عرض مشاركة واحدة
  #822  
قديم 12-20-2012, 09:58 PM
 
بارت خاص

ذكريات من الماضي

(باارت خااص)





كل شخص له ماضي وذكريات يحتفظ بها....ربما اسرار لم يفصح بها لأحد....او قد يكون يحمل حقداً في قلبه ولكنه لم يظهره لأحد من قبل...قد يكون عاش قصة حب لكنها لم تنجح....واحتفظ بألم فراق محبوبته في قلبه
دعونا ندخل الى اعماق قلب وعقل احد شخصيات قصتنا....لنكتشف حقائق وخفايا هذا الشخص.....لنتعرف أكثر على حقيقته....ربما تسائلتم كثيراً عن شخصيته....هل هو طيب القلب ام شخص شرير؟؟...ربما راودكم الفضول لمعرفة ماضيه وحياته......دعونا نرى ماذا يخفي اليساندرو عنا..........

ولد ذلك الشاب وترعرع بعيداً عن عائلته....عاش يتيماً في احد دور رعاية الايتام....عاش حياة التشرد والفقر والحرمان....لكنه كان فتى وسيماً محبوباً بين الفتيات....
كل شخص يمر بمرحلة يدق بها قلبه لشخص واحد.....تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر الاسود والعينان الرماديتان....تلك الفتاة التي وقع اليساندرو بحبها......"فكتوريا" فتاة جميلة ترعرعت في ظل أسرة من الطبقة المتوسطة.....

في احدى الحدائق العامة....امام تلك الشجرة الكبيرة الشامخة التي شهدت على علاقة حب جميلة بين اليساندرو وفكتوريا.....
كان اليساندرو يجلس تحت ظلها ينتظر فكتوريا كعادته.....وها هو ذا يلمحها قادمة من بعيد لترتسم تلك الابتسامة الساحرة على شفتيه....
"لقد تأخرتي كثيراً....فكتوريا"
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها لم يعهدها اليساندرو من قبل....اليساندرو بتساؤل "ما الامر؟؟ هل حدث شيء؟؟"
حل الصمت بينهما....استجمعت فكتوريا قواها....نظرت له وقالت بكل جدية "اليساندرو....لنضع حداً لعلاقتنا...."
حدق بها باستغراب ثم قال متسائلاً "عن ماذا تتحدثين؟؟"

"انت تعلم جيداً بأن أبي لا يحبك ولن يرغب بك في عائلتنا....لهذا دعنا نفترق هنا...."

وقعت تلك الكلمات كالصاعقة على مسامعه....ابتسم وقال بارتباك "انتِ تمزحين....اليس كذلك؟؟"
نظرت اليه بكل جدية واصرار....تحدثت قائلة "انا أعني كل كلمة قد قلتها يا اليساندرو....." ادارت بنفسها لتخطو خطوتان مبتعدةً عنه....توقفت وقالت "فلتنسى كل شيء اليساندرو.....وداعاً...." ابتعدت عنه والدموع قد ملئت عيناها الرماديتان....صرخ اليساندرو قائلاً "فكتوريا....توقفي....." ولكنها لم تستجب لندائه....تابعت سيرها من غير ان تلتفت له....محاولةً ان تتجاهل ندائه ورجائه بان تتوقف....اخذت الدموع مجراها على وجنتيها محدثةً نفسها "انا اسفة...حقاً اسفة....لم يوافق ابي على وجودك بيننا ولن يوافق ابداً....سيكون هذا مؤلماً جداً لي...مؤلماً...." وضعت يدها على فمها لتجهش بعدها بالبكاء بعد ان حاولت كتم تلك الدموع من النزول حتى لا يراها اليساندرو......
ها هي تلك الشجرة الكبيرة والشامخة....شهدت على اول لقاء بينهما....وها هي الان تشهد على اخر لقاء بينهما....لتشهد على فراقهما....

مضت الايام واليساندرو بعيداً عن الفتاة اللتي أحبها.....لم يرها منذ أخر لقاء بينهما.....ها هو ذا يقف امام ذلك المنزل المكون من طابقين.....ينظر الى النافذة التي تقع بالجهة اليمنى من الطابق الثاني.... عيناه معلقةً على تلك النافذة على أمل ان يراها......

خلف تلك النافذة......وراء الستارة الوردية.....وقفت فكتوريا تراقبه وهو ينظر الى نافذة غرفتها....
شعر بالملل.....فقد الامل على ان يراها مجدداً او ان يحدثها.....طأطأ برأسه حزناً ليسير مبتعداً عن المكان......
ابعدت تلك الستارة عن النافذة لتفتحها.....نظرت اليه وهو يبتعد....ارادت ان تهتف باسمه ليتوقف.....ولكن ما اوقفها هو دخول تلك السيدة الى الغرفة.....حدقت بـ فكتوريا بنظرات غاضبة....

"هل أنهيتي علاقتك معه يا فكتوريا؟؟"
انزلت رأسها قائلة بحزن "اجل يا أمي......"


ها هي الايام تنقضي يوماً تلو الاخر....ولم يستطع اليساندرو من ان يراها او يتحدث معها.....
الا ان شاء القدر ان يلتقي بها في احد المحلات التجارية حيث كانت تتسوق.....

