الموضوع
:
مُسابقة ...**(( أكْمِلـــها ))**...
عرض مشاركة واحدة
#
31
12-20-2012, 03:13 PM
آدِيت~EDITH
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www3.0zz0.com/2012/12/20/12/427351042.jpg');border:5px double purple;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
بســــــــــم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهور عمري .. أذبلتها السني لتنمو زهورك
وأشواكك .. التهمتني بعد ان كنت انتزعها من طريقك
وكم احتويت الموت بين أضلعي
لأمنحك حياة جديدة
ملاكي الصغير
كانت هذه .. حكايتنا الجميلة
فما كانت نهايتها
بعد صراعٍ طويـــــــــــل في تلك الدوامة البيضاء
عدت للعالم من جديد .. وان كانت فترة مؤقتة
لكني عدت لأجل أن اراه مرة اخرى
لأجل ان تتلاقى عيناي بعيناه البريئتان النقيتان
وأضمه لأحضاني .. عله يستمد عمراً جديداً من بقايا روحي الآفلة
استيقظت من سباتٍ لاأعلم كم كان مقداره
ثم وجدت نفسي على ذلك السرير الابيض البارد
...وعندما التفت عن يميني وجدت باقة من الورد الاحمر على المنضدة
التي كانت بجانبي.....
ياترى مالذي حدث لي؟؟؟
عدت بذاكرتي للخلف وأنا أتأمل تلك الزهور الحمراء الندية وأحركها بأصابعي المرتعشة الى ذلك الوقت
حين كنت في ذلك المطبخ الفاخر الحديث .. والذي لم أكن أنا العجوز أعرف تفاصيله وكيف أستخدم محتوياته المعقدة
أبحث عن شيء لأفاجيء به صغيري المسكين .. والذي لطالما اغتذى مما تطهوه تلك الخادمة الغريبة
اعتدت حينما كان طفلاً ان اطهو له أشهى الاطباق .. وأن لايأكل .. سوى من يداي
أذكر حينما كنت اوشك على اخراج تلك الخضار الطازجة من الثلاجة
كيف انها دخلت تزمجر تسبقها خطواتها المسموعة لوقع ذلك الحذاء الرفيع على الأرض الرخامية
زوجة ابني .. الشقراء الجميلة الفتية .. ذات الجسد النحيف والعينان الخضراوان
وتلك الاظافر التي لطالما تلونت بألوان غريبة مخيفة
بدت غاضبة .. لم اعلم في باديء الأمر سبب ذلك الغضب الذي اجتاحها حتى ادركت لاحقاً .. أنه أنا !!
- كيف تسول لكِ نفسكِ الدخول الى هنا والعبث بأشياء الآخرين
- آه .. أيزعجكِ هذا ياابنتي .. انه منزل ابني .. واعتقدت ان ليس من السيء عمل غذاءٍ جيد له
- هه غذاآء !! ماذا تظنين ان هذه الفتاة ومن معها يفعلون هنا ؟
بعد اذنكِ ياعجوز هلا كففتِ العبث بمنزلي ..
يكفي انني اتحمل وجودكِ الثقيل هنا و رائحتكِ النتنة ..
كانت تلكما العينان الرماديتان الذابلتان اثر الكبر
وتلك التجاعيد المرسومة بدقة على وجهها
قد ارتسمت عليها معالم الحزن والأسى والانكسار ..
كيف لا وهي تسترجع ذكريات الماضي ..
حينما كانت جميلة يثني الجميع على وجهها المشرق البهي ورائحتها العبقة الندية ..
كل ذلك اختفى وباتت عجوزاً لاتقوى على الكثير يرفضها هذا العالم ..
- يااه .. أهكذا أصبحت !!.. انتِ ايضاً يوماً ما سيبلى جمالكِ وتكونين مثلي ..
