وجال بخاطري.. ماهي الأسباب التي سخرها الله سبحانه وتعالى لِنَوْمَةِ أصحابِ الكهف كل تلك المدة (طيلة 309 سنة) ؟ سؤال راودني كثيرا وحيرني أكثر كلما قرأتُ سورة الكهف ما قادني إلى البحث والتمحيص.. لعلي أجِدُ إجابةً لهُ شافية وبعد البحث.. لا أملكُ سوى أن أقول: "سبحان الذي جعل لكل شيءٍ سببًا ومُسَبِّبَا" ************** لقد وفر الله عز وجل لِفتيةِ الكهف عدة أسباب.. حتى تكون نومتَهم صحية وهادئة لمدة طويلة.. بدون أن تتعرض أجسادهم للأذى والضرر وحتى يكون المكانُ مُناسبا ومُتأقلما مع تواجدهم فيه طيلة 309 من السنوات فماهي هذه الأسباب الإلهية ؟؟
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) * عبارة عن إلقاء الله تعالى النوم عليهم. قال "الزجاج": أي منعناهم عن أن يسمعُوا.. لأن النائم إذا سَمِعَ انتبه. وقال "ابن عباس": ضربنا على آذانهم بالنوم.. أي سَدَدْنَا آذانهُم عن نفوذِ الأصواتِ إليها. أما تخصيصُ الأذان بالذكر فلأنها الجارحة التي مِنها عِظَمُ فسادِ النوم.. وقلما ينقطعُ نومُ نائمٍ إلا من جهةِ أُذُنه، ولا يَسْتَحْكِمَ نومٌ إلا من تَعَطُّلِ السمع. ومِنْ ذِكْرِ الأُذُنِ في النوم قولهُ صلى الله عليه وسلم: ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ) والحديث: ذكر عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم رجلٌ نام ليلةً حتَّى أصبح . قال ذاك رجلٌ بالَ الشيطانُ في أذنهِ قال الحسنُ : إنَّ بولَه واللهِ ثقيلٌ الراوي: أبو هريرة - شرح ثلاثيات المسند 5/574 - إسناده صحيح أشار عليه السلام إلى رجلٍ طويلٍ النوم، لا يقومُ الليل. عَطَّلَ الله سبحانه وتعالى حاسةَ السمعِ لديهم حيث أن الصوتَ الخارجي يوقظُ النائم وذلك أيضا أن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعملُ بصورة مستمرة في كافة الظروف وحتى خلال النوم وتربط الإنسان بمحيطهِ الخارجي وهكذا انْعَدَمَ الإحساسُ لديهم بالعالمِ الخارجي 2) تسخيرُ الله للشمس تَرْعَى أجسادهُم وِفْقَ القوانين الصحية - الطبيعية وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ...) * قوله تعالى: « وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين » أي الشمس عند طلوعها تميلُ عن كهفهِم يمينًا و « تزاورُ » تتنحَّى وتَميل.. من الازوِرار، والزُّورُ أي المَيْل. والمعنى: أنهم كانوا لا تُصيبهم شمسٌ البتة كرامةً لهم، وهو قول "ابن عباس". يعني أن الشمسَ إذا طلعت مالت عن كهفهم ذات اليمين، أي يمين الكهف، وإذا غربت تمر بهم ذات الشمال، أي شمال الكهف، فلا تصيبهم في ابتداء النهار ولا في آخر النهار. فكانت الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة وجارية لا تبلغهم لتُؤذيهِم بحرِّها، وتُغير ألوانهم وتُبلي ثيابهم. وقد قيل: إنه كان لكهفهم حاجِبٌ من جهة الجنوب، وحاجِبُ من جهة الدبور وهم في زاويته. وذهب "الزجاج" إلى أن فعل الشمس كان آيةً من الله، دونَ أن يكونَ باب الكهف إلى جهةٍ تُوجِبُ ذلك. وقيل: « وإذا غربت تقرضهم » أي يُصيبهُم يسيرٌ مِنها، مأخوذ من قارضة الذهب والفضة، أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها. وقالوا: كان في مَسِّهَا لهم بالعشِيِّ إصلاحٌ لأجسادهم. فالآية في ذلك أن الله تعالى آواهُم إلى كهفٍ هذه صِفَتُهُ لا إلى كهف آخر يتأذون فيه بانبساطِ الشمس عليهم في معظم النهار. وعلى هذا فيمكن أن يكون صرفُ الشمس عنهم بإظلال غمام أو سبب آخر. والمقصود بيان حفظهِم عن تَطَرُّقِ البلاء وتَغَيُّرِ الأبدانِ والألوان إليهم، والتأذي بحرٍّ أو بردِ. أي من الكهف والفجوة هي المُتَّسَع أي كانوا بحيث يصيبهم نسيمُ الهواء. « ذلك من آيات الله » لطفًا بهم. حافَظَ الله سبحانه وتعالى على أجسامهم سليمة طبيًّا وصحيًّا وذلك بحمايتها داخليا وخارجيا بحيثُ تُعرَّضُ أجسادهم وفِناء الكهف لضياءِ الشمس منعا من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالةِ عدم وجودها
والشمسُ ضروريةٌ كما هو معلوم طبيا للتَّطهيرِ أولا.. ولتقويةِ عظامِ الإنسان وأنسِجَتِهِ بتكوين فيتامين د vitamin d عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد كما أن وجود فتحة في سقف الكهف تَصِلُ فناءَهُ بالخارج.. ساعد على تعريضِ الكهفِ إلى جوٍّ مِثاليٍّ من التهوئة والإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان) 3) تقليب أبدانهم ذات اليمين وذات الشمال:
(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )الكهف/ 18 * « وتحسبهم أيقاظا » وقال أهل التفسير: كانت أعينُهُم مفتوحة وهم نائِمُون فكذلك كان الرَّائِي يحسبهم أيقاظا. وقيل: تحسبهم أيقاظا لكثرة تقلبهِم كالمستيقظِ في مضجعه. « ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال » قال ابن عباس: لئلا تأكل الأرض لحومهم. قال أبو هريرة: كان لهم في كل عام تقليبتان. وقيل: في كل سنة مرة. وقال مجاهد: في كل سبع سنين مرة. وظاهر كلام المفسرين أن التقليب كان من فعل الله، ويجوز أن يكون من ملك بأمر الله، فيُضاف إلى الله تعالى. التقليب المستمر لهم أثناءَ نومِهِم.. لِئلا تآكلُ الأرضُ أجسادَهم بحدوثِ تقرُّحات الفراش في جلودهم والجلطات في الأوعية الدموية والرئتين وهذا ما يوصي بهِ الطب التأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدِي الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسببِ الشلل وغيرِه أما الحماية الخارجية فتمثلت في: .. أن الله سبحانه وتعالى ألقى عليهم الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة.. لا هم بالموتى ولا بالأحياء فيراهم الناظرُ كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلعُ عليهم يهرُبُ هلعا من مشهدهم هذا ما وقفتُ عليه خلال البحث من ظاهرِ الآيات في سورة الكهف والأكيد أن ما تضمنتهُ أعجز بكثير مما هو ظاهر ولرُبَّما تَكشفُ لنا بحوثٌ أخرى في مُستقبل الأيام.. عن أسرارٍ وأسرارٍ.. تجعلنا كالمعتاد نقفُ مشدوهين أمام قدرةِ ربِّ العِباد مصادر البحث في هذه الخاطرة.. العديد من المصادر..أهمها:
- ويكيبيديا
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |