الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-07-2013, 06:25 PM
 
أغمض ماريمو عينيه ليرتب تلك الصور المبعثرة أمامه وقال بهمس :
- اللعاب .. فقد عرفت منه ماذا سيحل بذلك الطفل من أحداث.. وخلاياه موصولة بأمه .. فهي تعلم بأنها ستقتل بيد زوجها في زمن ما ..
و تتذكرني على الرغم من أنني مسحت ما حدث خلال الخمس دقائق الماضية إلا وجود الحلوى المفضلة لدي
ثم فتح عينيه الحادتين وقال بصوت عميق :
لن تفيدني تقنيته المسح في حالة شخص سيموت بعد خمس دقائق ..
ارتجف القط قائلاً بصوت متقطع :
- انتظر .. بما أن تقنيتك لن تفيد على شخص سيموت .. لمَ لم تراك عندما اختفيت إذن ؟!
خرج ماريمو من الباب الزجاجي دون أن يقوم بفتحه واستقرت قدمه على الثلوج لتغرس فيها ثم قال بجدية :
- هذا تقنية أخرى .. لا علاقة لها بما فعلت للتو ..
صمت القط وقد أحاط به الذهول والحيرة ثم قال :
- من تكون ؟!
أجاب بابتسامه لطيفة :
- أدعى ماريمو . .
اهتزت حاجبي القط بانفعال وقال بصوت ساخر :
- معلومة جديدة .
مشى ماريمو على الرصيف المغطى بالثلج وهو يحرك الحلوى بين شفتيه أوقفه صوت القط قائلاً :
- انتظر ..إلى أين تريد الذهاب .. ثم أنني أريد أن أرى ما سيحل بتلك المرأة وطفلها ؟!
توقف ماريمو عن المشي ثم قال بصوت جاد :
- إنهم لا يحملون معلومات قيمه .. فهل أنت مهتم بالإطلاع على مدى فعاليتي فحسب ؟!
رد القط بتردد :
- نوعاً ما .. و ربما نتمكن من إنقاذهما .
أخفض ماريمو رأسه وابتسم قائلاً بصوت عميق :
- إنقاذهما ؟! ومالذي سنجنيه من شيء كهذا ؟!
قطب القط حاجبيه ثم قال بضيق :
- لا أدري .. ولكن ألا يجب أن يساعد البشر بعضهم بعضاً ..
تنهد ماريمو وأزاح شعره عن عينيه ثم شد عليه قائلاً :
- بشر .. مساعدة .. كلمات جديدة في قاموسي ..على كل حال لقد فات الأوان ولكن سألبي رغبتك ..
اهتز القط لحركته فتشبث على شعر ماريمو الذي مشى بخطوات سريعة .. وقال في نفسه بقلق :
- هذا الشخص ..يتحدث وكأنه آلي .. ولكن لا أدري مالذي يجعلني مهتم به ..أشعر وكأنني أعرفه منذ زمن بعيد.

زقاق ضيق ومظلم بجانب مبنى قديم متهالك وبه العديد من الخرد القديمة الصدئة التي تسربت من بينها المياه ..
تردد في أرجائه صوت طفل باكي ..وصوت عدة ضربات بجسم معدني ..
تسللت خيوط الشمس التي أشرقت ببطء بين شقوق المبنى لينعكس ضوئها على حلوى لامعه ..
التفت رجل في العقد الرابع من عمره وقد تصبب عرقاً وهو يلهث بشده محدقاً بماريمو وبدهشة وخوف كبيرين ..
نظر القط برهبة إلى المرأة التي غرقت بدمائها أمامه والقضيب المعدني الذي بيد الرجل ..
وأخيراً الطفل وقد فقأت عيناه فاختلطت دموعه بدمه ..فبدا وكأنه يبكي دماً ..
شتت ذلك الصمت صراخ الرجل قائلاً صوت أجش مبحوح :
- مالذي تفعله هنا ؟! ستمـــــــــــــوت ..
رد ماريمو بهدوء :
- لقط طلب القط مني ذلك .. وليس لدي أي مهمة ضدك .
صمت الرجل وهو يحدق بعينين متسعتين إلى القط الذي لوح له بلطف مصطنع ..
ثم صرخ لتناثر اللعاب من فمه الذي توسع صراخاً قائلاً بحنق :
- لا تدعي بأنك مجنون فهذا لن يغفر لك ..ستقتل ..
ثم أقبل راكضاً إلى ماريمو بجنون ..فصرخ القط بفزع :
- لم أكن أتوقع وجود قاتل مجنون ..لنهرب ..
فجأة تناثر الدم على تلك الكتل المعدنية الصدئة وتطايرت أشلاء صغيرة من خلفها ذراع الرجل ممسكة بالقضيب
اتسعت عيني القط عن آخرها وهو يراقب الرجل وهو يصرخ متألماً ممسكاً بذراعه التي أصبحت كقطعة مفرومة
ثم رفع عينيه الصفراوين ليرى يده المبتورة معلقه بواسطة القضيب على الجدار الحديدي بالأعلى وهي تتقاطر دماً ..
ثم حول ناظريه لماريمو الذي مازال يداعب الحلوى بين شفتيه ولم تتحرك يديه قط ..
لهث الرجل بصعوبة وهو يزفر بألم كبير ثم قال بصوت متقطع :
- مالذي فعلته ؟!
نظر إليه ماريمو بوجه بارد وقد تحرك الوشم ليعود لمكانه ثم قال :
- مهما حاولت القفز فلن تستطيع الوصول ليدك المعلقة .. محو أدلة جريمتك ... مشروع قد باء بالفشل ..
احتدت عيني الرجل ورد بحقد كبير مزج بالألم :
- مالذي تريده ؟! لا تقل لي بأنك عميل سري ..أو محقق حقير ..
ابتسم ماريمو بلطف ثم قال :
- أردت أن أري القط ما يريده فحسب .. ولست مهتم بجريمتك ..وعذراً فقد انتهت مهمتي هنا ..
أدار ماريمو بظهره مغادراً وسط حيرة الرجل الذي جثا على ركبتيه وقد حفه صراخ الطفل الصغير وقطرات
دمه من ذراعه المعلقة ..