- اتقارنيني بكِ .. وتصبين علي لعناتكِ ايتها الشمطاء !! .. الويل لكِ
صوت قطع ذلك الجدال ليدخل يعلو قسماته الارهاق والاعياء و ينظر لهما بغضب وهو يقول :
مالأمر مجدداً .. مالذي فعلتِه الآن أمي ؟
نظرت له بعينيها الحانيتين لتقول محاولة تخفيف ذلك الجو الخانق ولو قليلاً :
كنت اريد اعداد غذاءٍ لك بني .. لكن يبدو ان زوجتك الجميلة لاتريد مني هذا ..
فما تقول ياصغيري ..
أجابها بانزعاج واضح :
ولما تقومين بهذا ؟ ماعمل الخادمة اذاً ..
أعجب منكِ كيف تستحقرين ذاتكِ بتكرار هذه الأمور الطفولية ..
الى متى ستظل نيران الغيرة تحرقكِ .. يكفي تعبت منكِ حقاً تعبت ..
الا يكفي اني اقتسم منزلي معكِ
بينما البقية يتفردون بحياتهم السعيدة مع زوجاتهم بمنازلهم الكبيرة .. سحقاً لهذه الحياة
قالها وانطلق مع زوجته لغرفتهما تاركاً تلك العجوز المسكينة تصارع آلام قلبها المريرة
وذكرياتها المشوشة تعصف بلبها .. لما .. لما يقتلها بتلك البساطة ..
لما فقدت كل قيمتها الآن ؟!... احقاً كان كل ماافنته من عمرها لأجلهم هباءاً لاقيمة له
فقدت الشعور بالزمان والمكان ... لتصارع آلامها الدفينة .. وتتجرع سمومهم الغادرة الفتاكة
وتعود لبؤرة الحياة من جديد .. على أمل ان يكون ذلك ... مجرد كابوس !
أكان هو ؟!
أهذه الزهور من حبيبي الصغير مارسيلو
لابد انه نادم .. وجاء بها طلباً لرضاي
حبيبي الصغير .. لطالما عهدته حانياً محباً .. ولطالما غمرني قلبه الصغير بالدفء
يبقى أفضل اخوته .. فهو لم يتخلى عني .. لقد أبقاني لأعيش معه
لامست أطرافي تلك البطاقة الحريرية متوسطة الحجم
اخذتها ونظرت لها بابتسامة سعيدة .. لم اتمكن من قراءة شيء منها فأنا لااجيد القراءة .. لكنني شممتها
شممت رائحته التي التصقت بها .. قبلتها وجلست أتأملها وأنا أتذكر أجمل سني عمرنا
حينما كان يخط اسمي ويعلمني اياه .. حينما كان يسير لي فيرتمي بأحضاني
خطواته الأولى .. ضحكاته .. حروف اسمي التي نطقها ثغره الباسم الصغير
أمانيه وأحلامه ووعوده .. لطالما قال لي .. أنه سيكتب لي أجمل القصص
أيكون قد كتبها لي هنا .. آه لا انها بطاقة صغيرة .. ربما كتب اسمي عليها
وربما .. كتب تلك الكلمة السحرية التي وعدني بكتابتها لي
أحبك أمي .. حبيبي الصغير .. كم كانت جميلة حين تنطقها شفتيك
مسحت بأناملي تلك البطاقة البيضاء الجميلة .. وأنا افكر بما قد كتب فيها
وبكلمات الاعتذار والحب التي امطرنيها ابني الحبيب
وكم كنت متشوقة للقائه .. لأعانقه وأدخله بقلبي ..
فُتح الباب وأطلت تلك الممرضة الصغيرة اللطيفة
اقتربت مني وهي تبتسم ابتسامة عذبة رقيقة ..
اخرجت تلك الملابس الجديدة .. وهيأتني وسرحت خصلات شعري البيضاء
ولكم كانت سعادتي عظيمة بذلك .. لابد انها تعدني للقاء ابني العزيز
بلهفة مددت لها البطاقة وأنا أقول : اقرئيها لي ياابنتي .. اتستطيعين هذا
اخذتها برحابة صدر وجلست بجانبي لتبدأ بالقراءة وأنا استمع لها بكل شوق وحنين
" أمي الحبيبة ..
