دخلت انجل مع رولاند وخلفهم جوليا والمتدربة فرأت انجل كرسي كايبا مدار وهو ينظر للخارج
رولاند:الانسة مادلين هنا كما امرت سيدي
ادار كايبا كرسيه ونظر لانجل بحده بينما لم تكن تعلم ما الذي يدور في خلده
كايبا ببرود يشير لملف على مكتبه:اظن بأن هذا الملف قد ذهب إلى مباشرة قبل أن يأتيني
اقتربت انجل بأرتباك من اسلوبه وفتحت الملف فوجدت توقيعها
انجل:اجل لكن ما المشكلة؟
كايبا وكأنه يحقق معها:أين الملف الأصلي القادم من هذه الشركة؟
انجل:ارسلته إليك بالتأكيد فانا لا ابقي عندي أي ملف
كايبا:إذاً لما لم يرد بأنك ارسلت هذا الملف فهو غير موجود؟
انجل:لا اعلم لكنني متأكدة بأنه..
قاطعها عندما استقام وضرب المكتب بغضب<<رحمت المكتب كل ما زعل كايبا ضربه
كايبا بصراخ:كاذبة..هل وصلت بك الجراءة لكي تقفي أمامي وتعبثين معي؟..لم ارى في وقاحتك أي احد..من تظنين نفسك لكي تأتي بقدميك إلى هنا وتستغفليني؟
انجل بصدمة وارتباك من ثورانه المفاجئ:سسيتو..
قاطعها بزجر:هشش..وهل لديك الجراءة أيضاً لتتكلمي في وجهي..انا بالنسبة لكي اسمي السيد كايبا
انزلت نظرها للملف الذي بيدها وهي متفاجأة ومصدومة في نفس الوقت..لم تفهم سبب غضبه منها..كانت تظن بأن جوليا قد تكون اخبرته بشئ عنها
كايبا:الحسابات المدفوعة في هذا الملف تزيد عن المطلوب من الشركة ففي الملف الأصلي أخذت الشركة كفايتها لذا أين هو باقي المال؟..و أين هو الملف الاصلي؟..هل اخفيته لأنك لم تستطيعي تزويره؟
أردف بقهر وحسرة:ياللخسارة..لقد ظننت انك صاحبة مبادئ وشرف ولا يمكن أن تقدمي على امر كهذا لكن تبين بأن المال اغراك ولستي إلا مجرد حشرة تجري دماء عمك القذرة فيك..
طوال الوقت كانت منزلة رأسها بدون أن تتفوه بكلمة..هو يشك فيها للمرة الثانيه لكن هذه المرة لم تعد تستطيع السكوت..هو يهين كرامتها بكلام رفضه قلبها قبل مبادئها..يمكنها أن تتحمل أي شئ من اجل حبها له عدا أن يتعدى على كرامتها
صرخت بكل ما تملك من قوة:يـكـفـي
بانت الرعشة والبحة في صوتها المخنوق فعم السكوت في المكتب وكان كل من رولاند وجوليا والمتدربة مندهشين من جراءة انجل لتصرخ في وجه رئيسهم القوي والمعتد بنفسه أن يصمت..رفعت الملف في وجه كايبا
انجل بقوة رغم دموعها التي غطت وجنتيها:انظر لهذا..توقيعي لا يوجد في آخر ورقة..هذا يعني بأنها وضعت بعد أن تحريت من الملف بالكامل
لم يغير كلامها من نظراته المليئة بالبرود والشك
كايبا:لما علي أن اصدقك
انجل بضعف غير متوقع وتبرير مثير للشفقة:عليك ذلك..أنا لم اسرق أي شئ..انا لست مختلسة..إنني متأكدة بأن الملف ارسل لمكتبك وهناك من وضع هذه الورقة لكي يوقع بي
كايبا بحنان رغماً عنه ممزوج بعذاب لفعلتها:لما فعلتي ذلك؟..لما لم تقولي لي بأنك في حاجة للمال عوضاً عن سرقته؟
صرخت بقهر من ظلمه:أنا لم اسرق شيئاً
كايبا بحزم تجدد:للمرة الأخيرة انجل..أين ذلك الملف اللعين؟
انجل بغضب:أنا لا اعرف
كايبا:قولي لي كي تنتهي المسألة هنا ولا اضطر لأستدعاء الحراس
انجل:قلت لك لا اعرف..لما لا تفهم؟
كايبا:بلى افهم بأنك تريدين التعامل معي بالطريقة الصعبه
أردف يكلم رولاند:استدع الحراس
رولاند بأرتباك وعدم تصديق:سيدي؟!
