عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 01-12-2013, 08:20 PM
 
قالت آيريس تخاطبني بعد أن قصت لي تلك القصة المحزنة :
- بموت ملك تيمالاسيا بعد الحرب الأخيرة انتهت الحرب تماما وعادت الحياة
كما كانت ، ليس تماما ولكنها صبحت أفضل بكثير بعد حلول السلام .. انضم جيرودا باسم " تالتن ماكنزي " إلى صفوف جيش بانشيبرا ليبقى إلى جواري وإلى جوار جاميان .. وهكذا ظلا يتنافسان ويحثان بعضهما بدون أن يكتشف أي شخص أنهما شقيقان وقد ساعد على ذلك اختلافهما فجيرودا يشبهني وجاميان يشبه والده .. بذلا أقصا قوتهما خلال العام الأخير وحصلا على أفضل جنديين على الإطلاق في مملكة بانشيبرا ، وهذا بالطبع بفضل روسو والدهما البديل ..

كانت دموعي على وشك النزول فالقصة كانت مؤثرة جدا وقلت باستغراب :
- لكن لماذا قالوا لي ان جاميان حنط والدته ؟؟
ضحكت والدة جاميان كثيرا .. ضحكت من قلبها ثم قالت:
- بالطبع أنت تعلمين أن بعد حادثة جسر الجماجم تلك ظهرت الكثير من القصص حول جاميان وإشاعات تقول أنه قتل والدته وحنطها .. وأن هناك ساحرة وضعت له لعنة وما إلى ذلك .. انتشرت لأن جاميان لم ينفيها ..
قلت بحماس :
- نعم هذا غير صحيح .. لقد قلت من البداية أن جاميان ليس من هذا النوع ..
ابتسمت والده جاميان وقالت:
- إن جاميان شاب رقيق المشاعر ولكنه يحاول أن يبدو صلبا دائما .. إنني الآن السيدة ماكنزي والدة الجندي تالتن لذلك فجاميان لا يتصل بي ابدا ولكن جيرودا يفعل ذلك ويطمئنني على آخر أخباره ..
قلت باهتمام :
- هذا سر كبير جدا ..
- لا أحد يعرف أن جاميان وجيرودا شقيقان، سوى جارتي العجوز الطيبة " لويبا " ..
ابتسمت آيريس والدة جاميان وهي تقول ذلك ..
تذكرت جاميان عندما قال جارتك العجوز الشمطاء فابتسمت ..
ثم نظرت إلي وقالت :
- وأنت ؟؟ أنت لم تحكي لي أي شيء عنك .. مثلا كيف هو كوكب الأرض .. قيل لي أن في الليل يظهر قمر أبيض في السماء هل هذا صحيح ؟؟
- نعم صحيح .. كوكبكم لا يتبعه أقمار أليس كذلك ..
- نعم إنه مظلم جدا في الليل لولا بعض النجوم القريبة ..
هكذا مضى الليل ونحن نتحدث وحكيت لها عن أمي وأبي وعندما ماتا بحادث الطائرة الخاصة، وكيف أنني لم أذهب معهم في اللحظة الأخيرة ..
قصصت لها ما يفعله أعمامي بي وبورث والدي، وحكيت لها عن صديقتاي إيميلي وميرندا ..
كان الحديث معها ممتعا جدا وشعرت بأنني كنت اتحدث مع أمي كما في الماضي ..
وبينما نحكي بعض الحكايات طرق الباب بقوة شخص ما ..
وضعت يدي على صدري بفزع ووقفت آيريس لتفتح الباب ..
وعندها وقفت بسرعة ونظرت من النافذه ..
وفي الخارج رأيت سبعة أو ثمانية من الجنود البانشيريون ..
وسقط قلبي في يدي وكأن جسدي يرتجف من الخوف ، كيف عرفوا مكاني؟؟

