الروماتيزم في الشتاء… الوقاية المبكرة تخفف الآلام احترس من برد الشتاء إذا كنت ممن يشكون من آلام بالمفاصل والروماتيزم أو من آلام بالعضلات، حيث يتسبب برد هذا الفصل في ضعف الدورة الدموية المغذية للمفاصل، فيشعر المريض ببرودة الأطراف، وعند تدفئتها يزول الإحساس بالألم تمامًا.. متاعب المفاصل والروماتيزم كثيرة وأسبابها متباينة، ترى كيف نتجنب هذه الآلام، وما طرق الوقاية والعلاج؟
17 / 12 / 2012
القاهرة – بداية لابد أن نعرف أن الروماتيزم ليس مرضا قائما بذاته وإنما هو وصف للألم الذي يصيب المفاصل والعضلات ويشمل علم أمراض المفاصل والعضلات والجهاز الحركي وهو علم "الروماتولوجي" أو علم الروماتيزم.
ما تؤكده د. أميرة عبد الصبور شاهين أستاذة الروماتيزم والتأهيل بكلية الطب جامعة القاهرة أن الروماتيزم تكثر أعراضه المرضية شتاء، لأنه فصل البرودة التي تسبب انقباض الأوعية الدموية في العضلات، ومن ثم فهي تتقلص وتقل العمليات الأيضية فيها ويتبع ذلك ظهور عيوبها وعيوب المفاصل التي تحميها. وكثيرًا ما نلاحظ مع بدايات الشتاء والإحساس ببرودة الجو زيادة حالات آلام الظهر الحادة سواء عند مرض خشونة غضاريف الظهر أو عند مرض الانزلاق الغضروفي أو عند مرض تزحلق الفقرات.
وقد يشعر الأصحاء الذين لا يعانون مرضا ببعض من آلام الظهر الحادة في شهور الشتاء والسبب في ذلك يعود إلى تقلص عضلات الظهر الجانبية بسبب سوء حالة عضلات الظهر وتبرز هذه الأعراض مع الإجهاد وبرودة الجو.
ومع دخول الشتاء تزداد آلام المفاصل خصوصًا عند كبار السن والذين يعانون من تآكل في غضاريف الركبتين والرقبة ؛ نتيجة تقلص العضلات مع زيادة إفراز المواد الكيميائية المسؤولة عن إحداث الألم في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، ويعد البرد أحد العوامل الرئيسية المسببة لزيادة إفراز تلك المواد في الدم.
التدفئة ضرورية حتى قبل بداية حدوث الألم، فهي تقي من الكثير من الأعراض، أما عند حدوثها فإن العقاقير المضادة للالتهابات والمسكنة للآلام والمرخية للعضلات تكون هي الخطوة الأولى في العلاج ثم يتبعها علاج العلة الأساسية وكذلك تقوية العضلات المحيطة بالمفصل وإطالتها بحيث تعمل بكفاءة دون أن تتأثر بالتقلص كلما تعرضت للقليل من البرد.
ويشهد فصل الشتاء أيضًا معاناة الكثير من مرضى الروماتيزم المفصلي والذئبة الحمراء والتهاب العضلات المصحوب بطفح جلدي وكلها أمراض تشهد تهيجًا في فصلي الخريف والشتاء.
وأشارت وكالة الصحافة العربية إلى أنه ثمة نصائح واجبة لهؤلاء المرضى، أولها اتقاء البرد حتى لو لم تبدأ الشكوى منه والمتابعة بعمل الفحوصات اللازمة التي يحددها الطبيب لاكتشاف أية أعراض مرضية أخرى طالت أعضاء بالجسم غير المفاصل والعضلات، كما يجب على هؤلاء المرضى ارتداء القفازات والجوارب الواقية من البرد وأن يعتادوا على ارتدائها طوال شهوره.
وهناك مشكلة أخرى مصاحبة وهي التعرض للبرد مع تيارات الهواء فيكون الضحية العصب السابع بالوجه الذي يصيب بعض الناس، كالسائقين والذين يخرجون من الجو الدافئ إلى الجو البارد مباشرة، هذا العصب مع البرد وتيارات الهواء يفقد وعيه، وبالتالي تعجز عضلاته عن الانقباض وعدم قدرتها على الحركة وهو ما يعرض لشلل العصب السابع.
ولذا ينصح بعدم التعرض لتيارات الهواء الباردة، خصوصًا عند ركوب السيارات أو عند استعمال المكيفات المدفّئة والمدافئ الكهربائية، فلا يجب الخروج مباشرة من جو ساخن إلى آخر بارد.
وعمومًا فإن أعراض وآلام الروماتيزم ليست وقفًا على كبار السن فقط، بل إنها تصيب جميع الأعمار حتى الأطفال كما يختلف الإحساس بهذه الآلام حسب طبيعة المناخ والجو المحيط بالمريض، فهي تنتشر في البلاد ذات الجو البارد والرطب أكثر مما تنتشر في الأماكن الجافة والمعتدلة.
ومن المعروف أن الأمراض الروماتيزمية كثيرة يصل عددها إلى 180 نوعًا وتختلف باختلاف الجنس فهي تصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 1/3 تقريبًا. وليس الجو فقط هو سبب الإحساس بالآلام الروماتيزمية ولكن العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة تساعد على ظهور هذه الآلام ففي المناطق الحارة نجد أن معظم المرضى يتناولون الأطعمة الحارة كالفلفل والشطة والبهارات والأملاح المختلفة التي تتسرب داخل المفاصل وتسبب التهابات بنهايات الأعصاب المغذية لهذه المفاصل مما يسبب الاحساس بالحرقان والآلام الشديدة .
وينصح هؤلاء المرضى بالإقلال من هذه الأطعمة والأملاح والمياه الغازية والإكثار من تناول المياه حتى يحدث غسيل مستمر لهذه الأملاح من الجسم وخصوصًا المفاصل حتى يتفادوا آلام الروماتيزم.
من الضروري ارتداء الجوارب والقفازات القطنية أو الصوفية طوال الشتاء، مع تجنب الخروج من جو ساخن إلى آخر بارد والاحتراس من المكيفات المدفئة والمدافئ الكهربائية، وكذلك عدم التعرض للبرد والتيارات الهوائية الباردة عند ركوب السيارات وقاية من الإصابة بشلل العصب السابع.
و مما يعد في الشتاء اكثر الامراض انتشارا وشيوعا الزكام وما يصاحبه من حكة وانسداد بالأنف وسيلان عند البعض باستمرار ولهؤلاء اخترع احد اليبانيين هذه الالة بوضعها فوق رؤوسهم رافة بهم |