"فكتوريا....."
التفتت له....اتسعت عيناها اندهاشاً....اسرعت خطاها مبتعدةً عنه الا انه امسك بذراعها قائلاً "لماذا؟؟ لما فعلتي ذلك؟؟ اخبريني....."
حدقت به مطولاً....عقدت حاجبيها....قالت بغضب "اتريد ان تعلم لماذا....لأنك فقير...لا اعلم من هما والداك....تربيت في دار للأيتام...."
حدق بها باندهاش لتكمل قائلة "أبي لن يوافق على شخصٍ مثلك....لن اوافق على ان اكمل حياتي مع شخص فقير مثلك....."
وقف مندهشاً من كلامها....انزل رأسه حيث غطت خصلات شعره السوداء عينيه.... "الان فهمت....فتاة من الطبقة المتوسطة لن تقبل بـ شاب فقير مثلي...."
افلتت ذراعها من يده....واسرعت بالابتعاد عن المكان حتى لا يرى اليساندرو الدموع التي تجمعت في عينيها......

............................................
...............................

مضت عدة أشهر على تلك الحادثة وعلى أخر لقاء بينهما.....غادر اليساندرو فرنسا بحثاً عن العمل....

مضت عدة سنوات وحدث معها الكثير من الاحداث التي غيرت كثيراً من الاشياء....
ولا تزال تلك الشجرة الكبيرة شامخةً في منتصف تلك الحديقة لتشهد على أحداثٍ مختلفة......

وفي احد ايام الخريف.....في احد المحلات التجارية حيث كانت تلك المرأة ذات الشعر الاسود والعينان الرماديتان تقف بجانب رجلٌ بشعر اسود بسواد الليل......

"عزيزتي فكتوريا....ما رأيك ان نشتري هذا" قال جملته تلك حيث كان يمسك بيده ملابس للأطفال
نظرت فكتوريا له وقالت
"اااهٌ منك يا جاين....انا لا ازال في اول أشهر حملي وأنت تريد شراء ملابس طفلنا منذ الان؟؟"

"انتِ لا تعلمين مدى فرحتي يا فكتوريا....سيصبح لدينا طفل...."

ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها....امسكت بذراعه قائلة "دعنا نذهب الى ذلك القسم...."
خطت بضع خطوات برفقة زوجها....توقفت عن السير عندما سمعت ذلك الصوت....التفتت نحو القائل....اتسعت عيناها اندهاشاً....ذلك الرجل بشعره الاسود وعيناه الزرقاوتان وتلك الابتسامة الساحرة التي زادت من وسامته......
اقترب الى حيث كانت تقف برفقته مجموعة من الفتيات.....
تحدثت احدى الفتيات بدلع
"لقد وعدتني يا سيد انك ستنقلي الى مجموعتك الرئيسية...."

اجابها قائلاً بهدوء "وانا لا ازال عند وعدي ايتها الجميلة....."

التفت لها والابتسامة لم تفارق وجهه....سار بجانبها....رائحة عطره....صوته....ابتسامته....كل هذه الاشياء جعلت تلك الذكريات التي اغلقت عليها تنفتح من جديد.....قالت بهمس "اليساندرو...."

جاين باستغراب "من يكون هذا الرجل؟؟"
سمعته احدى الموظفات فأجابته قائلة "انه السيد اليساندرو...مالك أكبر الشركات التجارية في فرنسا....كما ان هذا المجمع تابعٌ لشركته...انه المدير هنا..."
حدق به جاين وهو مبتعد عنهم برفقت الفتيات...."هكذا اذاً...."
اما فكتوريا فقد كانت معالم الاندهاش مرتسمةً على وجهها وهي لا تصدق ما تسمع....فكتوريا بنفسها "لا أصدق....اليساندرو ذلك الشاب الفقير....انه....انه.....هذا مستحيل....مستحيل....."

في داخل تلك الغرفة ذات المساحة المتوسطة حيث امتلئت بـ شاشات المراقبة....وقف اليساندرو عند احدها....حدق بأحدى تلك الشاشات تحدث قائلاً "انظر الى هذا...."
التفت الرجل المسؤول الى حيث اشار اليساندرو....حيث كانت احدى كاميرات مراقبة المجمع التجاري تُظهر صورة فكتوريا.....
اليساندرو بهدوء
"أريد ان أعلم أين تسكن تلك السيدة...."

"لك ذلك سيدي...."

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ليخرج بعدها.....

..........................................
..........................

داخل ذلك المطبخ....حيث كانت فكتوريا تغسل الاطباق والاواني....فكتوريا بنفسها
"انه هو....ولكن...الم يتذكرني؟؟" ثم تذكرت كيف مشى من امامها ونظر لها بتلك الابتسامة ولم يظهر اي ردة فعل....."ايعقل انه...قد نسي من أكون؟؟"
.........................................
.............................

مضت بضع ايام من غير احداث تذكر......وها هو اليساندرو يقف امام ذلك المنزل المكون من طابقين وحديقة صغيرة التفت حول المنزل....ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه وقال
"اذاً هذا هو المنزل..."
وقف امام البوابة الخارجية للمنزل وجال بنظره حول المكان....التفت الى الجهة اليمنى حيث لمح فكتوريا قادمة من بعيد وتحمل بيدها بعضٌ من الاكياس.....انتبهت فكتوريا على وقوف شخصٍ ما امام باب منزلها ولكنها لم تستطع ان تميز ملامحه....اقتربت منه....نظر لها بابتسامة جميلة على شفتيه....
فكتوريا باندهاش
"اليساندرو...."

