عرض مشاركة واحدة
  #224  
قديم 01-07-2013, 06:26 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه أما بعد :


كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان مرجع إباضي مشهور طبعته وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان ، وقامت الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف بتحقيقه .

وهذا الكتاب عبارة عن جمع لرسائل وأجوبة صادرة من علماء الإباضية المعروفين والمشهورين في مسائل مختلفة ومتنوعة ، واقتصر جهد كاتبه على الجمع فقط .

وهو وإن كان جامعه مجهولا إلا أنه إباضي بالاتفاق ، ولهذا يستدل به الباحثون من الإباضية كثيرا ويعتمدونه في العديد من دراساتهم كالدكتور : مصطفى باجو (وهو أستاذ بجامعة قسنطينة , الجزائر ) في بحثه : (صلة الإجتهاد بالفكر العقيدي و السياسي عند الإباضية) ، وغيره من باحثي الإباضية المعاصرين .

كما توجد نصوص مماثلة لما جاء في هذا الكتاب من سير( أي : رسائل) وأجوبة في كتب أخرى معتمدة عند الإباضية ككتاب بيان الشرع للكندي مثلا .

وبهذا يتبين وهاء حجة من يشكك من الإباضية في قوة الاستدلال بما ورد في هذا الكتاب اعتمادا على جهالة جامعه ! وكأن ذلك يخرجه عن كونه إباضيا جمع ما تفرق من أقوال علمائهم في كتبهم الأخرى!

وقد جاء في هذا الكتاب سيرة للشيخ الفقيه الإباضي أبي المؤثر الصلت بن خميس البهلوي وهو كما تقول المحققة سيدة إسماعيل كاشف في التعريف به : من علماء الأزد الخروصيين العمانيين. كان ضريرا وكان من أجل فقهاء عمان وكان ممن يؤخذ عنه العلم في القرن الثالث الهجري كما شارك في الأحداث السياسية في عمان ، أدرك إمامة المهنا بن جيفر وإمامة الصلت بن مالك الخروصي ، كما عاصر راشدا وموسى ، وكذلك إمامة عزان بن تميم في نهاية القرن الثالث الهجري .اهــ

وإن كان أبو المؤثر من المدرسة الرستاقية التي اختلفت مع المدرسة النزوانية التي ينتمي إليها الإباضية المعاصرون تبعا لإمام المذهب! أبو سعيد الكدمي صاحب المعتبر ، والاستقامة ، إلا أنه علم من أعلام الإباضية وله حضور بارز في كتاباتهم واختياراتهم وقد جزم في النص الذي سنورده بعدم توليهم لهؤلاء المذكورين من الصحابة والتابعين ، ولم يذكر خلافا للإباضية في هذه المسألة سوى الاختلاف بين التوقف فيهم أو البراءة منهم ، أما الولاية لهم فقد قال بأنه لم يتولهم أحد منهم .
ومعلوم أنه يتكلم عن معتقد الإباضية الذين سبقوه وعاصروه ، ولا يحكي رأيه الشخصي ولا مقررات شاذة في المذهب الإباضي بالطبع !

فالاحتجاج هنا هو بنقله لا برأيه إلا إن كان الإباضية يشككون في عدالته وصدقه ! وهذا سيفيدنا في ناحية أخرى إن وقع .

وبهذا يندفع اعتراض الإباضية على هذه الوثيقة في ما يتعلق بجهالة جامع السير ، ورستاقية أبي المؤثر التي تخالف الفرقة النزوانية التي تغلبت عليها في النهاية ، ولم يعد لديهم اعتراض يصلح لدفع هذه البراهين الواضحة والتي لا نفتقر فيها إلى هذا الكتاب أو هذا العالم دون غيره ، بل ما هو إلا غيض من فيض ، وإذا جاء نهر الله بطل سيل معقل .


والآن إليكم هذه الحقيقة الفاضحة لمعتقد هذه الفرقة الزائغة ، وليرى الإباضية قائمة المتبرأ منهم لديهم من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن بعدهم من التابعين .

وليسأل نفسه أيهم أهدى سبيلا ؟


جاء في هذه السيرة كما في السير والجوابات (2/311-312) ما يلي :

" ذكر أصحاب من يبرأ منه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الرجال المسلمين:


ومن دين المسلمين البراءة من عثمان بن عفان بما ذكرنا من أحداثه ، ومن إيوائه لطريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفيه للمسلمين وحكمه بغير ما أنزل الله.



والبراءة من طلحة بن عبيد الله وابن العوام ببغيهما على المسلمين وطلبهما بدم عثمان.



والبراءة من علي بن أبي طالب بتحكيمه الحكمين وقتله المسلمين على إنكار ذلك.



