عرض مشاركة واحدة
  #76  
قديم 01-12-2013, 08:48 PM
 
عندما دخلت إلى داخل الغرفه الزجاجية كان هناك سلم مضيء يتجه إلى الأسفل، نسمة من الهواء هبت من الأسفل مما أثار دهشتي واغلق الباب الزجاجي خلفي .. ولكنني حاولت أن أتشجع ونزلت إلى الأسفل ،،
شعرت ان خطواتي مرتعشة ..
ولكنني عندما وصلت إلى نهاية الدرج الرائع ..
رأيت مشهدا أروع من الخيال ، طريق ممهد على جانبيه أشجار ضخمة جذوعها خضراء داكنة وأوراقها بيضاء وزهورها وردية اللون عجيبة ... رائعة ... لا توصف بمجرد كلمات عادية ......
سرت في الطريق واقتربت من رجل كان يقف بعيدا ،، كان مسناً يرتدي زيا أبيض وله لحية بيضاء ويمسك بيده عصا بيضاء بها أشياء تلمع ... وعندما اقتربت كفاية وقفت أمام الرجل منذهلة فقال بصوت عميق :
- إذا كانت سيدة ايموكيا تريد المرور فعليها الإجابة على السؤال السهل أولا ..
أصغيت لكي استمع إلى السؤال :
- ما معنى كلمة ايموكيا ؟؟؟
شعرت بفشل ذريع فلم أفكر أبدا أن أسأل عن معناها مع انني سمعتها كثيرا ولكنني قلت باسمة :
- أرجوك غير السؤال ...
قال الرجل المسن بهدوء :
- الإجابة عندك ولكنك لم تعرفيها ....
نظرت حولي لم تكن هناك سوى الأشجار فقلت :
- تعني ... الشجره ؟؟
- سأعطيك فرصة أخرى يا سيدة الايموكيا وأرجو أن لا تكون اجابتك خاطئة لأنك سوف تعطينني القلادة وستعودين ...
حدقت بالقلادة لدقائق ورأيت الضوء الأزرق قبل أن أقول بتردد ويأس :
- الجوهرة الزرقاء؟؟
اقترب الرجل المسن وأعطاني مفتاحا ثم اختفى في الحال مما أصابني بالدهشة والخوف معاً .. ولكنني علمت أن الله ألهمني الإجابة الصحيحة ...

وسرت في الطريق الطويل فرأيت في نهايته مزرعة خضراء رائعة وكوخا كبيرا واصطبل خيول فارغ .. وفنار صغير ( منارة) فوق تلة صخرية مرتفعه...
وصلت عند المزرعة كان حولها سياج خشبي عالٍ وكانت بوابتها مغلقة ففتحتها بالمفتاح الذي اعطانيه الرجل المسن ...
عندما دخلت إلى المزرعة لم يكن هناك أي شخص ... ووصلت إلى المنزل ووقفت امام البوابة ...
كان الجو غريبا وكأنني أحلم .. نعم ، يبدو كحلم عجيب جدا ...
قبل أن أطرق الباب فتح ولد صغير له شعر أشقر ناعم وكان الطفل جميلا جدا وقال بلطف ولصوته صدى غريب :
- أعطيني عيدان الثقاب ،، فأنا أريد ان أشعل المدفأة لأن الجو بارد ..
كان ذلك بمثابة لغز آخر .. فأنا لم احضر أي أدوات معي ...
ودخل الولد الصغير مسرعا وتبعته ووقف أمام المدفأة ثم قال :
- هل تصبحين أمي ؟؟
ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني مسحت على شعره فشاهدت شريطة لوريس التذكارية الحمراء ..
وتذكرت كلماته " سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ..."
وبسرعه خلعت الشريطة الحمراء من يدي ووضعتها داخل المدفأة ..
ولكن شيء لم يحصل ..
فقال الطفل الصغير بصوته الغريب :
- أنت لا تحبين ذلك الشخص المحبة الكافية لإشعال الموقد ...
واختفى الطفل ... أمام عيناي المذهولتين ..
نظرت أبحث عنه فلم أجده ، ولم اجد تذكار لوريس أيضا، وشعرت ببعض الخوف ..
هل أكون قد أخفقت ؟؟؟
ما هذا العالم الغريب ؟؟
تساءلت وانا أخرج خارج المنزل ..
ما الذي علي فعله الآن ؟؟
نظرت نحو الفنار ،، إنه تذكار جاميان ،، لكن ... أنا لم أشعل المدفأه ..
نظرت حولي بيأس ..
ولكنني تذكرت الذين علقوا آمالا علي وتوجهت نحو التل الصخري .. كان مدخله عباره عن نفق ... وربما هو كهف ...
عندما دخلت رأيت رجلا قويا يجلس حول كومة مشتعلة من الأخشاب ، كان يرتدي ثياب رجل رحالة وقبعة ويحمل حقيبة ظهرية ومعه بندقية ويضع قشة في فمه يتسلى بها ...
ونظرت إلى النار وقلت :
- سيدي هل يمكنك ان تعطيني شعلة من تلك النار ...
نظر لي الرجل بطرف عينيه ثم قال :
- يجب أن تعطيني شيئا بالمقابل ..
كان رجل صاحب مصلحته ولكنني تلمست شريطة رايو وخلعتها ثم قلت :
- يمكنني أن أعطيك تذكار الكهف ... إنه تذكار من محارب قوي!
ابتسم الرجل وقال :
- موافق ... مادام من محارب قوي ..
فرحت كثيرا وربطت له الشريطة على ساعده ثم أخذت الشعلة وعدت إلى منزل الصبي الصغير ، دفعت الباب بسرعة ثم وضعت الشعلة على أخشاب المدفأه فاشتعلت وخيم ضوء احمر شاعري على غرفة المعيشة ورأيت الصبي يبتسم لي ..
ثم اقترب الصبي الصغير مني ومد يده لي بجرة صغيرة ..
أمسكت بها و نظرت بداخلها كانت هناك ذرات لماعه صغيرة زرقاء اللون وكانت تشع نورا خافتا بينما تكلم الطفل قائلا :
- استعيدي قلادتك ... بهذا ...
نظرت إلى رقبتي فرأيت القلادة مازالت معلقة وحولها شريطة جاميان .. فقلت :
- ماذا تقصد ؟؟
عندما نظرت ثانية لم أجد الصبي ...
وخرجت عائدة إلى الكهف مرة ثانية ،، بعد أن علقت الجرة في رقبتي مع القلاده،