"لقد مضى وقتٌ طويل....فكتوريا"

وقفت مندهشةً وهي تحدق به....خفق قلبها بسرعة....سرت الرعشة في انحاء جسدها...شعرت بوهنٍ وضعف ولم تعد قدميها قادرةً على حملها...
التفت اليساندرو الى المنزل ثم اعاد بنظره لها قائلاً
"هذا هو منزلك....انه جميل"

"ما الذي تريده؟؟"

هز اليساندرو رأسه يميناً ويساراً قائلاً "أتستقبلين ضيوفك هكذا؟؟...كنتِ فتاةً لبقة ومهذبة....هل الزواج يغير من العادات؟؟"

جاء تلك اللحظة ذلك الرجل صاحب الشعر الاسود....التفت الى اليساندرو باستغراب ثم التفت الى فكتوريا قائلاً "ما الامر عزيزتي؟؟"
اليساندرو بابتسامة "لا شيء يا سيد...انا ادعى اليساندرو...السيدة فكتوريا كانت صديقة طفولتي...جئت لألقي التحية لا أكثر..."
ابتسم الاخر وقال "لقد تذكرتك...لقد رأيتك قبل ايام في احدى المجمعات التجارية" ثم مد يده قائلاً "انا ادعى جاين..."
صافحه اليساندرو قائلاً "سررت بالتعرف اليك...."
جاين باستغراب وهو يحدث فكتوريا "لماذا لم تخبريني انكِ تعرفينه يا عزيزتي؟؟"
انزلت فكتوريا رأسها قائلة "لم أتذكره في البداية..."

التفت جاين له وقال بابتسامة "تفضل يا سيد بالدخول...ليس من الادب ان نبقى هنا..."
..........................................
...........................

وزعت فكتوريا اكواب القهوة ثم جلست بجانب زوجها.... جاين بتساؤل
"لم أرك من قبل هنا.....من أي عائلةٍ انت؟؟"
ارتشف اليساندرو من كوبه ثم قال بهدوء "كنت خارج فرنسا منذ سنواتٍ عدة....ذهبت للعمل"

"واين عائلتك؟؟"


بقي اليساندرو صامتاً لفترة ثم التفت له قائلاً "لا اعلم اي شيء عن والداي....."
نظر له باستغراب....تحدثت فكتوريا قائلة "اليساندرو....انه يتيم...لقد ترعرع في دار للأيتام..."
التفت جاين له ثم قال "اا...اسف لم اكن اعلم"
اليساندرو بابتسامة "لا عليك...."
رن هاتف جاين تلك اللحظة....نظر الى المتصل ثم نهض قائلاً "ارجو المعذرة انها مكالمة من العمل..." ليخرج بعدها من تلك الغرفة تاركاً اليساندرو و فكتوريا وحدهما.....
كانت فكتوريا تنظر له بين الفينة والاخرى وهي تشعر بالارتباك....اما اليساندرو فقد كان هادئاً جداً....تصرفاته باردة....وابتسامته لا تحمل اي مشاعر.....
ارتشف اخر ما تبقى من كوبه....وضع الكوب على الطاولة....التفت لها وقال بهدوء
"رفضتي الزواج مني لأني فقير ويتيم....يبدو ان هذا الرجل قد حصل على اعجابك واعجاب عائلتك...." ضيق فتحت عينيه واكمل قائلاً "ابن عائلةً لا بأس بمستواها بمجتمعنا....موظف في شركة كبيرة....يعمل محاسب ويدير حساباتها المالية...منزلٌ كبير وجميل وسيارة لا بأس بهما....."
حدقت فكتوريا به باندهاش وقالت "كيف عرفت كل ذلك عن جاين؟؟"
ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه وقال "لدي رجالي...."
نهض عن الاريكة ثم توجه نحو النافذة قائلاً "حطمتي قلبي وجعلتيه ينزف الماً....تركتيني وحيداً بقلب مكسور...."
ثم التفت لها "لقد أخذتُ وقتاً طويلاً حتى اتخلص من تلك المشاعر المؤلمة...حتى اتخلص من مشاعر حبي اتجاهك..." وضع يده على صدره واكمل قائلاً "لو انني احتفظت بمشارعي نحوك لما وصلت الى هنا... انا ممتنٌ لكِ كثيراً....بسببك جعلتيني اتعلم ان لا اثق بأحد...والا احب واجعل قلبي يتألم....."

انزلت فكتوريا رأسها بحزن وأسى ولم تجد ما تقوله له...فقد كان محقاً بكل كلمةً قد قالها...
توجه نحو المزهرية الموضوعة على الطاولة....التقط وردةً حمراء منها قربها من انفه قائلاً
"اتذكرين عندما كنت اجلب لكِ وردة في كل يومٍ نلتقي بها..."
نهضت فكتوريا عن الاريكة وقالت "ارجوك اليساندرو هذا يكفي....فلتنسى ما حدث بالماضي...."
ارتسمت ابتسامة باردة على وجهه وقال "لا يا عزيزتي..." ثم ضغط بيده على بتلات الزهرة الحمراء حتى تناثرت وقال "اعدكِ بأن مصيرك سيكون هكذا....."
.....................................
........................

احياناً يأخذ الحقد مجراه في القلوب...فيجعل صاحبه يفكر بالانتقام....ويكون الانتقام على قدر ما يحمله من حقد وكراهية في قلبه...يكون على قدر غضبه....ماذا سيفعل اليساندرو حتى يدمر الفتاة اللتي احبها؟؟

مضت عدة أشهر على ذلك اللقاء...فكتوريا التي اصبحت كثيرة الشرود والقلق والتوتر...ظهور اليساندرو بعد كل هذه الفترة قلب موازين حياتها رأساً على عقب....كانت تفكر بأخر كلماته لها...ماذا سيفعل حتى ينتقم منها؟؟ تساؤلات عديدة جالت بين افكارها....مخاوفٌ كثيرة احتلت تفكيرها.....

