عرض مشاركة واحدة
  #1347  
قديم 11-30-2012, 11:21 PM
 




المحطة الخامسة والأخيرة

حل صباح آخر جديد هاديء تماماً ولكن في هذا اليوم

ظل لويل وحيداً في المشفى مع والده فقط فأين البقية وأين تراهم رحلوا ؟



- الى الأمام خطوتان .. استديروا للخلف .. كلا ليس هكذا .. بمرونة اكثر

أجل هيا .. واحد - اثنان - واحد - اثنان ...

- هفف هذا ممل متى سننهي هذا التدريب العقيم

- اشش لاترفعي صوتكِ كي لاتسمعكِ المدربة فتطردكِ

- ليديا لورا توقفا عن الثرثرة والا اخرجتكما من القاعة حالاً

كلتاهما بفزع : حاااااضر

ابتسمت آنجيلا ساخرة بينما تقول : تستحقان هذا هه

نظرت كلتاهما لها بتذمر بينما قالت مارلين وهي تتدرب على الرقص :

كم هذا جميل اشعر اني تحولت لأوديت الرائعة يااه شعور مذهل ..

نظرت الفتيات لها ببرود واحباط ثم عدن لاكمال تدريبهن



- توقف .. أعد العزف والغناء مجدداً مع رفع طبقة صوتك

نظر ليو لذلك المتغطرس الجالس على الكرسي وهو يبرد اظافره ببرود ليقول باستياء :

اعيدها للمرة العاشرة هلا اخبرتني بموقع خطئي بالضبط لأصححه ؟!

نظر له ماكس ببرود ليقول وهو يعود لبرد أظافره :

يجب ان تعرف هذا بنفسك .. والا لن تكون بالبراعة التي تخولك لتكون مطرباً ذا شهرة واسعة

تنهد ليو ليتوجه له وهو يقول : حسناً اعتبرني غبياً احمقاً لايفهم شيئاً واخبرني عن موقع خطأي لايمكنني التفكير اكثر تعبت

نهض وهو يقول مخاطباً جورجيا ولن ومايك : ابليتم بلاءاً حسناً بامكانكم الخروج بينما انت ليو سستبقى معي لأتم تدريبك حتى تنجزه على أكمل وجه

نظر له الثلاثة بدهشة لينهضوا بعدها مستسلمين وكل منهم ينظر لليو مواسياً

بينما بدا عليه الاحباط واليأس الشديدين ..



نظرت لهم ببرود وهي تجلس على احد المقاعد في المسرح وتراقب سير عملهم

لتقول وهي تشير لهم بالتوقف : آلكسيا .. اعطِ تعبيراً ولكنة أقوى سمعت انكِ عبقرية بهذا المجال فلما تبدين هكذا اليوم ؟

نظرت لها آلكسيا بذبول لتومأ بالنفي ثم تأهبت لاعادة التجربة مجدداً

واذا بها تضع يدها على رأسها وتوشك على السقوط لولا ان امسكها يوسوي بسرعة

نظرت لهم المدربة بدهشة وهدوء ثم توجهت للمسرح لتقول بقلق : اانتِ بخير ؟

اومأت بالايجاب بذبول بينما أسندها يوسوي واجلسها على الكرسي ليبدأ بفحصها

وجيني وماريسا تنظران لها بقلق وحيرة ..

يوسوي : لابأس .. ستكون بخير .. لكن ان اهتمت بصحتها اكثر ..

يبدو انكِ لم تاكلي جيداً منذ فترة كما انكِ لم تلزمي الراحة جيداً .. هذا سيء لصحتكِ آليكسيا

أدارت بطرفها وهي منكسة رأسها والحزن يملأ قلبها

بينما كانت جيني تتأملها وهي تتذكر ماقاله آليكس وماحدث في غرفة لويل

نظرت لها بأسف وهي تخاطب نفسها :

" اذاً هي تحب لويل حقاً .. المسكينة .. لابد ان اقوم بأمر ما لأجلها "



- يجب ان نقدم أفضل العروض هذا العام لأجمل مسيرة للنبلاء

آلبير : اعتمد علي فأنا أفضل نبيل شهدته المنطقة

مارسيل : لست بأكثر براعة مني حتماً

تنهد ميشيل بعمق ليقول بعدها بتململ : طفلان حقاً

كين : لاتلمهما فكل منا يود ان يبذل جهده في هذا الحدث الكبير ..

اتوقع ان نخوض منافسات على المستوى العالمي قريباً جداً ..

ميشيل : من يعلم ماقد يخبئه الحفل لنا



بدأ كل منهم عزف ألحانه الجميلة العذبة

وقد تراقصت اوتارهم على تلك الأنغام الهادئة الساحرة

معزوفة بيتهوفن الرائعة كانت مايحضر له كل فرد منهم برفقة الاوركسترا المساعدة

توقفوا اخيراً لتقييمهم كاتي كل حسب أدائه

التفتت جيسيكا لمقعد لويل لتطلق بعدها تنهيدة مثقلة بالأسى

نظرت بعدها لديفيد وهمست له : كيف حاله الآن .. أقصد لويل

نظر لها بطرف عينه وهو يقول ببروده المعتاد : وماشأني بذلك المستهتر ثم لما لاتذهبي وتسأليه بنفسكِ ؟

قطبت احد حاجبيها باستنكار وهي تقول :

لما تتحدث عنه هكذا ؟ كما ان لدي الكثير من المهام لذا لم اتمكن من زيارته في الآونة الاخيرة .. افتقده حقاً

ابتسم ابتسامة جانبية ماكرة ليقول لها هامساً : يبدو انكِ وقعتِ في حبه

احمر خديها بينما تنظر له بتعجب وخجل : كف عن هذا مالذي تقوله .. انه صديقي وحسب

- هه صديق ؟! .. لااعترف بتلك الصداقة القائمة بين الفتاة والصبي ..

- هم!! مالذي تقصده وأنا وأنت ألسنا صديقان ورغم هذا لاعلاقة أخرى تربطنا

نهض وهو يقول لها مصححاً : لم أقل يوماً اننا صديقان .. زميلان وحسب

ثم اخذ آلته الموسيقية وتوجه للشرفة ليعزف لحناً هادئاً جميلاً بينما تشيعه جيسيكا بنظراتها المستاءة المتعجبة ..

واذا بصوت آليكس وهو يقول بلطف وأسف : جيسيكا .. هناك أمر .. كنت اريد قوله لكِ منذ مدة .. لكنكِ كنتِ تهربين مني دائماً .. هلا استمعتِ لي قليلاً

أشاحت بوجهها ونهضت وهي تحمل الكمان وتضعه في الحقيبة الخاصة

امسك يدها بسرعة ووقف أمامها وهو يقول بندم :
حسناً أعلم اني كنت فظاً ..وأعلم ان مافعلته كان سيئاً جداً .. كنت مخطئاً ..
لكني حقاً كنت اواجه ضغوطاً كثيرة تلك الفترة ..
أعلم ان هذا ليس مبرراً كافياً لفعلتي وتصرفي اللامسؤول معكِ ..
وأعلم ان لاحق لي بطلب الصفح .. لكني أرجوه منكِ

صمتت لفترة وهي مطرقة برأسها تفكر ... شد على قبضتها وهو ينظر لها برجاء

قالت بينما لاتزال لاتنظر لوجهه : حسـ...ـناً .. انما .. لاتكررها

ابتسم بسرور وقال بامتنان : شكراً لكِ جيسي .. انتِ اروع صديقة على الاطلاق .. وسأدعوكِ للعشاء بمناسبة صلحنا مارأيكِ ؟

نظرت له وهي تقول بكبرياء : حسناً موافقة شرط أن تأخذني لنزهة تستحق عناء رفقتك

- اوه اانا سيء لهذه الدرجة لتسبب رفقتي لسموكِ العناء والمشقة ؟

اومأت بالايجاب وهي تتقدمه نحو الخارج :
انت كذلك واكثر ثم اني لم اوافق بعد على أن اكون صديقتك ..
فلا أعترف بصداقة الفتيان مع الفتيات هم

