الكس:انا دخلت المستشفى للتو
نيك:إذاً لا تنسى بأن تجلب بدلتي انا والشباب
الكس:ياللهي..للمرة المليون نيك اقول بأنني لن انسى ثم إنها مجرد بدلة لحفلة اعلان خطوبتك..لما انت حريص عليها؟
نيك:لأنها من مصمم عالمي ولكي استطيع اقناع مايك بأن يرتدي بذلته فأنت تعرف بأنه يحب أن يكون مميزاً
الكس:هل نسيت امر جاك؟
نيك:لا عليك..أنا اعتمد على انجل في اقناعه..بمناسبة انجل..ألم تعد من النمسا؟
الكس:تقصد ايطاليا ثم إنني لم اكلمها منذ اقلعت رحلتها..ماذا عنك؟
نيك:انا كلمتها اليوم وقالت بأنها ستعود قريباً
الكس:هي ستحضر حفلة اعلان خطوبتك صحيح؟
نيك:بالتأكيد..لكن يبدو بأنها ستأتي إما اليوم أو غداً فلم يتبقى على موعد الحفلة غير يومين
الكس:هذا ما أتمناه..
قاطع الكس هو موظف الأستقبال
الموظف:دكتور كلارك
الكس:اجل؟
الموظف:هناك مريض بأنتظارك
الكس بأستغراب:الآن..لا اتذكر بأنني اعطيت أي احد موعداً في هذا الوقت
الموظف:اظن بأنه اتى مبكراً على موعده
الكس:حسناً..فالتدخله لي
أردف يكلم نيك:اكلمك لآحقا فأنا لدي مريض الآن
نيك:الى اللقاء
اقفل الهاتف ومشى الكس ليدخل غرفته ثم انزل سترته ولبس المعطف فدخلت الممرضة
الممرضة:هل ادخل المريضة دكتور؟
الكس:اجل
جلس الكس على مكتبه ليفتح حاسوبه ويجهز ما يحتاج إليه فدخلت المريضة وهو ما زال مشغولاً بالحاسوب حتى انتهى ثم التفت للمريضة فتفاجئ للحظة لكنه تمالك نفسه
الكس ببرود:اهلاً انسة جينا..لقد شرفتنا بقدومك
جينا بأرتباك:شكراً
دخلت الممرضة بعد أن جلبت ملف جينا
الممرضة:هذا هو الملف دكتور
الكس:جيد
وضعه الكس امامه بدون أن يفتحه
الكس:كيف حالك اليوم؟
جينا بتحسس من معاملته لها كأي مريضة:بخير
الكس:هل زالت آلام قدمك؟
جينا بكذب:تقريباً
حدق بها الكس للحظات فخافت بأن يعرف أنها تكذب لذا انزلت رأسها
الكس:أين اباك؟
جينا:لم يأتي
الكس:اتيتي لوحدك؟
هزت جينا رأسها بالإيجاب مما جعله يحس بالشفقة
الكس بحنان:هو يعمل في الشركة حتى وقت متأخر صحيح؟
نظرت إليه جينا بصدمه:كيف عرفت؟
عاد الكس لطبيعته أو بالأحرى شخصية البرود التي يتقمصها امامها
الكس:توقعت ذلك
جينا بحزن:لم يكن هناك حاجة لقدومه على كل حال
الكس:حسناً إذاً..اذهبي إلى السرير
ساعدت الممرضة جينا في الصعود على السرير واقترب الكس مما جعل جينا تحبس انفاسها وهو قادم لكي لا تبعثرها رائحة عطره القوية والتي انتشرت ما إن دخل الغرفة..سحب الكس الكرسي وجلس أمام قدم جينا الجالسة على حافة السرير ثم بدأ الكس بتحرير قدمها من الضماد برفق وهو يعاينها بينما الممرضة تجهز معداته وهي مستغربة من أن الكس تعرف لحالة جينا بدون أن ينظر للملف فألكس دكتور مشهور ويأتي له المئات من المرضى لكن لما تذكر جينا بالذات
الكس:هل استخدمتي المرهم الذي وصفته لك؟
جينا:لا..فأنت لم تصف لي أي شئ
الكس بأستغراب:لم اعطك وصفة بالأمس؟
هزت جينا رأسها بالنفي
الكس:لا بأس سأعطيك إياها اليوم
كانت جينا تريد بأن تفاتحه بما حصل بالأمس لكنها خشيت أن يغضب رغم ذلك شجعت نفسها لتبرر له
جينا:إن جون هو اخي وليس شقيقي..