اليساندرو.....اخذ نجمه بالسطوع بين نبلاء فرنسا....سمعته انتشرت بين الناس بسرعة...قصرٌ كبير....سيارات فخمة...خدمٌ حوله....وثروةً طائلة....الكونت اليساندرو....اسمٌ تردد على آلسِنة كثيرٌ من الناس... اصبح معروفٌ عند الكبير والصغير...بكرمه ولطفه مع الناس....

اليساندرو..... من طفلٍ يتيم ومشرد....الى فتى يعمل لدى الاخرين وتحت رحمتهم....الى رجلٌ نبيل.....
يستطيع الانسان ان يصل الى ما يريد ان وضع هدفاً نصب عينيه....ما هو الهدف التالي الذي يريد ان يحققه هذا الـ كونت؟؟
........................................
.........................


"عزيزتي انظري الى هذا...."
وضعت فكتوريا الاطباق على الطاولة وتوجهت الى زوجها الذي كان يحمل صحيفةً بيده وقالت بتساؤل "ما الامر؟؟"

"اليس هذا اليساندرو؟؟ انظري الى اين وصل...."

حدقت فكتوريا بالصحيفة وبدأت بالقراءة..... "فتى يتيم يصنع سمعته بيده ليصل الى الشهرة والثراء....اليساندرو" ابتعدت عن زوجها وقالت ببرود "هذا لا يهم...."
حدق بها جاين باستغراب ليعود بعدها بتصفح تلك الصحيفة.....


داخل تلك الغرفة الكبيرة والفخمة....على تلك الاريكة المخملية حيث كان يجلس شاباً بشعر اشقر وعينان خضراوتان وبيده صحيفة...اطلق ضحكة خفيفة وقال
"لا اصدق انهم كتبوا هذا...."
دخل اليساندرو الى تلك الغرفة وجلس على الاريكة بجانب ذلك الشاب قائلاً "ما الاخبار يا شارل؟؟"
مد شارل الصحيفة له قائلاً "انظر ماذا كتبوا عنك في الصحيفة...."
اليساندرو ببرود "هذا لا يهم...."
وضع شارل الصحيفة على الطاولة الزجاجية التي كانت امامه وقال "والان ما هو هدفك التالي؟؟ حققت شهرةً كبيرة في فرنسا....ماذا ستفعل الان؟؟"
ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيه قائلاً "الحاكم....هو هدفي التالي..."
شارل باستغراب "الحاكم؟؟"
اليساندرو بهدوء "اجل...سأتوصل للحاكم واكسب ثقته...." ثم التفت الى شارل قائلاً "اما أنت اريدك ان تدمر شخصاً..."
شارل بهدوء "انا استمع...."

"جاين...المسؤول عن الحسابات المالية في احدى الشركات...اريدك ان تتخلص منه..."

ابتسم شارل قائلاً "هذا سهلٌ جداً...أتريد مني شيئاً أخر؟؟"
بقي اليساندرو صامتاً لبرهة ثم قال "اريدك ان تصبح مقرباً من مستشار الحاكم...."
شارل باهتمام "وما هو المطلوب؟؟"

"اسمعني جيداً...."

.............................................
..................................

مضت عدة أيام من غير أحداث تذكر......
على ذلك الطريق حيث كانت فكتوريا تسير برفقة زوجها.....فكتوريا بتعب
"قدماي تؤلماني لنتوقف قليلاً....."
امسك جاين بيدها وقال "انا أسف عزيزتي...لقد كنت مجبراً على بيع سيارتنا...لكنني أعدك بأنني سأشتري واحدةً غيرها قريباً..."
وضعت فكتوريا يدها على بطنها وقالت بابتسامة "لا بأس يا عزيزي....كل ما يشغل تفكيري الان هو طفلنا...."
حدق جاين بها وملامح السعادة على وجهه....التفت الى الجهة المقابلة لهما وقال "تعالي نجلس في تلك الحديقة ونتناول شيئاً....."
خطا بضع خطوات برفقة زوجته....كان يريد ان يعبر الشارع الا ان توقفت تلك السيارة السوداء الكبيرة امامهما....خرج السائق منها ليسرع الى الباب الخلفي ليفتحه....نزل اليساندرو منها والتفت لهما قائلاً بابتسامة "يا لها من مصادفة جميلة...."

جاين بابتسامة "تسعدني رؤيتك...."
حدقت فكتوريا بتلك السيارة باندهاش محدثةً نفسها "لطالما تمنى اليساندرو ان يركب في مثل هذه السيارات...وها هو الان يمتلك واحدةً مثلها..."
نظر اليساندرو الى يدي جاين حيث كان يمسك بيد فكتوريا....وكانت تضع يدها الاخرى على بطنها....التفت الى جاين وقال "ما رآيكما ان تتناولا الطعام في منزلي المتواضع؟؟"
جاين: "هذا لطف منك ولكننا....."
قاطعه اليساندرو قائلاً "اتمنى ان لا ترفض دعوتي....لقد زرتكم مرة والان دوركم....."
................................................
...........................

وقفت تلك السيارة امام قصرٌ كبير وجميل.....حديقة في غاية الجمال التفت حول القصر بأشجارها وازهارها المختلفة....حراسٌ وخدم يقفون على الباب....وبساط احمر اللون عند المدخل.....فتح الخدم ابواب السيارة لينزل منها كلاً من اليساندرو و جاين وفكتوريا......اندهشا لرؤية هذا القصر الكبير والجميل.....
جاين باندهاش
"انه كبير جداً...."
فكتوريا باندهاش "جميل جداً....."
اليساندرو بابتسامة "تفضلا...."

داخل تلك الغرفة الكبيرة حيث الارائك المخملية الفخمة....والستائر الحريرية ذات النقوش الجميلة.....طاولة كبيرة توسطت المكان بمقاعدها الفخمة وثريا ذهبية تدلت من السقف متوسطةً تلك الغرفة.....
وقفت فكتوريا باندهاش وهي تحدق بجمال وروعة المكان وفخامته....ولم يكن جاين أقل منها اندهاشاً....
اليساندرو بهدوء
"هل ستبقيان واقفان هنا؟؟ تفضلا واجلسا...."
جلست فكتوريا على احدى الارائك الكبيرة والمريحة وجلس جاين جانبها....اما اليساندرو جلس على الاريكة المقابلة لهما....دخلت احدى الخادمات وانحنت قائلة بأدب "سيدي الكونت....ماذا أحضر لكم؟؟"
التفت اليساندرو لهما وقال "ماذا تشربان؟؟"
تحدث جاين قائلاً "قهوة..."
التفت اليساندرو للخادمة وقال "كما سمعتِ"
انحنت الخادمة واتجهت نحو الباب الا ان اوقفها اليساندرو قائلاً "أخبريهم بأن يحضروا الغداء أيضاً..."
جاين: "ولكن يا سيد...."
التفت اليساندرو له قائلاً "من غير لكن...انتما تحت ضيافتي الان..."
انزل جاين رأسه قائلاً "هذا لطفٌ منك...."
حدقت فكتوريا بـ اليساندرو للحظات....حيث التفت لها مبتسماً
فكتوريا بنفسها
"ما الذي يريده منا؟؟"
في تلك الاثناء دخل شارل الى الغرفة وانحنى قائلاً بهدوء "مرحبا يا اليساندرو...."
اليساندرو بابتسامة "اهلا بك...."

"أرى انه لديك ضيوف....."

أشار اليساندرو بيده الى جاين وقال "هذا جاين...."
ثم أشار الى فكتوريا قائلاً "وهذه زوجته فكتوريا...صديقة طفولتي..."
قام شارل بمصافحة جاين قائلاً "سررت بلقائك...." ثم انحنى ليقبل يد فكتوريا قائلاً "انه لشرفٌ لي ان أقابل احد أصدقاء الكونت "
ثم التفت الى اليساندرو وقال "كونت...اريدك في موضوع مهم...."
نهض اليساندرو قائلاً "أرجو المعذرة...."

راقبته فكتوريا وهو يخرج من باب الغرفة.....تحدث جاين قائلاً "ان هذا القصر جميلٌ جداً....لم أتوقع ان يكون بهذا الكُبر والفخامة..."
انزلت فكتوريا رأسها من غير ان تعقب على كلامه...امسك جاين بيدها قائلاً "عزيزتي هل أنتِ بخير؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل...لماذا؟؟"

"أنكِ هادئة جداً ولا تتكلمين....مع أنكِ تعرفين اليساندرو منذ الطفولة...هل حدث بينكما شيء؟؟"

رفعت فكتوريا رأسها وحدقت به بارتباك ثم قالت "لا...لماذا تقول ذلك؟؟ أنت تعلم أننا كبرنا ولم نتقابل منذ فترة طويلة..." صمتت قليلاً لتكمل بعدها "كما أنه تغير كثيراً...."

وفي الخارج....حيث كان اليساندرو متكأً على الحائط وشارل يقف امامه....اليساندرو بهدوء "ماذا هناك؟؟"

"أتسائل...هل ذلك هو جاين؟؟"

أومئ اليساندرو برأسه بمعنى أجل....ابتسم شارل قائلاً "سيكون تدميره سهلاً جداً...."
ابتعد اليساندرو عن الحائط قائلاً "يجب ان تتحرك قبل أن أسافر...."
أومئ شارل برأسه قائلاً "لك ذلك...." ثم أخرج من جيب قميصه بطاقة دعوة بيضاء مزينة بطريقة جميلة ومدها الى اليساندرو....حدق اليساندرو بها قليلاً لينتبه بعدها على وجود شعار على الغلاف توسطه وردة البنفسج....ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه قائلاً "استطعت التوصل للعائلة الحاكمة؟؟"
شارل بغرور "هذه فقد بطاقة دعوة لحضور حفل ملَّكِي...انها البداية فقد ايها الكونت...."
وضع اليساندرو يده على كتف شارل قائلاً "اعتمد عليك...."

في داخل تلك الغرفة الكبيرة....دخل الخدم واحداً تلو الاخر محملين بـ أطباق عدة ليضعوها على تلك الطاولة بنية اللون الطويلة....
اليساندرو بهدوء
"تفضلا لتناول الغداء....."
جلست فكتوريا وبجانبها جاين اما اليساندرو جلس على المقاعد المقابلة لهما وبجانبه شارل ليبدءوا بتناول الطعام....

جاين بتساؤل
"هل هذا الشاب قريبك؟؟"
التفت اليساندرو له قائلاً "لا, تعرفت على شارل برحلتي وعملنا معاً...وبعدها اصبحنا أصدقاء وقررنا ان نمضي حياتنا سويةً..."

