البارت*2*
حل الصباح وانعكس ضوء الشمس الذهبى على وجه لونيتا الجميلة فقامت بنشاط واسرعت الى غرفت اخيها تيدى واخذت تهز فيه ببطأ تناديه:هيا يا اخى استيقظ لما لم تأتى لتوقظنى كعادتك؟!هل احزنتك هاااااااااه؟
فقام اخيها قال لها:لا بالطبع يا عزيزتى انا فقط متعب ولم استطع النوم جيدا لذا لم استيقظ مبكرا سامحينى
ولكن الم تتعبى من لعب يوم امس ايتها الشقية ؟
فقالت له:لا لان اللحظات السريعة تمر بسرعة دون ان اشعر بها
والان هيا فأمى تنادينا
فقام الطفلان لتناول الطعام مع والديهما وسط جو عامر بالسعادة الاسرية واثناء تناول الطعام قال الاب(بلاوس):مابك يا تيدى لما انت شارد هكذا
تيدى:لا شىء يا ابى
بلاوس:اذن هل استمتعتما بيومكما أمس
لونيتا:اجل يا ابى كان يوما جميلا جدا
الام:جيد
ومرت الايام على هذه القرية ولا شىء يتغير فيها سوى جمال ارضها فاهلها كما هم طيبوا القلب وقليلوا العدد بسبب وعورة الارض ولكن مع ذلك فسكانها يحبونها جدا قرية(سيموا)الجميلة
مرت 10 اعوام كبر فيها كل تيدى وصديقه روميس ليصبحا فى السابعة عشرة وكبرت لونيتا لتصبح فى الثالثة عشرة وقد ازداد جمالها
وفى أحد الايام جاءت اسرة من احدى القرى المجاورة لسيموا للعيش فيها وقد سكنت بجوار اسرة روميس وقد كانت هذه الاسرة مكونة من اربعة اشخاص وهم السيد نيتو وزوجته الحنونة السيدة ميريلا وابنهما فيريد البالغ من العمر 15 سنة واخته الكبرى كيمى
تعارفت اسرة روميس وكيمى واحبتا بعضهما واصبحا خير جيران فاحب روميس ان يعرف كيمى وفيريد لتيدى ولونيتا وبالفعل اخبر كيمى واخيها وطلب منها ان ينتظروه عند النهر لحين مجيئه مع صديقه واخته فانتظراه ثم ذهب روميس لتيدى واخبره بانه يريد ان يعرفه على جيرانه الجدد فاخذ تيدى اخته وذهب خلف روميس وهناك فى الحقل نظر تيدى لكيمى فتفاجأ وانبهر بجمالها واحمرت وجنتى كيمى بسبب نظرة تيدى لها
فغمزه روميس فافاق تيدى وذهب ليسلم عليه وقال لها :تشرفت بمعرفتك يا انسة انا تيدى
فقالت له : وانا ايضا انا ادعى كيمى
تيدى:اسم جميل ولكنك اجمل بكثيييييييييييييييييييير
فخجلت كيمى من كلامه ثم استأذنت وابتعدت قليلا عنهم
اما جميلتنا الصغيرة فقد سلم وتعرف عليها فيريد وقال لها بسعادة:انا ادعى فيريد سعيد جدا جدا بمعرفتك يا انستى الجميلة لو كنت اعلم اننى سارى هذا الجمال هنا لكنت اتيت منذ فترة طويلة
فلم تبدى لونيتا الا ابتسامة لطيفة زادتها جمالا وقالت له:كلامك لطيف يا فيريد شكرا لمجاملتك انا ادعى لونيتا ولكن اعلم اننى لا احب كلام الصبية المعسول هذا أسمعت
ثم ذهبت بعيدا فضحك تيدى وروميس عما فعلته لونيتا فقال فيريد :تيدى اختك ظريفة وجميلة ولكنها غريبة اولا لم تخجل من كلامى ثانيا لا تحب كلام الصبية المعسول لكن كيف هذا اليست فتاة!
فقال تيدى:نعم ولكنها هكذا يا صديقى
فقال فيريد :انا احب الفتيات الشرسات جدا
فضربه تيدى وقال له:أنسيت انك تتكلم عن اختى يا هذا
فيريد:اسف ولكنها الحقيقة ثم أنسيت ما قلته لاختى انت ايضا احمق وماذا قلت لها حتى تبعد عنا كل هذه المسافة انها تخجل بسرعة جدا اسالنى انا
تيدى وهو يضحك :نعم يبدو هذا وجيد لانى احب الفتيات الخجولات
فضربه فيريد وقال :واحدة فى واحدة
ثم جاء فيريد بكيمى وتيدى بلونيتا وجلس الخمسة فقال تيدى:ولكن لما أتيتم لهذه القرية مع علمكم لبعدها عن المدن ووعورة ارضها وتعرضها للخطر ايضا
قال فيريد:نعلم ذلك ولكنها قرية جميلة بمروجها الخضراء كيف جمعت هذه القرية بين وعورة الارض والمروج الارضاء!!!!!!!!
انا ارى ان السبب هو حب اهلها لها وتمسكمهم بها والرغبة فى تحسينها وهذا دل على مدى خيرة اهل سيموا
ثم ان ابى فضل المجىء هنا بدل الذهاب للمدينة فهو لا يحب الضوضاء وفضل البحث عن عمل هنا وبالفعل وجد وعملا مريحا ايضا
كل هذا جعلنا نأتى لهنا يا تيدى افهمت!
تيدى:ااااااااااه حسنا شرفتم يا فيريد
واخذ بعدها الخمسة يتحدثون ويضحكون وفجاة اثناء هذا الجو الجميل سمع الخمسة اصوات عالية وصراخات فزعوا منها بشدة وعكر صفو جمال جلستهم
وعندما نظروا للقرية رأوا.........
واثناء اجتماع الاصدقاء الخمسة وسمرهم سمعوا صوتا مدويا وضوضاء عالية وصرخات توجل القلوب
فزع الخمسة وجروا الى القرية ليروا منظرا جعلهم جميعا يقفون فى سكون ولم يتحركوا حركة واحدة .......
رأوا دمارا...وجثثا متنثارة.... واطفال يجرون فزعين والعديد من الرجال الاشداء
ورأوا رجلا مسلحين بابشع الاسلحة والشر يلمع فى اعينهم ولم يتركوا ولا شخص واحد حى فى سيموا حتى الاطفال صمتوا وصدموا ولم يخرجهم من هذا الصمت الا صوت زعيم اولائك الرجال قائلا:هييييييييي من انتم ؟هل انتم من هذه القرية الضعيفة البلهاء؟اجيبوا يا حمقى؟
ولكن لم يرد عليه احد فامر ذلك الشرير بالقبض عليهم ففرع الخمسة وجروا جروا حتى ابتعدوا عن القرية وقد تعبوا كثيرا من الركض
ثم جلس كل منهم على حدا فقال تيدى:أكان ما رأيته حلما ؟!!!لا لم يكن حلما لقد هجم اولائك الاشرار على قريتنا دمروها وقتلوا من فيها لم يتركوا سوى انقاضا كل ذلك حدث !!!! مات والدينا يا لونيتا مات كل من فى القرية دمرت المروج الخضراء لن نسعد بالربيع مرة اخرى
واين كنا نحن!!!سوى نضحك وهم يبكون....نتكلم وهم يصرخون..........نمزح معا وهم يفزعون ثم صرخ باعلى صوته لالالالالالالالالالالالالالا لماذااااااااااااااااا؟!!!!
واخذ تيدى يبكى بمرارة وتبعه روميس وكيمى وفيريد
اما لونيتا فقامت وقد نزلت دمعة من عينها وقالت فى أسى:عكر صفو سعادتنا يا تيدى......غاب عنا من هم اجمل من الشمس وكان المنظر بشعا جدا
توقف تيدى عن البكاء ورجع بذاكرته 10 سنين فتذكر ما قالته لونيتا له ذلك اليوم
فعاد للبكاء واحتضن اخته وقال:كنتى تشعرين بقدوم هذا اليوم المشؤوم منذ 10 سنين يا اختى وكأنك كنتى تهيئين نفسك نفسيا لتقبل هذه الصدمة ولكننى لم استطع فهمك يا عزيزتى لذا ستخلد هذه الذكرى السيئة فى قلبى لونيتا عزيزتى انتى اقوى منى بكثيراحبك يا اختى ولن اسمح لاحد مهما كان ان يمسك بسوء يا عزيزتى لم يبقا لى سواك
قالت له لونيتا:لا تتركنى يا اخى رحل عنى من هم اجمل واحب الى من الشمس والقمر وتركا سماى حزينة مليئة بالغيوم السوداءفلا تتركنى انت يا نجمى انت الان من ينير سماى وان رحلت ستنطفىء للابد
فقال تيدى:لا تخافى لن اتركك مهما حدث
ثم مسح دمعه وحاول التخفيف عن البقية ثم قال:اسمعوا لم يبقى فى القرية سوانا لذا علينا ان نكون يدا واحدة ألا نتفرق الحب والصداقة والاخلاص والمودة والوفاء والامانة مبادئنا سنبقى معا اليس كذلك؟
فرد روميس :بالتأكيد يا صديقى
ثم انزل رأسه وقال فى حزن وداعا يا والدى العزيزان وداعا يا قريتى العزيزة ان انساكم
قامت كيمى واوقفت اخيها فيريد وقالت له :كفانا بكاءا يا عزيزى لو كنا معهم لكنا قد متنا معهم ولكن ارادة الله هى ان نعيش لنخلص العالم من هؤلاء الغدرة بأخذ ثأرنا يوما
ثم انك الان رجلى يا اخى عليك ان تكون بقربى دوما هل ستفعل ذلك؟
فمسح فيريد دمعه وقال لها بالتأكيد يا اختى انا مثل ابى شجاع دوما ..........
وفى المساء وبعد رحيل اولائك الغدرة ذهب الخمسة لدفن ابائهم فى القرية وودعوهم وقرروا الرحيل لاى قرية مجاورة
فتزودوا ببعض الماء من النهر وبدؤوا رحلتهم
وفى اثناء رحلتهم توقفوا عند احد الانهار واصطادوا بعض الاسماك تكفيهم لمدة 5ايام وفى اليوم الثالث تحسنت حال الاصدقاء النفسية وبدأكل منهم يتحدث مع الاخر ولكن لم يظهروا على وجوههم الا ابتسامة خفيفة دارت بعضا من الهموم وفى اثناء سيرهم وجدوا كوخا صغيرا فقال روميس ما رأيكم يا اصدقاء لو نمنا فى هذا الكوخ هذه الليلة فوافق الاصدقاء وساروا نحو الكوخ
وعندما فتحوا الباب رأوا رجلا نائما يبدوا عليه الفقر الشديد وبجواره قطة صغيرة
فقال تيدى محييا:مرحبا يا عم هل انت صاحب هذا الكوخ؟
فنظر الرجل له نظرة مخيفة وقال له:نعم ولماذا تسأل؟
تيدى:نحن مسافرون منذ فترة قصيرة واردنا النوم فى هذا الكوخ هلا سمحت لنا ليلة واحدة ارجوك؟
الرجل:والمقابل؟
روميس:المقابل!ما هذه الشهامة يا رجل الكرم ليس له مقابل
الرجل :ومن قال انى كريم يا صغير؟!!
فانزعج فيريد وقال :انت يا هذا لم تتصرف مع ضيوفك بهذه الطريقة هاااااااااااااااه اين الشهامة والرجولة والكرم .....محوت اليس كذلك؟!!!!!!لم يبقى سوى الغدر والخيانة والقتل وحب النفس لماذا؟!!!1
الرجل:حسنا انتم مشاكسين اخرجوا من كوخى فورا فيريد:وتطردنا ايضا يا لك من رجل يا هذا!
واسرعت كيمى قائلة :لا ارجوك حسنا انا سأعطيك مقابل لهذه الليلة
الرجل:وما هو؟
كيمى:انها قلادتى الفضية وصدقنى انها غالية الثمن
الرجل: اريها لى
فاعتطها له فقال الرجل :امم ثقيلة وجميلة حسنا موافق
فيريد :لا يا كيمى انها جميلة جدا ثم انها هدية من ابى لا تعطها له ارجوك انها اخر ما تبقى لنا من ذكريات ابى العزيز
كيمى :لا يهم يكفينا ذكراهم فى قلوبنا يا اخى هذا افضل من النوم بالخارج فى هذا الطقس البارد هيا لننم
سعد تيدى لموقف كيمى الرائع وابتسم فى وجهها ابتسامة جميلة فبادلته كيمى بابتسامة اجمل
وبعدها نام الاصدقاء فى هدوء
ولكن فيريد كان شديد الانزعاج من ذلك الرجل .................................
انتهى
ما رأيكم فى البارت؟
ما هو سر ذلك الرجل؟
انتقادات ؟ملاحظات؟
وداعا اشوفكم فى البارت اللى جاى ان شاء الله
__________________ حسبنا الله ونعم الوكيل
((الا ان نصر الله قريب)) |