عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 12-21-2012, 12:21 AM
 
البارت الاول

الفصل الاول

انه الصباح... صباح اول يوم من المدرسة... استيقظ الطلاب بحماس، الا تلك الفتاة ذات الشعر الاشقر الطويل... خرجت من بيتها بكل هدوء بعد ما انتهت من تجهيز نفسها... وقفت في الطريق نظرت الى الافق الشاحب قبل طلوع الشمس بعينيها العسليتين الكئيبتين... تنفست نفسا عميقا استعدادا لما ينتظرها اليوم، تسربت برودة الصباح المنعشة الى رئتيها المتعبتين من الحياة لكي تزيد الى برودة طبعها برودة... رفعت وشاحها وغطت به انفها وفمها ومشت، وفي طريقها طلعت الشمس وشقت برودة الصباح ليمتزج دفئها بتلك البرودة وتبث شعورا غريبا رائعا... ظلت تمشي الى ان وصلت الى البحر، استقبلتها خبطة على ظهرها من احدى صديقاتها ثم قالت:

-
سالي صارخة: اين كنت؟ لما تأخرت هكذا؟
-
بدى الانزعاج على وجه ليزا لكنها حاولت تجاهل سالي وتعليقاتها السخيفة، جلست على صخرة متجهة الى البحر وشردت في الافق البعيد ...
-
سالي: انها لا تزال هي هي، لم تتغير ابدا...
-
ساندرا: اذا سنستمتع كثيرا كالسنة الماضية
-
سالي: لا حجة لك ميراي... ها قد وصلت ليزا، بسرعة لنذهب الى المدرسة سنتأخر
-
ميراي: كان بإمكانك ان تتأخري قليلا بعد ليزا
-
ساندرا:الا تكتفين من البحر
-
ميراي: البحر ينعش عقلي، والا لن استطيع التركيز في الصف
-
سالي: نحن هنا من نصف ساعة
-
ميراي: خمسة دقائق فقط، بليييييز (ونظرت اليهم بعيون بريئة متلألئة)
-
ساندرا: كم اكره تلك النظرة، فقط 5 دقائق

وبعد نصف ساعة مشت الصديقات من البحر، وعندما وصلوا قبل دخولهم الى المدرسة اتجهت نحوهم سيارة مسرعة هوجاء، تفرقوا الفتيات بسرعة كل واحدة من صوب، نظروا الى السيارة منزعجات، فرأوها قد اصطدمت ببوابة مدخل المدرسة الرئيسي، نظرت الفتيات الى السيارة واقتربن منها قلقات، وفجأة فتحت باب السيارة فتاة وخرجت منها تتأرجح دائخة، وسرعان ما استعادت وعيها وارتسمت على وجهها الطفولي ابتسامة لطيفة، ولوحت بيدها وقالت: شكرا ابي على توصيلي، الى اللقاء اراك بعد المدرسة" واكملت طريقها كأن شيء لم يحدث
... نظر اليها الكل متعجب، الا ليزا اذ ظهرت على ملامحها حزن شديد على المشهد الذي مر امام عينيها، ارجعها بالزمن الى يوم اعتصر به قلبها، يوم فقدت كل معاني الحياة، منذ ذلك اليوم اصبحت تشعر انها جسد بلا روح، الابتسامة تؤلم قلبها والسعادة ما هي الا وهم يخدع به الاخرون... ما ان عادت تلك الفتاة من شرودها حتى نظرت حولها ووجدت ان صديقاتها اختفت من جنبها، فنظرت داخل المدرسة، رأتهن قد اجتمعن حول تلك الفتاة ذات الملامح الطفولية واحداهن توبخها وكادت ان تقتلها واخرى تحاول ان تهدأ الاوضاع، اقتربت ليزا منهن وقالت: "كفي يا سالي عن العبث ولنتجه الى الفصل قبل ان نتأخر، يكفي الوقت الذي اضعناه في البحر بسبب ميراي"، نظرت اليها ميراي وابتسمت بحرج، بينما نظر الجميع الى ليزا مندهشات، نظرت ليزا اليهم ببرود وقالت:

-
ليزا: ماذا دهاكم؟ لما تنظرون الي هكذا؟
-ساندرا: انت عادة لا تتكلمين ولا تتدخلين بشيء... حدثت اليوم معجزة
-
سالي: اتمنى ان لا يكون هذا نظير شؤم من اول يوم بالمدرسة
- ساندرا برعب: مـ... ماذا...
- ليزا بإنزعاج: كفوا عن هذا الغباء ولنسرع

اتجهت ليزا لصفها وتبعتها صديقاتها، وكان وضعهم كالتالي
:
ليزا غارقة بالتفكير في ما حدث قبل دخولهن المدرسة، سالي وساندرا يعلقون تعليقات سخيفة على ليزا وميمي، تالي تؤام سالي شاردة بمن سيكون فارس احلامها ومتى ستلتقي به، ميراي مسرورة حيث اخذت نصيبها من اللعب بالبحر اليوم، اما ميمي فكانت مندهشة لما جرى وما ان اختفت من امامهم حتى استيقظت من شرودها وتذكرت انه عليها ان تسرع الى فصلها قبل ان تتأخر
.

في الفصل بينما الكل جالس في اماكنهم الا سالي التي كانت تتجادل مع فتاة جديدة لأنها اخذت مكانها دخلت المعلمة وقطعت الجدال
:

-
المعلمة: كالعادة سالي... من اول يوم، المكان التي انت فيه لا يمكن ان يسلم من المشاكل
-
سالي: لقد اخذت مكاني، اريد الجلوس قريبة من ساندرا
- المعلمة: يبدو انك فتاة جديدة! ولكن يسرني انها اخذت مكانها والا سيحدث انفجارات في الفصل
وفجأة اطل المدير الى الفصل من الباب وقال: اسف لقد حدث خطأ، تلك الفتاة ليست في هذا الصف، انها في صف اخر، ثم ادخل ميمي الى الصف وقال هنا فصلك واخذ الفتاة الاخرى لفصلها
ما ان وقفت قرب المعلمة لتعرف عن نفسها حتى نظرت اليها الصديقات مندهشات وقالت سالي: "انت مجددا" نظرت اليها ميمي مرتعبة ركضت الى خارج الفصل لتحق بالمدير وقالت له وهي تنظر لفصلها مرتعبة:
-
ميمي: انا متأكدة انه لم يكن هناك اي خطأ انا لست في ذلك الفصل
-
المدير: لما تقولين ذلك؟
- ميمي: تلك الفتاة المرعبة...
-
المدير: لا بد انك تقصدين سالي
-
ميمي: مهما كان اسمها، لا اريد ان اكون معها في نفس الفصل
- المدير: للأسف هذه هي الحقيقة
حزنت ميمي ودخلت فصلها واتجهت الى اول مقعد فارغ وجدته وهي تنظر الى سالي بقلق، نظر الكل اليها مستغربا، نادتها المعلمة " يا فتاة، انت لم تعرفي عن نفسك بعد" وقفت ميمي وقالت مستعجلة:" اسمي ميمي" وجلست، ضحك الكل عليها فاحمر وجهها خجلا، فقالت المعلمة، حسنا اظن سنكتفي بهذا القدر من المعلومات.

