12-20-2012, 10:05 PM
|
|
Back....... احياناً نتمنى ان تعود الايام بنا الى الوراء لنصلح خطأً ارتكبناه.....لنوضح اموراً قد اجبرنا على فعلها من غير ارادتنا....
واحيانا نتمنى اننا لم نقابل اشخاصاً كانوا سبباً في تدمير حياتنا.....
نقابل اشخاصاً كُثر في حياتنا.....نلقبهم بالاصدقاء ولكن....لا يمكننا معرفة الصديق الحقيقي من المزيف الا عند المواقف الصعبة......
هنالك أشخاصٌ نراهم طيبون....اشخاصٌ رائعون....نُعجب بهم من طريقة كلامهم وتعاملهم معنا ولكن ما يصعب اكتشافه.....هو الوجه الحقيقي المتخفي وراء قناع جميل قد خدعنا به.....كيف بأمكاننا ان نعلم ما يخفونه في قلوبهم؟؟....كيف لنا ان نكتشف حقيقتهم قبل فوات الاوان؟؟.............
.......................................................
....................................
في ذلك المطار الكبير حيث كان شارل واقفاً....لمح اليساندرو يدخل من احدى البوابات ليسرع اليه.....
شارل بابتسامة "اهلاً بعودتك....لقد اشتقت لك كثيراً...." بادله اليساندرو الابتسامة قائلاً "بالطبع ستشتاق لي....لم نرى بعضنا منذ سنتين يا رجل...." حمل شارل الحقائب قائلاً "هيا تعال...هنالك الكثير من الاشياء اريدك ان تعلمها....." وداخل تلك السيارة اللوميزين السوداء حيث كان اليساندرو وشارل جالسان يتبادلان اطراف الحديث......
اليساندرو بهدوء "هذا مثير جداً...لقد حصل الكثير في غيابي...." تحدث شارل قائلاً "الاوضاع هنا لم تعد كما كانت....اعداد العائلات النبيلة بالتراجع ....وبالمقابل هنالك زيادة كبيرة في العصابات التي انتشرت مؤخراً....ان الوضع يزداد سوءاً ...." بقي اليساندرو صامتاً من غير ان يعقب على كلامه....... ..........................................
....................
وفي احد ايام الشتاء الباردة حيث كانت الغيوم تملئ السماء.....في احد ضواحي المدينة حيث منازل الفقراء المتلاصقة ببعضها البعض....وقف اليساندرو امام احدى المنازل الصغيرة التي بدى انها قديمة جداً.....التفت الى الجهة اليمنى حيث كان هنالك مجموعة من الاطفال الصغار يلعبون.... لفت انتباهه طفل صغير بشعر اسود بسواد الليل وعينان رماديتان جميلتان.....اقترب منه وانحنى الى مستواه وقال بلطف "ما اسمك ايها الصغير...." حدق الطفل به بكل براءة ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وقال "كـ...كي....." ربت اليساندرو على رأسه....اخرج قطعة شوكولا من جيب معطفه....وقدمها له قائلاً "اتحب الشوكولا؟؟" اجابه بطفولة "أجل...." ليأخذ بعدها لوح الشوكولا منه....ابتسم اليساندرو قائلاً "أين والدتك؟؟" أشار بأصبعه الى احد المنازل التي تقع خلفه وقال "هنا...." حدق اليساندرو بذلك المنزل البسيط والصغير.....خرجت منه أمرأة شعرها بني اللون وتضع يدها على بطنها المنتفخ وهي تنادي "كين....أين ذهبت يا صغير...تعال والدتك تبحث عنك...." ركض كين الى حيث كانت تقف السيدة.....حدقت تلك السيدة بـ اليساندرو باستغراب....نظر لها بابتسامة ساحرة ليومئ برأسه للجهة اليمنى وابتعد بعدها باتجاه سيارته اللوميزين السوداء.....
فتح السائق الباب الا ان اليساندرو قال له "أريد ان أتجول قليلاً....عندما احتاجك سأتصل بك...." أومئ السائق برأسه وانحنى باحترام ليمشي اليساندرو مبتعداً عنه......
في تلك اللحظة خرجت فكتوريا ونظرت الى كين قائلة "أين كنت؟؟" مد يده التي يحمل بها لوح الشوكولا قائلاً بسعادة "شوكولا...." نظرت له فكتوريا باستغراب ثم التفتت الى تلك السيدة التي كانت تحدق بالفراغ...... "ما الامر؟؟" التفتت الى فكتوريا وقالت "كان هنالك رجلٌ يقف برفقة كين....انه وسيمٌ جداً....يبدو انه ثري...." التفتت فكتوريا الى كين وقالت "من أعطاك هذه الحلوى؟؟" أشار بيده باتجاه المكان الذي ذهب منه اليساندرو وقال "هو...." نظرت فكتوريا الى الجهة التي اشار لها وقالت باستغراب "من هو؟؟" ............................................
...................................
...................
في مكان أخر......داخل سوقٌ كبير اكتظ بالناس التي تسير في جميع الاتجاهات.....امام احدى واجهات المحلات الفخمة والكبيرة....وقفت فتاة ترتدي وشاحاً أحمر اللون لفته حول عنقها وقبعة صوفية على رأسها...ومعطف اسود يصل الى منتصف فخذيها وبنطال جينز ازرق....حدقت بالملابس المعروضة وقالت "كم اتمنى ان أختار ثيابي بنفسي...." خرج موظفٌ من ذلك المحل واتجه نحوها قائلاً "هل استطيع مساعدتك...." نظرت له بارتباك ورفعت جزءاً من وشاحها ليغطي ملامح وجهها وقالت "لا شكراً لك...." لتستدير بعدها بسرعة من غير ان تنتبه لتصطدم بـ اليساندرو الذي كان يسير بالقرب منها لتقع أرضاً......
قالت بألم "هذا مؤلم جداً...." انحنى اليساندرو الى مستواها وقال "هل أنتِ بخير؟؟" رفعت برأسها لتظهر ملامح وجهها الجميلة وعيناها الخضراوتان وخصلات شعرها الشقراء اللتي تدلت على كتفيها......تبادلا النظرات...حدقت بعينيه الزرقاوتان....وهو حدق بعينيها الساحرتان....قال باندهاش "لا أصدق....ايعقل هذا؟؟ أنتِ......" نهضت بسرعة عن الارض ورفعت الوشاح على وجهها قائلة "انا آسفة...." لتسرع بعدها بالابتعاد عن المكان.....اتجهت الى احدى الممرات الطويلة الضيقة لتدخلها وهي تسير بسرعة....توقفت وأتكأت على الحائط قائلة "يا الهي....كاد ان يكشف أمري...."
"عن أي أمر تتحدثين؟؟" التفتت خلفها بذعر لتجد اليساندرو يقف خلفها....قالت بخوف "ما الذي تريده؟؟" أقترب منها لتخطو عدة خطوات الى الوراء.....قال بابتسامة هادئة "لا شيء يا انسة...ام يجب ان أقول يا سمو الاميرة؟؟" حدقت به باندهاش وقالت "عن ماذا تتحدث؟؟ انت مجنون...." لتبدأ بالسير مبتعدة عنه الا انه امسك بذراعها وسحبها نحوه....مد يده و ازال الوشاح عن وجهها قائلاً "من المستحيل ان أنسى هذه الملامح الجميلة....لقد حضرتِ ذلك الحفل...كنتِ في غاية الجمال....لن انسى ذلك اليوم ابداً...." حدقت بعينيه الزرقاوتان وقالت "لكن ذلك الحفل كان منذ سنتين...!!" ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيه "اذاً انتِ تعترفين أنكِ ابنة الحاكم...." احمر وجهها خجلاً واشاحت بنظرها عنه.....اليساندرو بهدوء "ما الذي تفعلينه هنا من غير حراس؟؟ يجب ان نخبر الحاكم بأن ابنته تخرج من غير حراسة...." التفتت له وقالت باندفاع "لا...لا تخبره....لا أحد يعلم بأنني قد خرجت...."
