الأمير عبد القادر الجزائري(مبدع الحوار بين الأديان) الأمير عبد القادر الجزائري(مبدع الحوار بين الأديان التاريخ هو مصدر إلهام الأمة،ووعاء زبده نضالاتها ،ومعدن سبك رجالاتها،فما من أمة أهملت تاريخها إلا وأفل نجمها،والتاريخ صنعه الرجال،فنجد منهم المجاهيل ، والمشاهير،الكل فرضوا صورتهم واسمعوا الدنيا صدى حركتهم،من هؤلاء الأفذاذ:الأميرعبد القادر الجزائر ي ولد الأمير عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر الحسني، الجزائري،يوم الجمعة الموافق للثالث والعشرين(23) من شهر رجب سنة اثنين وعشرين ومائتين وألف للهجرة(1222ه)، الموافق لشهر مايو(أيار) سنة 1807 م، بقرية القيطنة " بوادي الحمام التي أختار مكانها واختطها جده لأمه ،غربي مدينة معسكر،في آسرة تحظى بقسط وافر من الثقافة العربية الإسلامية، تعلم القراءة والكتابة في قريته وعمره خمس سنوات قبل أن يقصد مدينة وهران مع أبيه محي الدين الحسني سنة 1821 ه ، التي نفي إليها وكان يعقد مجالس للعلم والأدب في بيته ، ما ساعد عبد القادر على التعلم، و تمكن من حفظ القرآن ومبادئ الإسلام وهو في سن الثالثة عشر، كان عبد القادر،يبدو جميل الصورة حلو التقاطيع،وسيم الملامح، ذا شخصية عميقة جذابة، يأسر الناس بلطفه، وحسن مزاجه ،وطيب عشرته، و يكسب ثقتهم بثقافته وأمانته. و في تلك السن المبكرة أيضا بدأ ينظم الشعر،فيشجعه والده الذي لم ترتح السلطة التركية لمجالس كان يعقدها مع الأدباء والعلماء، و ما يدور فيها من آراء رغم نفيه من معكر إلى وهران،وبعده عن عرشه، لكن محي الدين، لم يكن هملاً بين الناس، ولا نسيا، بل كان محترما وممن لا يسكتون على الظلم ،ومقتوا التسلط العثماني والانكشاريين، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران" حينها وأدى ذلك الاصطدام إلى تحديد إقامة في بيته، مع أبنه، و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد حتى و لو لمدة قصيرة.أفرج عنه ،فاختارأن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج . خرج محي الدين واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجا،وبعدها العودة إلى الجزائر مرورا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، ليصل أخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت الرحلة بالنسبة للابن رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي،وكان لهذه الزيارة أبلغ الأثر في تعزيز ثقافته و تكوين شخصيته واطلاعه على أنماط مختلفة من الحياة الاجتماعية و السياسية و شؤون الإدارة و الحكم. و خلال هذه الزيارة لم يشعر بالغربة قط، و إنما شعر بالرغم من اختلاف الأوضاع و اللهجات بين قطر و آخر، بخصائص الشخصية العربية ومكوناتها التي تجمع أبعادها جميعا وتؤلف من أبنائها أمة واحدة ذات أصالة متميزة [ و بعد أكثر من سنتين قضاها في الحج و الترحال, عاد إلى قريته القيطنة اعتزل في بيته لمدة طويلة خصصها للعبادة و المطالعة الكثيرة للكتب فكان يطالع إلى جانب الكتب الدينية والأدبية، كتب الفلسفة و التاريخ التي أنتجها مفكرون مسلمون ،وكان يركز كثيرا في مطالعاته على معرفة الفكر العالمي و الأوروبي،ومستجدات عصره. [/ كان عبد القادر في الثالثة و العشرين من العمر حين أقدمت البواخر الحربية الفرنسية على إنزال 37 ألف جندي في سيدي فرج ،وجاب الخيالة الجزئريون عمق البلاد بسرعة كبيرة لأخطار المواطنين بما حدث، ودعوة المقاومين إلى الصعود للجبهة. وجاء من بلاد القبائل17 ألف مقاتل، و من بأي قسنطينة 12 ألفا، و باي التيطري ،8 آلاف، و باي وهران 6 آلاف، و باي المزاب 4 أنضم إلى هذه الجيوش الحرس التركي .انتظمت المقاومة في محيط العاصمة،في سيدي فرج و الشراقة وسطا والي, و دامت المواجهة شهرا كاملا بقيادة الأغا، صهر الوالي. الذي أعلن استسلامه يوم 4يوليو, و وقع في اليوم الموالي على معاهدة ضمنها نظريا ،ضمانا من طرف الغزاة وتعهد بحماية الممتلكات, واحترام السكّان, و حماية النساء, و المحافظة على حرمة الدين وحرية ممارسة المعتقدات. وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليومنعام1830م. استسلم الحاكم العثماني سريعًا،كما أسلفنا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر فبعد أقل من شهر واحد, ويوم 20 يوليو 1830, اجتمع زعماء القبائل في تامنفوست شرق العاصمة و بينهم بومزراق عن التيطري, و زمام عن أفليسان, و محي الدين والد عبد القادر عن منطقة معسكر, و في 23 يوليو 1830 أعلنوا بداية المقاومة الوطنية, فقد انتهت مقاومة الجزائر الرسمية لتبدأ الحرب التحريرية في جزائر الثورة،بعدها فرّق الشقاق بين الإخوة الزعماء وبحث أهالي وأعيان وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعونه على الجهاد تحت قيادته، فاستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" ، لكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فطلبوا من صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان عبد الرحمن، لكن لم يكن جديا ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، اقترح أبنه ،قبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وكانت بيعته الخاصة بوادي فروحة عند شجرة الدر دار من بلاد غريس أواخر سنة 1832م ، وتمت البيعة العامة، ولقبه والده ب "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون سلطانا ولكنه اختار لقب الأمير وبذلك انجلى ستار السرية وخرج إلى الوجود علنا،وكان ذلك في 13 رجب 1248ه/ نوفمبر 1832.واجه الغزاة بوسائل متعددة منها المعارك الحربية التي قادها طيلة 15سنة منتصرا،انتهت مرحلة المواجهات بعقد مفاوضات مع الفرنسيين.وتوقيع المعاهدة،الأولى المعروفة بمعاهدة " دي ميشال" في 24 فبراير 1834 م. تقر هذه المعاهدة سلطته على الغرب الجزائري وحوض الشلف. بعد المصادقة عليه من طرف الحكومة الفرنسية، لم تحترم الحكومة بنودالمعاهدة، فعزز الأمير نشاطه وأرغم الفرنسيين على العودة إلى طاولة المفاوضات ليمضي و الجنرال يجو معاهدة" التافنة" الشهيرة بتاريخ 30 مايو 1837م، إلا أن فطنته وحكمته قد زادت أعداءه حقدا، فازدادت الحرب ضراوة ، واستسلم عام 1847, بعد خيانة سلطان المغرب ، لينقل إلى سجن( طولون الفرنسية ) ، ثم أطلق سراحه نابليون الثالث ونفاه إلى دمشق عام 1856 حيث عاش زاهدا متصوفا متأملا، ينهل من علوم الدين ورياض المعرفة ويعطي دروسه في الجامع الأموي. وساهم هناك في إنقاذ حياة ألاف المسيحيين من الفتنة الطائفية التي اندلعت في بلا الشام عام 1868، فكانت الواقعة حجرة الاساس و بداية فكرة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي للجميع حسب ما جاء في المعرض الذي نظمه المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف. توفي يوم 26 مايو 1883 في دمر ضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدين بن عربي الأندلسي، ثم نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمربع الشهداء ،مقرة العاليا في عام 1966[/ المستقلة، أمير وقائد عسكري عربي قاوم الاحتلال، وجمع الإنسان والمثقف، والفيلسوف والزاهد العابد ،والأمير الحاكم و الفارس والدبلوماسي البارع ،والأسير الكسير، والباحث عن العدالة والحرية في إطار القيم و المبادئ النبيلة.لم تلهه الضغوط التركية وهو شاب،وبعدها الحرب مع الاحتلال الفرنسي ،عن البحث والتنقيب في كنه أمهات القضايا، فكانت رؤيته مستقبلية،(وهو القائل: اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية وعلى الله الاتكال) هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته ، إنه الجزائري الأمير عبد القادر، كان له الفضل قي وضح أسس الدولة الجزائرية.والتأسيس السليم لحوار الحضارات، وهو شخصية امتلأت عبر لأولى الأبصار وتذكرة للمتقين من أهل الاعتبار.ولدفي شهر رجب،وبويع في شهر رجب ،وعزل مع ابيه في نفس الشهر، قال شعرا، أصيلا قي الحكمة والسياسة والحب نورد منه البيتين التاليين لمالهما من صلة بموضوعنا ولازال يحمي الذمار بعزه –"– ولو جمعوا له ما يستطاع دفاعه ولازال سيارا إلى الله داعيا -"- بعلم وحلم ما يضم شراعه قاد جيوش الجهاد فارسا مغوارا وبطلا منتصرا في أكثر من 40 معركة،فاوض المختصين فكان مفاوضا متمكن حكيما،أسس لقيام الدولة، فلم تعطله باقي المهام،ولم تفسد أخلاقه مغريات الواقع ولم تثنيه عن سعيه المصاعب،هو رجل نكون قد ظلمناه إذا ادعيتا الإلمام بمحاسنه أو حاولنا اختصار مسار حياته إن إقرار الصديق والعدو بخصاله،جعل الجزائر تخلد اسمه بالمسجد الجامعة،الذي يتسع15000مصل،وهويعد إلى جانب الجامعة آية من آيات الفن المعماري الإسلامي ، وحملت اسمه مدينة ،شرق البلاد وقرية غربها، وثانوية بالعاصمة،كما تحمل اسمه مدينه سورية، وحتى الفرنسيين لم ينسوه و قرروا تسمية إحدى ساحاتهم- ساحة الأمير عبد القادر هذه حقيقة واقع، يختلف عن واقع حال العرب اليوم الذين هم شبيه بمن ضل سواء السبيل،أو كذلك الذي تاه وسط رمال الصحراء في أعز أيام الصيف،فلا هو عاد ولا أحد علم مكانه أو قدر على إرشاده ،الجوع والعطش والروح باقية بلا معنى ،بلا قدرة ولا أمل في النجاة قادتهم يتيممون على صعيد غير طيب، صعيد أمريكا وربيبتها إسرائيل، وهو أمر لا يوجد له تفسير إلا في قاموس الاستسلام والخضوع للأمر الواقع وحفظ البقية الباقية من ماهية الحياة إلى حين،فلا تفكير ولا حتى تخمين في منفذ النجاة،
التعديل الأخير تم بواسطة mouhammed2007 ; 08-11-2007 الساعة 02:49 PM
سبب آخر: ظهور عبارات وحروف باللغة اللاتنبة
|