نظر لها بدهشة وتساؤل ثم تبعها وهو يرسل لجيني بأنه سيتأخر في العودة للمنزل



وفي قاعة الرياضة كانوا يتأهبون لعرض من نوع خاص

سيشكل حتماً مفاجأة للجميع

لويس : آه اعتقد اننا سنحظى على المرتبة الاولى

جيمي : بالفعل فهذا أجمل عرض شهدته

ايميلي : الرياضة مع الخيال والتكنولوجيا كم هذا رائع

اومأت ايف بالايجاب ثم فتحت هاتفها لتقول بخجل : سأخرج عن اذنكم

ثم اسرعت نحو الخارج بينما قال جيمي ساخراً : موعد جديد مع حبيبها الوسيم

ضحكوا جميعاً ثم عاودوا التدريب من جديد بنشاط



تسللت تلك السيمفونية العجيبة للطبيعة لأذنيه بينما يغلق ازرار قميصه الأسود

نظر للنافذة بهدوء وتوجه بخطوات هادئة نحوها

ثم فتحها واسند كفيه لسورها وتنفس بعمق


ملأ رئتيه بالهواء وهو يغمض عينيه وقد ترائت الصور سريعاً في مخيلته


" - من يمسك بذلك العصفور أولاً سيكون البطل


- أنا سأمسك به وسأريك انني الأقوى يامغرور .. نيكول الأفضل على الاطلاق


- ههه سنرى اخي الصغير المتعجرف "


قبض كفيه بقوة بينما يفتح عينيه تدريجياً وقد خنقته الدموع مجدداً


وضع يده على عنقه بألم وحاول التنفس من جديد لكن الدموع هذه المرة


أبت ان تظل حبيسة مقلتيه .. وانسابت كالسيل على صحن خديه


شهق بألم وانحنى جالساً على الارض مسنداً يده للجدار


ضرب بقبضته الحائط بقوة وصرخ بألم :
لما .. لما أنت .. كان يجب ان أكون أنا ..
بسببي خسرت حياتك ولا تزال صغيراً .. بسببي حُرمت من ان تعيش بسعادة ..
أحلامنا آمالنا .. كل ماخططنا له لمستقبلنا .. وعودنا ..
ايمكن ان ينتهي كل شيء هنا .. أستتوقف حياتك وأمضي وحدي ؟!!..
هل حقاً رحلت ولن تعود أبداً .. بعد أن فقدتك لاطعم للحياة ..
حتى رغم اني وجدت أبي .. لكني لااستطيع ان اكون سعيداً ..
وقد تسببت بتعاستك .. رباه ..
ليت أيامي تنقضي فأنضم لجثمانك ونبقى معاً هناك للأبد .. اشتقت لك أخي ..
اشتقت لك كثيراً ..


شرع في البكاء بحرقة وألم مفرغاً مااختزنه قلبه طوال تلك الفترة من دموع وحزن وثقل


واذا بأحدهم يضع على كتفيه المعطف ويربت علي بحنان ..


لم يستدر واكتفى بالصمت بينما لايزال مطرقاً برأسه ودموعه تنهمر دونما توقف


وقد احمر أنفه لشدة بكائه بينما تناثرت خصلات شعره الذهبية على وجهه


ناداه ذلك الصوت الحاني الدافيء :
هذا يكفي لاتهدر دموعك هباءاً أخي .. حقاً ..
لم اكن اعلم انني مهم لهذه الدرجة بالنسبة لك ..


اتسعت عيناه بذهول كما لو كان يحلم والتفت بسرعة له ليراه بابتسامته الساخرة المعتادة


لكن عيناه هذه المرة كانتا لامعتين بفعل تلك الدموع التي ازدحمت بهما


مخفية سعادته التي يكتمها ويغلفها بقناع الكبرياء والبرود


لم يصدق مارأته عيناه ..
بينما انحنى نيكولاس ليجثو امامه ويضع يده على شعر لويل بتردد


حرك لويل طرفه متفحصاً نيكولاس وهو يتمتم : انها الحقيقة ..
لست احلم صحيح .. لم تمت.. أنت عدت لي .. عدت لي أخي .. لم تمت ..
نيكولاس .. نيكولاس !