والبراءة من معاوية بن أبي سفيان بطلبه بدم عثمان واغتصابه الإمامة ومحاربته المسلمين وبغيه عليهم.



والبراءة من عمرو بن العاص بدخوله في الحكومة والحكم لمعاوية بالإمامة والطلب بدم عثمان ومحاربته المسلمين والبغي عليهم.



والبراءة من عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري بدخوله في الحكومة ....



والبراءة من الجبابرة والكاذبين على الله ، والبراءة ممن تولاهم وأعانهم على جورهم أو دان بطاعتهم أو حرم قتالهم بعد الدعوة إلى العدل.



وأما محمد بن مسلمة ، وعبد الله بن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، فمن المسلمين من وقف عنهم وقالوا : قد ترك الحرب ، فالله أعلم لما كان تركهم لها ،

وبرئ منهم بعض المسلمين ، وقالوا إنهم شكوا في قتال الفئة الباغية وفي قتال الجبابرة

ولم يتولاهم أحد من المسلمين ،

ومن وقف عنهم من المسلمين تولى من برئ منهم ،


ومن تولى هؤلاء فلا ولاية له مع المسلمين.


والحسن بن أبي الحسن : من المسلمين من وقف عنه ، ومنهم من برئ منه على الشك في قتال الجبابرة ، والذين وقفوا عنه يتولون من برئ منه ، ومن تولاه فلا ولاية له مع المسلمين.


وعمر بن عبد العزيز من المسلمين من وقف عنه حيث أعطاهم الرضى من نفسه واعتذر بخوف بني أمية ،

ومنهم من لم ير له عذرا في التقية ورأوا أنه لا بد له أن يظهر عذر المسلمين ولا يحل له مقاررة من يكفر المسلمين وهو إمام وبرءوا منه على ذلك ، ومن وقف عنه من المسلمين من برئ منه من المسلمين ،


ومن تولاه فلا ولاية له مع المسلمين ." اهــــ.


والمراد بالحسن بن أبي الحسن هو الحسن البصري .

وإليك صورة من هذه الوثيقة




لاحظ ما يلي في هذه الوثيقة
:

1- أنها وردت في كتاب يعتبر من أهم وأعظم كتب الإباضية الموسوعية والفقهية وهو شرح كتاب النيل وشفاء العليل ، ومع ذلك لا نجد ردا من الإباضية عليه ولا اعتراضا !!

2- أنه كلام صادر ممن يسميه الإباضية : ( قــطــب الأئـمـــة ) !! لعظمة مكانته وقدره عند الإباضية وهو محمد بن يوسف أطفيش ويعتبر من أعظم علماء الإباضية المتأخرين ، ومن جاء بعده من شيوخ الإباضية فهو عالة عليه وعلى كتبه. ومع ذلك فلا نجد من حرك ساكنا في الرد عليه من الإباضية ولو إشارة !!!

3- أنه صرح بأن المشــــــــــــــــهـــــــــــــور عند الإباضية أنهم لم يتولوه لأنه لم يبرأ من عثمان ، فهذا نص صريح باشتهار ذلك عن سلف الإباضية وأئمتهم ، وهذا يعني أن ما يزعمه بعض الإباضية -تلبيسا وتقية - من عدم البراءة من عثمان هو خلاف المشهور !!! فهل هؤلاء أعلم بالمذهب الإباضي من قـــطب الأئمــــة يا إباضية ؟!!

4- أن الوثيقة تصرح بأن موقف الإباضية من عمر بن عبد العزيز ومن عثمان هو ( الـــــبــــراءة ) وليس مجرد التخطئة لغير المعصوم ، فنحن نعتقد أن الصحابي غير معصوم وأنه قد يذنب ويقع في الكبائر ، بل قد يرتد عن الإسلام ويرجع إليه ، وهذا هو معنى عدم العصمة ، ولكن نحن نخطئ من أخطأ فقط ولا نكفره ولا نبرأ منه ولا نحكم عليه في الظاهر بالخلود في النار كما هو معتقد الإباضية في العشرة المبشرين بالجنة وبقية الصحابة عدا أبي بكر وعمر ومن مات قبل الفتنة !!

فأين موضوع عصمة الصحابة الذي يفتريه الإباضية على أهل السنة ! وأين هذا من موضوع براءة الإباضية من الصحابة ، وإهداركم لحسناتهم العظيمة وسيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم .

يا معشر الإباضية إنه ما من صحابي إلا يصيب ويخطئ ، ولكنا نقول للمصيب أصبت وللمخطئ أخطأت كائنا من كان - ولكن نعرف قدرهم ونجلهم - ولا نكفر أحدا منهم كفر نعمة ولا غيره ، ولا نحكم على أحد منهم بالبراءة المتضمنة عدم الاستغفار لهم !! ولا نحكم عليهم بالنار في الظاهر كما تفعلون
.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !