الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-07-2013, 06:21 PM
 
.


.


.


تك ..تك...تك .
.إيقاع منتظم لصوت قطرات ماء على دلو صدئ ..
تصاعد البخار من بين أنياب قط أسود قد استلقى على سلة قمامة معدنية .
انتفض ليتطاير رذاذ المطر عن فروه الناعم .. ثم استرخى وهو يراقب الشارع المظلم الذي خلا من أي كائن
انسدلت أجفانه ليغلق عينيه ببطء محاولاً النوم وسط تلك الألوان الصاخبة التي ضجت بها الجدران القديمة ..
تحركت أذنيه لسماع صوت مكابح سيارة ..فرفع رأسه بسرعة لتلمع عينيه الصفراوين بضوئها..
ترجل منها رجل ذو معطف أسود يضع على عينيه نظارات سوداء وبيده حقيبة صفراء اللون ..
نظر الرجل حوله للحظات ثم حول ناظريه لساعته ..وأخذ يتنهد بارتباك واضح ..ويتمتم بتذمر ..
ظل القط ينظر إليه ببرود ..تحرك أنفه الصغير لرائحة ما ..ثم نظر إلى سيارة زرقاء توقفت أمام السابقة ..
مشى الرجل بضع خطوات عن سيارته باتجاه الشخص الذي نزل للتو ..
مد القط جسده لينزل عن القمامة ثم هرول ناحية السيارة الأولى ..
وضع يديه بداخل السيارة وهو يحدق إلى تلك الشطيرة المغلفة التي تربعت على الكرسي الآخر ..
حول ناظريه إلى الرجلين الذين تبادلا الحقائب بينهما وكانا يتحدثان بكلام غير مفهوم للغة القطط ! ..
الوضع آمن وهادئ..فقفز القط إلى الداخل وأمسك بالشطيرة بين أنيابه .. وأدار جسده بسرعة إلى الخارج ..
إلا أن وقوف الرجل فجأة أمام باب السيارة دفعه لأن يختبأ تحت الكرسي على عجل برفقة شطيرته ..
ركب الرجل وأغلق الباب من بعده وأدار محرك السيارة ..
أخرج من جيبه هاتفه المحمول وضغط على رقم واحد ثم قال بصوت مسموع: ..
- تمت المهمة سيدي ..

تحركت السيارة بسرعة متوسطة وظل الرجل يهز رأسه بانسجام مع صوت الموسيقى الصاخب المنبعث من مسجله ..
بينما استمتع القط بجو دافئ وحفله غنائية مشبعه من تحت ذلك الكرسي ..

انعكست أنوار مدينة لوس أنجلوس الملونة على عيني القط الذي تأملها بهدوء .. ثم نظر إلى الرجل
الذي أطفأ الموسيقى بسرعة وأخرج هاتفه من جيبه على عجل قائلاً :..
-تباً .. لقد أخبرته وانتهى الأمر .
ثم أجاب على المتصل قائلاً بجدية شابها الخوف : ..
- أنا قريب جداً .. بقي المنعطف الأخير فقط ..
أغلق الهاتف بعصبية ورماه على الكرسي المجاور.. ثم شد قبضته على المقود قائلاً بغضب :..
-تباً ..لمَ لا يعطينا طائرات إذن ..

توقفت السيارة أخيراً وترجل الرجل وهو يرمي مفاتيحه لأحد موظفي الاستقبال قائلاً بانفعال :..
- أركنها في مكان رائع ..وإياك أن ألمح خدشاً ..فهمت ؟!
نزل القط بسرعة بينما أومأ المضيف برأسه للرجل بارتباك ...وهو يضم المفاتيح بين كفيه ..
تمدد القط على الرصيف المجاور وهو يتثائب ..ثم اتسعت عينيه فجأة لرؤية ذلك البناء الضخم الذي أمامه ..
والأهم من ذلك وجود عدد كبير من الرجال الذين يحملون حقائب صفراء .. أي أن لكل واحد منهم شطيرة ..
كانوا يدخلون ويخرجون من ذلك المكان الذي شيد بطريقة هندسية مميزة ..
هرول القط بسرعة قبل إغلاق ذلك الباب الزجاجي وقد أخفى وجوده انحناء المضيف ووجوده بين قدمي أحد
الموظفين الذي دخل إلى ذلك المبنى العجيب ..
مشى على تلك الأرض الرخامية الباردة التي انعكس عليها وجهه الأسود وعينيه اللامعتين ..
لم ينتبه إلى السلم الكهربائي أمامه فسقط على وجهه ليرتفع نحو طابق آخر ..
نظر إلى تلك السلالم المعقدة التي حفته والغرف المتشابهة والمتعددة من حوله .. والقبب المزخرفة بالأعلى ..
سقط على أنفه حين وصل أخيراً.. فهرول مسرعاً ناحية عربة للتنظيف ليندس بين أدواتها ..
وضع عامل نظافة مناشف داخل العربة ثم دفعها ناحية المصعد حيث دخل وضغط زر الطابق الأخير ..
ظهر صوت جرس ليفتح المصعد ويخرج العامل وهو يجر العربة من الخلف ..
حملق القط إلى شخصين يقفان أمام غرفة ما .. وكان أحدهما يقضم شطيرة باللحم بتلذذ ..
قطب الآخر حاجبيه قائلاً بعتاب :
- أنت .. هذه غرفة مهمة وأي خطأ قد يتسبب بقتلك ..فالقي بها قبل قدوم أحد ذوي الشأن ..
عبس الرجل وقال بملل :
-لا خيار فنحن لم نأخذ استراحة منذ الأمس ..سحقاً .. أي مهمة هذه؟!
ثم ألقى بالشطيرة بعنف في سلة المهملات بجانبه .. ففغر القط فاه ليسيل لعابه ونزل من العربة بسرعة نحوها ..
اختبأ داخل سلة المهملات خفية.. ثم ظهرت أصوات الرجلين وهما يقولان باحترام : تم توصيل المعدات ..
أطل القط برأسه وهو يحمل اللحمة بفمه ليرى جموعاً من رجال ونساء بحدود الثمانية يرتدون ملابس بيضاء غريبة ..
كان هناك رجل أوسطهم كبير في السن وله لحية بيضاء ونظارات سميكة أشار بيده ليرحل الرجلين ..
ثم وضعها على مربع أحمر مضيء فتحول للأخضر وفتح الباب عن آخره محدثاً صوتاً ثقيلاً ..
نزل القط ودخل برفقتهم وهو ينظر حوله بفضول كبير وأغلق الباب من خلفهم وتحول القفل إلى الأحمر ..
كانت الغرفة دافئة جداً وصممت على شكل قبة وبها العديد من الأجهزة المعقدة والغريبة ..
كان كل واحد منهم منهمك على جهاز ما .. أما ذلك العجوز ظل ينظر إلى زجاجة طويلة بها شيء غير واضح ..
اقترب القط منه فلمح مخلوقاً غريباً أخضر اللون لم يكن له هيئة أو ملامح وكان يبدو كجلي بمفهوم قط مشرد !
التفت ذلك العجوز فجأة وقال بصوت جاد :
- لتغلق الطاقة الكهربائية .. ولنعتمد على طاقته فحسب ..
اندس القط بسرعة تحت فراش أبيض وفوق شيء لين ودافئ توسط تلك الغرفة المربكة ..
انطفأت الأنوار وخفتت أصوات الأجهزة وعم الهدوء المكان لم تمض لحظات حتى انبعث نور أخضر قوي ..
انعكس على نظارات أولئك العلماء بشكل ساطع وقوي ..
ظلت عيني ذلك العالم العجوز على ذلك الكائن الأخضر حتى بدا يتلاشى تماماً ويدخل بخاره في أنابيب متعددة ..
أظلمت الغرفة في عيني ذلك القط وهو يلمح بشكل ضبابي ذلك البخار من حوله .. ثم فقد وعيه تماماً ..
رفع العالم العجوز يده وقال بحزم :
- ليخلى المكان حالاً .. ويبعد عنه أي إشارة كهربائية أو طاقة إنسان كامنة .. ولمدة ثلاثين دقيقة ..
أخليت الغرفة فوراً وغلف بابها بصفيحة حديديه عازلة وأنيرت باللون الأحمر ..