قاطعها عندما تجاهلها وكلم الممرضة:فالتأتيني بمرهم(......) و(......) لأضعه لها
الممرضة:حاضر..سأطلبه الآن
الكس:لا..اذهبي بنفسك لجلبه و أريده من صيدلية المستشفى أيضاً
استغربت الممرضة من طلبات الدكتور الغريبة لكنها ذهبت لتنفيذ طلبه رغم ذلك فوضع الكس رجلاً فوق الأخرى وهو ينظر لجينا مما جعلها تنزل رأسها وعم الصمت للحظات
الكس:لدي هذا المرهم في عيادتي لكن قلت لها بأن تذهب لكي نبقى وحدنا قليلاً
دهشت جينا من كلامه(ما الذي يقصده؟..على ما ينوي؟)
الكس:إذاً..ألن تخبريني ما سبب إصابتك هذه؟
جينا:لقد اخبرتك..سقط عليها شئ ثقيل
الكس:ما هو هذا الشئ الثقيل؟
جينا بأرتباك:تلفاز
الكس بعدم اقتناع:حقاً؟
جينا:اجل
الكس بأسلوب مثقف:جينا..عندما كنت صغيراً تعلمنا الكثير من مايكل عن السيارات..إحداها هو أنه عندما قادت رايتشل لأول مرة دهست قدم ابن جارنا عن طريق الخطأ فأسرع مايكل ووضع كيساً من الثلج على قدمه وقال إنها ستخفف من الآلم
جينا بأستغراب:ولما تقول لي هذا؟
استقام الكس وانحنى ليضع يديه على السرير وتكون جينا محاطه بها
الكس بغموض:لأن المرهم الذي اضعه لك هو بمثابة كيس الثلج لأبن جارنا
جينا بأرتباك من قربه:ما الذي تعنيه؟
الكس بهدوء جذاب:ما اعنيه هو أن ما تعلمته من مايكل فيما يخص السيارات وما تعلمته في الطب اكسبني ميزة مهمة
جينا:ميزة؟
الكس:يمكنني التمييز بين القدم التي سقط عليها تلفاز لا يمكن لفتاة في حجمك أن تحمله وبين القدم التي دهست بالسيارة
صدمت جينا لأنه كشفها فهي لم تتوقع بأنه سيعرف لذا اشاحت بنظرها فوراً
جينا بخوف:ممالذي تتقوله؟..هذه كلها تراهات..لم يدهس احد قدمي
الكس:توقفي عن الكذب فأنتي لا تخدعين إلا نفسك..صحيح أنك انتظري الليلة الماضية لكي تتلاشى آثار الإيطارات لكنني استطعت رؤية بعضها لذا لم آمر بتصويرها بالأشعة
جينا:لا اعرف عما تتكلم
الكس بهمس جذاب:من فعل بك هذا جيني؟
صدمت جينا فلقد مضى وقت طويل لم يناديها بهذا الأسم مما جعلها تشتاق إليه اكثر فأكثر..أرادت بأن ترتمي على صدره وتزيح جبل الهموم الذي على ظهرها
جينا بصوت مخنوق:لا احد
الكس:هو جون أليس كذلك؟
همسه يجعلها تنهار أمامه فلم تعد تستطيع تحمل المزيد من عذاب الشوق له
جينا:يكفي
الكس:لما فعل بك هذا؟
جينا:انت لا تفهم
تحررت مشاعر الكس من قيد قسوته
الكس بحب واصرار:إذاً شاركيني بما في قلبك
جينا بنبرة باكيه:لا استطيع
الكس بأنكار:لما جيني؟..ألا تثقين بي؟
نظرت إليه والدموع تغطي عيناها لكن الدموع لم تكن السبب في عدم رؤيتها له بل صورة تلك الحقيرة وهي تقبله..فهم الكس الجواب خطأ من عيناها فأنزل رأسه بألم ثم رفعه ببرود
الكس:في هذه الحالة أنتي لم تتركي لي خياراً آخر
ابتعد الكس عنها واتجه لمكتبه ثم رفع سماعه الهاتف واتصل
الكس:انا الدكتور الكس كلارك و اريد منك أن تستدعي الشرطة
ارتعبت جينا ونظرت فوراً لالكس
جينا:الكس لا تفعل
لم يعرها الكس أي اهتمام
جينا برجاء:الكس توقف
اقفل الكس بعد أن انتهى
صرخت جينا به ببكاء:لما فعلت ذلك؟