كايبا بحزم:الآن
نظر رولاند لانجل بشفقة وتردد
كايبا بغضب:ألم تسمعني؟
رولاند رغماً عنه:حاضر سيدي
أردف يتكلم في سماعة اذنه:"تعالوا لمكتب السيد كايبا"
كانت تستنجده بعيناها لكي ينهي هذا الكابوس ويقول بأن كل هذا كان دعابة أو مزاح لكن من المستحيل تزييف تلك العينان الحارقة بشكها وقسوتها
كايبا بهدوء:انتي التي جلبتي هذا لنفسك
طُرق الباب ودخل اربعة من الحراس بينما بقي الأخرون في الخارج
أحدهم:"اجل سيدي"
كايبا:"اعتقل اندرسون وخذها للحجز"
الحارس:"حاضر سيدي"
اقترب الحارس من انجل وسحب يديها ثم كبلها بالأصفاد فنظرت لرولاند وانزل رأسه فوراً لذا نظرت لجوليا وأشاحت جوليا برأسها فإتجهت نظراتها اخيراً إليه بخوف وسؤال عما يفعل لكنه ادار ظهره إليها ونظر إلى مدينته المكتظه..مشت بعد أن امسك بها الحارسان وسحبها بينما هي في أوج صدمتها وعدم تصديق لما يجري حولها وكأنها تتوقع الإستيقاظ من هذا الكابوس المرعب في أي وقت..في لحظة واحدة تخلى عنها كل من في الغرفة..جميعهم اداروا ظهورهم لها وأولهم كايبا
رولاند بشفقة:"لا تمسكها بقوة"
كانت المتدربة تنظر إلى انجل بشفقة فلم تعد تستطيع تحمل تأنيب الضمير فستدمر حياة احداهن أمامها بسببها
المتدربة بتسرع:هذا ليس خطأ الأنسة سيدي
التفت كايبا بسرعة وكأنه كان في انتظار سماع شئ كهذا
كايبا يكلم الحراس:"توقفوا"
توقفوا الحراس والتفتوا إلى رئيسهم ما عدا انجل التي لم تتحرك وهي منزلة رأسها
كايبا يكلم المتدربة بحدة:ماذا؟
المتدربة بأرتباك:لا شئ سيدي
كايبا بحدة أكثر وعينين حارقة:ما الذي قلتيه للتو؟
عرفت المتدربة بأنه لا يوجد مجال للانكار لذا اختارت قول الحقيقة
المتدربة:إنه خطأي انا وليس للآنسة أي دخل
تجمع الدم في رأس كايبا ولأول مرة بانت أوردة عنقه لشدة الغضب فهو لا يريد بأن يصدق ظلمه انجل مجدداً
كايبا بصراخ:ما الذي تقولينه؟
لم تستطع المتدربة الكلام وهي تراه في قمة غضبه
كايبا:تكلمي
تكلمت المتدربة بلغتها الأم وهي الإيطاليه لأن كايبا ارعبها بصراخه
المتدربه:"عندما اتت الآنسة جوليا كلفتني بترتيب حقيبة مليئة بالملفات ووضعت ملف الشركة الأصلي مع الملفات المهملة لذا لم نجده عندما بحثنا"
جوليا تمثل الجانب المصدوم:ولما لم تخبريني بذلك؟
المتدربة بخوف تعلثمت:ظننت بأنني سأطرد
كايبا:اثبتي بأنك محقة واجلبي لي ذلك الملف الآن
المتدربة:حاضر سيدي
ذهبت المتدربة بسرعة وكان كايبا مرعوباً من أن يكن قد ظلم انجل مجدداً فهو لن يتحمل ذنباً كهذا..للحظة تمنى أن لا يأتيه الملف لكي يكون محقاً لكن من ناحيه أخرى أراد بأن يبرأ ملاك روحه..دخلت المتدربة بسرعة واعطت الملف لرولاند لكي لا تقترب من كايبا لذا رأى رولاند الملف وانزل رأسه فأخذه كايبا ونبضات قلبه تزداد من أن يكون هذا هو الملف المطلوب..فتحه بيدين حاول تثبيتها لكي لا ترتجف وصدم مما قرأ فهذا هو الملف المطلوب وبه التواقيع الأصليه وكل شئ..رفع عينه فوراً لانجل بصدمه ولم يرى إلا ظهرها
كايبا بهمس:ليس مجدداً
وجه نظره للمتدربة واستقام بغضب ثم رمى الملف بكل ما يملك من قوة في وجه المتدربة
كايبا بصراخ تفجر:"حقيرة..هل كنتي تنوين السكوت حتى تحتجز فتاة بريئة من فعلتك؟"
المتدربة ببكاء:"لم اقصد فعلـ.."
