12-30-2012, 12:50 PM
|
|
كيف تصبح اجتماعيا لماذا العلاقات الاجتماعية؟لماذا نحرص دائما نحن على العلاقات الاجتماعية وندعو إلى بنائها وتوطيدها ؟
سؤال وجيه يحتاج إلي إجابة مقنعة ..
إن الذي يحثنا ع الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية أمور عدة ولعل من أهمها :
أولا : نداء الفطرة
إذ إن الإنسان اجتماعي بطبعة ..يحب تكوين العلاقات ويهوى بناء الصداقات
والفطرة السوية تمنع الانعزال التام وترفض الانقطاع عن الآخرين
ثانيا: دعوة الإسلام :
لقول الرسول علية أفضل الصلاة والسلام
(( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم
خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ))
رواة الترمذي
ويقول الرسول علية أفضل الصلاة والسلام (( لايدخل الجنة قاطع )) متفق عليه
ثالثا : صناعة الأفكار:
فالاحتكاك بالآخرين والاتصال بهم ومحاورتهم ومناقشتهم
كل ذلك من الوسائل العملية لتبادل المعلومات
بل وصناعة الآراء وصياغة الأفكار ونشر المبادئ والقيم.
رابعا : تبادل المصالح وتحقيق المنافع :
لا يستطيع الانسان ان يكتفي بنفسه عن الآخرين
فالكل في حاجة الى الكل ومن ظن غير ذلك فخير له أن يبحث عن كوكب آخر يعيش فيه
أو أن يغط مع احلامه في سبات عميق
حتى يرث الله الارض ومن عليها
انها حقيقة لا ينكرها احد
خامسا : امر لايستغنى عنه كل مصلح :
بناء العلاقات واقامتها وتوطيدها أمر يصعب أن يستغنى عنه من ينشد الاصلاح والتغيير
اذ ان التوجيه والنصيحه غالبا ما تكون بالاحتكاك المباشر مع الناس
كما أن التأثير الفاعل انما يكون بالاتصال بالآخرين
والتحاور معهم وسماع آرائهم وانتقادهم عن قرب .
هناك معوقات قد تحول بين الشخص وبين بناء العلاقة مع الاخرين :
1 - الشعور بالخجل
2- الشعور بالنقص
3- عدم توفر مهارة الحوار والاقناع
4- كثرة المشاغل وقلة الوقت
5- عدم معرفة طرق بناء العلاقات
اللمسة الانسانية التي يمكن بها ان نكسب قلوب الآخرين ومحبتهم
ومن ثم بناء العلاقة معهم او توطيدها وهي كما يلي :
1- استمع اليه
2- احترم شعورة
3- حرك رغبته
4- قدر مجهوده
5- مده بالاخبار
6- دربه
7- ارشده
8- تفهم تفرده
9- اتصل به
10- اكرمة
السؤال الملح والمهم ونحن نتبادل موضوع العلاقات الاجتماعية
هو كيف لنا أن نبني هذه العلاقات ؟
وماهي الوسائل التي يمكن من خلالها ان يكون الانسان رمزا اجتماعيا بارزا ؟
راح اعرض هذه الوسائل
حاوره بالشيء الذي يحبه :
حتى تبني علاقة جيده مع الاخرين فانك تحتاج ان تتعرف على ميولهم وهواياتهم
وطرائق تفكيرهم ومايحب احدهم وما يكره
ومن ثم تلبي حاجة كل واحد منهم
وتتكلم بلغته التي يفهمها
مثلا
لو تكلمت مع احد صيادي الاسماك عن السياسة الدوليه لربما كره لقائك من اول جلسة
اذكر قول الكاتب دايل كارينجي :
(( من هواياتي ان اصطاد السمك وبمقدوري ان اجعل الطعم الذي
أثبته في السنارة أفخر أنواع الاطعمة
لكني أفضل طعوم الديدان على الدوام
ذلك انني لا اخضع في انتقاء الطعوم الى رغبتي الخاصة
فالسمك هو الذي سيلتهم الطعم وهو يفضل الديدان
فان اردت اصطياده قدمت له مايرغب فيه ))
عيش معهم و وأحبهم :
الحب نوعان حب شعوري ووجداني وحب سلوكي عملي
والناس بحاجة الى الاثنين وربما الى الثاني احوج من الاول والثاني
هو الذي يصدق الاول او يكذبه
لقول الشاعر
اذا اشتبكت دموع في خدود ......تبين من بكى ممن تباكى
فاما من بكى فيذوب شوقا....... وينطق بالهوى من قد تباكى
فما فائدة كلمات مفعمة بالحب والعاطفة ثم لا يكافئها اعمال
تدل على صحة هذا الحب الشعوري
ان صاحب الحب السلوكي هو ذاك الذي يعيش مع الآخرين
فيخدمهم ويحل مشكلاتهم ويلبي حوائجهم
ويهذب اخلاقهم ويواسيهم في مصابهم ..
