عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 01-12-2013, 05:00 PM
 




نسبها :

هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة ابن المصطلق من خزاعة
تزوجت من ابن عمها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن السراح ابن مالك بن جذيمة ، فقتل يوم المريسيع على أيدي المسلمين . و كان كافرا

روى الحاكم (4/6782) ، من طريق محمد بن عمر، قال : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة، تزوجها مسافع بن صفوان، فقتل يوم المريسيع .



زواجها :

سبيت جويرية بنت الحارث في السنة الخامسة للهجرة في غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق مع بنات قومها :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: ” يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، و قد أصابني من البلاء ما لم يَخْفَ عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال :” فهل لك خير من ذلك ؟ ” قالت:”و ما هو يا رسول الله ؟” قال :” أقضي عنك كتابتك و أتزوجك” قالت : ” نعم يا رسول الله . قال : ” قد فعلت “

قالت: و خرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أرسلوا ما بأيديهم “

قالت : فلقد أعتق تزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها “

رواه البخاري و مسلم

فلما رأى بنو المصطلق هذه المعاملة الإسلامية و هذا الكرم العظيم و الخلق الرفيع للنبي صلى الله عليه و سلم و لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين أسلموا عن بكرة أبيهم، و كانوا للمسلمين بعد أن كانوا عليهم

قال ابن حجر في الاصابة ( 2/160) : ” إن أباها الحارث قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم “




من بَرَّةَ إلى جويرية :

روى ابن عباس رضي الله عنه فقال :

كانت جويرية بنت الحارث تدعى برة، فحول رسول الله صلى الله عليه و سلم اسمها فسماها جويرية، لأنه كان يكره أن يقال : خرج من عند بَرَّةَ . رواه ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8/118-119)



الصوامة القوامة في بيت النبوة :

يروى عن تقواها رضي الله عنها كثير من الوقائع الطريفة التي تدل على تغلغل الإسلام و الإيمان في أعماق قلبها، و في صميم وجدانها.

فقد صلَّى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليل الفجر، ثم خرج من عندها، فجلس حتى ارتفع الضحى، ثم جاءها في بيتها و هي لا تزال في مصلاها، حيث أدت فريضة الفجر خلفه . فقال : ” ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ” ، قالت : نعم

فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ” لقد قلت بعدك كلمات لو وزن لرجحن بما قلتِ، قلتُ : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ” (1)



و يروي أيضا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة و هي صائمة فقال لها : أصمتِ أمس ؟

قالت : لا ، قال : أفتريدين الصوم غدا ؟ ، قالت : لا ، قال : فأفطري إذا ” (2)

(1) الحديث بتمامه و طوله رواه مسلم في صحيحه ( 2726)، الإمام أحمد (10/ 26820) و ابن حبان و أبو داود و الترمذي و النسائي

(2) الحديث بتمامه رواه البخاري في صحيحه (1986) و الإمام أحمد، و أبو داود و النسائي و ابن سعد في” الطبقات الكبرى” (119-120)




موقفها من الفتن :

عصفت في أيام خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه الفتن بالمسلمين، و ذر قرنها، و أطلت الأمة برؤوس كالشياطين .

فوقفت جويرية رضي الله عنها من الخصومات موقف المحايدة الحريصة على وحدة الأمة و ترابطها و تماسكها فكانت لا تصدر في أقوالها و أفعالها إلا عن دعوة إلى الخير و المحبة و السلام، فلا تناصر فئة على فئة، و لا تقف إلى جانب جماعة دون أخرى

اعتزلت يوم الجمل بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه، بل وجهت النصيحة إلى عائشة رضي الله عنها كما فعلت أم سلمة و غيرها من أمهات المؤمنين

إذ رأت أنه أجدر و أليق بها أن لا توري الزناد، و أن لا تعادي طرفا على حساب مستقبل الأمة الاسلامية

و كانت رضي الله عنها تدعو الله تعالى أن يحجب دماء الناس، و يحقن دماء و أرواح المسلمين، و يُلهم الجميع الصواب و السداد و الرشاد

و كذلك فعلت بعد استشهاد علي كرم الله وجهه، لقد لزمت دارها و ألزمت نفسها موقف الحق و العدل و حب المسلمين جميعا.



وفاتها :

لما أطل شهر ربيع الأول من العام السادس و الخمسين كانت جويرية قد شاخت، و وهن منها العظم، و ضعفت …

و وقعت تحت وطأة المرض الذي لم ينفع معه علاج، ثم وافتها المنية، و انتقلت إلى الجوار الكريم.

و صلى عليها والي المدينة في ذلك الحين مروان بن الحكم وكانت جنازتها مشهودة

رضي الله عن أم المؤمنين، الحسيبة النسيبة، الطاهرة العفيفة، التقية النقية، الصوامة القوامة، المتصدقة الكريمة .

جويرية بنت الحارث و أكرم مثواها (1)



(1) أورده الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” (9/15371) ، و الإمام الذهبي في ” سير أعلام النبلاء” (2/263)

و ابن سعد في ” طبقاته “(8/120) ، و ابن عبد البر في ” الاستيعاب” (4/367) و ابن الجوزي فيّ” صفوة الصفوة”49



__________________
ليلى
رد مع اقتباس