بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن رجل الدين وامام المسجد لا بد أن يتحلى بالصفات الحسنة والخلق الحسن في التعامل مع الناس
فعليه "أكثر من غيره" يقع عبء تحمل الدعوة الى الطريق السوي ، والصراط المستقيم ، وبالتالي فان في سوء خلقه تشويه للدين وتبغيض لمن حوله فيه
يقول جل وعلا :
(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
(وانك لعلى خلق عظيم)
انها مسلّمات اخلاق المسلم ..
و سلاحه "الجوهري" في الدعوة الى الله
ولكن للأسف اننا نجد "المطاوعة" هذه الأيام نسوا ذلك
وأساؤوا الى فكر الالتزام وشوهوا صورته في وجه الشباب
ناسين ومتناسين أننا في عصر متحضر
عصر يبحث فيه الشباب والفتيات عن المرح والمتعة المباحة
عصر يجب أن تقتنع فيه أن التزام الجميع بنفس المستوى أمر أكثر من مستحيل !!
وبالتالي يجب أن نقتنع فيه بمبدأ التعايش و"القبول" بالطرف الآخر دون أي أحقاد أو ضغائن
يحزنني كثيرا أمر ذلك المطوع أو الذي يدعي أنه مطوع وهو يعيش منعزلا عن بيئته
منشقا عن كل شاب "حليق" اللحية ويعتبره فاسق تجب مجانبته واستبداله بآخر طليق !
ناهيك عن نظرات الحقد والضغينة وربما الكلمات الاستفزازية التي يرميك بها اذا مر بجوارك وسمع الأغاني في سماعة جوالك !!
وأما الاسلوب في النصح والارشاد فحدث ولا حرج
يتحدث مع الفتيات المحجبات في السوق وكأنه يتحدث مع طفل صغير ، يعترض طريقهن و يسخر منهن و يرفع صوته عليهن كل ذلك باسم الدين والدعوة اليه
أيها الأحبة ..
نحن الآن في عام 2007
في مثل هذا اليوم لن تجد شخصا يقتنع بفكر من خلال "محاضرة" تلقيها عليه وكأنه طفل
أساليب الدعوة الى الله مفتوحة ، و لا بد أن نطور منها مع تطور الزمن
ما كان يفعله أبي أو جدي لا يجدي نفعا الآن
(طول لحيتك ، قصر ثوبك ، روح المسجد ، انصح جارك ، سب في الروافض ) << خلاص صرت مطوع
هذا كلام فارغ لا يجدي نفعا الآن
علينا أن نبتكر أساليب جديدة تجذب الشباب ، وتحببهم في الدين بدلا من العكس
علينا أن ننخرط بين الشباب على اختلاف التزامهم ، ونعيش بينهم كاخوة في الدين
صدقوني ان أهم ما يحبب الشخص فيك هو أخلاقك
وعندما يرى الشخص حسن أخلاقك وتقبلك له سيحبك بكل تأكيد ولا شعوريا ستكون القدوة له
ان هذا هو أهم أسلوب يجب ان يتحلى به اي شخص ملتزم
وقبل ذلك كله
علينا أن ننشغل بعيوبنا وذنوبنا ونعمل على اصلاحها قبل أن نحاول اصلاح الآخرين
تحياتي