عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-15-2012, 04:35 AM
 
اختى الحبيبه فراشه
اعرف ان نقلك للصوره بنيه حسنه
عسى ان يتعظ الناس
ولكن حبيبتى لا يجوز
فى فتاوى بالكلام ده كتير
وهحاول انقلها لك هنا
منكرٌ قد شاع، ولا بد من التنبيه عليه، والتحذير عنه.
وهو تصوير جثث موتى المسلمين، ثم عرض هذه الصور على شاشات التلفاز والحواسيب، وبثُّها ليطلعَ عليها كلُّ واحدٍ وأحد.
يقولون: هذا مجاهد مات متبسمًا، أو: هذا فاسق مات في هيئةٍ غير محمودة، فنعرض هذه وهذه للعظة والعبرة.
أو يصورون جثث القتلى من نساء المسلمين وأطفالهم لإثارة الغضب والحميَّة ونحو هذا.
وهذا كلُّه منكرٌ شديد النكارة، والأصل في ذلك قول الربِّ جلَّ وعلا في قصة ابنَي آدم من سورة المائدة: فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
فسَمَّى الله عز وجلَّ جثة أخيه: سوءة، وهو كلُّ منظرٍ مكروه نُهي عن إظهاره، وأُمر بستره ومواراته، ولذا سُمِّيَت العورات والفروج بهذا الاسم.
ثم ذكر الاسم مرتين، وهذا ضربٌ من ضروب التوكيد والتنبيه.
والأظهر من أقوال المفسرين أنَّ السوءة المقصودة في الآية هي الجثة برُمَّتها، لا عورته فقط، كما قال الطبريُّ في "جامع البيان" (8/345): (وقد يحتمل أن يكون عني بـالسوأة الفَرْج، غير أنَّ الأغلب مِن معناه ما ذكرتُ مِن الجيفة؛ بذلك جاء تأويلُ أهل التأويل).
وقال الثعلبي في "الكشف والبيان" (4/51): (أي: جيفته، وفيه دليلٌ على أنَّ الميت كله عورة).
وراجع "معالم التنزيل" للبغوي (3/44) و"البسيط" للواحدي (7/346) و"النكت والعيون" للماوَردي (2/30) و"وزاد المسير" لابن الجوزي (2/338).
فعلى هذا ليس المقصود بالآية الإرشاد إلى الدفن وحده، بل إلى ستر الميت على وجه العموم، وكشفه للكافَّة هو من التعدِّي على تلكم الحرمة، بل إنما شُرع دفن الميت – كما ذكر ابن العربي في "أحكام القرآن" (2/86)- لوجهين؛ أحدهما لستره، والثاني: لئلا يؤذي الأحياءَ بجيفته.
وتفصيل هذه المباحث مبسوط في دواوين التفسير والفقه وغيرها.
نعم؛ قد يكون لِمَن حضر الميت، أو دخل عليه من المقرَّبين إليه كشفُ وجهه وتقبيله أو نحو هذا، كما ورد في خبر وفاة رسول الله عليه وسلم من فعل الصديق أبي بكر، ولكن هذا لا يتعدى إلى ما نراه ونشهده من التصوير، ثم بثِّ هذه الصور ونشرها بين الناس.
وما ذكرناه هو من شريعة التوراة أيضًا، استُنبط من قصة ابني آدم، وهو مما لم يُنسَخ منها، فبقي على أصله؛ كما ذكر أهل العلم في مسألة شرع مَن قبلنا.
ولذا لا تجد اليهود يعرضون صور قتلاهم قط، حتى لاستدار العطف والشفقة، وهو مما التزموه من شريعة التوراة، وهو أقلُّ من القليل.
فلننتهِ عن مثلِ هذا الفعل القبيح، ونُظهر التزامنا بشريعة ربنا وأمره ونهيه، وقد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع.
رد مع اقتباس