يـــــوم مــا! اليوم .. و كل يوم! يمر شريط ذكرياتٍ أمامي كل يوم.. كل شئ من حولي يذكرني بك.. و كيف لا؟ و أنت مخاض الأمس.. فعندما يبدأ الصباح بالتقاط أنفاسه، ألتقط معه بداية الحكاية.. أكاد أسمع أصوات ضحكاتنا تعلو بينما نحن نلهو، عند سماعي لزقزقة العصافير.. و عندما يعلو صوت الحق بالمساجد...آه.. لا أنسى تلك اللحظات و النظرات! نظرات الخوف الممزوجة بالثقةِ، عندما يشتد الحال علينا.. و يا لها من فرحةٍ تغمرُ عيوننا حينما تمد أشعةُ الشمسِ خيوطها إلينا ليتضح الحق و يبهت الباطل.. لكنّ الغيوم السوداء التي تجتمع و تتكاثف من فوقي لها صورة أخذت تفاصيلها من مواقف صعبة عشناها و عايشناها سوياً.. و الأصعبُ من هذا هطول الأمطار كطلقات رصاصٍ و شظايا متطايرة، تبلل جسدي بقطراتها، أكاد أشتم رائحة دمائكُم ُالطاهرة بها بعد أن ارتوتِ الأرضُ منها.. و ما أن تنجلي تلك الغيوم حتى تأخذ الشمس بالمغيب، تاركةً لي ألوان الشفقِ لتخبرني بأنكم رحلتم معها.. و ها هو الليل يحل و بدأ الظلام بفرد أجنحته على السماء! يذكرني هذا بأيام العقود الأربعة.. و ها أنا على شرفة الأمل أنتظر إشراقةِ شمسِ يومٍ جديد! يوم يكون كما أردناه تسطع أشعة الحق فيه.. زيـــزينيا
__________________ الحياة تحمل بين طياتها أجمل المعاني لا يشعر بها سوى من أمعن النظر فيها.. Zezenia |