كان هكذا تقسيم الصديقات في الصف:
-
ليزا في اول صف حيث يسمح لها بفهم شرح الدرس جيدا، كما انه لا يمكن التدخل بها بسهولة دون ان تنتبه المعلمة
-
ميراي كانت مجتهدة ففضلت ايضا الجلوس في الصف الاول
-
ميمي جلست في اول مقعد فارغ وجدته وكان ذلك المكان خلف ليزا مباشرة
-
سالي فضلت الجلوس في الوسط حيث تتمركز الصف كله وبذلك يمكنها ان تطال الكل كما تريد، لاي سبب كان
-
ساندرا اخذت الصف الاخير خلف سالي مباشرة لسرعة التواصل مع سالي، وتنفيذ خطتها دون ان تنتبه لها المعلمة
-
اما تالي فجلست قرب النافذة كي تسمح لأفكارها بالتحليق عاليا
-
واما البقية فكانوا بقية التلاميذ. نعود للقصة
نظرت ميمي الى سالي التي كانت تنظر اليها بنظرات كأنها تكيد لها، فزعت ميمي وصبت نظريها الى طاولة مقعدها، بعد برها نظرت الى الطالبة التي امامها ذات الشعر الذهبي الطويل، اقتربت للأمام وقالت لها: "شكرا لإنقاذك لي من هذه الفتاة المخيفة" ولكن ليزا لم ترد عليها ولم تعبرها حتى، استدارت ميراي ونظرت الى ميمي وقالت لها بصوت خافت كي لا تنتبه المعلمة: "لا تكلفي نفسك العناء، انها لا تتكلم الا للضرورة، وقد صدمنا فعلا هذا الصباح عندما تكلمت " نظرت ميمي الى ليزا مستغربة ثم الى المعلمة التي كانت تعطي التلاميذ لمحة عن منهج الدراسة هذه السنة... مرت الحصص الاولى وصار وقت استراحة الغداء، توجهت ميمي الى الكافتيريا وحدها اذ انها لم تكن تعرف احد فهي جديدة، بينما كانت الصديقات جالسات في احدى طاولات الكافتيريا، رأتها ليزا وهي تنظر الى اصناف الطعام بوجه سعيد كأنها لم ترى طعام في حياتها، ابتسمت حينها ابتسامة صغيرة سرعان ما اختفت، لكن لاحظتها ميراي قبل اختفائها، فقالت: ليزا! هل كانت تلك ابتسامة؟" نظرت اليها ليزا بطرف عينها ثم اشاحت بوجهها عنها، سمعت سالي (ليزا + ابتسامة) قالت:
-
سالي: مستحيل في يوم واحد! تتكلمين ثم تبتسمين
-
ساندرا: هل هذا نذير شؤم اخر
-
سالي: لا اظن ذلك، اظن انها قد رأت شاب وسيم
-
ساندرا: اها، هكذا اذا
-
سالي: هيا اعترفي ليزا، نحن صديقاتك المقربات، ان لم تثقي بنا فبمن ستثقين؟
- اسندت ليزا راسها على يدها وغطت بها وجهها وقالت في داخلها: يا لهن من حمقاوات، الا يشغل بالهن الا الوسمين...
-
سالي: اذا ماذا قلتي ليزا، من هو هذا الوسيم الذي جعلك تبتسمين؟... اظنك لن تردي علي، (التفتت حولها وصارت تنظر الى الشباب في الكافتيريا)، هذا قبيح، هذا غبي، هذا ممل، هذا... اليست هذه تلك الفتاة الذي كادت ان تصدمنا صباحا بالسيارة
- ساندرا: اين؟... اه بلى انها هي
- سالي: هيا ساندرا، لنتسلى قليلا
وقفت سالي وابتسامة الخبث تعلو شفتاها، تبعتها ساندرا واتجهوا نحو ميمي، سمعت ميمي صوتا من خلفها يقول: مرحبا ايتها الطفلة" التفتت ميمي فرأت سالي بتلك الابتسامة وتلك النظرات، توقفت دقات قلبها وماتت، كنت امزح هههه، فقط اغمي عليها، ركضت اليها ميراي وتالي ليطمئنا عليها بينما اكتفت ليزا بالمراقبة عن بعد،