أضاف شارل قائلاً "لم أجد بحياتي كلها صديقاً أفضل منه...أفكاره تطابق أفكاري كما أنه ذكيٌ جداً....انا أعتبره كـ شقيقي الاكبر..."
اليساندرو بهدوء "لقد نسيت أن تخبرهم أنك تجاريني بذكائي..."
جاين بابتسامة "هذا رائعٌ...من النادر ان تجد أشخاصاً تثق بهم هذه الايام..."
نظر اليساندرو الى فكتوريا ورمقها بحدة قائلاً "انت محق....."
سرت الرعشة في جسدها لتنزل بعدها رأسها حتى لا تتلاقى انظارهما....
شارل بتساؤل
"كيف تعرفت على السيدة فكتوريا؟؟"
نظر جاين لها وقال "لقد كان زواجاً مرتباً من قبل عائلتينا....وعندما تقابلنا انسجمت معها بسرعة وأحببتها....وتزوجنا"

شارل: "هكذا اذاً...."
تحدث اليساندرو قائلاً "لا أحب مثل هذا النوع من المقابلات...."
جاين: "انا ايضاً لا افضل هذا النوع من التقاليد....ولكن القدر جمعنا معاً..." ثم اكمل قائلاً "بعض العادات السائدة في فرنسا تقتضي بزواج الشاب من فتاة بنفس طبقته....ان كان أقل منها مستوى لا يوافقون على الزواج....وبهذا ظلمٌ للعشاق..."
شد اليساندرو على قبضة يده.....تحدث شارل قائلاً "وهذا ما حدث مع الكونت...."
جاين بتساؤل "ماذا تقصد؟؟"
التفت شارل الى اليساندرو وكأنه يطلب منه أن يجيبه....بقي اليساندرو صامتاً لبرهة من الزمن ثم قال بهدوء "أنت تعلم أنني كنت فقيراً ويتيماً...احببت فتاة من الطبقة المتوسطة....دام حبنا لعدة سنوات الا ان جاء ذلك اليوم...." صمت بعدها....حدقت به فكتوريا بخوف....ضربات قلبها المتسارعة...عيناها المعلقتان عليه تنتظر ما سيقوله....ثم اكمل قائلاً "طلبت مني الانفصال....يبدو انني لم أكن أرضي والديها....او انها...." نظر الى فكتوريا ليكمل "كانت تتلاعب بي وبـ مشاعري.."
شدة فكتوريا على قبضة يدها محدثةً نفسها "لا يا اليساندرو....لا....هذا غير صحيح....لقد احببتك أكثر من أي شيء....ولكن....هل سينفعني الندم الان؟؟"
جاين باندهاش "هذا تصرفٌ فظيع منها....لو انها احببتك بصدق لما فعلت ذلك...."
اليساندرو: "أنت محق...."
انزل جاين رأسه قائلاً "آ...أسف لأنني ذكرتك بالماضي....ما كان يجب ان اتدخل في شؤونك..."
اليساندرو بابتسامة "لا عليك...فنحن أصدقاء..."
ابتسم جاين ثم قال "اذاً الا تفكر بالزواج؟؟"

"لا....ليس بعد"

شارل بمزاح "لانه لم يجد أميرة احلامه...."
ضحك جاين بخفة وقال "لا بد ان هنالك مئات الفتيات يحلمن ان يصبحن معك...."
اليساندرو: "أنت محق....ولكنني أطمح للزواج من احدى فتيات العائلات النبيلة....لن أرضى بمن هن أقل من مستواي...." ثم التفت الى فكتوريا وكأنه يوجه الحديث لها....ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيه...حدقت فكتوريا به محدثةً نفسها "لقد تغير كثيراً...انه ليس اليساندرو الذي اعرفه....انه انسان بلا مشاعر...."
قطع شرودها صوت اليساندرو القائل "وأنتِ سيدة فكتوريا....ما رأيك؟؟"
نظرت له مطولاً وهو لا يزال ينتظر اجابتها....ثم قال بمكر "بالطبع لن تسطتيعِ الاجابة عن سؤالي...."
حدقت به باندهاش....حدقت بتلك الابتسامة الماكرة المرتسمة على شفتيه....فكتوريا بنفسها "ما الذي يعنيه....بماذا يفكر؟؟"
اليساندرو بهدوء "سيدة فكتوريا...." نظرت له بارتباك ليكمل قائلاً "يبدو أنكِ متعبة....فأنتِ شاردة الذهن طوال الوقت...."
التفت جاين لها وقال "ما بكِ عزيزتي....هل أنتِ بخير؟؟"
نهضت عن الكرسي بهدوء وقالت "ارجو المعذرة...اريد استخدام دورة المياه...."
أشار اليساندرو بيده للخادمة التي كانت تقف ورائه وقال "ساعديها..."
انحنت الخادمة قائلة باحترام "آمرك سيدي..."
................................................
.................................
......................
مضت عدة ايام من غير احداث تذكر......وفي احد الليالي....داخل تلك القاعة الكبيرة الفخمة.....طاولات عدة ملئت المكان....ثريات كبيرة تدلت من ذلك السقف المرتفع.....اصوات الموسيقى الهادئة المنبعثة من الالات الموسيقية المختلفة.....اشخاصٌ بألوان واشكال عدة وقد بدى انهم من النبلاء منتشرون هنا وهناك واصوات ضحكاتهم ملئت الارجاء...على احدى الكراسي حيث كان اليساندرو جالساً وبجانبه شارل....شارل بملل
"لا أحب الاحتفالات...."

"يجب ان تعتاد عليها....لانك ستحضرها كثيراً في المستقبل..."

