يهيم بحبها أبدًا حنانــــــي
ويعشق قلبها الحاني جناني
أقابلها فأعشق كل شـــــيء
وإن غابت يفارقني كياني
نشأنا من طفولتنا سويًـــــــا
على شطآن أفئدة الأماني
روابيها الحسان تشد قلبـــــي
ويعجز عن حلاوتها لساني
سيبقى القلب مشتعلاً وتبقــــى
محبتها على مر الزمانِ
هي الأشواق أشعلت الحنايــــا
وزاد تولعي ذكرُ المغاني
ثملت بها وأثملتُ البرايــــــا
ومن يوم الفراق شجىً ذواني
سكرت بغير خمرٍ في ثراهــــا
فكيف إذا تلاقى الناظرانِ
رماني العشق والذكرى رمتنـــي
لأعزف حولها أحلى الأغاني
شجاها الوجد من بُعدي زمانًـــا
وما أشجا الحبيب فقد شجاني
أقلب ناظري فأرى غبــــــارًا
من الأحزان في وجه الحسانِ
ولكن لم أجد في وجه عمــــري
سوى قلبٍ من الأشواق داني
تمايل وانثنى ورمى بطـــــرفٍ
كما يرمي المحارب بالسنانِ
فغاص بعمق شرياني وقلبـــــي
فلست بتاركِ من قد رماني
سهام الشوق تأسرني وتغــــري
فؤادي بالوصال وبالتداني
رياضٌ تسلب الألباب طــــــرًا
كأغصان الكروم وغصن بانِ
ورمان الوهاد به احمــــــرارٌ
وذاك الورد مصفرٌ وقانِ
خمائلها تذيب القلب وجـــــدًا
فماذا لو تلامسها بناني؟
وطرف ناعسٌ في كل سهــــــلٍ
يخاطب ناظريَّ: متى تراني؟
يفيض القلب والمحبوب نـــــاءٍ
فكيف إذا لبست بها مكاني؟
تخوفني الوساوس بالتجافـــــي
وبالموت المحقق لو نساني
بذاكرتي أراها كلَّ أنســـــــي
فكيف إذا تعانقت الأماني؟
إلى يمني الحبيبة كل شجــــوي
ومن حبي وفرقتها أعاني
قريبًا يا بلاد أشدُّ رحلــــــي
أقبِّل وجنة الترب اليماني