ردد اسمه مراتٍ ومرات ودموعه تنهمر بحرقة بينما كان يتأمله بحنان

وهو يمسح على شعره


عانقه بعدها بشوق وشرع في البكاء كما الأطفال وهو يهذي بكلمات متكررة

ويناديه باسمه مراتٍ ومرات


وضع نيكولاس يديه على ظهره لويل وهو ينظر له بحنان وأسى على حاله


ودموعه هو الآخر لاتنفك عن الانهمار بغزارة على صحن خديه ..




- أين كنت طوال هذا الوقت .. لقد خفت كثيراً .. كان ذلك أنت أنا واثق


- لابد انها قامت بعمل فظيع وأوهمتك ان ذلك الشخص كان أنا ..
سامحني لأني لم أكن معك وقتها


لم اتمكن من مساعدتك فوالدي أوكلني بمهمة ادركت حينها انه فعل ذلك لحمايتي


فقد كانت تلك المجنونة تطاردني .. كانت تريد تعذيبك بشتى السبل لتكون ملكها ..


حين عدت من المهمة قمنا بتلك المعركة الحامية وادركت حينها انك كنت بخطر


ولم اتمكن من مساعدتك بما فيه الكفاية سامحني .. لم يكن بيدي فعل شيء ..


التفت له بحيرة وعتاب : لست ألومك على مامضى ..
انما حين علمت بما جرى لما لم تأتِ لزيارتي ..


كدت أجن لفقدك .. كان هذا صعباً جداً أخي ..


نكس نيكولاس طرفه ليقول بارتباك : لم .. احتمل ... رؤيتك .. بتلك الحال ..
كما انني .. كنت مكلفاً بحماية المقر


ابتسم لويل ووضع يده على يد نيكولاس وربت عليها بحنان : سعيد حقاً .. بعودتك اخي




حان موعد اللقاء ودقت الساعة ليتوجه لتلك الحديقة التي وصفتها جيني في رسالتها


وقف هناك منتظراً اياها واذا بآلكسيا تلوح له وهي مستندة على الشجرة

تتأمل السماء بحزن وشرود


استدرك ماترمي له جيني بفعلتها تلك فابتسم بهدوء

وتوجه لها ليقف خلفها ويضع يديه على عينيها


وضعت يدها على يده وقد انتفض جسدها لوهلة بذعر


استدارت وماان رأته حتى احمر خديها واشاحت بطرفها بخجل شديد


لحظات صمتٍ قطعها وهو يقول بتوتر :

أنا اعتذر .. لما بدر مني في المرة الماضية .. لم اقصد هذا حقاً


اومأت له بالنفي بخجل وقالت : لابأس اتفهم موقفك


ساد الصمت مجدداً وكل منهما يشعر بالارتباك والتوتر ولايعرف كيف يبدأ الحديث


كان الجو ثقيلاً للغاية .. هذه المرة قررت هي قطعه ..
كان الأمر بحاجة للكثير من الجهد حقاً


حتى نطقت بصعوبة : أ..نا ... أريد .. أنا عترف بأمر ما


نظر لها بتساؤل ليقول لها : تفضلي


قبضت يديها على فستانها وهي مطرقة طرفها وقد زمت شفتيها

ونبضات قلبها تتسارع كما المطرقة تضرب الحديد


- أنا ... لااجبرك .. على اي شيء .. ولن اقول ماسأقوله رغبة مني .. بشيء ..
سوى .. ان .. ان اتخلص من هذا الثقل .. الذي يحيط بقلبي .. لويل .. أنا ...
أنا .. احبـ..ـك


اتسعت عيناه بدهشة وخفق قلبه .. أجل فهذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها تلك الكلمات


لم يعرف ماعليه فعله او قوله .. بدلاً من ذلك كانت ذكرياته التعسة وحدها الكفيلة بتملك عقله


قال بعد صمت ثقيل : لاأعلم .. مايجب علي ان اجيبكِ به ..
لست بارعاً بهذه الأمور .. لكني حقاً .. ممتن لسامعي هذه الكلمات منكِ ..
لااستحق
.. حبكِ فأنا شخص عاش حياة فاسدة مظلمة كنت فيها الأسوأ
أنا ..