قاطعها:"صمتاً..انتي مطرودة..وستتحملين عقاب هذه الجريمة"
التفت إلى حراسه:"خذوها للحجز"
تقدم الحراس منها واخرجوها من المكتب فإلتفت كايبا وهو لم يفرغ غضبه بعد إلى جوليا
كايبا:جوليا
ارتعبت جوليا من صوته
جوليا بخوف وتبرير:ليس لي علاقة بالأمر سيدي..اقسم لك
كايبا:انتي تتحملين المسؤولية أكثر منها..فكيف لكي بأن تسلمي ملفاً بهذه الأهمية لمجرد متدربة
جوليا:سيدي..أنا..
قاطعها:مخصوم من راتبك ستة اشهر..اخرجي الآن
صدمت جوليا فهي لا تستحق هذا العقاب لكنها ستحرق في الحال لو فكرت في مناقشته حتى
جوليا:حاضر سيدي
خرجت جوليا بسرعة وتنفس كايبا بغضب فرمى نفسه على الكرسي بتعب وهو مقفل عيناه لكن نبهه صوت رولاند
رولاند:سيدي..ماذا عن الآنسة مادلين؟
رفع كايبا رأسه بفزع ونظر إليها فحاول قدر المستطاع إيجاد طريقة لمكالمتها
كايبا بهدوء:انجل
لم تحرك ساكناً لكنه لا ييأس بسهولة
كايبا بصوت ساحر:انجل اندرسون..انظري لي
فهم أحد الحراس بأن كايبا ينادي انجل لأنه سمع اندرسون لذا امسك بمرفق انجل وادارها بقوة مما جعلها تفقد التوازن وكادت ان تسقط لولا أن امسك بها الحارس الآخر ثم اوقفها لضعفها الشديد وكان كايبا ينظر إليها بصدمة وهي مكبلة اليدين كأنها عصفورة مقطوعة الجناحين
كايبا بغضب:"هل جننت؟..من طلب منك فعل هذا؟"
الحارس بأرتباك من غضب سيده فقد توقع بأن يثني عليه:"لقد ظننت.."
كايبا:"انت لا تظن ولا يسمح لك بالتفكير حتى..انت مجرد جرو لدي تنفذ اوامري..اتعرف ماذا؟..لست بحاجة إليك..انت مطرود"
الحارس:"لكن سيدي..أنا فقط"
كايبا:"اذهب من هنا الآن قبل أن احرمك من راتب هذا الشهر أيضاً"
الحارس بيأس:"حاضر"
خرج الحارس ونظر كايبا لانجل بشفقة وهي منزلة رأسها
كايبا:"فالتخلعوا عنها هذه الأصفاد"
اقترب أحد الحراس وحرر يدها
كايبا:"برفق"
حرر يدها الأخرى ففركت يدها بدون أن ترفع رأسها
كايبا يكلم الحراس:"اذهبوا"
انحنى الحراس وذهبوا ولم يتبقى غير كايبا ورولاند وتلك الملاك المكسور فبقي يتأملها بذنب متناسياً وجود رولاند وهو يفكر في طريقة لكي يعتذر
كايبا:اسمعيني جيداً..كل ما حدث كان..
توقف عن الكلام عندما رآها تستدير وتتجه للباب
كايبا:انجل توقفي
لم تتوقف بل اكملت سيرها وفتحت الباب
كايبا بعد أن استقام:انجـ..
سكت عندما اقفلت الباب خلفها وتنهد فمن حقها أن تفعل الآن ما تريد
كايبا يكلم رولاند بهدوء:الحق بها ولا تدعها تغب عن ناظريك ثم كن حذراً لكي لا تعرف بأنك تتبعها
رولاند:حاضر سيدي
كايبا:اذهب
انصرف رولاند ثم تنهد كايبا واتجه للجدار الزجاجي كي يسند رأسه الذي يؤلمه من التفكير عليه
كايبا(ما الذي فعلته بنفسك؟..هل وصل بك الشك لتظن بأنها مختلسة؟..صدمتي بالفتاة الوحيدة التي ادخلتها لعالمي أعمتني تماماً عن التفكير جيداً..نسيت كونها انجل..نسيت كونها تلك الملاك البرئ..نسيت أنها فتاتي الصغيرة..لما سمحت لهذه الأفكار السوداء بأن تمنعني من رؤية الحقيقة؟)
ضرب الزجاج برأسه عدة مرات كي يؤلمه حتى ينسى ألم ضميره
>>>اتبع
التعديل الأخير تم بواسطة مملكة الورده ; 12-16-2012 الساعة 06:06 AM |