على جدران الحياة فجأة و دونما مقدمات، بعد معارك من عواصف أرهقتني.. و في ليلة كان الظلام سيدا فيها، وجدت نفسي مطروحة على حبات الرمال الناعمة.. ترطمني أمواج البحر الباردة.. حاولت فتح عيناي، و لكن دونما جدوى.. و كأنما ثقل أطبق عليهما.. كاد أن يمتلكني اليأس.. بدأت فعلا أفتقد و أفقد الحياة، عندها هبت نسمة ريح تطاير معها تراكمات التراب الذي بدأ يطوقني.. فتحت عيناي و أبصرت من حولي على الرغم من تشوه الصورة أمامي، بسبب تناثر ذلك الغبار، إلا أنه لم يلبث إلي أن تلاشى شيئا فشيئا، إلى أن اختفى، و كأنه لم يكن.. أرغمته تلك الريح على المغادرة بعدما أخذته معها ليستقر في مكان أخر.. فذهب مع ذهاب أول هبت ريح.. عما سكون قاتل.. و كأنها لحظة انتظار، و لكن انتظار ماذا! لا أدري.. كل ما هنالك هو أنني على يقين بأن شئ ما سيحدث.. ظللت أترقب لعللي أحظى بقليل من السعادة تنسيني جرحي الذي أفتقته العواصف.. توهج ومض في داخلي، و امتلأت الشقوق المهترئة المجوفة بالحنين و الشوق إلي الحياة، إلي أن تفجرت.. ليخرج ضوء من وسط ذاك الظلام الدامس.. ضوء و كأنه البدر.. لامسني.. خالج شعوري بأن هذه هي اللحظة التي انتظرت.. رفعت عيناي لأرى جيدا لعله الحلم، إذ به قمر يتوسط عتمة السماء، و إذ بانعكاس ضوءه علي، رسمني في لوحة فنية نحتت على جدران الحياة..
__________________ الحياة تحمل بين طياتها أجمل المعاني لا يشعر بها سوى من أمعن النظر فيها.. Zezenia |