عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2007, 01:16 PM
 
الإستنساخ البشري : ظاهرة من ظواهر القرن 21

إستنساخ البشر

استنساخ البشر على مائده الحوار

لم تحظ قضية علمية - خلال النصف القرن الاخير باهتمام بالغ من قبل المؤسسات العلمية والطبية والسياسية والقانونية والاجتماعية والدينية وفى مختلف انحاء العالم بمثل ما حظيت به قضية الاستنساخ وما اثارته من ضجة ما زال صداها مسموعا من خلا لمختلف وسائل الاعلام وما اثارتة من تسالات حول مصير الانسان ومستقبل البشرية .

فقد تطورت الهندسة الوراثية تطورا مخيفا فقد ياتى يوم لا يبدو انه بعيدا نرى امامنا انسان ولد من غير اب ولم يحدث هذا فى التاريخ سوى مرتين .. ابونا آدم عليه السلام خلقه الله من الطين وصوره فى ابدع صوره ثم نفخ فيه من روحه ليصبح اول انسان بلا اب ولا ام وكذلك المسيح بن مريم ولاته امه العزاء البتول من غير اب وعلى غير مثال سبق فهل تتكرار هاتان المعجزيتان الالهيتان باذن الله مرة اخرى على يد الانسان وفى نقل الاعضاء وانه تقد معلمى مذهل قد يفيد فى علاج امراض الانسان وفى نقل الاعضاء

ما هو موقف علماء الطب والدين والاجتماع والقانون وكذلك ارباب السياسة وما هى الضوابط التى يتعين وضعها لمواجهة هذه التطورات المخيفة عن هذه التساولات وغيرها ويجب هذا التحقيق ولكن قبل ان نخوض فى الاجابة عما تطرحه هذه القضية الحيوية من تسأولات يجب ان نعترف اولا على معنى الاستنساخ وماهية الاستنساخ وبدايه من المعروف بداهة ان البداية الطبيعية للجنين تكون بداخل حيوان منوى من الذكر فى بويضة الانثى فيلقحها لتتكون خلية اولية فى التخصص لتكوين الاجزاء العادية للجسم مثل الجلد والكبد والمخ .. الخ



ماهية الاستنساخ

ولكن ما هى حكاية النعجة دوللى اشهر نعجة فى التاريخ ماهى حكاية استنساخ هذا الحيوان من خلية من غير خلايا التناسل يشرح لنا ذلك أ.د اسامة رسلان استاذ المناعة والميكروبيولوجى بطب عين شمش وامين عام نقابة الاطباء فى الخطوات التالية

1- تم أخذ خلية بالغة متخصصة فى انتاج عضو معين من ضرع شاة ( فنلندية ) واتحليل عليها لتحويلها الى خلية غير متخصصة وذلك بوضعها فى بيئة منخفضة التغذية جدا كنوع من التنويم

2- فى نفس الوقت اخذت خلية بويضة من شاه اسكتلنديه ونزعت نواتها بحيث لا يبقى الا سيتو بلازم الخلية الذى به خاصية التكاثر

3- تم استخدام شحنات كهربية للعمل على التحام الخليتين ببعضهما ثم بدء الاخصاب والانقسام التضاعفى كما يحدث لخلية البويضة المخصبة

