القوى الإسلامية تخوض الجولة الثانية للصراع مع "الإعلام" بعد "القضاء" تحت شعار "التطهير".. الإسلاميون بدأوا
فى البداية دخلت القوى الإسلامية فى صراع مع القضاء أسفر عن مشاهد متعددة بدأت بالهجوم على بعض القضاة والمطالبة بتطهير القضاء، انتهاء بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا الذى بدأ قبل يوم من إصدار المحكمة لحكمها فى دعاوى حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور، الصراع مع السلطة القضائية والمستمر حتى الآن لم يكن الوحيد الذى تخوضه القوى الإسلامية، حيث قررت أن تفتح لنفسها جبهة جديدة منذ يومين مع الإعلام.
فالإعلام أصبح الجولة الثانية التى تسعى القوى الإسلامية إلى كسبها من خلال ما أطلقوا عليه "تطهير الإعلام"، مما يدور فيه سواء فى بعض القنوات التليفزيونية أو الصحف المعارضة والمستقلة.
وتظاهر الآلاف من المؤيدين للقوى الإسلامية أمام مدينة الإنتاج الإعلامى يوم الجمعة الماضى، بقيادة حازم صلاح أبو إسماعيل، متهمين مذيعى برامج "التوك الشو" بإثارة الفتنة، وتبنى وجهة نظر واحدة، وهو ما اعتبروه عدم التزام بالمعايير المهنية على الهواء.
وردد المتظاهرون هتافات، منها "الشعب يريد تطهير الإعلام، يا إعلام يا فتان عملت فوضى فى كل مكان"، كما رددوا هتاف "باطل" ضد أغلب الإعلاميين من مقدمى برامج "التوك شو"، ومنهم عماد وعمرو أديب ولميس الحديدى وخيرى رمضان ووائل الإبراشى وإبراهيم عيسى ومحمود سعد ويسرى فودة وريم ماجد.
هذه المظاهرات أمام مدينة الإنتاج الإعلامى سبقها انتقادات قوية من التيار الإسلامى وصلت إلى حد اتهام بعض الإعلاميين بالتكفير، فعلى سبيل المثال اتهم الداعية الإسلامى وجدى غنيم الإعلاميين والصحفيين والنخبة بالكفر والفجور، وقال فى فيديو له "أقصد بالمجرمين هؤلاء العلمانيين الليبراليين الكفرة الكارهين للإسلام والشريعة، وأقصد كذلك بالمنافقين النخبة والكلام الفارغ على الفضائيات المشبوهة وفى الجرائد المجرمة، سواء عامل نفسه إعلامى أو صحفى أو ليبرالى موتوا بغيظكم.. وأدعو الله ألا يجمعنى بهم فى الدنيا أو الآخرة".
صلاح عيسى الكاتب الصحفى والمؤرخ وصف ما حدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى بـ"المخيف"، قائلا: "إن هذه المظاهرات دلالتها بالغة السوء، لأنها تكشف عن طبيعة التيارات الإسلامية واتجاهاتها التى لا تتحمل النقد، وأن نيتها بالغة السوء نحو الديمقراطية"، مشيرا إلى أن الهجوم على القضاء فى البداية ثم الإعلام إن دل على شىء فإنما يدل على ان تمكن القوى الإسلامية من السلطة سيجعلهم يكبلون كافة الحريات العامة فى الفكر والإعلام والفن".
وأضاف أن القوى الإسلامية لديها الأجهزة الإعلامية الخاصة بها ويظهرون فى كل الفضائيات، ولكنهم من وجهة نظره ليست لديهم أفكار يدافعون عنها، وإنما كل ما يسعون إليه هو أن يكون الإعلام ذا اتجاه واحد يدافع عن أفكارهم ومعتقداتهم ولا يختلف معهم.
وأكد أن القنوات الإعلامية ومن يقوم عليها لا يجب أن تتخوف ما يحدث، لافتا إلى ضرورة المواجهة وأن تستمر هذه القنوات على منهجها، كما طالب بأن يقوم كل الإعلاميين الذين تعرضوا للتهديد باستخدام الأساليب القانونية وتقديم بلاغات للنيابة العامة لوقف هذا العبث، قائلا: "ولابد أن تجتمع كل النقابات المعنية بحريات الرأى بنشر ما يحدث أيضا فى الإعلام الدولى يجب ألا نتراجع أمام هذه الهجمة".
وأضاف عيسى، أن تهديدات بعض التابعين للقوى الإسلامية للإعلاميين من الممكن أن تتحول إلى واقع، لذلك ينبغى على كل من تصلهم تهديدات أن يتقدموا ببلاغات لكى يكون نوعل من التحذير لهذه القوى.
واعتبر عيسى أن القوى الإسلامية تفضح نفسها أمام الجميع، وأخطر ما يقومون به هو أنهم يصورون أن حالة السخط عليهم من اصطناع الإعلام، لافتا إلى أن هذه كارثة، لأن من يملك الحكم أغلق أذانه وأعينه عن غضب الشعب وحول الأمر إلى اتهام الإعلام والإعلاميين.
فى حين قالت الكاتبة الصحفية، فريدة الشوباشى، إن ما يتم أمام مدينة الإنتاج الاعلامى هو إرهاب ولا يمكن أن يحمل أى مسمى آخر، مضيفة قائلة "الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ينتقد القنوات التى قام بالظهور فيها فهو عايز أن الإعلام يكون على مزاجه".
وأعربت الشوباشى عن دهشتها بتحدث الرئيس عن الحفاظ على المنشآت العامة، ولا يتحدث عمن حاصروا المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الاعلامى، ولم يتم اتخاذ أى خطوات رادعة لمنع هذه الأحداث، مؤكدة أن ما يقوم به أتباع القوى الإسلامية لن يؤثر على الإعلاميين، قائلة: "لابد أن ندافع عن حقوقنا وكرامتنا، لأن ما يحدث الآن أسوأ من عهد مبارك". عقارات 2013 شقق للبيع 2013 شقق ايجار 2013 شقق ايجار قديم 2013 |