-
سالي باستغراب: يا لها من فتاة حساسة
- ميراي: - ما الذي فعلته لها؟
- سالي: لم افعل شيئا
عندما استعادت وعيها وفتحت ميمي عينيها، ما ان رأت امامها سالي حتى اغمضت عيناها مرة اخرى، فصرخت سالي غاضبة: "لقد رأيتك ايتها المحتالة، أتحاولين خداع الجميع ببراءتك" فنهضت ميمي بسرعة واختبأت خلف ميراي، نظرت ميراي الى سالي وقالت لها: "مهلا ميراي، ان الفتاة تخاف منك لدرجة الموت"
- سالي باستعراض: كم انا قوية
-
تالي بملل: كم انت غبية
-
سالي بغضب: مـ...ماذا؟ كيف تجرئين
-
تالي: كم انت مزعجة
ذهبت تالي وجلست قرب ليزا واكملت احلامها الوردية، نظرت ميراي الى ميمي وقالت لها: "انت جديدة ولا تعرفين احد حتى الان، ما رأيك ان تأتي وتجلسي معنا؟" نظرت ميمي الى سالي بعيون واضح عليها الخوف فقالت لها ميراي: "لا تقلقي لن تستطيع ان تفعل لك شيء طالما انا معك" نظرت اليها سالي باستسخاف " تقولين ذلك كأنك لا تخافين مني" ميراي: "ولما عساي اخافك" ساندرا: "سيبرد الطعام وعندها لن يكون شهيا ولن تأكليه يا سالي ولن يكون لديك الطاقة الكافية لكي تواجهي بها ميراي" قالت ميراي: "لقد فاتني انني لم اكل بعد" ركضت سالي الى الطاولة وضحكن عليها ميراي وساندرا وميمي ثم اتجهوا ثلاثتهم الى الطاولة وجلسوا حولها، القت ميمي التحية الى ليزا ولكنها لم تجبها، نظرت ساندرا الى ميمي وقالت لها: " لما كان ابوك يقود السيارة بهذه الطريقة الهوجاء؟ هل كان ثمل؟" نظرت اليها ميمي مصدومة ثم ابتسمت ابتسامة لطيفة وقالت وهي تلوح بيداها: "لا، لا بل كان بكامل قواه العقلية، ولكن هذه هي طريقته في قيادة السيارات" فقالت سالي:" يبدو انه شيء متوارثة في العائلة" نظرت اليها ميمي وقالت: "لا فأخي لا يقود مثل ابى..." فقاطع كلامها ضحكة ساندرا وسالي من المتعالية بينما قالت ميراي: "ليس هذا ما كانت تقصده" نظرت ميمي الى ميراي مستغربة فقالت : "اذا ما الذي كانت تقصده" فقالت ساندرا وهي لا تزال تضحك: "انها تقصد انك ورثت الغباء من ابوك" اطرقت ميمي برأسها لتخفي ملامح الخجل الممزوج بالغضب، فقالت لها ميراي: "لا بأس لا تأخذي كلامها على محمل الجد، فهي دائما هكذا، بالمناسبة ان كان اخوك يجيد القيادة اكثر من ابوك، فلما لم يوصلك هو للمدرسة؟"
- ميمي: لقد طال السهر البارحة فلم استطع ان اوقظه وكنت سأتأخر الى المدرسة
-
استيقظت تالي من احلامها الوردية وقالت لميمي: وهل اخوك وسيم؟
- فكرت ميمي في داخلها وهي تنظر الى تالي: منذ وهلة بدت فتاة عاقلة خجولة كيف انقلبت فجأة؟ هل يمكن ان تكون ليزا ايضا مضروب عقلها كالبقية؟