"هل هربتي من القصر؟؟" انزلت رأسها قائلة "لا لم اهرب...فقد خرجت..."
"اذاً سأعيدك الى القصر...." التفتت له وقالت باعتراض "لا...سأعود لوحدي.." وضع اليساندرو اصبعه السبابة على شفتيها قائلاً "لا تعترضي يا انسة...لن اتركك تعودين وحدك....ان هذه المنطقة خطرة جداً...." ثم اخرج الهاتف من جيب معطفه ليجري اتصالاً.... "احضر السيارة فوراً...." على ذلك الطريق حيث وقف اليساندرو وكانت تلك الفتاة تقف بجانبه وهي تغطي وجهها بوشاحها الاحمر....وقفت سيارة لوميزين سوداء امامهما ليخرج السائق ويقوم بفتح الباب....نظرت له باستغراب قائلة "هذه سيارتك؟؟" أومئ برأسه قائلاً "أجل...تفضلي...." ..................................................
........................................
.......................
على مقربة من ذلك القصر الكبير والفخم المكون من خمس طوابق وحوله مجموعة من القصور الاخرى التابعة له....وقفت تلك السيارة السوداء على مسافة قريبة من البوابة الرئيسية الضخمة التي امتلئت بالحراس....جال اليساندرو بنظره حول المكان وقال "كيف استطعتي الهرب مع وجود هذا العدد الكبير من الحراس؟؟" فتحت باب السيارة قائلة "هذا سر...." لتخرج بعدها....تبعها اليساندرو قائلاً "سأوصلك بنفسي حتى أتأكد انكِ لن تهربي...." ........................................
................................
خلف القصر حيث كانت هنالك غابة صغيرة امتدت على مسافة متوسطة.....توجهت نحو السور الخارجي للقصر حيث غطته بعضاً من النباتات والاشجار.....ابعدت جزءاً منها ليظهر لنا باب خشبي صغير....اليساندرو باندهاش "اذا من هنا تخرجين...." أومئت برأسها قائلة "أجل...." فتحت الباب لتعبره...ثم اطلت برأسها نحو اليساندرو وقالت بابتسامة "سأعود الى غرفتي لن أهرب....الى اللقاء" لتغلق بعدها ذلك الباب الخشبي....ضحك اليساندرو بخفة ليذهب بعدها....
..................................................
.........................................
في حديقة قصر اليساندرو حيث كان يتجول في الارجاء.....اقترب شارل منه بسرعة كبيرة قائلاً "اليساندرو....اتصدق هذا...." اليساندرو باستغراب "ماذا؟؟"
"الحاكم يريد مقابلتك....." ارتسمت ابتسامة على شفتيه قائلاً "هذا رائع...." ..............................................
.................................
داخل تلك الغرفة الكبيرة ذات السجاد المخملي والستائر الحريرية.....بالقرب من النافذة وقف رجلاً بشعر اشقر ينظر منها.....دخل اليساندرو برفقة احد الرجال....انحنى الرجل قائلاً باحترام "سيدي الحاكم....لقد جاء الكونت كما طلبت..." التفت ذلك الرجل نحوهما لتظهر لنا ملامح وجهه وعيناه الزرقاوتان...وقد بدا انه في اوائل الخمسين من عمره......
انحنى اليساندرو قائلاً "انه شرفٌ لي ان اقابلك سيدي الحاكم...." ابتسم الاخر قائلاً "تفضل بالجلوس....." جلس اليساندرو على احدى الارائك الفخمة.....تحدث الحاكم قائلاً "لقد سمعت عنك الكثير يا سيد....وقد اعجبت بانجازاتك العظيمة التي حققتها...." اليساندرو باحترام "شكراً لك سيدي...."
"اشخاصٌ مثلك يجب ان يعملوا مع الحكومة حتى ننهض ببلدنا ونتقدم بمستوانا بين البلدان الاخرى...." بقي اليساندرو صامتاً ليكمل الاخير قائلاً "استدعيتك الى هنا حتى اعرض عليكَ عملاً...." نظر اليساندرو له باهتمام قائلاً "انا اسمعك سيدي...." قطع حديثهم دخول احدى الخادمات التي انحنت قائلة "ارجو المعذرة سيدي....ولكننا احضرنا الانسة جوليا كما طلبت...."