ويفرح بافراحهم ويفعل مافيه مصلحتهم
يجب أن يرى منك إنجازات :
ان الذي يود بناء علاقات جيده مع الاخرين هو ذاك الرجل العملي
الذي في كل يوم ترى له منجزات لايستطيع العاقل الا تقديرها
واحترام صاحبها....
لان بعض الناس لاهم لهم الا مدح انفسهم
ورفعها الى السماء
في حين ان اعمالهم وانجازاتهم دون ذلك بكثير ...
اذا اجعل انجازاتك ناطقه ليراها الاخرون
السخاء من غير تبذير
ان البخيل لايمكن ان يجد له صاحبا مخلصا محبا له
اذ هو ممقوت عند الناس مكروه لديهم
وان من عادة الناس انها تلتف حول
الكريم السخي ...
بوابة الخير
نعم بوابة الخير من ظفر به فقد ظفر بالخير كله
ومن خسره فقد اغلق بابا واسعا من ابواب الوصول الى
محبة الناس وتوطيد العلاقة معهم
انه باب الرفق واللين والرحمة
قال تعالى:
(( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
ومن يريد كسب الاخرين وبناء العلاقة معهم
فان عليه ان يغلب اللين والرحمة والرفق على الشدة والغلظة والفظاظة
ومن لايستطيع ذلك فلا يلومن الا نفسه
لاتفعل شيئا :
نعم لاتفعل شيئا كل ماعليك ان تنصت للآخرين وتستمع اليهم
وتترك لهم الفرصة للحديث والكلام واستفراغ ما في صدورهم
والتنفيس عما في نفوسهم .
لو ان بائعا لم يحسن الاصغاء للاخرين فلا شك انه سيفقد جمهوره وزبائنة
ولو ان مديرا لم يحسن الاستماع الى مشكلات مرؤوسيه
فانه لن يستطيع الوصول الى علاجها
كما انه لن يستطيع التغلغل الى اعماق قلوبهم
سؤالي لكم !!
اذا كيف اقنع نفسي باهمية وضرورة بناء وتوطيد العلاقة مع الاخرين ؟
هناك العديد من الاخلاق التي يحتاجها من يرغب في بناء العلاقات ولعل من اهمها :
الصبر – الامانة – الصدق – كتمان السر –
البشاشة – خفة الدم – الايجابية والتفاؤل – الرغبة في خدمة الاخرين
ان استطعت ان تصنع لك لقبا فافعل ولا تتبطأ
فان التاريخ قد حفظ لنا اخبار الولاة والقضاه والعلماء والمشايخ والرؤساء والقادة
ولم يحفظ لنا آثار عامة الناس.
والهدف من اللقب في موضوعنا ...( بناء العلاقات )
هو ان تكون بابا يمكن به الدخول الى آذان وقلوب ومواقع الاخرين
بل وجعلهم يرغبون ويتمنون التعرف عليك .
عليك ان تتامل في الطرق والوسائل التي ذكرناها سابقا فاقول لك
هل انت نجما اجتماعيا عزيزي القارئ ؟ |