قاطعته وقد وضعت يدها على
فمه وأومأت بالنفي :

أنا احببت
ك كما أنت .. الماضي لايهمني بتاتاً ..
مايهمني هو لويل الآن
لو
يل الرائع والمميز والذي تغلغل لأعماق قلبي وسكنها ..
أحبك لويل
ولست مجبراً على مبادلتي هذه الم
شاعر ..
فأنا ايضاً كان لي ماضي السيء
كما انني اعلم بأنك تحب اخرى لذا لاتق
لق ..
لست مضطراً للتفكير بمشاعري

اومأ لها بالنفي بسرعة : لاتفهميني بشكل خاطيء ..
جيني اختي وحسب

ا
قسم اني انظر لها بهذه الطريقة ..
عشنا معاً بالميتم ولايمكن ان افكر بايذائها
او جرح مشاعرها ب
الوقوع بحبها ..

نظرت له بدهشة ثم ا
بتسمت بخجل وسرور وهي تهمس :

اتقصد .. انك موافق

احمر خديه خجلاً واشاح بوجهه بارت
باك :

لاتسأليني لاأعلم حقاً .. لكني لااملك حبيبة حقاً .. و .. و .. آه هذا مربك ..
مربك للغاية

ابتسمت ضاحكة ثم قالت بمرح وسعادة :
لابأس .. رغم ان على الفتى ان يقول هذا للفتاة لكن لابأس بأن اتنازل هذه المرة
لأجل حبي
المميز لويل .. سأمهلك ماتشاء لتفكر .. لست بعجلة من امري ..

نظر لها
بتعجب واحراج : آه لا لم اقصد هذا .. أنا احمق بهذه الأمرو فقط

-
اجل اجل اعلم هذا ههه

اخذ يحك مؤخر
ة عنقه بتوتر وارتباك ثم ضحك كليهما ضحكات جميلة سعيدة

لتغيب الشمس وتعلن عن مساء مميز ساحر
جديد



سحابة انقشعت ليبدو البدر من ورائها منيراً ساحراً يتملك القلوب ويتربع ملكوتها

هبت تلك الرياح تصفر بلحنها المعهود وتطلق العنان لتلك الوريقات الملونة والزهور

لتتناثر على صفحة المياه الباردة .. بينما تتدفق اخرى مشكلة تلك التموجات الرائعة المميزة وسط البركة

أمام تلك النافورة المستديرة ذات الطبقات الثلاث تزينها تماثيل لأطفال صغار

بدا ذلك الممر الطويل الذي كللته أقواس الزهور على جانبيها أشجار ملونة جميلة

ينتهي الممر بحديقة اخرى واسعة بل ضخمة بدت كقاعة احتفالات بزينتها الأخاذة

وتلك الأضواء الهادئة الساحرة التي يخيل لك حين تراها انك في احدى البقاع العجيبة من العالم

بوابة كبيرة هي ماتوسطت تلك الحديقة .. وكانت المدخل للقاعة الضخمة حيث ازدحم الحضور ليأخذوا مقاعدهم

مسرح عجيب مميز كللته لمسة من الخيال ولفتة سحرية من الابداع اللا محدود

ولكم ينتابك شعور بأنك جزء من ذلك العالم بعيداً عن الواقع تبحر وتغوص بأعماق فنهم العجيب

بدأ التصفيق الحار حالما ارتقى المشرف لويس المنصة ليبدأ مقدمة تميزت بجزالة تعبيره وحكمته

بينما وخلف الستار بدا الارتباك على معظم التلاميذ وكل منهم يحاول ان يساعد الآخر ويشجعه

نظر لويل من خلف الستار للحضور وقال باعجاب : مذهل الكثير من المشاهير هنا

اقترب ليو منه ليشاركه وهو يقول : واو محق انما هذا .. مربك حقاً

ابتسم آليكس وهو يقترب منها ليقول بينما يحيط بذراعه كتف كلٍ منهما : ليكن هذا حافزاً اكبر لنا ولنظهر براعتنا