"دعيها تدخل...." نظر اليساندرو نحو الباب.....دخلت جوليا التي كانت ترتدي فستان احمر اللون طويل بشريطة وردية اللون توسطت خصرها تاركةً شعرها الذهبي منسدلاً بحرية.....قالت بتجهم "اجل أبي...." الحاكم بانزعاج "ما هذا يا جوليا....أتقومين باستقبال الضيوف هكذا؟؟" نظرت له باستغراب لتنتبه بعدها على وجود اليساندرو....انحنت قائلة بخجل "اسفة...لم انتبه على انه لديك ضيف..." نهض اليساندرو قائلاً بابتسامة "لا بأس...." اتسعت عيناها اندهاشاً محدثةً نفسها "يا الهي...انه هو..." "هذه ابنتي جوليا.....جوليا هذا الكونت اليساندرو..." انحنى اليساندرو وقبل يدها قائلاً "سررت بالتعرف اليكِ...." ثم نظر اليها ليغمز لها....احمر وجهها خجلاً وقالت بارتباك "سررت بلقائك...." ثم التفتت الى والدها الذي قال بتساؤل "أين كنتِ؟؟ منذ الصباح وانا ابحث عنكِ...." انزلت رأسها قائلة بارتباك "لقد...كنت بالخارج....بالحديقة...." ثم التفتت الى اليساندرو الذي وضع يده على فمه مانعاً ضحكته من الخروج...توردت وجنتيها خجلاً ثم انحنت لتقول "أرجو المعذرة...." لتخرج بعدها من تلك الغرفة.....
وبعد مرور فترة من الزمن....وبعد الحديث الطويل الذي دار بين اليساندرو والحاكم....نهض اليساندرو عن الاريكة...انحنى قائلاً "هذا شرفٌ لي سيدي الحاكم....سأكون عند حسن ضنك...." ليخرج بعدها من تلك الغرفة.....
كان يسير في ذلك الممر الطويل الا انه توقف عندما سمع صوت موسيقى حزينة تنبعث من احدى الغرف.....وقف امام السلالم الطويلة....اغمض عينيه مستمعاً الى ذلك اللحن الحزين....صعد تلك الدرجات الطويلة....التفت يميناً حيث كان هنالك ممر اخر طويل بأبواب عدة....مشى بهدوء وصوت الموسيقى اصبح يعلو شيئاً فشيئاً.....توقف امام احدى الابواب المفتوحة....داخل غرفة كبيرة جداً بألوان زاهية.....توسطها بيانو ابيض اللون كانت جوليا تعزف عليه....وقف اليساندرو عند الباب وهو يستمع لعزفها الجميل.....بعد دقائق قليلة توقفت عن العزف لتكتف يديها تحت صدرها قائلة بانزعاج "ما هذا...انها مقطوعة قبيحة....ينقصها شيء...."
"أنتِ محقة....يجب ان تضعي مشاعراً أكبر في مقطوعة حزينة كهذه والا لن تنجحي بعزفها...." التفتت ورائها حيث كان اليساندرو يقف عند الباب....حدقت به للحظات من غير ان تقول شيئاً....اقترب منها قائلاً "كنتِ مذهلة....ولكن ينقصك بعضاً من التدريب..." اشاحت وجهها قائلة "وهل انت أستاذ موسيقى؟؟"
"لا أبداً....ولكن هذا ما شعرت به وانا استمع لعزفك...اعتقد بأن الالحان النابعة من القلب والمشاعر الصادقة هي ما تجعل الموسيقى رائعة...." التفتت له جوليا قائلة باندهاش "وهذا ما اعتقده انا أيضاً......" ابتسم اليساندرو واقترب من البيانو قائلاً "يبدو أنكِ لم تكوني هنا في صباح اليوم...." ثم نظر لها ليكمل قائلاً "لقد خرجتِ من القصر....اليس كذلك؟؟" جوليا بانزعاج "وما شأنك أنت...." بقي اليساندرو صامتاً ثم اخرج من جيبه قلماً و ورقة ليكتب عليها شيئاً....ثم مد الورقة لـ جوليا قائلاً "هذا رقم هاتفي....ان أردتي الخروج من القصر اتصلي بي...أعرف اماكن جميلة في فرنسا...." حدقت جوليا بالورقة قليلاً ثم نظرت له ليبتسم قائلاً "لستُ ذلك النوع من الرجال...." امسك بيدها ليضع الورقة بها قائلاً "اترقب اتصالك...." ليخرج بعدها......