نظرت لليزا بريبة فانتبهت لها ليزا فرمقتها نظرة شائقة دخلت صميم قلب ميمي ، فأزاحت عينيها عنها بسرعة خائفة، وبينما الكل يتحدث رن الجرس للعودة الى الفصل وتتالت الحصص لينتهي اليوم الدراسي، خرجت الصديقات من الصف كالعادة سالي وساندرا بمرح ونشاط لا يطاق تالي غارقة في احلامها الوردية، ميراي تخطت لما ستفعله في البحر اثناء العودة وليزا تستمع للبقية بصمت، بينما هموا بالخروج من المدرسة رأوا ميمي واقفة في الخارج، اقتربوا منها وقالت سالي: ماذا أتنتظرين ابيك ليقلك الى البيت؟" وقبل ان تكمل جملتها صرخت ساندرا: "انتبهوا يا فتيات، انه ابو ميمي قادم" فتفرقت الفتيات الا ميمي، رغم ان السيارة كانت مسرعة الا انها وقفت امام ميمي في اخر لحظة، وتحركت تنورتها من الهواء الذي تسببه سرعة السيارة، نظرت الى الصديقات وقالت: "لا تقلقوا انه ليس ابي، بل هذا اخي، ان اخي دقيق في القيادة" نظرت سالي الى السيارة التي كانت لاتزال محطمة من الامام بسبب حادث الصباح وقالت وهي تمسح جبينها: "كما قلت منذ قليل، هذا الشيء متوارث في العائلة " اما ليزا كانت كلما ترى هذا المشهد تغرق ببحر من الاحزان الذي تسببه الماضي الاليم، ولكن ما كان يصدمها ردة فعل ميمي اذ انها لا تبالي بالاصطدامات كأن شيء لم يحدث وتكمل ابتسامتها الجميلة البريئة، وبينما هي تتأمل ما حدث بقلب مضطرب، يخرج من السيارة شاب في العشرينات، طويل، ذو شعر فضي، ويخلع نظارته الشمسية لتكشف عن عينيه البنفسجتين الجذابتين ونظر الى اخته بابتسامة شقية، مد يده الى رأسها مبعثرا شعرها وقائلا: "اتمنى ان لا اكون قد تأخرت عليك ايتها الصغيرة" نظرت اليه ميمي بغضب وقالت: "انا لم اعد صغيرة " وصعدت السيارة، نظرت تالي الى اخوها وقالت:
-
تالي: وسيييييييييم
-
سالي: محقة، ولكن للأسف انه اخوها
-
ساندرا: لكنه مازال وسيما
-
ليزا: ...
-
ميراي: مهما يكن علينا الاسراع لنستأجر الشقة فقد تأخرنا كثيرا، قد تمل صاحبة الشقة وتأجرها لغيرنا
التفتت ليزا وميراي ليكملا طريقهما ولكن تالي وسالي وساندرا ركضن الى السيارة واستندن على حافة نافذتها وقلن
-
تالي: هل انت اخو ميمي؟
-
سالي: ان كنت تجيد القيادة لهذه الدرجة، فلما لا تقوم انت بإيصال ميمي الى المدرسة، فقد كاد ان يقتلنا اباك اليوم صباحا
-
ساندرا: والذي سلم من صدمة السيارة لم يسلم من السكتة القلبية
نظر اليهم مستغربا وقال: من هذه الجميلات ميمي
-
ميمي: دعك منهن ودعنا نذهب الى البيت
- تالي: اظهري بعض الاحترام لأخوك الاكبر منك، والرائع، يا ميمي
-
سالي: ومنذ متى تفكرين باحترام الاخ الاكبر سنا تالي؟
-
تالي: انت لا تكبرينني الا بعدة دقائق
- سالي: اكبر منك بشهر اعلم منك بدهر
- تالي: شهر و ليس دقائق
-
سالي: الامثال تضرب ولا تقاس
اقتربن ميراي وليزا منهم وقالت ميراي: "ما الذي يجري هنا"
-
تالي: اننا نتحدث مع اخ ميمي الرائع
-
ميراي: وهل هناك اي شاب لا تجدينه رائع
- تالي: لا تبالغي، ليس الى هذا الحد
- ميراي: الم تغازلي اليوم استاذ الفنون، ولا تنسي معلم الرياضة و...
