الفصل الثاني الجزء الأول الفصل الثاني
الجزء الأول : وداعا أيام الهدوء
لقد كان للأمر تعويذته الخاصة التي تأخذ روحها لمكان آخر، لطالما كان تأمل الظواهر الطبيعية الخلابة هوايتها المفضة، و لم تكن ظروف الطقس القاسية لتمنعها من ذلك، لتكن صادقة عندما كانت صغيرة كانت مشاغبة بامتياز، تشبه بشقاوتها زوبعة مدمرة تمشي على قدمين، و كان حبها للمغامرة وقود يغذي طباعها النارية، ذلك الحب الذي دفعت ثمنه باهضا، و الآن أصبح أكثر شيء تمقته هو "المغامرة".
أعلادت النظر للمشهد أمامها، ظلام دامس تتسلل إليه عنوة خيوط من أشعة الشمس المضيئة لتنتصر عليه رويدا، مما يفسح المجال للشمس لتطرد القمر و لتتربع على عرشها، عرش السماء.
دوى صوت الساعة الضخمة مشيرا إلى السادسة صباحا، فتنهدت بضجر، عليها أن تفك طلاسيم سحر المنظر عليها، و أن تعود لواقعها الذي يفرض عليها أن تزاول دراستها، لم تكن إيناري تكره الدراسة لصوعبتها فبالنسبة لها كانت معادلات الرياضيات و الفيزياء بمثابة ألعاب تتسلى بحلها، لكنها كانت تكره المدرسة لاسباب اجتماعية، فلطالما كانت منبوذة فيها لسبب تشوهها الذي لم تبتكر إلى الآن عملية تجميل لترممه، لقد استحقت بجدارة ترتيبها في سلم الجمال الذي وضِـع، لقد كان الأخير بعد القردة.
نزلت السلم بهدوء و حذر شديدين بينما لم تكن في الماضي تعيره أية اهتمام، ثم تلاه الدرج الطويل، لقد استرقت النظر إلى السماء في طريقها إلى غرفتها بالمهجع، و شيء ما يوخزها في قلبها يونبؤها بإن هذه قد تكون المرة الأخيرة التي قد ترى فيها السماء و تتلذ بهدوءها هكذا، دعت أن يخطئ إحساس الأنثى لديها و هو نادرا ما يخطئ.
دخلت لغرفتها و هي تندن لحنا تحفظه عن ظهر قلب لتجحط(لتتسع) عيناها دهشة، فقد كان في غرفتها فتايان أحدهما له قامة رفيعة كعيدان الخيزران و شعر بني أشعث ، أما الآخر فكان مثله في القامة لكن بشعر أسود، لم يكن هذا الذي أدهشها بل ثيابهما الغريبة التي لا تمت بصلة لأي نوع موضة تعرفه، أما الذي منع الكالمات من الخروج من شفتيها هو أنهما كانا ينظران إليها كأنها شيء غريب، ليتحدث صاحب الشعر البني بصوت لا يليق بالموقف :
" لدي سؤال بسيط، من أنت؟"
و قبل أن يتسنى لها الإجابة ظهرت فتاة لها شعر أشقر و عينين عسليتين -و ترتدي ملابس تشبه الآخران- من النافدة و هي تقول بشيء من الدهشة :
"سؤالي ابسط، أين نحن؟"
و مرة أخرى لم تملك إناري أن تجيب فقد صدر صوت يشبه صوت معدة جائعة كان من الواضح أنه للفتى الثالث الذي قال:
"معدتي لها سؤال أبسط من الاثنين، أين يمكنني الحصول على الطعام؟"
حدقا فيه الاثنان شرزا،ب بينما إيناري لم تملك إلا أن تودع أيام هدوءها وداعا نهائيا.
__________________ شرفوني في روايتي
طريق النينجا http://vb.arabseyes.com/t325065.html ******************************* " نحن لا احد ، بلا غسم او هوية ،بلا ماض أو مستقبل، لا وجود لنا لإننا نحمي السلام الزائف الذين تعيشون فيه، مهمتنا حماية الغير المحميين بالقانون و عقاب الغير معاقبين بالقانون، هل نحن أبطال لا نحن الشر بعينيه، لأننا نحن خارقوا القانون" |