أيا دهر رفقا بمواجعي
و كفاك أيها المتجبّرا

أما يكفيك وئد أحلام تحبو
علي قارعة السنين تعنتا

ألا تنتهي أن تستبيح مساحات
الرجاء حين

تنمو في دواخل المسحوقين
شموعا نيّرات..

لتسرق من شعاع أعينهم
خيوط البريق..تكبرا

ألا يكفيك مصادرة الفكرة
حين تولد حرة لتعربد في

تفاصيلها وتخنق باكرا مساماتها
ظلما وجورا وتذمرا.. .

ألا يشجيك الطلّ راقصا
بين أحضان الرحيق؟

ألا يستثيرك عناق نسيمات
حين تعانق ألق

الشفق الحنين ...تفكرا..

ألا يحرك جمودك الصلد
فرح أوطان بقدوم أولادها

من غياهب المنافي البعيدة
وتستجيش أدمعك تأسرا...

مالي أراك تستمرئ الترنح
في ظلمات الظنون..

وتظل تطفق هازئا بكل
أشياء الحياة السجية تمردا...

ماذا يعيب نبل الأماني ؟

ماذا ينتقص من مخملية الشجون ؟

ماذا لو بنينا أفكار الخلود
تحلق في سماوات النفوس تبخترا؟

ماذا دهاك يادهري ؟

هل عميت عيناك عن
إستنطاق حقيقة العشق الشفيف

وتسابيح الزاهدين الأتقياء لرّبهم
تجّمل الدنيا

أنوارا وأسرارا وتبتّلا ...

أيا دهر أنا قد مللت
حبسي في سجون ظنّك

المعتوه طيلة هذي العقود..

فاطلق سراحي كي أعود....

أحلق في الأفق البعيد متبخترا...