- تالي ببرود: حسنا كفى فهمت
صاح اخ ميمي، هل تودون ان اوصلكم؟
- تالي بعيون متلألئة: الى حيث تشاء
- سالي ببرود: يا لها من غبية
- ميراي: فكرة جيدة، فقد تأخرنا
-
ساندرا: اذن انت تجازفين بعدم الذهاب الى البحر اليوم؟
- ميراي: مـ... ماذا؟!!!... مستحيل
- ساندرا: بما ان السيارة لا يتسع فيها الا لثلاث منا، فاذا انت اذهبي مشيا على الاقدام، وتالي لا اظن انها ستتحمل وجودها طول الطريق مع شاب وسيم، قبل وصولنا ستفقد وعيها لفرحتها الكبيرة وسنضر ان نتوجه الى المستشفى فسنتأخر اكثر... لذا ستذهبان انتما سوية مشيا على الاقدام وانا وسالي وليزا بالسيارة
بينما كانت تالي غاضبة تصرخ في وجه ساندرا لمخطتها الغبي، كانت ليزا تنظر الى السيارة بقلق وتوتر... فجأة غيرت ملامح وجهها الى الغضب لتلتفت وتذهب مشيا على الاقدام دون ان تنبس بكلمة، نظر اليها الجميع مستغرب تصرفها، فلحقتها ميراي وصعد البقية الى السيارة...
التزمت ليزا الصمت طوال الطريق وكذلك فعلت ميراي، اذ شعرت ان هناك شيء يضايقها ففضلت السكوت علما انها لو سألتها لن تجيبها، اما عند بقية الصديقات فكانت سالي وساندرا كالعادة يسخران من التلاميذ، اما تالي التي لم تزح عينيها عن المرأة الامامية حيث كانت تتأمل عيون الاخ طوال الطريق حتى ارتبك وغير اتجاه المرأة وعندما وصلوا... نزلن من السيارة ومشت السيارة نظرن الى السيارة وهي تذهب وكان تعليقاتهن كالتالي:
-
تالي: كم كان رائع
-
سالي: قد تكون عائلة اغبياء، ولكن على الاقل استفدنا منهم بتوصيلة
-
ساندرا: انت محقة
ثم ضحكتا بصوت عال، في السيارة اعاد الاخ المرأة كما كانت قبلا وقال: يا لتلك الفتاة! الم تتعب عيونها من النظر طوال الطريق الى نفس المكان... وما قصة تلك الفتاة الشقراء، امرها غريب... "
-
ميمي: "اتقصد ليزا
- الاخ: لا اعرف ما اسمها، والبقية، لم يكونوا افضل حالهم تلك التي تحب البحر، وتلك التي لا تكف عن الكلام، والاخرى التي توافقها على كل شيء... هل هن صديقاتك الجدد؟
-
ميمي: فالواقع... لسن صديقاتي، يمكنك القول مجرد معرفة
-
الاخ: ولكنهن جميلات... بالأخص تلك الشقراء، رغم انها غريبة
-
ميمي: يا لك من عابث، وهل هناك فتاة لا تراها جميلة
-
الاخ: انت
- ميمي: يا لك من مزعج
واخيرا وصلت ليزا وميراي الى المكان المتفق عليه ولكنهما وجدوا بقية الصديقات منزعجات، فقالت ميراي مستفسرة: "لما هذا الانزعاج" قفزت سالي غاضبة وهي تشير بسبابتها الى ليزا وتقول: كل هذا بسببك، عندما تكلمت جلبتي لنا الحظ السيء" نظر الجميع الى سالي ببلاهة فقالت ميراي: "هل تصدقين هذه الخزعبلات؟!" سالي بكل ثقة: "اجل ولما لا؟" ادارت ليزا ظهرها للصديقات مقطبة حاجبيها بينما سألت ميراي: ما الذي حدث؟"
- ساندرا بأسف: اقد تم تأجير الشقة
- ميراي: ماذا!