راقبته وهو يغادر الغرفة.....نظرت الى يدها حيث كانت ممسكةً بتلك الورقة.....لتعود تحدق بالباب الذي خرج منه
........................................................
..........................................
............................
مضت عدة ايام من غير احداث تذكر......وها هو اليساندرو يقف من جديد في ذلك الحي الفقير الذي امتلئ بالمنازل القديمة.....ركض كين باتجاهه قائلاً ببراءة " شوكولا...." انحنى اليساندرو الى مستواه وابتسم قائلاً "احضرت لك شيئاً أخر...." مد يده ليعطيه لعبةً على شكل سيارة حمراء اللون....امسك كين بها بسعادة بالغة ليقوم بمعانقة اليساندرو قائلاً "شكراً...." كيف لا يكون فرحاً بها....طفلٌ صغير كل ما يجعله سعيدا هي الحلوى والالعاب التي تأخذ كل تفكيره.....
تلك اللحظة رآته فكتوريا وهو يعانق ابنها....اتجهت نحوه بسرعة والغضب يملئ ملامح وجهها لتسحب كين من بين يديه قائلة "ما الذي تفعله هنا؟؟" اليساندرو بهدوء "لا شيء...." نظرت فكتوريا الى كين الذي يمسك بيده تلك اللعبة....قالت بغضب "من أين جئت بها يا كين...." أشار كين بأصبعه نحو اليساندرو قائلاً ببراءة "هو...." نظرت له بغضب وقالت "اذا انت من اعطاه تلك الحلوى في المرة السابقة...." اليساندرو بسخرية "اجل هذا صحيح....لا اعتقد ان والده قادراً على أن يوفر مثل هذه الاشياء له...اليس كذلك؟؟" نظرت له بنظرات ملئتها الحقد والغضب....وكيف لا تشعر بالحقد وهو الذي كان سبباً في تدمير حياتها وإيصالها لهذا المستوى....امسكت بتلك اللعبة قائلة "نحن لا نحتاج لمساعدة من أشخاص مثلك...." لتقوم بعدها برمي اللعبة باتجاه اليساندرو بقوة....ابعد اليساندرو رأسه الى الجهة اليسرى متفادياً رميتها.....امسكت بيد كين بقوة وهو يبكي وقالت "أخرج من حياتنا يا اليساندرو...." لتذهب بعدها الى منزلها....حدق اليساندرو بها وهو يستمع الى صوت كين الصغير الباكي.....ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه ليقول "لم تري شيئاً بعد....." رن هاتفه تلك اللحظة....اجاب قائلاً ببرود "أجل..." اجابه صوتٌ انثوي جميل "مرحبا ايها الكونت....هذه انا جوليا...." اتسعت عيناه اندهاشاً ثم قال "كنت انتظر اتصالك بفارغ الصبر..." ............................................
................................
عند ذلك السور الذي غطته الاشجار حيث كان اليساندرو متكأً عليه.....فُتح ذلك الباب الخشبي الصغير لتخرج منه جوليا.....
اليساندرو بابتسامة "مرحباً يا انسة...." نظرت له جوليا بنظرات ملئتها الاعجاب.....كان يرتدي جاكيت جلدي اسود قصير وبنطال جينز ازرق اللون وقميص ابيض تحت الجاكيت.....كان يبدو وسيماً.... "لم أتوقع ان تتصلي بي....." انزلت جوليا رأسها قائلة "لم أرغب بالخروج وحدي هذه المرة...." ابتسم اليساندرو من غير ان يعقب على كلامها.....ثم نظر الى ملابسها حيث كانت ترتدي قبعة صوفية و وشاح احمر ومعطف ابيض يصل الى ركبتيها.......تحدث قائلاً "هل أنتِ مستعدة؟؟؟" أومئت برأسها قائلة بحماس "أجل...." .....................................