اعذريني ان آذيت قلبكِ يوماً ما .. اغفري لي .. ان صرخت بوجهكِ دون ارادتي
أمضينا عمراً طويلاً معاً .. ولكم تقاسمنا الأفراح والأتراح سوياً
لكنني كبرت حقاً .. الأمر الذي لم تعرفيه بعد وتدركيه
أنا أريد أن اكون مستقلاً بحياتي .. كاخوتي .. ككل شاب بمثل عمري
تعبت حقاً من المشاكل والشجارات المتتالية التي تحدثينها وزوجتي
سامحيني فلا يمكنني البقاء معكِ لوقت أطول ...
وسأرسلكِ لمنزلكِ الجديد .. حيث ..
هنا توقفت تلك الفتاة عن القراءة ودموعها قد انحدرت على صحن خديها وقد اغلقت فمها بكفها البيضاء
كنت استمع لها بابتسامة سعيدة سرعان ماتلاشت لتخنقني بعدها عبراتي وآلام صدري المكبوتة
لاأعلم ماقدر مااجتاحني من عواصف قاسية حينها .. الصمت وحده غلفني وأحاط بي
شعرت بيدها الناعمة تضم يدي ونظراتها المواسية المشفقة هشمت ماتبقى لي من أمل
وعرفت أنها نهاية المطاف ... أحلامي الجميلة وآمالي .. هل حقاً تلاشت !!
بعد كل تلك السنين .. آه يالثقل تلك السنين
نظرت لها وأنا ابتسم مشيرة بأن لابأس .. وبأني اريد ان اخلو بنفسي قليلاً
فهمت اشارتي تلك ونهضت لتخرج باستحياء وأسف
بينما أنا .. غرقت في بحر ذكرياتي
وضممت تلك الزهور لقلبي بدلاً عنه ... سأبقي ذكراه الجميلة بقلبي .. وسأغفو على تلك الذكرى
دونما ألم الحاضر ..
خرجت تلك الفتاة بحزن كسى تعابير وجهها البريء الطفولي
نظرت لها زميلتها لتقول بحيرة : ماخطبكِ ؟ أأصاب السيدة آني خطب ما ؟
نظرت لها تخنقها عبراتها لتقول بأسى : تخلى ابنها عنها .. سيرسلها لدور العجائز
باشفاق وحسرة قالت الأخرى : ياالهي .. ياله من قاسٍ .. كيف يتخلى عنها هكذا ولايزال فتياً وبامكانه رعايتها
أومأت بالنفي وتنفست الصعداء لتردف الأخرى بقلق : وكيف حالها ؟
- لا أعلم .. تركتها تائهة حائرة .. أظنها لازالت لاتصدق ماجرى
تنهدت بأسى وساد صمت قصير قطعته بقولها : لندخل ونطمئن عليها ونحاول مواساتها .. الحزن غير ملائم لصحتها
- معكِ حق هيا بنا
دخلت كلتاهما لتشاهدا ذلك المشهد الذي يعتصر القلوب
كانت تنام معانقة تلك الزهور التي ادمتها اشواكها .. وقد ابتسمت بشحوب وكأنما غرقت بعالم آخر بعيد كل البعد عن عالمهم
نظرت كل منهما للاخرى هنيهة لتسرعا بعدها لها وتتفقداها ..
- رباه .. سأستدعي الطبيب حالاً .. لاتبدو بخير
اجابتها الاخرى بأسى وذهول :
لا فائدة .. لقد فارقت الحياة فقلبها الضعيف ماكان ليحتمل أكثر
انهمرت دموعها وشهقت بحزن لحال تلك العجوز
والتي ماتت وحيدة كل ماكانت تحلم به وتريده عناق وليدها الذي أدماها بأشواكه
فارقت الحياة .. وظل الخنجر مغروزاً بصدرها ...
لتنتهي .. آخر سطور أحلامها ..
!
اقدم جزيل الشكر لصاحبة المسابقة الرائعة
واتمنى ان تكون مشاركتي المتواضعة قد حازت على رضاكم
والسلاام خير ختام ^^
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 12-20-2012 الساعة
04:30 PM
آدِيت~EDITH
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى آدِيت~EDITH
البحث عن المشاركات التي كتبها آدِيت~EDITH