وكان علي الآن الوصول إلى الفنار ، ولم أجد الرحالة في مدخل الجبل وقد خبت نيرانه التي أشعلها ولكنني تابعت السير .. حتى وجدت طريقا صاعدا داخل الكهف المظلم ..
آخر ذلك الطريق الصاعد شاهدت نورا فتوجهت نحو مصدر الضوء مباشرة ولكنني فوجئت بثعبان ضخم يلتف على الصخور.. عرفت أنها أصلة عاصرة فهي ضخمة لدرجة مهولة....
أصابني الذعر ووقفت أتأمل المنظر من بعيد ولم أجرؤ على اقتحام المكان بالطبع .. ولم أعرف ماذا أفعل وعدت أدراجي لعلي ألقى أي مساعدة ..
سرت نحو المنزل مرة أخرى ووقفت في المزرعة ، في الحقيقة كنت أبحث عن الرجل الرحالة عله يساعدني للوصول إلى الفنار لأنني كنت متأكده من أنه لم يعبر للجهه الأخرى ..
مادامت تلك الأصلة الضخمة تعسكر هناك ..
من بعيد شاهدت الرجل الرحالة يحمل بندقيته ويسير في الطريق المليء بالأشجار ذات الجذوع الخضراء ...رفعت ثوبي الأنيق وركضت بسرعة محاولة اللحاق به ولكنه كان

يبتعد بطريقة غير عادية فقررت استخدام حنجرتي وصحت :
- هييييه !! ايه السيد الرحالة ... انتظر ... أرجوك ... أرجوك ...
لم يبد انه سمعني ... وتعبت من الصراخ والجري في وقت واحد فتوقفت رغما عني وأنا ألهث ...
التقطت أنفاسي بسرعة وعدت للركض حتى آلمتني معدتي وصحت :
- ارجوك توقف ... ايها الرحالة انتظرني ...
أخيرا سمعني فتوقف الرجل ونظر خلفه باستغراب ركضت حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وانا التقط أنفاسي المتقطعه، لم استطع الكلام من شدة التعب وجلست على الأرض بانهاك فقال الرحالة بغرور واضح :
- ماذا تريدين من رحالة التاريخ الأول زاك ؟
ماذا لم اسمع باسمه من قبل ؟؟ هل يظن نفسه جيمس كوك ؟! ربما هو ماجلان ولكني لم أنتبه !! زاك؟؟
قلت بصوت متقطع :
- الكهف ...
- مابه؟
- هناك أصلة كبيرة تقف عند مدخله الآخر ...
نظر لي باستغراب وقال ببرود :
- وماذا علي أن أصنع لك؟
قلت :
- أرجوك ساعدني ... أريد الوصول إلى الفنار...
سار الرحالة زاك مكملا طريقه وهو يقول :
- لن يمكن لأي شخص التغلب على الأصلة .... إنها هنا من آلاف السنين ..
أرعبني كلامه وقلت بتوتر :
- ماذا تعني ؟ هل تقصد أنني لن أمر إلى الفنار؟
- يمكنك صعود الجبل ... سيستغرق ذلك ثلاث ساعات فقط ...
الجبل؟ لقد كانت لدي تجربة سابقة في التسلق... ولكن .. كان ذلك الجبل الذي يقع خلف المنزل شاهق الارتفاع ..
سألت :
- وأنت .. إلى أين ستذهب ..


توقف الرحالة ونظر إلى من تحت قبعته نظرة ملل وبغض وقال :
- أظن أن هذا ليس من شأنك ... كما انني لست متفرغا لمساعدتك يا آنسة .. أنا رجل مشغول ولدي مهمة أقوم بها ..
قلت بتوتر:
- ربما انا جزء من مهمتك ... فلماذا لا تساعدني ؟؟

هز رأسه نفيا وقال :
- أنا أعرف مهمتي جيدا ... وأعرف ما أود القيام به ... إلى اللقاء ..
بالفعل كان رجلا صعبا و سيئا .. حتى أن طريقة كلامه كانت غير لبقة أبدا وأخلاقه ليست من أخلاق الرحالة الحقيقيين وتركني وسار بعيدا .. ربما هوعضو فريق كشافة وحسب ...
لا بأس .. أنا أيضا معتدة بنفسي ..
سأتسلق الجبل ... على الرغم من أن هذا مستحيل بالفستان الذي أرتديه .. ليتهم أعطوني فرصة لارتداء شيء أكثر عمليه ..
لقد كنت أظنه اجتماعا عاديا ...
قمت بتمزيق الطبقة المزركشة العليا من فستاني ومزقت الذيل الذي يجر على الأرض فقصر فستاني بعض الشيء ،، ثم مزقت طرف كمي الحريري الذي يغطي كفي ... لم أجد شيئا آخر لكي أمزقه .. ما كل هذا القماش هل أظن نفسي سيدة الإيموكيا المريرة !!
في هذا المكان يجب ان أكون أكثر عملية لأن المظاهر لن تنفعني .. لكنني أصبحت مريعة .. ورفعت شعري بقماشة ممزقة ثم ركضت عائدة إلى الجبل ..

لم أعد بالطبع إلى الكهف .. لأنني مرتعبة من الأصلة الكبيرة ..
وتوجهت رأساً إلى الجبل ثم بدأت أتسلقه ...
بعد أن صعدت بصعوبة مسافة كبيرة كانت ماتزال نقطة الالتفاف للجهة الأخرى بعيدة جدا وشعرت بالعطش الشديد ولكنني لم أبالي به وواصلت الصعود ..
أخيرا وصلت إلى نقطة المرور وبدأت بالنزول بعد أن تأملت الفنار بغيظ لبعض الوقت وتساءلت .. لم جاميان صعب هكذا؟؟ حتى شريطته لن استعملها إلا بعد أن تتقطع أنفاسي أولا ...
مر الكثير من الوقت وشعرت بانهاك لا مثيل له ..
وأخيرا وصلت للأرض ثم صعدت التلة الصخرية بتعب أكبر .. ومع انها كانت مجرد مرتفع إلا أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ...
وارتميت على الأرض وأنا التقط أنفاسي ... وأتخيل أي زجاجة مياه قريبة ...
بعد وقت قصير وقفت لأتابع مهمتي ..
ولكنني فوجئت بالرجل المسن يقف أمامي مرة ثانية وقال بصوته العميق :
- لكي تمري يا سيدة الإيموكيا عليك أن تجيبي على السؤال الصعب ..

زفرت بضيق فقال الرجل المسن :
- من هو الذي سرق قلادة الايموكيا .. من شعب ايموكيا؟؟

قلت بيأس وانا أحاول تذكر الاسم الذي أخبرني به الرئيس أثناء حديثه :
- حدث ذلك قبل آلاف السنوات ... أنا لا أعلم ..
نظر الرجل المسن نحوي باستغراب وقال :
- لا أصدق أن سيدة ايموكيا لا تعرف ... أنا متأسف جدا ولكنك يجب أن تسلميني القلادة..
يالهذا العجوز الخرف! لماذا لم يقابلني قبل أن يتعكر مزاجي وأصعد الجبل !!
شعرت بالضيق وقلت :
- يجب ان يكون الفاعل سارقا وحقيرا ولا يستحق أن نعرفه ...

ولكن الرجل المسن اقترب ومد يده لكي أعطيه القلاده ...