.................
بعد جولةً طويلة في ارجاء فرنسا.....جلس كلا من اليساندرو و جوليا على احدى الطاولات في احدى المطاعم المتواضعة....
جوليا بمرح "لقد كانت جولة رائعة....شكراً لك" ابتسم اليساندرو قائلاً "بقيت هناك محطة واحدة فقط...." .......................................
.................................
داخل تلك الحديقة الكبيرة التي توسطت احدى مناطق فرنسا.....امام تلك الشجرة الكبيرة الشامخة حيث وقفت جوليا....نظرت لها قائلة "ما أجمل هذا المكان....وما أجمل هذه الشجرة...." وقفت امام الشجرة واضعةً يدها اليمنى على جذعها الضخم المغبر....اغمضت عينيها قائلة "لا بد ان هذه الشجرة قد شهدت على احداثٍ عديدة حصلت هنا.....ربما بكاء طفل صغير....ضحكات عائلة سعيدة....ربما شهدت على علاقة حب جميلة....." حدق اليساندرو بها قليلاً ليقف ورائها واضعاً يده فوق يدها قائلاً "وربما شهدت ايضاً على فراق الاحبة.....بكاء شخصٌ مجروح مكسور القلب...." ليشد بقبضته على يدها....نظرت له جوليا باستغراب....حدقت بعينيه الزرقاوتان الجميلتان التي امتلئتا بالغضب الممزوج بالحزن.....نظر لها قائلاً بابتسامته الساحرة "لقد تأخر الوقت يجب ان تعودي للقصر...." أومئت برأسها منصاعةً لأوامره........
.............................................
............................
على تلك الطاولة الكبيرة الفخمة حيث جلست جوليا تتناول طعام الفطور مع والديها.....
نظرت الى والدها وقالت بتساؤل "أبي....من يكون ذلك الكونت؟؟"
"اليساندرو....." صمت قليلاً ليكمل قائلاً "ان كنتِ تريدين معرفة من يكون أقرأي الصحف اليومية....." حدقت به باستغراب ليكمل قائلاً "طلبت منه ان يعمل معنا في القصر....انه شخص ذكي....سنحتاجه في المستقبل...." .........................................
...........................
على تلك الاريكة حيث جلست جوليا ومعها احدى الصحف.....اغلقت الصحيفة ورفعت برأسها لتحدق بالسقف.....قالت بحزن "لم أكن أعلم أي شيء عنه.....انه رجل رائع حقاً...." رن هاتفها....اجابت بهدوء "اليساندرو...." صمتت قليلاً لتقول بعدها "سوف آتي حالاً...." ...............................................
...........................
امام ذلك الباب الخشبي الصغير حيث اتخذه كلا من جوليا واليساندرو ممرهما السري.....خرجت جوليا منه لتجد اليساندرو متكأً بظهره على احدى الاشجار....اقتربت منه من غير ان تتفوه بكلمة واحدة....نظر لها باستغراب قائلاً "ما الامر؟؟" انهمرت الدموع من عينيها.....اليساندرو باستغراب "مـ....ماذا هناك؟؟" جوليا وهي تبكي "لم أكن أعلم أي شيء عنك....لم أكن أعلم بأنك عانيت بشدة بصغرك....لا بد أنك تألمت كثيراً..." حدق بها باستغراب....وضع يده على كتفها قائلاً "من اخبرك؟؟"
"قرأت ذلك بالصحف...رغبت بان اعلم من تكون...ان اعرف عن ماضيك...هذا محزن جداً..." لتغطي وجهها بيديها لتنهمر بالبكاء....
حدق بها باستغراب وقال متسائلاً "هل كل الفتيات حساسات هكذا؟؟" ابعدت يدها عن عينيها ونظرت له والدموع آخذة مجراها على وجنتيها....تحدثت قائلة "لا...ولكن اي شخص يسمع قصتك سيشعر بالحزن...." امسك وجهها بيده اليسرى ومسح دموعها بيده الاخرى قائلاً "لا اعتقد ان هنالك من سيهتم لقصتي....." هزت جوليا رأسها يمينا ويساراً و وضعت يدها على يده قائلة "ولكن انا أهتم...." ابتسم اليساندرو وضمها الى صدره قائلاً "انتِ طيبة القلب....جوليا" ...............................................
................................
.................
ها هي الايام تمضي يوما تلو الاخر والعلاقة بين اليساندرو و جوليا اصبحت تتطور شيئاً فشيئاً.... بالاضافة الى انه قد استطاع اكتساب ثقة الحاكم ومن في القصر ليعتبروه واحداً من العائلة الحاكمة......
وفي احد الايام.....داخل تلك الغرفة الكبيرة.....على ذلك السرير ذو الغطاء الوردي المزين بنقوش الازهار الجميلة.....كانت جوليا مستلقيةً عليه....امسكت وسادتها وقامت بضمها الى صدرها....اغمضت عينيها لتشد بقبضتها على تلك الوسادة قائلة "يا الهي....انه لا يغادر تفكيري لحظة واحدة....اعتقد انني...." صمتت قليلاً لتكمل بعدها قائلة "اعتقد انني....أحبه....."
"من هو؟؟" فتحت جوليا عينيها بسرعة لتجد اليساندرو واقفاً بجانبها...رفعت جزئها العلوي قائلة بذعر "ما الذي تفعله هنا؟؟" جلس على حافة السرير قائلاً "يبدو أنكِ نسيتي أن والدك طلب رؤيتي....وقد انهيت عملي معه وفكرت بأن آراكِ قبل ان اغادر...."
"وكيف عرفت اين تقع غرفتي؟؟"
"سألتُ احدى الخادمات وأرشدتني...." حدق بها قليلاً ليقول "من هو ذلك الشخص الذي تحبينه؟؟" أشاحت بوجهها عنه قائلة بخجل "هذا ليس من شأنك...." حل الصمت بينهما الى ان قطعه اليساندرو قائلاً "أنتِ لا تخرجين من القصر....ولا تعرفين أحداً....ايعقل أنكِ...." صمت قليلاً...نظرت له جوليا منتظرةً ان يكمل كلامه حيث قال "أتحبين المستشار السابق؟؟ ام حارسك الشخصي؟؟" نظرت له جوليا بنظرات غاضبة ملئتها الخجل...امسكت بوسادتها وضربته بها قائلة "اخرج من هنا....." ضحك اليساندرو لينهض بعدها قائلاً "حسناً حسناً....انا ذاهب....الى اللقاء...ولكنني سأكتشف من هو ذلك الشخص" ليخرج بعدها من تلك الغرفة.....
استلقت جوليا من جديد على سريرها لتحدق بالسقف قائلة "أحمق...ذلك الشخص...هو انت...." .............................................
..............................
من الجميل ان يقع الانسان بالحب....ولكنه مؤلم جداً خاصة عند الفراق....ولكن ما هو اشد آلماً هو عندما تعلم انه حبٌ من طرف واحد...عندما تعلم انه تم خداعك...التلاعب بمشاعرك...الاستيلاء على قلبك من أجل تحقيق بعض الاهداف التي يطمح اليها هذا الشخص....من أجل الانتقام
ليس كل ما هو جميلٌ من الخارج, جميلٌ من الداخل....وليس كل من قال انه صديقك,يعتبر صديقاً حقيقياًً....وليس جميع البشر لهم الوجه نفسه....
بهذه الكلمات انهي بها جزءاً من ماضي اليساندرو المخفي....لينكشف لنا الستار عن هذه الشخصية الغامضة التي ظهرت في احداث قصتنا....
ولكن.....ماذا يخبأ لنا أيضاً هذا الكونت؟؟ لن تعرفوا حتى تتابعوا ما تبقى من احداث حكايتنا....... Brb.......... |