عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-09-2012, 01:47 AM
 
الجزء الرابع
- إنهم شعب الجبارين .. !!
وتوقفت أنامل رضوى عن تفنيد حواشى لفائف الوليد باحثة عما تزعم .. ولم يكن سبب توقفها ما إخترق أذنيها من قول الأب الذى واصل :
- لقد خلق العدو الذى يقبع عندما تلتوى رقبة البحر وتنتهى حدود سيناء لنفسه شعبا كالجبال لاتهزه ريح !
وارتعشت أناملها مترددة وبدت أنها نمكر مكرالتتحاشى أمرا آخر غير الذى سمعته من والدها الذى كان أشد مكرا فأردف :
- شعب لايهاب الموت من طول ما تعرض له فتكونت لديه مناعة صلدة ضده خلال ستون عاما إنصرمت على الإنصهار فى المحرقة التى أتى بها عدوه المحتل معه من حوارى أوربا ثأرا لنفسه ممن أحرقوه بإحراق شعب آخر وضحية أخرى .. ! وبرضى وتشجيع ممن أحرقوه طبعا أو تكفيرا عن ذنبهم لأنهم بالضرورة لا يملكون إلا السكوت عن الجريمة الجديدة التى كانت عين الجريمة القديمة التى سبق لهم إرتكابها فى حق المجرم الجديد ! والمثل يقول : فاقد الشىء لايعطيه و وتوقف ليرى الجزء الرابع
أثر كلامه على طفلته التى بدت مقتنعة تماما بكل كلمة فاه بها.. وأكثر من ذلك فعل فى نفسها فعل السحر فقد عرف طريقه لكشف لغز تلك النفس وبدأ يزعزع ما قر فى أعماقها من جذور الأحزان لما حدث ويحدث - يوميا - للبشر العاديين وللأطفال بصفة خاصة من إبادة جماعية فى هذه البقعة المقدسة من الأرض \" وطن كل الأنبيا ء الذين سبقوا خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام \" .. ولصمت العالم \" وبينهم الأشقاء فى الآونة الأخيرة \" عما يجرى وكأنهم – على حد قول الأب – يكفرون عن ذنب إرتكبه غيرهم ويسددون دينا على غيرهم من رصيدهم فى بنك الحياة الذى لاينضب بل يتزايد كلما تعرض لمحاولات السطو والمحق !
والذى أدرك بنظره الثاقب انه ضعضع عزيمة إبنته فقرر أن يضرب - ككل الأذكياء- على الحديد وهو ساخن ودمدم بلهجة رصينة مؤثرة مستطردا :
- أنت يا إبنتى الحبيبة تهينين هذا الشعب العريق وتشهرين به من حيث لاتشعرين عندما تزعمين دون قصد وبنية حسنة أن الطفل اللقيط ينتسب إليه !.. نعم حزنك على الأم وأطفالها الأربعة وغيرهم قبلهم أمهات وأطفال كثيرين هو ما يجعلك تتخيلين على الرغم منك وقوع أمور غير معقولة فكيف يتسنى لرضيع أن ينتقل من غزة إلى القاهرة ! هل طار فوق صاروخ قسام ! أم وقع من جيب أمه عند معبر رفح المغلق فوقع على الناحية الأخرى فى صندوق سيارة \"ربع نقل تتبع مرور القاهرة\" وسافر به السائق حتى بلغ الشارع الذى تقع به مدرستك فألقى به دون أن يفطن له كالزبالة ! .. أفيقى مما أنت فيه من أوهام وغفلة يا حبيبتى من أجلنا جميعا ! ومن أجل الطفل الذى تعقدين مشكلته بإ دعاءاتك التى لايصدقها عقل .. بينا حلها سهل فى قسم الشرطة !
كان آذان صلاة العصر يوشك أن يرتفع ولم يتريث الأب ليسمع رأى إبنته فيما قال لثقته فى أنه أصاب منها هدفه وخرج لايلوى على شىء معلنا وهو يخطو أنه سيصلى فى الجامع المجاور ثم سيبتاع إبان عودته بعض إحتياجات الرضيع من\"اللبن الجاف والكوافيل والحفاضات وأدوات الإرضاع ودواء شهير لتسكين ما قد يعتمل فى بطنه من مغص يعرف بخبرته أنه يواكب دائما الأسابيع الأولى من حياة الأطفال .. وساورت رضوى مشاعر توزعت بين الأمل والغبطة فهاهو والدها فيما يبدو وقد تراجع بعض الشىء عن موقفه يظهر إهتماما وعطفا على الصغير المسكين بيد أنه خيب رجاءها وهى تتسمع بإهتمام بالغ إلى آخر كلماته حيث قال :
- وسيتعين علينا بعد العصر أن نذهب به لقسم الشرطة .. للإبلاغ عن واقعة عثورنا عليه وهى التى لها ان تتصرف !
فتعالى نحيبها مرة أخرى مخيبة الآمال بدورها بعد أن توهم الجميع أنها برأت مما أصابها وإندفعت تتوارى فى غرفتها عن الأعين وفى عين اللحظة وكأنه توافق متفق عليه إرتفع صراخ الطفل فإستدارت إليه قبيل إختفائها وإختطفته من موضعه علىالأريكة وهى تضمه إلى صدرها وتهدهده تارة وتضع وجهه كله على جانب خدها فى وجد وتحنان وتقبله تارة أخرى .. لا لم يكن - كألدمية تلهو بها – فإنها كانت تحمل له فى حناياها ما هو أكبر من اللهو واللعب ونفث نوازع غريزية لم تزل بعد فى طور البادرة ! .. لقد كانت - كما أسلفنا – عواطف أمومة كاملة والغريب ان الصغير كان يبادلها شعورها فقد كف عن النحيب بمجرد أن إشتمها وأحس بأناملها تمسكه بحرص وتضعه فوق قلبها ليتبادل حديثا هامسا مع دقاته يعبر به عن كامل سعادته بها وحبه لها مناجاة أو بمعنى أصح مناغاة يعرف مدى جمالها وعذوبتها من جرب أن يكون أما أو أبا !

تابع ......
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس