******
و كعمياء تكتفي برؤية الظلام الدامسَ و تخطي خطواتها المتثاقله بمساعدة من حولها سرتُ اول خطواتي و انا اسحب قدماي سحباً و اجرهماً جراً بصعوبة بالغة , بظلام ما يحيطُ حوليَ و حرقة وجهي بتلك الدموع الساخنة التى ادمت عينيّ فقدتُ رغبتي بالحياة في هذه اللحظة بسببكَ!
وضعتُ كجثة محملوله على ذالك السرير الباردَ لم اشعر بما يحيط حوليَ فكنتُ قد سجنت بمكان اخرَ عالم كنت اسرَ لزيارته و اتمنى الاطالهَ بالبقاء فيهِ فقد كان يسعدني و يريحنيّ إما الانَ فهو يقتلني الف مرة و مرة فلا صوت يصدر لصرخاتي و لا يد تمد لنجدتي , انا وحدي جالسة اندب حظي و قسمتيَ خطأي الوحيد هو اثنان (الثقة الحبَ) فلو كان بمقدوري ان اعاتب قلبي لعاتبت لكنني لم استطع ان افعل شيء سوى التمسك بتلك السعادة المؤقته معكَ فقد غرتني و سحرتني حتى ادمنتها!
***
بعد ذالكَ اليوم عدتُ ادراجي للمنزل بتعب شديد , ما ان حطتّ قدماي اياه حتى سمعتُ صرخات تلك الطفلة المقبله ايايّ المعانقة لتلكَ الدمية القطنيه
" حيــدرّ حيــدرّ"
انحنيت لمعانقتها بكل حنانّ
"حيــاتهُ ياصغيرتي امريّ!"
ابتسمت ابتسامة بريئة سحرتني ككل مرة ثما قالت متأملة
"اجلبتَ معك الحلوة التى طلبتها؟"
بادلتها بنظرات حانية ثما اطرقتُ قائلا و انا امسحُ على شعرها الحريري المنساب على كتفيها الصغيرين
"للاسف لا ياحبيبتي , فقد ذهبتُ لزيارة ابن خالنا سامي المريض في المستشفى"
نظرت لي بنظرات متسائلة ثما قالت بشيء من التعجب و الفضول
"ا امرض مرة اخرى يا اخي؟"
هززتُ راسي باسئ فكيف لطفلة لم تتجاوز الخامسة بان تفهم ما نوع ذالك المرض القاسي الذي يعاني منه فكتفيت بالقول
"اجل ياصغيرتي"
لم تمهل حتى سمعتَ ردي هذا حتى بدءت بالقفز بدلال و هي تردد
"خذني لزيارتهَ يا أخي اذن ارجوك هيا"
اعتدلتُ بوقفتي ثما اخذتها بين ذراعي و انا اردد
"مرة اخرى ياعزيزتي فهو الان يرتاحّ"
اقبلت خالتيَ سمية مبتسمة و ما ان اقتربت مني حتى سالتني
"كيف حال ساميَ الانَ؟"
بادلتها الابتسامة ذاتُها ثما قلتُ
"لقد تحسن و الحمداله "