يستمع لحديثه بينما يشتعل قلبه حزناً وأسى ليقول بعدها بألم وعتاب :

ان كنت كذلك لما تركتني وحدي .. لما هجرتني بهذا العالم القاسي .. اتعرف أي طفولة عشتها وأي حياة .. لقد نبذني الجميع وأصبحت بلا قيمة .. أمي حطمتني ودمرتني ومحت كل بذرة نقية بقلبي .. خسرت كل شيء .. شعرت اني اموت كل لحظة وكل يوم .. حتى من كان يؤنس وحشتي وينير غياهب حياتي غاب وارتحل الآن .. ألم الوحدة لايُطاق أبي .. لايُطاق.. أتعلم كم مرة فكرت بك وكم تألمت لأنك غبت هكذا دون ان اعرفك حتى .. كثير من الأفكار راودتني أشعرتني بأني لاشيء ليتخلى هذا العالم عني .. صرت اتخيلك وأتمنى رؤيتك حتى لو كان هذا في أحلامي .. علك تداوي جراحي .. وتمحو ماسببته أمي لي من ألم .. لما تأخرت هكذا .. انتظرتك طويلاً فلما لم تاتني ؟ لماذا ؟

وضع يده على خده ومسح عليه بحنان وقال بأسف تخنقه دموعه :

عشت أياماً قاسية بحق .. أُجبرت على ان لاافصح بحقيقتي لفلذة كبدي .. خفت ان انت علمت بمن أكون ان تتحطم كل مخططاتي لحمايتك واستعادتك وتصبح هدف الجميع .. عزيزٌ علي ان تعيش ذلك الجحيم وان يجري عليك ماجرى .. لو ان الزمان يعود ولو كنت اعلم بأن هذا ماسيحدث .. لكنت افتديك بحياتي .. سامحني بني .. كنت السبب في كل ماجرى لك .. أنا من وهبك هذه الحياة اللعينة .. ولكني اعدك ان لن تعيشها اكثر من هذا .. أعدك اني لن اتخلى عنك مجدداً .. بني

قالها وقد غص بدموعه ثم اعتنقه بقوة واخذ يمسح على ظهره وهو يقاوم دموعه بينما لويل ينظر له بأسف وحيرة .. ليبادله بعدها العناق ويغمض عينيه باطمئنان ..



يتبـــــــــــــــــــــع يرجى عدم الرد

التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 12-01-2012 الساعة 02:19 AM