عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12-30-2012, 12:43 PM
 
طبيب رقم 5
الرهاب والفتيات



د.فوزي أبو عودة


قلق زائد

هل وصل بك الأمر إلى مراجعة طبيب لمعرفة أسباب قلقك الزائد، أو كنتِ تخشين مواجهة الآخرين وتفضلين السكوت عن حقك, أو لربما تخشين الغرباء ولا تعرفين طريقة التصرف معهم؟، إن كانت الإجابة :"نعم" فلابد أنك تعانين من هذا الرهاب الاجتماعي، وللتعرف إلى الأسباب يُحدثنا د.فوزي أبو عودة الاختصاصي النفسي والتربوي فيقول: "الرهاب الاجتماعي موجود عند كل إنسان بشكل عام، لكن درجة الحدة تختلف من شخص لآخر ومن جنس لآخر".

ويضيف: "حتى بين الذكور نجد هناك من لديهم رهاب اجتماعي قد يؤدي إلى انفصام اجتماعي".

ويؤكد أبو عودة أن حدة الرهاب الاجتماعي عند الإناث أكبر منها عند الذكور لأسباب عدة:
أولها: الخوف من المجهول، وذلك لأن الفتاة أضعف جناحًا؛ فتخشى على نفسها من تسلط وجبروت الذكور.

ويشير أبو عودة إلى أن الفتاة تكتسب هذه الحالة من خلال الواقع المعيش الذي أعطاها تجارب قد أدت إلى وقوعها في بعض العقبات والمشكلات بسبب اختلاطها اجتماعيًّا بالجنس الآخر.

وينوه الاختصاصي التربوي إلى أن هذه التجربة تؤدي بها إلى نكوص عن التجارب، وتبادل الخطاب مع الآخر، وهذه حقيقة موجود في الواقع.

العادات والتقاليد

ويبين أبو عودة أن ثاني هذه الأسباب هي العادات والتقاليد التي تلعب دورًا كبير؛ فالعادات والتقاليد لا تسمح للفتاة بالتجرؤ بخطاب الآخر إلا بحدود معينة.

ويضيف: "وبذلك نجدها تحبس ألفاظها وأنفاسها عند خطاب الآخر، ونحن نؤيد التزام الفتاة من الناحية الاجتماعية بعادتها وتقاليدها الإيجابية، التي تحافظ عليها من الانزلاق بطمع من في قلبه مرض".

ويلفت الانتباه إلى أن هناك نواحي أخرى تتحكم في هذا الأمر، منها: انشغال الفتاة في أمور أحيانًا تكون غامضة لديها, فمجرد الغموض في أمورها المستقبلية يؤدي بها إلى تلبس الرهاب الاجتماعي.

وينوه الاختصاصي النفسي إلى أن وسائل الإعلام لم تأخذ دورها المناسب في التوضيح للفتاة عن أمور حياتها، وكيفية الخوض فيها بثقة ووعي ونجاح.

ويرى أبو عودة أن الإخوة يعدون أحيانًا سببًا في الرهاب الاجتماعي من خلال التحذيرات المستمرة للفتاة مما ينتظرها من المجهول، وذلك بهدف كبح علاقتها بالآخرين؛ خوفًا من حدوث ما لا تحمد عقباه.

ويمضي بالقول: "هذا كله يؤدي إلى شعور الفتاة بأنها محل شك، ما يقلل من الثقة الذاتية بداخلها؛ فتحجم عن إقامة العلاقات الاجتماعية بالآخرين".

مخاطر الرهاب الاجتماعي

وبخصوص المخاطر التي يتسبب فيها الرهاب الاجتماعي, يشدد أبو عودة على أن مخاطر الرهاب الاجتماعي متعددة، منها على المستوى النفسي مشكلات نفسية لدى الفتاة تصل بها إلى العزلة والانزواء؛ خوفًا من حدوث نتائج غير مرغوبة.

ويذكر أنه من الناحية الاقتصادية لا تعطي الفتاة انفتاحًا عقليًّا وماديًّا من أجل عملية إنتاجها في المجتمع؛ بسبب الضغوط النفسية المتعلقة بالرهاب الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك إن الرهاب الاجتماعي يتسبب في عدم إقامة علاقات للفتاة مع الآخرين، ما يؤدي بها إلى شخصية غير محبوبة في المجتمع (انطوائية).

ومن ناحية تأثير الرهاب الاجتماعي على الجانب العقلي يقول: "عدم وجود علاقات خارجية للفتاة يقلل من الكسب المعرفي العقلي لديها؛ فكثير من مكاسبنا العقلية والمعرفية تتم من خلال الاختلاط بالآخرين بالتأثير والتأثر".

مزيد من الثقة

أما عن طريقة التخلص من الرهاب الاجتماعي أو ما يسمى القلق الاجتماعي ينصح عودة الأهل أولًا بإعطاء الفتاة مزيدًا من الثقة حتى تمارس حياتها بطريقة طبيعية دون خوف.

ثانيًا: عدم إشعارها بأنها مراقبة، علمًا بأن العائلة عامل ضابط لجميع أفرادها، ولكن هذه المراقبة لا ينبغي أن تكون هزًّا لشخصية أفرادها.

ثالثًا: على الفتاة أن تشعر بأنها إنسان مجتمعي، فلتخض دورًا إنتاجيًّا لنفسها وللمجتمع بكل ثقة وبشخصية قوية، ولكن مع الحرص من العقبات التي قد تواجهها في أثناء علاقتها بالآخرين.

رابعًا: عليكِ أن تنتبهي لتلك العلاقات، بحيث تكون مدروسة بوعي وإدراك لتكون نتائجها إيجابية.

خامسًا: لا ينبغي للفتاة أن تلتفت للوراء (الماضي)، وعليها أن تنظر لحاضرها ومستقبلها بطريقة لا تشعرها بالندم على ما فات، وذلك كما يقال: "لا تغرق عيونك بدموع الماضي؛ فإنها تحجب عنك رؤية الحاضر والتخطيط للمستقبل".