...

مرر أصابعه على قناعه وهو يراقب باهتمام تام قلب ماريمو الذي تغير ليخفق بشدة من بين تلك الأنابيب ..
همس السيد ون قائلاً بجدية :
- لابد من أنه تعرض لشيء ما إحتاج به إلى الطاقة .. وهذا سيء .. سيمحو كافة ما أريده ..إن قابل المزيد من الناس ..
ثم احتدت عينه من خلف فتحه القناع وقال بغموض :
- تجربة فاشلة ..لا تستحق سوى أن تمحى ..


..
ارتفع نور الشمس على المباني وارتفعت معها مياه النافورات لتنثر المياه اللامعة من تلك التماثيل الحجرية
وبدأ الطلبة بالاندفاع خارج بيوتهم وهم يرتدون أزياء المدرسة ..
وقامت بقية المحلات بفتح أبوابها وعمت الطرق حركة السيارات الصاخبة ..
جلس ماريمو تحت ظل شجره في حديقة صغيره معزولة وهو يراقب تلك الأجواء المضطربة الغريبة ..
ظل القط صامتاً وقد علته علامات الحزن والحيرة ..
تحركت الحلوى ليقول :
- مابك ؟! تبدو هادئاً ..
أجاب القط بهدوء :
لقد شاهدت ما يكفي ليجعلني أخرساً ..الطفل ..وأنت ..
قاطعه صوت ماريمو وهو يشير إلى طالب قائلاً بحماسة :
- أنظر .. إنه بمثل عمري تماماً .. أتسائل إلى أين يذهب ؟!
نظر القط بملل إلى ذلك الشاب الذي بدا في السابعة عشره وهو يعبر الطريق بحذرمرتديا زي المدرسة ثم أجاب:
- بالتأكيد سيذهب إلى المدرسة .. أتعلم بدأت تثير اشمئزازي ..
رفع ماريمو رأسه قائلاً ببراءة :
- ومالسبب مونتي ؟!
أجاب القط بعصبية مكبوتة :
- أراك متحمساً لمواقف سخيفة وبارداً كالثلج في مواقف عصيبة .. ثم ماذا تقصد بمونتي..!!
ضحك ماريمو بخفة قائلاً :
- إنه اسمك .. آسف لأني لم أعطك اسماً لحين هذا الوقت ..
صمت القط وارتسمت على فمه ابتسامه هادئة قائلاً في نفسه : مهما ارتكبت من أمور غريبة تظل شخصاً أعرفه
منذ زمن ..فأجد نفسي تقبل حماقاتك مرغماً .. ولا أعلم السبب ..فما هوعمر معرفتي بك حقيقة ..
قطع تفكيره نهوض ماريمو وهو يشد قبضتيه قائلاً بحماسه كبيرة :
- لنذهب حيث يذهب .. سنرى ذلك الشيء المسمى بالمدرسة . فهي جديدة على قاموسي ..
رد مونتي بسخرية :
- لابأس .. فقد سرقت منها الشطائر المشئومة دوماً ..وهذه المرة لن أحذرك ..فأنت السيد هنا ..
تباً لكل منا اسماً غريب وفاشل ..
مشى ماريمو بخطوات سريعة على الأعشاب الباردة ..

..
تلمس ذلك الأنبوب اللين النابض حتى استقرت يده في منتصفه ثم قال بصوت بارد :
- من المؤسف موتك .. فقد عولت عليك كثيراً ..
ثم صرخ ليسحق الأنبوب بين أصابعه وتتناثر منه كتل خضراء لامعه ..


..
اتسعت عيني ماريمو بألم ثم أمسك بصدره ونزف سائل أخضر من فمه وتقوست ساقيه النحيلتين .. ثم مد يده
المرتجفة إلى ذلك الطالب الذي ركب سيارة ..وكأنه غريق يتمسك بقشة ..
صرخ مونتي في ذهن ماريمو بصوت مكتوم تداخل مع الألم :
- ماريمو ..أجبني مابك ؟!
اهتزت حاجبيه وهو يلتقط أنفاسه التائهة ثم رد قائلاً بصوت متقطع :
- لم تنته بعد .. الحلوى ..
سقطت الحلوى على تلك الأعشاب الطرية وانهار جسده إلى جوارها جثة هامدة عانقت ذلك العشب الملتوي البارد ..

...

انتهى البارت الاول ( 1) بانتظار آرائكم ..
للفكرة ..الشخصيات..الأسلوب ^^
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.