بقي شارل صامتاً...التفت وراء اليساندرو حيث كان هناك مجموعة من الفتيات الجميلات ينظرن نحوهما ويتهامسن.....شارل بهدوء "يجب ان تتزوج قريباً يا اليساندرو...."
التفت اليساندرو له ليكمل شارل قائلاً "لا أضمن بقائك بخير وأنت هكذا...انا قلقٌ من ان تختطفك الفتيات..."
حدق اليساندرو به باستغراب وهو لا يفهم ماذا يقصد.... "عن ماذا تتحدث ايها الاحمق؟؟"

"انظر الى الفتيات خلفنا كيف ينظرن اليك....سيأكلوك بأنظارهم"

ارتشف اليساندرو من كأسه وقال "ربما ينظرن اليك أنت...."
تنهد شارل قائلاً "كم انت بارد الاعصاب...."
حل الصمت بينهما للحظات الا ان قطعه اليساندرو قائلاً "بالمناسبة...كيف حال شقيقك الاصغر؟؟"
حدق شارل بالفراغ قائلاً "جورج....انه لا يزال يبحث عن قاتل والداي...كم هو احمق...."

"كم اشفق على ذلك الصغير....ان علم الحقيقة ماذا سيفعل؟؟"

شارل بملل "لا اهتم...لن يصل الى الحقيقة ابداً...."

"ولكنه فتى ذكي....سيكتشف بالنهاية انك انت من قتلتهما...."

"وانا لا اعتقد ان ذلك اليوم سيآتي...."
ثم التفت الى اليساندرو ليقول "بعد ان تصل الى ما تريده....اريدك ان تعتني بـ جورج وتجعله تحت رعايتك..."
اليساندرو بسخرية "كم انت طيب القلب..."
شارل بانزعاج "ما اقصده هو انه عبقري بالرغم من صغر سنه....سيساعدنا كثيراً...."
حل الصمت بينهما للحظات.....الا ان بدأ الناس بالتهامس فيما بينهم وانظارهم معلقةً على تلك البوابة الكبيرة للقاعة....تجمع الناس على جانبي القاعة تاركين ممراً في الوسط....نهض كلا من اليساندرو وشارل وتوجها الى الصفوف الامامية.....حدق اليساندرو بتلك الفتاة التي دخلت....فتاة بشعر اشقر ذهبي طويل وعينان خضراوتان ساحرتان...مشت بكل هدوء وثقة امام الحشد الكبير من الناس وبانظارهم المعلقة عليها.....تحدث شارل قائلاً "انها جميلة جداً....الاميرة جوليا....انها كالملاك...."
حدق اليساندرو بها باندهاش واعجاب....التفت شارل له وقال "انها المرة الاولى التي تظهر بها في احدى الحفلات الملكية....لم يعهد احدٌ على رؤيتها....انها كالاسطورة....."
بقي اليساندرو صامتاً لترتسم بعدها ابتسامة على شفتيه...شارل بتساؤل "بماذا تفكر؟؟"
اليساندرو بمكر "سأدع الايام تجيب على سؤالك....."
.........................................
.......................
.............

كان حلمها ان تعيش بسعادة مع زوجها وهي تنتظر ان تضع اول مولود لها....دفنت ذكريات الماضي ومشاعرها حتى تكمل حياتها مع من تحب...ولكن احياناً لا تسير الامور كما نتمنى خاصةً ان ظهر شخصٌ حاقد لم ينسى آلم الماضي......

داخل تلك الغرفة....امام النافذة حيث كان اليساندرو يقف....دخل رجلٌ بشعر اسود تخلله خصل بيضاء وله شاربان ويرتدي نظارات طبية....حدق اليساندرو به قليلاً....اطلق الاخير ضحكةً ملئت أرجاء المكان....وضع يده على رأسه لينزع ذلك الشعر ويظهر لنا شعره الاشقر....نزع الشاربان والنظارات لتظهر لنا ملامح وجهه الجميلة....سحق النظارات تحت قدمه قائلاً
"لقد انتهى أمره...."
اطلق اليساندرو ضحكةً ماكرة وقال "احسنت يا شارل...."
..................................
...........................


"الى أين تأخذوه؟؟ انه بريء....بريء"
كانت تلك جملة فكتوريا التي قالتها وهي تمسك بذراع احد رجال الشرطة والدموع بعينيها.......اما جاين فقد كان مقيد بأصفادٍ وضعها رجال الشرطة حول يديه......جاين برجاء "أرجوكم دعوني....انا لم أسرق شيئاً...انا بريء...."
أجبره الشرطي على السير بالقوة وأدخله الى السيارة قائلاً "آمثالك يجب ان يعاقبوا على سرقة الدولة....."
فكتوريا وهي تبكي "لا تأخذوه أرجوكم....لا بد أن هنالك سوء تفاهم...."
التفت جاين لها وقال بحزن "ستظهر الحقيقة.....لن أتأخر عزيزتي....."
....................................
.......................
............

على تلك الاريكة الفخمة حيث كان اليساندرو جالساً وبيده فنجان قهوة.....دخل شارل قائلاً
"لقد أمسكوا به....انه لدى رجال الامن...."
نهض اليساندرو عن الاريكة واضعاً الفنجان على الطاولة وقال "هيا لنتحرك....."


امام ذلك المبنى المرسوم عليه شعار رجال الامن بفرنسا....وقفت فكتوريا عند الباب امام احد الرجال وقالت برجاء "أرجوك...أريد رؤيته....زوجي بريء....لم يسرق...."
تحدث الاخر بغضب "قُلت لكِ ابتعدي من هنا يا سيدة...."
فكتوريا بعناد "لا لن أذهب قبل رؤية جاين...."
نظر لها الرجل بغضب شديد ليقوم بدفعها بقوة....فقدت فكتوريا توازنها لتسقط عن الدرجات الا ان أحدهم قد أمسك بها قائلاً "لا يجوز أن تتعامل مع آمرأة حامل بهذه القسوة...."
نظر له الرجل وقال بخوف وارتباك "آآ...آسف سيدي الكونت..."
نظرت فكتوريا له وقالت باندهاش "اليساندرو...."
ساعدها اليساندرو على الوقوف والتفت الى الرجل قائلاً "اتعلم انني استطيع رفع قضيةٍ ضدك وعلى آثرها ستفقد بها عملك...."
انحنى الرجل وقال بتآسف "أعتذر سيدي الكونت....لن أعيدها ثانيةً....سامحني...."
نظر اليساندرو الى فكتوريا التي امتلئت عيناها بالدموع وقال "ما الذي تفعلينه في مكان كهذا؟؟"
حدقت فكتوريا به ثم قالت "لقد أخذوا جاين...."
اليساندرو يدعي الاندهاش "حقاً....لكن لماذا؟؟"
انهمرت الدموع من عينيها قائلة "انه متهم بالسرقة...ولكن هذا كله افتراء...."
ربت اليساندرو على كتفها وقال "سأدخل وأرى ما القصة....عودي الى المنزل...."
هزت فكتوريا رأسها نفياً قائلة "لا...لن أذهب قبل أن أطمئن عليه...."

"حسناً اذاً....انتظريني هنا...."


وبعد مرور فترة من الزمن.....خرج اليساندرو واتجه نحو فكتوريا التي لا زالت واقفةً امام ذلك المبنى....ونظر لها بنظرات حزينة كاذبة...حدقت به قليلاً ثم قالت "ماذا؟؟"

"لقد قام زوجك بالتلاعب بالحسابات المالية التابعة للحكومة....وقد يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح ما بين عشرون الى اربعين سنة...."


وضعت فكتوريا يدها على فمها قائلة من غير تصديق "هذا كذب...كذب....لم يفعل زوجي ذلك....مستحيل...."

..............................................
..................................
عندما تفكر بأنك ستبتعد عن شخصٍ تحبه تشعر بالالم....ولكن ما هو مؤلم أكثر....هو ان تعلم انك خدعت من قِبل شخصٍ أحببته من قبل.....لتشعر انك كنت دمية داخل لعبةً اعدت من قبل اشخاص حاقدين للتسلية لا أكثر...للأنتقام.....لتعيش بعدها مرارة الالم والحقد والشعور بالكراهية......


داخل تلك الغرفة الكبيرة....حيث وقفت فكتوريا امام اليساندرو قائلة برجاء
"أرجوك ساعدنا....لا أحد غيرك يستطيع اخراج جاين من السجن....ارجوك اليساندرو....."
ابتسم اليساندرو ابتسامة نصر وكأن كل ما كان يخطط له قد تحقق وسار حسبما يريد......

امام ذلك المبنى الكبير حيث كانت فكتوريا امامه.....خرج اليساندرو منه ومعه شارل.....وقف امام فكتوريا التي حدقت به منتظرةً ان يتفوه بأي كلمة.....نظر اليساندرو لها لترتسم ابتسامة على زاوية فمه قائلاً
"استطعت أخراجه...."
ارتسمت ابتسامة على وجهها الشاحب وشعرت بالسعادة لانه سيخرج....ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً.....اطلق شارل ضحكةً ماكرة ليضحك بعدها اليساندرو.....حدقت بهما باستغراب.....تحدث شارل قائلاً "لا أصدق ذلك يا اليساندرو....انت حقاً رجلٌ خطير....لقد حدث ما تمنيته حقاً...."
نقلت فكتوريا نظرها بين اليساندرو وشارل باستغراب.....
شارل باستهزاء
"أنتِ حقاً آمرأة حمقاء...."
فكتوريا: "ما الذي....تقصده..."
اطلق اليساندرو ضحكةً ليقول "أتعلمين....كان شعوراً رائعاً ان أراكِ وانتِ تتوسلين حتى أساعدك....." مسك بذقنها ورفع رأسها حتى تلاقت انظارهما ليقول بمكر "لم يكن من الصعب ان أوقع بكما....انتم الفقراء مثيرون للشفقة حقاً...."
فكتوريا بعدم تصديق "أنت من....هل كان كل ذلك ...."
شارل مقاطعاً لها "أجل أجل.....تلاعب بسيط بالحسابات ينتهي كل شيء....."
جثت فكتوريا على ركبتيها وهي مندهشة تماماً......انحنى اليساندرو الى مستواها وقال "لنرى الان كيف ستقضيان حياتكما....وكيف سيجد عملاً بعد ان اصبح معروفاً انه سارق...."
نظرت له فكتوريا بغضب لتقوم بصفعه بقوة....وضع اليساندرو يده على خده لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيه.....فكتوريا والدموع بعينيها "انت شخصٌ بلا قلب وضمير يا اليساندرو.....لست سوى شخصاً حاقداً...."
اليساندرو بسخرية "أنتِ لم تري شيئاً بعد عزيزتي....." ثم نهض ليسير مبتعداً عنها قائلاً "الى اللقاء.....فكتوريا"
ابتعد تاركاً خلفه قلباً حزيناً حاقداً عليه.....تاركاً خلفه فكتوريا بدموعها وآلمها....تاركاً عائلةً خلفه لا يعرفون ماذا يخبأ لهم المستقبل......
...........................................
............................



brb..........
الرجااء عدم الرد.......
__________________

















رد مع اقتباس