-
سالي: وكل ذلك بسبب ليزا
- ميراي: كفي عن هذا الغباء
شبكت سالي ذراعيها منزعجة فقالت ساندرا:
-
ماذا سنفل الان
-
ميراي: اظن علينا ان نبحث عن شقة اخرى قبل ان يحل الظلام
- ساندرا: لن نجد اي شقة، فشقتنا التي كنا قد حجزناها من السنة الماضية قد اجرت، فكيف بباقي الشقق
-
ميراي: ولما فعلت هذا
- ساندرا: لقد وجدت من يدفع لها اكثر مننا
- ميراي: هذا خبث لا يطاق، وهي لم تستشيرنا، ولا حتى اخبرتنا على الاقل كي نبحث عن شقة اخرى... علينا البحث بسرعة قبل ان نضطر للنوم في الشارع
-
سالي: وكل هذا بسبب ليزا
نظرت اليها ليزا بضيق ثم مشت امامهن ولحقنها الصديقات وبدؤا بالبحث في كل مكان لكن دون جدوى، وبعد بحث مطول كانت ليزا تعرف امرأة عجوز لها شقة في هذه المنطقة لم تكن تريد ان تؤجرها لأحد، ولكن لأن ليزا تعز عليها فلا ترفض لها طلبا، لكن مشكلة الشقة انها كانت لستة افراد وليس لخمسة، ما يعني ان التكلفة ستزداد ولكن لا خيار لهن، فاستأجروا الشقة ونزلن بها وما ان وصلوا حتى غطوا في نوم عميق من التعب...
في اليوم التالي وصلنا الى المدرسة وقبل ان يدخلوا الى المدرسة نفس ما حدث البارحة، سيارة هوجاء تتجه صوبهم، فهربن بسرعة ونزلت ميمي من السيارة وقالت بابتسامة مشرقة: "الى اللقاء ابي" ذهبت السيارة، التفتت ميمي لتدخل المدرسة واذ بها تصطدم بسالي التي كادت ان تقتلها بنظراتها وقالت لها بغضب: "هل سيوصلك ابوك كل صباح؟ ذات يوم سيقتلنا، ام انك تفعلينها عمدا لتنتقمي منا " كادت ميمي ان تموت من الخوف، نظرت اليهما ليزا واقتربت منها التفتت سالي اليها فاستغلت ميمي الفرصة للهرب. قبل ان تتكلم ليزا صرخت سالي: " لااااا، سأقف عن ازعاجها ولكن ارجوك لا تتكلمي، يكفي ما حدث البارحة بسببك" نظرت ليزا اليها ببلاهة ولكن فجأة تحولت ملامحها الى ابتسامة كأنها توصلت الى شيء كانت تريده، ضربت سالي جبينها بكفها ثم غطت به عيونها وقالت في نفسها: "شكرا لانك لم تتكلمي، ولكنك فعلت ما هو افظع الا وهو الابتسام"
وفي استراحة الغداء كن يتحدثن الفتيات عن مشكلة الشقة فقالت ليزا: اظن انني وجدت الحل" انزلت سالي راسها على الطاولة وغطته بذراعيها وقالت: "ستحل علينا الكوارث، سنرسب هذه السنة بسبب ليزا" تجاهلها الجميع بينما قالت ميراي "وما الحل الذي وجدته" اشارت ليزا الى ميمي، نظر اليها الجميع باستغراب وقلن بصوت واحد : "ميمي!" ليزا: "اجل سندعوها لتسكن معن ا" ونتقاسم الدفع وبدلا من ان نبحث عن شقة لخمستنا نصبح 6 في شقة لـ6 اشخاص، وافقتها الكل ما عدا سالي التي نهضت وقالت: "بين كل طلاب الصف لم تجدي الا هذه المجرمة التي كادت تقتلنا صباحا" فقالت ليزا بكل ثقة: "ان انضمت الينا فلن يضطر ابوها ليوصلها وهكذا لن يصدمنا ذات يوم" نظرت اليها سالي وقالت: "انت محقة... حسنا حسنا لقد وصلت الفكرة، يكفي هذا القدر من الكلام والا سنموت كلنا اليوم بسببك" اشاحت ليزا بوجهها بضيق بينما قالت ميراي: "اظن انك السبب في عدم كلام ليزا، كلما نطقت انبتها..." نظرت سالي الى ميراي بتكبر وقالت: "ومن يهتم... (ثم نظرت الى ميمي وقالت: سأذهب بنفسي لأكلمها" كانت ميمي جالسة على طاولة لوحدها سعيدة بالطعام الذي امامها، حتى ظهرت امامها سالي تضع يديها على خصرها وتصطنع القوة، ارتجفت اوصال ميمي على ذلك المنظر فضربت سالي على طاولة ميمي بيدها وصرخت: "سوف تأتين اليوم لتسكني معنا في الشقة ابتدأ من اليوم شئت ام ابيت" نظرت ميمي الى سالي مرتعبة وفي الوقت نفسه لا تفهم ما الذي يحدث، فأتت ميراي من خلف سالي وربتت على كتف سالي وقالت لها: "انت لا تجيدين الحوار، اتركي الامر لي" نظرت ميراي الى ميمي وقالت لها: "ما رأيك ان تنضمي الى طاولتنا ونتحدث سوية بالأمر" فأومئت لها بالقبول. جلست معهم على الطاولة وعرضوا عليها الفكرة وبعد نقاشات كثيرة قبلت الفكرة، فصعدت سالي الى الطاولة وقالت باستعراض اليوم اصبح لنا صديقة جديدة، الا وهي هذه الغبية" نظر اليها كل من بالكافتيريا مستغربا فسحبتها تالي من تنورتها وهي تغطي وجهها خجلة من اختها لكي تنزل، نظرت اليها سالي منزعجة وقالت: "كم انت مملة" ثم اقتربت من ميمي وقالت لها: "لا تفرحي كثيرا، ان تصبحي صديقتي لا يعني انك سلمت مني، يمكنك ان تسألي بقية الاربعة هنا هم يعرفونني" نظرت اليها ميمي بارتباك وخوف بينما ضحك الكل من قلبهم الا ليزا التي اكتفت بابتسامة صغيرة وسرعان ما اختفت وتعمقت بشرود لا حدود له...
عندما انته اليوم المدرسي خرجن الصديقات ومعهم ميمي ورأوا سيارة ابو ميمي مسرعة فقالوا: "ابوك ام اخوك" ابتسمت ميمي ابتسامة لطيفة وقالت "انه اخي" قالت سالي لنرى مدى دقته في القيادة" وقفت امام الصديقات وبالضبط امام ميمي وفتحت ذراعيها واغمضت عينيها وكما جرى البارحة امام ميمي حدث اليوم ولكن امام سالي، فتحت عيناها وقالت وهي فزعة: " معك حق اخوك دقيق جدا لدرجة انه لو اقترب ملم اكثر لكان داسني" تسللت ساندرا من خلفها ودفعتها على السيارة وقالت بابتسامة خبيثة: "ليس دقيقا لهذه الدرجة" نظر الاخ اليها ببرود وقال : "هذا غش!" اجتازت ميمي سالي وساندرا لتصل الى اخوها وقالت له: "اسفة اخي لكنني لن اذهب معك، قل لابي انني سأذهب معهن الى الشقة" نظر اليها مستغربا وقال "كما تريدين، هذا افضل بالنسبة الي، لن تزعجيني كل صباح الى ان تقتنعي اني لن اوصلك" فقالت تالي بعيون متلألئة: "ان اردت يمكنك اخذي بدلا منها" نظر اليها مرتعب وقال: "الى الان لا اصدق كيف تخلص منك البارحة" ثم نظر الى ليزا التي كانت تقف بعيدة بعض الشيء عن البقية وقال: "ما بال تلك؟ الا تتكلم" قالت سالي باندفاع: "اياك ان تجعلها تتكلم والا ستحل مصيبة بنا" نظر اليها ببلاهة وقال في نفسه: "يا لهم من فتيات غريبات الاطوار، وانا الذي كنت اظن ان اختي غريبة، اظن انها وجدت مكانها في هذا العالم اخيرا" ثم ودع اخته وذهب بينما كانت تشيعه عيون تالي المليئة بالدموع، وانطلقت معهم ميمي لتحيا حياة جديدة مع اصدقاء جدد، فكيف سيكون بالنسبة لها هذا التغيير؟









__________________