4- بعد سته ايام تم زرع الجنين فى رحم شاه اخرى

5- بعد فتة الحمل ولدت الشاه دوللى مطابقة للشاة الفلندية صاحبة الخلية البالغة



امكانية استنساخ البشر

وهنا يتبادر الى الذهن هذا التسأول اذا كان الاستنساخ قد نجح مؤخرا فى الحيوان وقبل ذلك فى النبات فهل ممكن ان ينجح فى المستقبل القريب او البعيد بالنسبة للانسان تقول مجلة NATURE اى الطبيعة التى نشرت خبر مولد دوللى فى مقالها الافتتاحى إن استنساخ البشر من الخلايا النضجة يمكن تحقيقه فىاى وقت من فترة سنه الى عشرة سنوات منذ الان ويقول العالم البيولوجى الامريكى دبلين كورى من حيث المبدأ لا توجد ايه صعوبة فى استخدام الخلايا البشرية فى المعمل وتحويلها الى خلايا انسان وكل ما نحتاجه ان نأخذ نبته من خلايا التكاثر البشرى ومنع التكاثر عنها وبينما يقول كولن استيوارت العالم بمعهد السرطان القومى الامريكى انه فى حالة اجنة الخراف فن الجينات الموجودة فى الخلية المتبرع بها لا تتحول حتى تنقسم البويضة ثلاث او اربع مرات ..اما فى الانسان فان هذه الجينات تتحول بعد انقسامين فقط للبويضة وربما فان هذا اختلاف فى العقبة التى لا تقهر فى عملية الاستنساخ البشرى الا ان السؤال الصعب هو كيف سيكون الاستنساخ البشرى فى المستقبل العلماء يقولون ان النسخة البشرية ربما فنيا تشبه الفرد الذى اخذت منه الخلية الا ان هذه النسخة تختلف بشكل كبير فى صفاتها التى تميز الشخصية من حيث المواهب والذكاء

ويقول عالم النفس جروس كاجان من جامعة هارفارد لن يمكنك الحصل على نسخة مشابهة تماما كما حدث مع دوللى



الاستنساخ واطفال الانابيب

وقد ربط البعض بين الاستنساخ واطفال الانابيب وحدث خلط فى هذا الموضوع يوضح لنا الدكتور خالد الهضيبى استاذ امراض النساء والتوليد حيث يقول ان هناك فرقا بين اطفال الانابيب والاستنساخ موضحا ان فى اطفال الانابيب تكون البويضة من الام والحيوان المنوى من الاب وتكون الزوجة فى عصمة الزوج واثناء حياته وليس هناك طرف ثالث فى العملية وهذا يختلف تماما عن عملية الاستنساخ التى سبق شرحها

وفبا يتعلق بمدى امكانية استمرار الابحاث على الحيوانات فى مجال الاستنساج لا يرى الدكتور عزت السبكى خبير علم الوراثة الطبية مانعا من ذلك على ان تقتصر على الحيوان فقط لتطوير واكتشاف جميع الاساليب الممكنه لاستخدامها بالطريقة الصحيحة لخدمة البشرية

فمثلا انتاج نسخة من فأر ليكون نموذجا لفأر آخر يعانى من مرض وراثى محدد لاجراء تجارب علاجية وراثية عليه لتحديد افضل سبل العلاج التى يمكن تطبقها على الانسان فمرض ضمور العضلات بدا بهذا الشكل فى الفئران وبنجاح الابحاث تم اخذ موافقات بالتجارب على الانسان

ويرى الدكتور السبكى ان اجراء التجارب على الموديلات الحيوانية مع وجود الضوابط الشديدة فى التطبيق الادمى يجعلنا فى وضع قوى ومفيد لاختيار افضل وانسب الطرق لصالح البشرية

الاستنساخ وزراعة الاعضاء

يرى بعض الاطباء ان من ايجابيات الاستنساخ انه سيمثل فرصة نادرة كدراسة الامراض الوراثية ومساعدة المصابين بالعقم ودراسة وعلاج التشوهات الجنينية مكذلك نقل الاعضاء البشرية منها فيما يرى الدكتور رسلان ان هذا يعد امرا غير اخلاقى لان النسخ اذا حدث سوف يكون اشخاصا كاملى الاهلية لهم كافة حقوق النسان ولكنه يستدراك قائلا وان كان من الممكن استنساخ الخنازير مثلا لتكون مصدرا للاعضاء حيث انه ليس للحيوانات شخصية اعتبارية فهى مجرد كائنات ولكن هل يمكن استنساخ الاعضاء البشرية يشير الدكتور اسامه الى ان هذا امرا غير محرم فقد تم تنمية الجلد فى مزارع بعض المعامل لاستخدامه فى ترقيع الجلد فى الحروق الشديدة كما لم يمكن حتى الان استنساخ اى اعضاء كامله كالكبد والكلى... وغيرهما