..

صالة فسيحة , كسيت جدرانها بستائر مخملية قاتمة وزخارف تعلوها لوحات ضخمة ذات إطارات بارزة ,
رسمت فيها وجوه كئيبة حملت ملامح البؤس والحيرة ...
الإنارة ذهبية هادئة انعكست على ذلك البيانو البني القاتم بشكل ساحر ..
كان أمامه شاب يعزف بانسجام تام لحناً تتفطر له القلوب تأثراً.. وقد غطى ملامح وجهه قناع أبيض بفتحه لعين واحده
رسم عليه بالسواد نقوش متداخلة .. حفته خصلات شعره الشقراء المنسدلة..
وقفت من خلفه امرأة بدت في العشرينات ذات جمال فائق زاده تبرجها المبالغ .. ضمت كفيها وقالت بحبور :
- سيد ( ون ) .. مهارتك في عزف سيمفونية (بيتهوفن ) لنصف القمر لا مثيل لها .. حقاً من أعذب ما سمعت ..
ثم مسحت دمعتها بطرف منديلها الحريري .. علها توصل مشاعرها الرقيقة لذلك السيد المحترم .
توقف عن العزف وقال بصوت رخيم وهادئ :
-هل انتهى صنع سلاحي الخاص ؟!
انحنى رجل قدم للتو قائلاً باحترام شديد :
- لقد تم الأمر .. ويجب أن نمكث نصف ساعة لحين ..
قاطعه السيد ون قائلاً بتنهيدة :
- جيد .. قم بالتخلص بكل من علم بهذه المهمة .. حتى الحرس منهم ..
ثم نهض من على كرسي البيانو ليبين طوله الفارع وارتدى قفازه بهدوء .. وهو يمسك بالآخر ..
نظر إليه الرجل بقلق شابه الخوف ثم قال بتردد وصوت منكسر :
- سيدي .. لقد تخلصنا منهم فور انتهاء المهمة .. ولقد جئت لإخبارك بالأمرين ..بقي أنا فقط ..
أدخل السيد ون يده في دفء جيب معطفه الأبيض, وأخرج مسدس ذهبي اللون برأس كاتم للصوت وقال بهدوء :
- كنت مخلصاً لي فكن فخوراً ..
ثم رفع عينه من خلف القناع ونظر إلى الفتاة التي ظلت ترتجف خوفاً وتحرك رأسها بنفي فقال بحدة :
- اهدئي .. ما كان عليك أن تستمعي لعزفي ..فهو قاتل ..


..
فتح القط عينيه ببطء أخيراً وهو يعلو وينخفض من فوق ذلك الشيء اللين والدافئ من تحته ..
انزاح الفراش عنهما ليسقط أرضاً .. ويكشف عن شاب مستلقي وهو يغطي عينيه براحة كفيه..
شاب أبيض وزخارف لوشم غريب قدغطت نصف جسده ووجهه ..وله شعر أخضر منكوش وملامح دقيقة..
اتسعت عيني القط عن آخرها .. ورفع الشاب رأسه باستغراب إلى القط واتسعت عينيه الخضراوين أيضاً ..
أطلق الاثنان صرخة مفزعة ليضرب صداها في أرجاء الغرفة .. سكنت في لحظة واحدة ..
أمسك القط فمه بيديه وقال برهبة :
- ماذا حدث لي .. أنا .. أصرخ ..
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.