وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب )
روى الامام أحمد (المسند (5/373) : حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبي r قال: قال رجل: يا رسول الله، أوصني. قال: "لا تَغْضَبْ". قال الرجل: ففكرت حين صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله. ( رواه البخارى 6116 واللفظ لأحمد ) وقال صلى الله عليه وسلم وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" ( البخارى 6114 ) قال بن التين جمع صلى الله عليه وسلم في قوله لا تغضب خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنه الرفق وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينتقص ذلك من الدين وقال البيضاوي لعله لما رأى أن جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته ومن غضبه وكانت شهوة السائل مكسورة فلما سأل عما يحترز به عن القبائح نهاه عن الغضب الذي هو أعظم ضررا من غيره وأنه إذا ملك نفسه عند حصوله كان قد قهر أقوى أعدائه انتهى ( فتح البارى حديث رقم 5765 ) وإنظر الى قول السائل ( فكرت فإذا الغضب يجمع الشر كله ) لتعلم ان النبى صلى الله عليه وسلم شخص داء هذا السائل فأحسن توصيف دواءه فعلم السائل ان النبى r فطن لما به من عيب وانه كثير الغضب فوصاه بالا يغضب .
يا لها من وصية ... أسال الله ان يجعلنا من اهل الحلم والصبر انه ولى ذلك والقادر عليه .