وعندما انتبه إلينا ترك المكان بسرعه ودخل إلى القصر فتساءلت :
- لماذا هو غاضب هكذا ؟؟؟
رد جاميان بسخرية وهو يمثل بوجهه حركة غريبة :
- ياااااااه ... لقد أخذت ملاك نصرهم بدون أن أستأذن ...
ضحكت بشدة فلأول مرة أرى جاميان يسخر من شيء بتلك الطريقة ...
ودخلنا على القصر فأقبلت الأميرة راما ونظرت نحوي انا وجاميان بدهشه ولكنها ابتسمت ثم قالت :
- ماهذا لقد كنتما في نزهة ...
نظر جاميان بعيدا فقلت :
- نعم لقد كانت نزهة جميلة جدا ...
- لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك لقد استدعاك الرئيس ..
قلت بارتباك :
- حسنا .. سأبدل ملابسي وألحق بك ..
ثم توجهت إلى غرفتي وتبعني جاميان فقلت :
- ماذا ؟؟ لماذا تسير خلفي ..
بضحكة قال جاميان :
- ماذا ... هل مللت من صحبتي ؟؟
نظرت له بعتاب فقال باسما :
- لا بأس كنت أمزح معك انت سريعة الثورة .. سأذهب الآن .. كنت أود قول شيء ولكنني نسيته ،، سأخبرك به عندما اتذكر ..
التفت جاميان وعندما ابتعد قليلا فقلت :
- شكرا جامي .. لقد كان يوما رائعا بالفعل ، أراك بعد قليل .. بعد أن تنظف ذلك الشعر المشعث ..
ضحك جاميان ثم لوح بيده نحو شعري وقال :
- لاتنسي أنت أيضا تنظيف تلك الـ ... حسنا إذا رأوك هكذا فسيرسلونك بمكوك إلى جحيم كونيراس ...
ضحكت من قلبي مع انني لا اعرف اين يقع جحيم كونيراس هذا الذي تحدث عنه .. وأعجبتني طريقة مزاحه التي اكتشفتها فيه حديثا ..
تابع سيره حتى نهاية الممر .. ودخلت إلى غرفتي ..
بسرعة شديدة اخذت حماما وجففت شعري ثم لبست ثيابي ،، كان كثيرا من الوقت قد ضاع وسمعت طرقا على باب غرفتي ثم صوت راما :
- آنسة لندا ... الرئيس ينتظرك أرجو أن تسرعي انه اجتماع مهم ..
فتحت الباب قبل أن تكمل الكلمة الأخيرة وقلت :
- ستصحبينني معك إذا ...
- حسنا ... تبدين رائعة !
- شكرا ..
توجهت مع راما نحو قاعة الرئيس التي دخلتها من قبل ،، كان الجميع هناك .. حتى جاميان ..
وابتسم رئيس ايموكيا وقال :
- لقد تأخر أهم شيء في الاجتماع ..
ابتسمت بحرج وقلت :
- المعذرة سيدي الرئيس ..
وقف الرئيس فوقف الجميع أيضا وقال وهو يشير إلى بوابة كبيرة أخرى :
- الآن سنذهب ..
لم أفهم الأمر ونظر لي جاميان بقلق ...
وعندما دخلنا كانت قاعة مذهلة حقا .. كانت دائرية وبها أرائك معلقة وفي الوسط توجد غرفة زجاجية تشع منها أنوار خفيفة ورائعة ..
شعرت بالنعاس فقد كانت مظلمة تعتمد فقط على ذلك الضوء الخفيف الذي يشع من الغرفة الماسية ..
وقال الرئيس بهدوء وهو يضع قلادة ايموكيا حول عنقي :
- الآن اللحظة التي انتظرتها ايموكيا آلاف السنين .. ليس عليكي إلا أن تخبريني الآن ...
شعرت بنعاس وقلت :
- أخبرك ماذا ؟؟
- كيف عملت ايموكيا في المرة الأولى ..
- لا أدري لقد عملت من تلقاء نفسها .. لا يمكنني تفسير هذا الأمر ...
- حسنا .. من كان معك عندما عملت ايموكيا؟؟
نظرت حولي فرأيت في البداية جيرودا الذي كان ينظر لي بإشفاق غريب ،، الجميع يعلمون شيئا لا أعرفه لكن لا داعي للخوف فلو كان ما سأفعله ضار بي لحذرني جاميان ..
وقلت بعد فترة قصيرة :
- جيرودا وجاميان ...
- من أيضا ؟؟
- لا أحد ... فقط نحن الثلاثة ...
اقترب رجل عجوز من خلفي يرتدي رداءاً أحمر قاني مثل الدم ووضع يده على رأسي ثم قال :
- يا ملاك النصر ... سوف تقومين بحل سر ايموكيا .. ولكن عليكي أن تتحلي بالشجاعة ويقف معك هناك الــ ....
صمت الرجل العجوز وأبعد يده عن رأسي ثم نظر حوله ..
اقترب لوريس في البداية وقال بلهجة متقنة إلى حد ما :
- سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ...
ثم ربط شريطة حمراء حول ساعدي الأيسر ..
لم أفهم شيئا مما يحدث وتقدم خلفه جاميان ونظر إلي للحظة وعيناه مترقرقتان بالدموع ثم قال بتردد وارتباك :
- سأعطيك التذكار " جـ .. جاميان" لـ ... لكي تضعينه في الفنار ..
ثم وضع حول رقبتي بلطف شريطة بيضاء عريضة وتشبه التي وضعها لوريس في ساعدي الأيسر ..
نظرت بعدم فهم ولكنني لم أستطع قول أي شيء فقد كان الموقف متوترا والصمت يخيم على المكان ..
ابتعد جاميان بصعوبة شعرت بها واقترب رايو ثم قال بلطف :
- سأعطيك التذكار " رايو" لكي تضعينه في الكهف ...
ثم ربط حول ساعدي الأيمن شريطة سوداء ..
وابتعد هو الآخر ..
وقف جيرودا بمحاذاتي وقال :
- لندا ... سوف تدخلين الآن على تلك الغرفة وعليكي أن تقومي بحل لغز ايموكيا ،، لأنك انت الوحيدة التي تستطيعين ذلك ... هناك مساعدات قدمت إليك من اناس يحبونك جدا ويخافون عليك ولذلك عليك ان تنجحي ..
قلت بخوف وانا أنظر للغرفه الزجاجية :
- ماذا إذا لم أستطع حلها ...
ابتسم جيرودا وقال بطمأنينه :
- لا تخافي ... لن يحدث أي شيء فقط سوف نفقد القلادة .. إلى الأبد ..
شجعني الجميع بنظراتهم الخائفة وقال الرئيس :
- نعتمد عليكي لندا .. فنحن لا نعرف ما سيواجهك ..
قلت :
- ماذا عن تلك الأماكن .. الكهف و الفنار و المدفأة ؟؟
أجاب الملك بهدوء :
- مذكور في الكتاب أن على كل شاب من كوكب مختلف إعطاء الوسيطة تذكارا يمنحه من شعور قلبه الحقيقي حتى يمكنه المساعدة ،، وهذه هي الأماكن المكتوبة في الكتاب ..
بالطبع لم أفهم شيئا وهززت رأسي موافقة وتوجهت نحو الغرفة الزجاجية ..
عندما اقتربت من الغرفة شعت ماسة ايموكيا الشفافة الضوء الأزرق للمرة الثانية ، ففتح باب الغرفة الزجاجية تلقائيا .. تمتم الجميع باندهاش ..
ووضعت رجلي لكي أدخل ...
وبالداخل ..... |