الكس بهدوء:لقد اعطيتك خياراً لكنك لم تقبلي به
جينا بدون أن تدرك ما تقول:لقد فعلت هذا بسبب ما حصل بالأمس بينك وبين جون أيها الحاقد
اتجه الكس للجلوس امامها ببرود:عليك أن تعرفي بأن هذا جزء من عملي ومبادئي المهنية تنص بشكل واضح أنه علي الأبلاغ عن أي حاله ايذاء أياً كان شكلها
جينا:لم يؤذني احد
الكس:اتمنى لو انني استطيع تصديقك
عم الصمت الذي لم يخلوا من شهقات جينا التي عذبت قلب الكس لكنه بقي صامداً
الكس(تمالك نفسك لأن هذا من مصلحتها)
جينا:سأقول لك كل شئ لكن عدني بأن لا تخبر أحداً
الكس:لا استطيع أن اعدك بذلك
جينا:على الأقل لا تخبر الشرطة
الكس:سأرى ما في وسعي
سكتت جينا لبعض الوقت فلم يرد الكس بأن يضغط عليها لذا تركها كي تتكلم بنفسها
جينا بأرتجاف:كنت في الحديقة مع الخادمات اجمع الكرز لأخذ صور احترافيه لكن صدمني دخول جون الغريب فهو نادراً ما يأتي للبيت ولم يلبث دقائق إلا وقد بدأ بالشجار معي
الكس:لما؟
جينا:يريد رقم إحدى صديقاتي كي يواعدها وهددته بأنني سأخبر زوجته لذا بدأنا بالشجار ثم ذهب لسيارته و..و..
توقفت جينا عن الكلام فأكمل عنها الكس
الكس:دهس قدمك؟
هزت جينا رأسها مما جعل الكس يشتم جون في نفسه
الكس:لما لا تريدين مني ان اتهمه بالقضية ما دام هو ارتكبها؟
جينا:انت لا تفهم..انا لا اهتم له..كل ما يهمني هو ابي..هو بحاجة لجون كي يدير بعض الأعمال فأبي بالكاد يستطيع العودة للمنزل كي ينام
الكس:يستطيع والدك تقبل الأمر عندما يعرف ما الذي فعله جون
جينا:الأمر ليس بهذه السهولة..انت لا تعرف ما الذي حصل لأختاي الكبيرتان
استقام الكس ووضع يده على كتفيها
الكس:لا بأس..عليك أن تهدأي الآن لتخبريني بكل شئ
هدأت جينا واعطاها الكس منديلاً لتمسح دموعها
جينا بطفولية:هل من الآمن استخدام هذا المنديل؟
الكس:لما لا؟
جينا:كل شئ هنا معقم و..
ضحك الكس فنظرت إليه بأستغراب
الكس بأبتسامه:هذه عيادة وليست مختبر كيمياء
انزلت جينا رأسها بأحراج
الكس:اخبريني الآن كل شئ..ولماذا قلتي بأن جون اخاك وليس شقيقك؟
جينا:كان ابي متزوج من إمرأة قبل والدتي لكنها توفت بعد أن تركت له ابنتين وصبي لكن والدي كان يحب هذا الصبي بشدة لأنه فقد الأمل بأن يأتيه صبي بعد البنتين فقد اطالت والدتهما لم تنجب قبل الصبي لكنها توفت وهي تلده لذا كان يحبه ولا يسمح بأن يصيبه أي شئ..كبر هذا الصبي واصبح اقوى من اخواته حتى وصل به الأمر لضربهما مما جعلهما تخرجان من المنزل وتسافران..بعد ذلك تزوج ابي امي واتيت انا فلم يحبذ هذا الصبي جون وجود فتاة لكي ترث والدي لذا حاول أن يجعل ابي يكرهني لكي اخرج من المنزل واسافر كأختي..ولو علم والدي سيطردني كأختي الكبيرتين
الكس:ألم تقولي بأنهما خرجتا بمحض ارادتهما؟
جينا:ليس تماماً فجون ملأ رأس ابي بالأفكار السوداء مما جعله يطردهما
احاطت يدا الكس وجه جينا ورفعه
الكس بحب:انتي لستي بحاجة لتحمل كل هذا من اجل أي احد..حتى لو كان والدك
جينا:انت تتكلم عن الشئ الوحيد الذي اعيش من اجله
الكس:عزيزتي..
قاطعه دخول الممرضة فتوقفت بصدمة وهي تنظر لقرب الكس من جينا فأنزل يديه بثقه
الكس:هل جلبتي ما وصيتك به؟
الممرضة بغيرة:اجل..آمل بأنني لم اقاطع أي شئ؟
الكس بحدة:ما الذي تعنينه؟
الممرضة:لا شئ دكتور
اعطته المرهمين وعاد لمعاينة قدم جينا المتوترة من عودة الممرضة التي تنظر إليها بأستحقار
الكس:اعطني ورقة ملاحظات وقلم
اعطته الممرضة ما يريد وكتب به ثم مده لها مجدداً
الكس:اجلبي لي هذا الدواء
الممرضة بعد أن قرأت الأسم:هذه اول مرة اسمع بوجود دواء بهذا الأسم
الكس:وهل ستجادليني في أسمه أم ستذهبين؟
نظرت الممرضة لجينا بقهر ثم ردت بغضب:حاضر
خرجت الممرضة الغاضبه لأنها تعرف بعدم رغبته في وجودها
جينا:هل أنا بحاجة لكل هذه الأدوية؟
الكس:لا..لكن الأمر فقط لكي اتخلص منها
انتاب جينا بعض المخاوف من تصرفات الكس الغريبة لكنها تذكرت اساس الموضوع
جينا:إذاً..انت لن تخبر الشرطة بأي شئ؟
كان الكس صامتاً هو يضمد قدمها
جينا:لما لا ترد علي
الكس:لا استطيع فعل ذلك
جينا:الكس..لو دخل جون السجن سيصاب ابي بسكتة قلبيه..هو مريض لا يتحمل سماع اخبار مثل هذه
رن هاتف مكتب الكس فإستقام ليرد عليه بعد أن انتهى من قدمها
الكس:اجل..جيد..انا من بلغ..سآتيهم الآن
اقفل الكس السماعه فرأى جينا تبكي مما آلم قلبه رؤيتها بهذا الشكل لكن عليه فعل ذلك لذا مشى إلى الباب فامسكت بيده بعد أن استقامت بصعوبة
جينا ببكاء:الكس ارجوك..لا تخبرهم
الكس:دعي يدي جينا
جينا:ارجوك..انا اتوسل إليك..لا تفعل هذا بي
لم يتحمل اكثر رؤيتها تتوسل إليه بهذه الطريقة فلم يكن منه إلا أن احتضنها
الكس بهمس:انا لا افعل هذا لأنني لا احبك..على العكس لكن لا يمكنني أن اتركك مع وحش مثل هذا
جينا من بين شهقاتها:إن كان..ما زال..ييوجد أي..مشاعر ناحيتي في..ققلبك..فلا تفعل ذلك
صدم الكس من كلامها فقد استطاعت أن تمسكه من حيث تؤلمه يده..اقفل عينيه بتفكير فيما يفعل وهو يسمع صوت بكاءها الذي شوش عليه..هل يتراجع أم يقدم على ما يجب فعله في هذه الحاله
الكس بهمس:انا اسف جيني..ارجو أن تسامحيني يوماً ما
جينا بصدمة:ماذا؟
لم تستوعب الأمر إلا عندما حملها ووضعها فوق السرير ثم خرج من الغرفة
جينا:لا
ظلت تبكي بألم لأنه لم يعد يربطها به شئ في حين كانت تفكر فيما ستخبره لأبيها إن علم ما سيحصل بسببها
جينا:سيكرهني..سيكرهني لا محالة
فتح الباب فجلست جينا بسرعة ظناً منها أنه الكس لكن تبين انها الممرضة التي وضعت الورقة فوق المكتب ثم نظرت لجينا
الممرضة:لما تبكين؟
جينا بعد أن مسحت دموعها:لا..لا شئ
الممرضة:لا تقولي لي بأن الدكتور كلارك هجرك
نظرت إليها جينا بصدمة ولم تتفوه بكلمه
الممرضة بكذب:لا عجب فهو ينوي الأرتباط بي اساساً..ثم إن تمثيلك بالمرض والتألم لا يجدي معه فلقد أتاه الكثيرين من نوعك..ثم أليس الكس لطيفاً فهو طلب مني الذهاب لكي لا يجرحك أمامي..إنه يفعل هذا مع صديقاته السابقات دائماً..لذا لا تستائي فلقد اعتاد الأمر
كانت صدمة جينا كانت اكبر من السابق فهي لم تتوقع بأن يكون الأمر هكذا لكن ما أكد لها هو أن الكس يطرد الممرضة في كل مرة..هذا يعني بأن شكوكها كانت صحيحة |