العالم الثالث حقل تجارب

يقول الدكتور محمد عبد الحميد يحى استاذ امرلض النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس ان الخطورة تاتى من ان تكنولوجيا الاستنساج موجودة فى معظم دول العالم بما فيها مصر تسمى تكنولوجيا الحقن المجهرى واخطر ما فى الموضوع ايضا ان العلماء الذين تم استضافتهم فى (سى.ان.ان) ابدوا انزعاجهم ليس من ان تتم تجربة هذا الاسلوب فى بلادهم حيث ان هناك رقابة شديدة على المعامل فى البلاد المتقدمة ولكن هذه الطريقة ستطبق على البشر فى الدول النامية حيث لا توجد رقابة أو قوانين كافية ، ويؤيد هذا الاتجاه أنه قد تم طرد عدة علماء بارزين فى بلادهم ، مثل "جاك كوهين" الذى طرد من أمريكا بعد أن ثبت تلاعبه بإعطاء أجنه من سيدات الى أخريات دون علمهن ، كما أثار عالم فرنسى زوبعة منذ سنتين بعد أن نشر إستخدام أجسام دائرية من القذف وتجربتها فى حقن البويضات وهى تحتوى على 46 كروموزوما ، وللعلم - كما يقول د. محمد يحى - فإن هذا العالم يأتى لإجراء أبحاث بمصر فى أحد المراكز الطبية الخاصة ويجب أن يقوم بعمليات الحقن المجهرى وعلاج العقم بهذه الأساليب المساعدة أطباء مصريون ، ويجب عدم إستقدامه للعمل فى هذا المجال بمصر ، ولايعنى هذا إنقطاعنا عن العمل ، بل إن التعرف على مايحدث يجب أن يكون من أبناء مصر أنفسهم ، وطالب الدكتور محمد يحى بتشكيل لجنة مستقلة من وزارة الصحة ونقابة الأطباء وجمعية أمراض النساء لمتابعة ما يحدث فى مراكز الخصوبة وتسجيل كل بويضة تخرج من مبيض الأم حتى لانترك الفرصة لذوى النفوس الضعيفة لإجراء هذه التجارب.

ويؤكد الدكتور عبدالحميد وفيق - أستاذ التحاليل الباثولوجية والخلوية بطب الأزهر - أنه لا يصح إنتاج إنسان بأى شكل إلا بالطريق الطبيعى ، حيث إن النطفة هى الأساس كما جاء بالقران الكريم ، والذى يحدث هو محاولات علمية لابد من السيطرة عليها حتى لاتظهر أشكال غير معتادة وتشكل خطرا على البشر ، ويمكن السماح بهذه التجارب على الحيوانات ويجب ألا تدخل مصر كما يجب منع إستقدام خبراء أجانب لممارسة هذه الأساليب بأى شكل ، ورغم أن الحقن المجهرى يخضع لرقابة اللجان الأخلاقية فى العالم ، إلا أنه فى مصر مازلنا فى حاجة ماسة للمراقبة. ومن وجهة نظرى كما يقول د. وفيق - إن الرغبة فى الحصول على طفل يجب ألا يتخطى الحدود الآخلاقية والدينية وعلى العلماء الذين يعملون فى مجال تكنولوجيا مساعدة الحمل من أطفال الأنابيب والتلقيح المجهرى والصناعى أن يكونوا مستقرين فى مكانهم ، وليس زائرين كما يحدث فى مصر ولا ندرى ماذا يفعلون.
__________________
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17)