شارول بفرحة || اوه الينور ! ... صغيرتي ... انتِ هنا ... لا تقلقِ ... لقد سقطتِ اثناء تسلقكِ الجبل ... انتشر خبر تواجدكِ هنا بالصحف ... لكن كما قلت لا تقلقِ ... سيسير كل شيء على ما يرام قريباً ... ستكونين بخير ... انا متأكدة من ذلك || لما انتِ متأكدة هكذا ؟ ... أشعر بأن كل شيء يسوء ... ماذا هناك " شارول " ؟ ... أين انا ؟ عاد ذلك الظلام من جديد ... مهلا ... "شارول " ! .
صوت ما من قريب ينادي ... صوت مألوف || آسف لأنني تأخرت عزيزتي ... انتِ لم ترغبيني حينها كما كنت اعني ... كنت تريدين تفسيراً لكل شيء وحسب ... بالمناسبة ... اعجبك باقة الوردِ التي بعثتها لكِ ؟ ||
ورد ؟ ... يا الهي عقلي المشوش لا يساعدني على الوصول لأي شيء ؟
سألته || ارجوك ... أخبرني ماذا يجري ؟ ||
ظهر من حيث لا أعلم ... بشعر طويل بلونٍ اسود يناقض في لونه القاتم لون الزهور الزهية المحيطة به ... عيناه رمادية كالفضة يلمع بريقها في وسط هذه الاجواء السحرية ... هالة من الهيبة و الفخامة غزت المكان ... ابتسم بسخريةٍ بدت كما لو انها سبيله الوحيد حالياً للتعبير .
تدفق صوته المبحوح الهادئ الى مسامعي مجدداً || الينور , الينور , الينور ... آآآه يالكِ من مُتَهورة كبيرة ... اما كان لكِ ان تتسلقِ ذلك الجبل بحذر اكثر ؟ ||
نيران ... نيرانٌ هي ما تُشعل راسي الآن ... || ما دخلك بي ؟ ... هذا عملي ... من انت ؟ ||
لكم اكره هذا الاسلوب ... يرد على سؤالي بسؤال ؟ || و ماذا ترين ؟ ||
الاجابة حينها كانت اسهل ما امكنني فعله ... اسهل من اي شيء || ارى امامي شخصاً يعرف كل شيء ... و مع ذلك يعشق اللعب بالنيران ... كذلك تعشق ان تسلك طريقا منحنياً معوجاً دون مباشرة ... اسمع يا هذا ... انني نيراناً مشتعلةٌ على الدوام ... فلا تلعب بي علّني احرقك ||
ازداد ميلان فمه الساخر ... و فلسفة هي كل ما ينجح فيه هذا الشخص || كما توقعت ... الينور ... تعلمين ؟ ... لم يسهل علي يوماً قراءة افكار احدهم كما يسهل علي الان قراءة مشاعرك ... عيناك العسليتان هما دربيّ الذي اسلكه لشغاف قلبك ... ميلانهما الان للاحمرار لا يبشر بخير على ما اعتقد ||
تبا ! ... ذلك الطريق المعوج الملتوي مجددا ... تنهدت لأخفف من حدة اعصابي الان ... حسناً ... اظن بانني سارافقك نفس الطريق يا عزيزي الماكر || جيد انك تعلم بأي حالةٍ انا الان ... هل تعلم يا ترى ان اطلت اكثر من هذا ما الذي يمكن ان يحدث ؟ ||
سار ببطء نحوي ... المسافة التي تضيق ليست بجيدة ... توقف على بعد ثلاث خطوات ... || ماذا يا تُرى ؟ ... اقصى ما يمكنني تخيله هو قليل من الصياح الذي لا يجدي نفعاً || .
صدقاً دونما قصد ... خرجت تلك الضحكة العالية من فمي الذي لم يُعرف الا بالبسمة الجميلة ... ضحكة وقحة ربما ... لم اتمالك نفسي || آسفة على ذلك ... يا الهي لم تعلم كم اضحكتني ... يا غريب الاطوار ... الا تعلم بانني يمكنني تجاوز الحدود بكل راحة بال ؟ ||
تلك الثلاث خطوات تجاوزها هو بلحظة ... الانحناء لمستواي يقلل من قدرتي على التنفس ... بنعومة النسيم الذي هب برقة الان ... تلمس خصلة من شعري الكستنائي ... ابتسم ابتسامة بدت بعيدة كل البعد عن السخرية مما اثار ريبتي ... || في هذه اللحظة ... في هذه اللحظة يا الينور ... انطفأت الموجة المشتعلة بعينيك ... عيناك الان صافيتان كالعسل ||
تـ ... تباً ما الذي تتفوه به ؟ ... مال برأسه قليلا ليتشمم رائحة شعري || الينور ... يا الهي انه عبق الجوري ||
ما عُدت بقادرة على الكلام الان ...