البارت التاسع عشر
شعرت بالخوف .. ونظرت وانا في حالة فزع ودهشة وتحجر وهدوء ... فابتسم ..
لحظات وانا مازلت على وضعي تحولت ابتسامته إلى ضحكة ... ثم قهقهة مجلجلة ..
شعرت بالغضب والخوف فقلت :
- من الذي سمح لك بالدخول إلى جناحي الخاص ؟؟
هدأت الضحكة وظل مبتسما وقال بخفوت :
- أنا دخلت .. هل هناك مانع ؟؟؟
كنت اريد أن أصفعه ولكنني قلت :
- ماذا تريد .. الذي يتسلل مثلك إلى غرف الآخرين لا يفعل ذلك إلا ليقتل ..
تلاشت ابتسامة جاميان وقال :
- لا توافقي على الزواج .... أرجوكي ...
نظرت إلى الحديقة وخفت أن يرانا أحدهم من النوافذ الكبيرة فقلت وأنا أسير إلى غرفتي :
- تعال وإلا ستفضحني في القصر ...
دخلت وجلست على طاولة الفطور .. تبعني جاميان وسحب كرسيا آخر وجلس إلى جواري، نظرت له بعصبية ولكنه ابتسم ابتسامة كوميدية وقال :
- لا أصدق انكي ستتزوجين بـ أمرجيز .. لماذا؟؟؟
قلت باشمئزاز :
- وما شأنك أنت ... هل أنت والدي مثلا ؟؟ أخي ؟؟ قريبي ؟؟؟ أنت لاشيء
رفع جاميان حاجبيه وقال مكررا كلامي :
- لا شيئ؟؟
قلت بإصرار :
- نعم .. وكلامنا انتهى ...
صمت جاميان ... فنظرت إليه كان يفكر وقد تقارب حاجيه .. كان يبدو منزعجا جدا ، ورفع عينيه وقال :
- انت لا تعرفينه .. لكن لا ترفضي .. أقبلي لأنك إذا رفضتي سوف ينقلب عليك ومن الممكن أن يؤذيك .. أمممم
صمت ثانية وقال يحدث نفسه ..
" امرجيز .. أه ... سوف تقولين موا ... لا .. يمكن أن ..."
عاد ينظر إلي وأنا لم أفهم شيئا وقال وهو يقف :
- أنا ذاهب ... آسف لأنني ضايقتك لكن سأسلك سؤالا أخيرا..
قلت وانا متعجبة من تصرفاته الغريبة:
- وماهو ؟؟
تنهد بقوة ثم قال بألم وهو يقترب مني :
- هل تظنين فعلا أنني قاتل؟ وانني من قتل راجوي ولوليانا ..
لا أدري لم عجزت عن الرد .. كان وجهه الملائكي ينظر إلي ويتوسل لي ألا أخذله.. عيناه تشعرني بسحر ما ..
سحر يجعلني أصدق أنه بريء ... وحساس ...و ...
لم أعرف ماذا أقول ولكنني جاوبت بغير وعي مني كنت عاجزة عن أي شيء :
- لا ...أنا أشعر بأنك بريء ...
سألني وانا تحت تأثير سحره :
- هل تكرهينني ؟؟؟ لندا ... أجيبي أرجوك ..
أغمضت عيني محاولة عدم النظر إلى وجهه وقلت :
- أنا لا ... أكرهك ...
بقيت فترة قصيرة وكأنني أشعر ان جاميان لم يعد موجودا ... فتحت عيني بهدوء فلم أجده أمامي .. كان الباب مفتوحا ويبدو ان جاميان خرج بسرعة ... الغريب انني لم أشعر به أبدا وكأنني أغلقت عيني لمدة سنة ...
هذا الشاب يحيرني و يجعلني أحبه ... أحبه بشدة و أفكر فيه ... واخاف منه ..
ذلك الشاب يجعلني ... اصاب بالجنون..
لم استطع ان أهدأ..
بقيت افكر..
اوجعني رأسي من كثرة التفكير في لا شيء ..
كنت مغتاظة من نفسي ... لماذا قلت له انني اعتقد انه بريء وانني لا أكرهه..
هل هذه الحقيقة في داخلي ؟؟؟ هل قام بتنويمي مغناطيسيا؟؟
اشعر بالغيظ ...
واشعر بـ ...؟؟ لا أعلم انا أحاول أن اعارض مشاعري الحقيقية... صرخت داخل نفسي ... " اعترفي أنت تحبين جاميان ... هيا ... انت تحبينه أليس كذلك .."
لم أرد التفكير بالأمر ولكنني ذهبت بعد العشاء إلى فراشي ونمت...
حلمت حلما غريبا بأمي وأبي وكانا يوصلانني إلى المدرسة وأنا سعيدة بذلك .. استيقظت فجأة ولم أستطع النوم .. شعرت بقلق غريب جدا ..
وكأن أحدا ما اوقظني ، كان الوقت قد تعدى منتصف الليل بقليل .. واحسست بقلق شديد جدا على اوليسي .. لا أدري لما انتابني هذا الشعور مجددا ... ذلك الشعور المرعب الذي شعرت به قبل موت راجوي ولوليانا ...
ارتديت ثوبا لطيفا أبيض اللون لأستطيع التحرك به .. وليس مليئا بالتطريزات والأقمشة المتراكمة .. كان طوله يصل إلى نصف ساقي .. وبسرعة خرجت من جناحي وتوجهت إلى جناح الوصيفات ..
كان الجو صامتا وعندما اقتربت سمعت أصوات الوصيفات يتكلمن في داخل جناحهن ... طرقت الباب ..
فتحت أحدى الوصيفات واصيبت بالذهول عندما رأتني فقلت مبتسمة:
- أنا آسفة و .. ولكن أين أوليسي ؟ أريدها لثوان فقط ..
نظرت الوصيفة خلفي ثم قالت باستغراب :
- لقد ظننتك هي ... لأن الملك استدعاها منذ عشرون دقيقة أو أكثر بقليل ..
تركت الوصيفة وعدت .. كنت افكر متعجبة كيف يستدعي الملك أوليسي بعد منتصف الليل؟؟ لماذا؟؟ الساعة كانت تشير إلى الواحدة والنصف ،
قبل أن أصل إلى جناحي التفت عائدة إلى الجناح الملكي الخاص بالطابق الأعلى .. شعور غريب يجعلني فضولية جدا واريد ان ارى اوليسي ..
وقفت أمام صورة الملك الراحل والد لوليانا وتذكرتها عندما أخذتني إلى هنا للمرة الأولى ..
عندما اقتربت من غرفة الملك رأيت الحرس يقفون على البوابة ولكنني اقتربت بقدر المستطاع بحيث أرى الغرفة ولا يشعر بي الحرس، كان باب الغرفة موصدا ولكن الأضاءة كانت عالية بالداخل ،،
ثوان وفتح الباب فجأة .. رأيت أحد الحرس وهو يخرج من الغرفة ويحمل جوالا قماشيا كبيرا خرجت الدماء على سطحه ...
وسمعت الملك يقول :
- علق رأسها أمام غرفة الوصيفات حتى يتعظن ...
ارتعش جسدي وأحدهم يخرج بسيف الملك وهو مليء بالدماء لينظفه ... نزلت دموعي ساخنة وأنا أرتعد، لقد كانت هذه أوليسي، نعم ... الملك هو الذي كان يفعل ذلك .. ولكن لماذا ؟؟
لماذا يقتل الملك شقيقته ؟ وراجوي ؟؟ هل يحاول إخافتي ؟ هل هو من فعل كل ذلك فعلا أ أن أوليسي فعلت شيئا استثنائيا ؟؟
هل هو معقد أم أنه يثأر لشخص ما؟؟ لقد كانت لوليانا تتمنى دائما اسعاده ..
بكيت وجلست إلى جوار الحائط وانا في غاية الرعب والحزن والصدمة ...
لا يجب أن ابقى هنا ... أنا لم أعد أثق بأي شخص،، جميع من أحببتهن مؤخرا قتلن والملك ... كان هو قاتلهم بكل برود وشر ...
كان الحرس يتجولون وخشيت أن يراني أحدهم أو يسمع صوت بكائي المكتوم ..
حاولت مسح دموعي ولكنها ظلت تذرف رغما عني ..كان قلبي محطما ...
مشيت بحذر أحاول الخروج من الجناح الملكي قبل أن يراني أحدهم ونزلت بسرعة على الدرج إلى الجناح السفلي ..
ولكنني فوجئت بعشرات الجنود وكان احدهم يمسك برأس أوليسي الآخر يحمل الجوال الذي يرقد فيه جسدها ... نظروا إلي بشراسة وكنت ابكي .. وشعرت أنني في مأزق، لقد علم كل هؤلاء الجنود أنني تجسست على الملك ! وبدأو يتحفزون ضدي ..
لم يكن أمامي حل آخر .. حل غير متوقع .. نعم.. |