المفاجأة الأكبر هي عندما سمحت لهم آيريس بالدخول ونظرت من خلف الباب بدون أن يروني ورأيت أنهم منهكون ومصابون وقال أحدهم :
- سيدة ماكنزي ، ألم تشاهدي فتاة غريبة بالقرب من هنا ؟
وتابع آخر وآيريس تناوله كوبا من الماء:
- هناك شخص مجهول يرتدي زيا غريبا ويحاربنا ، إنه يدافع عن الفتاة ونحن لا نعرف من هو.. لقد قتل أربعة من حراس بوابة القصر حتى تهرب ..
صمتت آيريس كأنها لن تجيب ولكنا قالت بعد وقت قصير :
- أممم ربما هو شخص من كوكبها ..
- مستحيل!ّ
- يا سيدتي ذلك مستحيل كما قال فريز .. لأن الجندي الأبيض قد أحضر الفتاة وحدها ..
قبل أن يتكلم أي شخص آخر طرق الباب ثانية ودخل تالتن – جيرودا – ثم قال بحزم :
- هيا ايها الجنود لم أتوقع أنكم هنا ..
قال أحد الجنود :
- سيدي ماكنزي فكرنا أن نسلم على والدتك فهي كما تعلم أمنا جميعا ..
ابتسم جيرودا ونظر حوله بارتياح ثم قال :
- إذن هيا بنا علينا ان نعثر على الفتاة ...
خرج الجنود بصحبة الجندي الأسود وقالت والدة جاميان وهي تنظر إلي بعد أن وجدتني :
- لا تخافي يا عزيزتي لقد اعتاد الجنود على المرور هنا حيث السيدة ماكنزي .. والدة كل الجنود ..
أنا أقدم لهم المساعدة في كثير من الأحيان ، وهم الآن هنا ليسألوا عنك لا أعرف هل هم مجانين ليعتقدوا انك قد وصلت إلى هنا بالفعل ؟؟ أم انهم يشكون في ذلك الشخص الذي يدافع عنك؟؟
قلت باستغراب :
- هل تعتقدين أنه جاميان؟؟
- بكل تأكيد .. إنه الآن يقوم بدورين البحث عنك ومساعدتك في نفس الوقت.
قلت باندهاش :
- ياله من شاب! كيف يستطيع فعل ذلك ..
- كان يعرف أنك ستأتين إلى هنا منذ فترة، وقبل حفل تتويج الملك أخبرني أن علي تجهيز غرفة لفتاة في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمرها ..
تأملت في غرفتي للحظة ثم قلت :
- يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت ..
- هذا الأمر يسعدني جدا ..
قالت ذلك آيريس والدة جاميان وهي تمسح على شعري بلطف .. وتبتسم ..
وعدنا معا إلى غرفة الجلوس، كان الأثاث على ذلك الكوكب يتسم بطابع الابتكار والرفاهة .. فهذه أريكة مثلثة رائعة لم أر مثلها على الأرض وهي معلقة بثلاث حبال وتهتز كلما هبت نسمة هواء ، إنها تعجبني جدا ..
وعندها قلت وانا أجلس جوار آيريس :
- هل تسمون كوكبكم الأرض ؟؟ أيضا ؟
- لا .. إنه الكوكب الأخضر..
- ولماذا الأخضر ...
- لأن مساحات الغابات تمثل ستين بالمائة من مساحة الكوكب ككل .. ليس لدينا بحار شاسعة ورائعة مثل التي في كوكبكم ...
كنت متعجبة ووقفت والدة جاميان وتوجهت إلى غرفة أخرى وهي تقول :
- انتظريني لحظة واحدة ..
بعد دقائق عادت والدة جاميان " آيريس" وبيدها كتاب كبير وكان مكتوبا بلغة لا أعرفها وقالت :
- هذا الكتاب النادر كان بحوزة جدي ، ولكنني أخذته من والدي واسمه ( الكواكب الثلاثة ، النظام المثلثي الكوني )
نظرت إلى الكتاب باندهاش وعندما فتحته رأيت فيه خرائط ومناظر كثيرة ومدهشة .. وأمسكت آيريس الكتاب وفتحت لي صفحات في منتصف الكتاب فرأيت فيها خريطة العالم .. عالمي آسيا ، أمريكا ، أفريقيا ..
شعرت بانشراح كبير وقلت بسعادة :
- أرجوك ما قصة هذا الكتاب ؟
- أنظري إلى خريطة الأرض الخضراء ..
كانت خريطة كوكب جاميان غريبة فهي عبارة عن قارتين كبيرتين يفصل بينهما بحر واحد يشبه البحر الأحمر ولكنه طويل جدا ولم تكن توجد بحار أخرى فقلت باندهاش :
- ماهذا هل هاتان بانشيبرا وتيمالاسيا ؟ ألا توجد دول أخرى غيركم ؟؟
- نعم هذا صحيح والحرب هنا كانت طاحنة ..
- حتى على كوكبي، هناك الكثير من الحروب الغريبة ..
- انتم لديكم الكثير من الدول واللغات والديانات والاختلافات أما نحن فلا كوكبنا يزيد عن كوكبكم في المساحة وليس لدينا بحار ومع ذلك ننقسم إلى شعبين وحسب تيماليون وبانشيريون ونقتل أنفسنا من أجل قلادة سحرية تدعى ايموكيا ..

تذكرت فجأة الأميرة لوليانا عندما حكت لي تلك الحكاية وتسائلت :
- وماهو الكوكب الثالث ؟؟
- إنه كوكب متطور جدا وهو رأس المثلث الفضائي ولم نستطع الوصول إليه فلا أملك عنه أي معلومات عنه سوى من الكتاب .. لأن الكثير من المجازفات قد حدثت ..
- لم أفهم .. أي مجازفات ..
- لقد صنعت مركبتان على أساس هذا الكتاب .. ومن خلال الثقب الأسود الفضائي المحدد، استطعنا الوصول إلى الأرض الزرقاء أرضكم ، بينما المركبة التي ذهبت إلى كوكب (بلامنيت الفضي ) لم ترجع حتى الآن ..
ظللت صامتة باندهاش وتمتمت ..
- ياله من عالم كبير ! ولكن .. ماذا عن بقية الكواكب ؟؟ النظام الشمسي؟؟
- هذا الكتاب يصور الكواكب الحية فقط .. ربما هناك المزيد من الكواكب ..
نظرت إلى الأريكة المثلثة وقلت :
- ربما هذه الأريكة نظام مصغر ..
ضحكت والدة جاميان وضحكت أنا أيضا ..
و في تلك اللحظة سمعنا طرقا آخر على الباب وركضت بسرعة متوجة إلى الغرفة .. ونظرت بسرعة من النافذة وأنا مختفية ..
فتحت آيريس ورأيت حرس الملك الخاص وقال أحدهم بصرامة:
- لا داعي لإخفائها يا سيدة ماكنزي ... سلمي الفتاة فورا .. لقد راقبنا المنزل ونعلم أنها هنا !!!