اومأ كلاهما له بالايجاب وعادوا ليتأهبوا للعرض المذهل

بالفعل مذهل .. كان من اروع العروض التي اقيمت في ذلك العام

وظل الجميع يذكره على مرور السنين .. عرض لامثيل له

جمع الخيال والابداع والعفوية والبراءة والسحر الذي يأسر القلوب

أدت كل من فرقة الرقص والتمثيل عرضاً لمسرحية اوديت بأداء موسيقي صامت مبدع

كان مؤثراً بحق وقد حُفر بذاكرتهم للأبد .. وكذا لاننسى دور فرقة الموسيقى بهذه المسرحية

ليس خلالها وحسب .. بل طوال العرض .. مما أثار ذهول واعجاب الحضور فقد غدا احترافياً بديعاً

فرقة الغناء ابدت دورها الرائع والمميز فلم يكن هذا كأي احتفال عابر

طغى الرقي هنا على أجواء الحفل وكل الأغاني التي احتلت الفترات الفاصلة بين العرض والآخر

حملت طابعاً فخماً ومعبراً وذا مغزى بديع سحر الجميع .. بالفعل كان ادائهم جوهرة نادرة ظهرت للعيان أخيراً

وفرقة المبارزة والرياضة ابدتا عرضاً خيالياً ذو طابع درامي مثير ومذهل

بتلك التقنيات العجيبة التي رغم بساطتها بدت احترافية جداً واظهرت الرقي الملموس لأدائهم

انهى الحفل .. وأُسدل الستار لأجمل تجربة وحفلة خاضها هؤلاء التلاميذ

حملت ذكريات في قلوبهم لايمكن لها ان تنسى .. تشاركوا تلك الليلة مأدبة العشاء الفاخرة

احتفالاً بانجازهم العظيم .. وظلوا مستيقظين طوال الليل يتسامرون ويلعبون

يرافقهم أحبتهم وذويهم .. وكل يحمل آماله وأحلامه وطوحه التي ساقتها له تجربته تلك



هاهي النهاية على الأبواب

والكل اجتمع أمام باب واحد سيقودهم نحو المستقبل

مايك الذي خاض صراعاً مع أعماقه وحبه وبين صداقته ورغبته في البقاء وتحقيق احلامه

استسلم اخيراً وانضم لهم وكله امل بأن تتحسن احواله ويتمكن من ان يكون سعيداً رغم مافقده

اخرجوا اوسمتهم بعدما خاض ذلكما الاثنان المتبقيان صراع الماضي والحاضر

وكم كان الجواب على اسئلتهم سهلاً وسريعاً

فُتح الباب وبدا لهم ذلك العالم الخيالي ..

دخلوه وعبروا بوابة الزمن

وجدوا انفسهم في صحراء واسعة برمال ذهبية وسماء واسعة تزينها النجوم المتناثرة كما الدرر

والبدر يتوسط كبد السماء بشكل ساحر جميل

ونسيم الهواء العليل يطرب القلوب ويزيدها سروراً وبهجة

وقفوا منتظرين ماسيحدث واذا بالكتاب يضيء

وتظهر كلمات الأحجية من جديد ولكن في السماء بضوء فضي ساحر عجيب

فتح آليكس الكتاب واذا بحروف تبدو له واضحة بعدما كانت مبهمة

التفتوا له جميعاً واحاطوا به وهم يلحون عليه بالقراءة بصوت مرتفع

ليومأ بعدها لهم بالايجاب ويبدأ بالقراءة :

يحكى ان حاكماً كان يعيش في مدينته السحرية العجيبة مع ابنائه ال23


كانوا مجموعة من الأطفال المدللين طغت عليهم ذكريات الماضي لتبعدهم عن الواقع

حتى استسلم كل منهم لمشاعره او ضعفه أو حبه لذاته وللسيطرة

تنافسوا كثيراً فيما بينهم حتى خشي الحاكم على مملكته من هؤلاء الأبناء المستهترين المدللين

فكر وفكر وأخيراً قرر ان يزج بهم في ظلمة الحياة واروقتها المعتمة ليذوقوا قسوتها

علهم بذلك يكتشفوا ولو القليل من الحقيقة والواقع الذي يعايشونه ويتجاهلونه

وخبأ لكل منهم وساماً لشيء ما افتقده وكم كان بحاجة له .. ولم يكن بامكان احدهم المضي

دون ان يأخذ وسامه ويضعه على صدره ... وهكذا بدأ كل منهم رحلته في اكتشاف ذاته الحقيقية

واجهوا الكثير الكثير من الصعوبات .. وخاضوا في نزالات كثيرة .. اقتادهم اليأس لشواطئه في بعض الاحيان

واعادهم الأمل لبر الأمان احياناً اخرى ... وفي النهاية .. حصلوا على أوسمتهم

وقد علقوها على قلوبهم قبل ان تحملها اكفهم ..

لم يكن احدهم بحاجة لعقار سحري يمنحهم ماافتقدوه من صفات ومهارات وقدرات

كانوا بحاجة لأن يكتشفوا ذاتهم الحقيقية .. لتنير أنجمهم من جديد وتطغى على ظلمة قلوبهم

توقف عن القراءة وابتسم بهدوء ثم قال مستدركاً : لما 23 ابناً اولسنا اربعاً وعشرين تلميذاً ؟


ابتسم يوسوي وكان قد تراجع ليخرج من البوابة دون ان يشعر احدهم بذلك

اشار لكوكي التي حركت عصاها السحرية للتساقط تلك الشهب المضيئة متتالية في السماء

نظروا جميعاً لذلك بذهول وابتسامة سعيدة والأمل يلوح بقلوبهم من جديد

كان أجمل منظر شاهدته اعينهم .. ذكرياتهم تلك .. حتماً ستكون الأفضل ..!



- وماذا حدث بعد ذلك أبي ؟

- امم لازالت هذه بداية حياتهم السعيدة فقد بدأ كل منهم بعدها يكمل طريقه بالطريقة الصائبة

آلبير .. بحث عن صديقه القديم حتى التقاه واعتذر كما يجب وحاول كثيراً دونما يأس حتى حظى على صداقته اخيراً

ليو اعترف لشقيقيه كاتي واليكس بكل ماعرفه من حقائق وكذا جيني التي اعترتها الدهشة في باديء الأمر

تقبلت ذلك بسعادة واخبرتهم بما تعرفه لتعيش بعدها معهم عائلة سعيدة محبة

ومن يعلم قد تتزوج ذات يوم من حبها الأزلي آليكس ..

- آه وماذا عن أمها هل ماتت ام عادت للسجن ؟

- ههه كلا كلا بل سامحتها وعاشت معها بسعادة .. هيلين كرست حياتها لتكفر عن اخطائها وتكون الأم الحنون لهم جميعاً

سؤال آخر اطلقه ثغر الصغير الآخر بكل براءة : وماذا عن البقية ؟

- اممم لويل عاش مع والده
وأخيه نيكولاس آهلم اخبركم من هو والد نيكولاس صحيح ؟ خمنوا معي من يكون

اخذ الطفلان يفكران لتقول الفتاة بسرعة : آندريه صحيح ؟

اومأ لها بالايجاب وقبل جبينها ثم قال بحنان : اجل لقد تبنى آندريه نيكولاس ليكون شقيق لويل بشكل رسمي .. و .. هناك مفاجأة اخرى تخص لويل وآلكسيا سأخبركم بها في ليلة اخرى ..

كلاهما : الآن ارجوك ابي

اومأ لهما بالنفي ليكمل : الا تريدا معرفة ماحل بالبقية ؟

اسرع كلاهما بالقول ببراءة : بلا بلا

- حسناً .. ليو وجورجيا ولن ومايك استمروا بفرقهم الرائعة المميزة

وكبروا شيئاً فشيئاً كما اصبحت علاقة ليو بجورجيا اكثر قوة رغم شقاوتهما

التي لاتن
قضي .. ومايك عاد لعائلته عله يحاول ان يعود لطبيعته البشرية ههه ..

أما كين فتوجه للقاء شقيقه المعاق والذي كان لايبصر ولايتحرك ..

و
عرف سر محبة الجميع له فقد كان رغم آلامه يبتسم بتفاؤل دائماً

ويبعث السعادة
والأمل بالنفوس ..

أما ليديا فقد بدأت تتدرب على يد كل من جيمي وايميلي
لتكون قوية جريئة مثلهما ..

لويس اعترف بالحقيقة لوالديه و
تقبلا الأمر وزارا عائلته الفقيرة

وللأسف كان
شقيقه بحال صحية سيئة ووالده أُخذ سجيناً لجرائمه الكثيرة ..

لكنهم اهتموا بهم جيداً وبدأت احوالهم تتحسن شيئاً فشيئاً ..

ديفيد اصبح عازفاً مشهوراً ورائعاً ..

وكذا جيسيكا التي اصبحت شريكته ومنافسته في الوقت ذاته ..

لورا بدأت تحاول كسب ثقة الآخرين و
منحهم اياها ايضاً

وقد حققت ذلك ب
عد جهود كثيرة بذلتها ..

ماريس
ا وآنجيلا .. هما ايضاً بذلتا جهدهما لتعودا لحقيقتهما ..

فتاتان نبيلتان رائعتان جميلتان تثق كل منهما بذاتها وقوتها ..

مارسيل الذي أكمل
دراسته بثقة ونجح في مبارزات عديدة

وكذا
ميشيل الذي حاول تدريجياً كسب اصدقاء جدد

وبالفعل كان هنا
ك من ينتظره ويرغب بصداقته ..

نظرت له الطفلة وهي تقول ببراءة وسرور :

رائع جداً لكن ماذا عنك بابا ؟ وكيف احببت أمي وتزوجتها

وماذا فعلت
مع جدي العنيد ؟

ابتسم يوسوي ابتسامة جانبية وقال :

ل
ي قصة اخرى سأحكيها لكم في الليلة المقبلة أما الآن فالى النوم احبائي ..

فُتح الباب ودخلت ايروكا بابتسامتها الجميلة

وهي تمسك بيد طفل بدا
انه لم يكمل العام بعد وكان يرتدي حذاءاً جميلاً

ي
صدر تلك الأضواء الملونة الجميلة كلما سار به وتنبعث منه موسيقى العيد

بشكل طفولي جميل .. بدا سعيداً وهو يسير كما البطة به ويدور
بمرح طفولي

وينظر تارة اخرى للحذاء بتعجب بريء

ثم ينظر لوالده بسعاده
وهو يتمتم بكلمات طفولية غير مفهومة

فتح يوسوي باعيه وهو يبتسم لابنه الذي جرى نحوه وعانقه ليحمله والده في حجره ويتأمله بحنان وحب

- ماهذا ارى انك لازلت ترتدي حذائك السحري العجيب حتى مع بيجامتك هذه .. كم يبدو مظهرك مضحكاً ..

اجابه الطفل بصوته البريء : اداددا

ضحك بلطف ثم عانقه بسعادة : صغيري الثرثار

اقتربت منه ايروكا بابتسامة محبة : هيا احبائي الى النوم الآن

كلا الطفلين : حااااضر ماما ليلة سعيدة

- ليلة سعيدة حبيباي

اسرع كلاهما ليخرجا من الغرفة متوجهين لغرفة نومهما

بعد ان قبلا خد والدهما ووالدتهما بينما ارتمى يوسوي على السرير

وبجانبه ابنه الحبيب فيليب تتلوه
زوجته ايروكا ..

ليخلد كل من
هم للنوم بسلام ..





نبضات قلبه المتناسقة مع خطواته قطعت سكوناً مخيفاً غشى تلك البقعة ..

ذلك الطفل الغريب وقف أمام النافذة ليبتسم ابتسامته المخيفة

وهو يقول مخاطباً صديقه الغامض : انه دورنا ... كارلوس .. لنبدأ اللعب

عصفت الرياح بتلك البقعة لتمتزج الحانها بسيمفونية ضوء القمر

والتي بدأ بعزفها
بينما يتأهب للمرحلة القادمة

انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى



يتبـــــــــــــــــــــع يرجى عدم الرد

التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 12-01-2012 الساعة 01:09 PM