عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-08-2013, 01:18 AM
 



وجال بخاطري.. أَنَّ المَلَكَين يكتُبان أعمال الإنسان.. ومع هذا تشهدُ عليهِ أعضاؤه يوم القيامة.. لماذا ؟




ففي بعض الآيات يقول سبحانه وتعالى:
( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) الإسراء/ 13، 14



في حين يقول جل جلالُهُ في موضع آخر:
( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) يس/ 65





قال العلماء..


...إنما تشهدُ على الكافرِ والمنافقِ أعضاؤُهُ بما كان من عملِه لأنهُ يُنافحُ يومئذٍ عن نفسه بكل ما يستطيع ،
ويكذبُ على الله ، ويتبرأُ من عملِهِ ويَتَنَصَّلُ منه ، ويَدَّعِي أنهُ كان يعملُ الصالحات ،
ويتهمُ ملائكة الرحمن بأنهم كتبوا عليهِ ما لم يعمل، لِمَا يَرَى مِنْ سُوءِ الحال وأَنَّهُ إِنْ أَقَرَّ هَلَكَ لا مَحَالَة ،
فلا يزالُ يُنافِحُ ويَكذِبُ ويدفَعُ حتى تَشهَدَ عليهِ أعضَاؤُه ، وتتكلمُ بما كان من عملِه السَّيئ الذي كان عليهِ في الدنيا .
وحينئذٍ لا تبقَى لهُ حُجة عند نفسِهِ ، وذلك أن الله تعالى يقول :
( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) الأنعام/ 149 .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في محاسبة الله للعبد يوم القيامة قال :
( ... ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ : أَيْ فُلْ – يعني يا فلان - أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ؟
فَيَقُولُ بَلَى أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ لَا . فَيَقُولُ : فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ،
ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ ،
فَيَقُولُ : هَاهُنَا إِذًا ، قَالَ : ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ ، وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ : مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ ؟
فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ ، وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ ) .
رواهُ مسلم (5270)



وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
" كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ ؟ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
قَالَ : مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنْ الظُّلْمِ ؟ قَالَ يَقُولُ بَلَى . قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي ،
قَالَ فَيَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا . قَالَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ : انْطِقِي .
قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ قَالَ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ قَالَ فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ " .
رواهُ مسلم (5271)

فتنطق أعضاؤه بما كان من عمله ليزول عذره تماما ، وتقوم الحجة البالغة لله تعالى عليه .


والحاصل :


أَنَّ عِلْمَ الله تعالى سابِقٌ بعملِ عبدهِ كله ، وقد كَتَبَ ذلك كله في اللوحِ المحفوظ ، ثم كتب عليه أيضا وهو في بطنِ أمه ،
لكن حسابُ الله لعبادهِ لا يكونُ على سابقِ عِلمِهِ فيهِم ، بل على ما عَمَلُوهُ فِعلاً ،
فإذا عمِلَهُ العبد : كَتبت الملائكة عليهِ ما عَمِل ؛ فإذا كان يومُ القيامة ، أنكرَ بعض العِباد ما كتبتهُ الملائكة ، وذاكَ المنافقُ كما مَرَّ في الحديث ، ولا يرضَى شاهِدًا إلاَّ من نفسِه ،
فيأمرُ الله جوارحَهُ أن تنطِقَ بما عَمِل ، ولا يستطيعُ هو أن يُنكر شهادةَ جوارحِه ،
فتقوم الحجة البالغة لله على عبده يوم القيامة ، وينقطع عذرهم عنده .






مصدر البحث في هذه الخاطرة.. موقعي:
- سؤال وجواب
- "مسلم" للبحث في الآيات










__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس