عندما جئت لأخلعها رأيت الجرة الصغيرة فخلعتها وأعطيتها للرجل المسن فقال :
- حسنا ... سوف تمرين .. ولكن لا امتياز بدون إجابه ..
اختفى الرجل المسن ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ من شدة الفرحة وتابعت طريقي بتفاؤل كبير ... ولكنني لم أفهم ما حكاية الامتياز تلك ..
وصعدت إلى الجهة العليا حيث رأيت الفنار فوق ربوة ، وأمامها شاطيء أزرق رائع ..
قلت في نفسي :
" لم يتبق سوى تذكار جاميان... علي إذا أن اتوجه إلى الفنار"
وهكذا بسرعة كبيرة ركضت نحو الفنار بتفاؤل كبير ولكنني عندما وصلت إلى بوابتها وجدتها مغلقة ...
لم أعرف ماذا أفعل وحاولت فتحها أكثر من مرة فلم أستطع ..
جربت كل شيء .. وطرقت الباب أيضا ..
مشيت قليلا ثم وقفت عند الشاطيء .. ليست هناك أي سفن وكان الفنار لا يعمل ، تساءلت .. ماذا عن هذا العالم ؟؟؟ هل سيأتي الليل قريبا أم أنه هكذا دائما ..؟
عدت ركضا مره أخرى حتى وصلت إلى الكهف .. نظرت بحذر فقد كنت الآن في جهة الأصلة مباشرة ..
نظرت جيدا لكنني لم أشاهد الأصلة ... دخلت عند بداية الكهف ولم أجد الأصلة ، كنت خائفة ولكنني اردت اكتشاف هذا فأنا لا استطيع فتح بوابة الفنار ....
شعرت أنني في لعبة الكترونية وهناك شيء مفقود في الحلقة !!
علمت أنني لم أجب عن سؤال الرجل العجوز والمفترض أنه كان سيعطيني مفتاح الفنار كما فعل في مفتاح المزرعة ...
ظللت أحوم حول المكان بلا فائدة .. والأصلة اختفت حتى أنني عدت إلى المزرعة والمنزل من جديد ..
لم يتغير لون السماء مع أنه قد مضى الكثير من الوقت وعدت إلى الكهف ثم إلى الفنار مرة أخرى ...
شعرت بغيظ شديد لأنني تكبدت كل هذا العناء لتسلق الجبل في النهاية تختفي سيادة الأصلة بدون مقدمات ...
وقفت أمام الفنار بيأس وفكرت في تسلقه لكن ذلك كان مستحيلاً ..
نظرت إلى ايموكيا ، كانت ماتزال تشع ذلك الضوء ولم استشف أي حل.. ولذلك ركضت حول الفنار مرتين أو ثلاثة ..
وعندما تعبت جلست على الأرض خلف الفنار وتذكرت جاميان ، تذكرتهم جميعا عندما اعتمدوا علي ّ ،، لأن أكثر موقف أكرهه هو الهزيمة ...
لعبت في الحشائش بملل فاصطدم بيدي مفتاحا كبيرا ذهبي اللون ، بكل الترقب والسعادة أخذته ونظرت حوله بعناية ربما يوجد شيئا آخر ..
لم أجد شيئا وركضت بسرعة نحو بوابة الفنار ..
لكن المصيبة أن المفتاح لم يفتح بوابة الفنار ،، لكنه مفتاح شيء ما بالتأكيد .. درت حول الفنار ولكني لم أجد أي مهنة لذلك المفتاح ، ولهذا عدت إلى المنزل مرة أخرى مارة بكهف الأصلة ... التي ذهبت للتنزه بعيدا ..
وقفت أمام المنزل ثم دخلت .. المنزل كان بسيطا جدا وكل الأدراج الموجودة فارغة ومفتوحة ولا تحتاج إلى مفتاح ..
الطابق الثاني كان عبارة عن سقيفة بها صناديق فارغة وبعض العلب التي يغطيها الغبار ..
خرجت خارج المنزل ودخلت إلى أصطبل الخيول الفارغ ..
كان يملأه الغبار ولا أحدثكم عن خيوط العنكبوت التي تنتشر في كل ركن وبين كل عمودين خشبيين ،، ولذلك بدا أن المكان عادي جداً وليس هناك شيء يستحق مفتاحا ذهبيا ً ..
سمعت صوت شيء ما يدخل خلفي ففزعت وتخيلت الأصلة تزحف خلفي ولكني نظرت فرأيت الرجل الرحالة وهو يدلف إلى المكان ثم قال :
- ألم تشاهدي هنا كرة زرقاء ومسحوقا أزرق ...
لم أفهم شيئا وقلت :
- المكان فارغ ...
ابتسم الرجل الرحالة وخلع قبعته ثم حدق في سقف المكان وقال :
- أنا أبحث عن المسحوق الأزرق ...
نظرت له باحتقار وقلت :
- حسنا ... ابحث لوحدك ..
سرت متوجهة إلى بوابة الأصطبل فقال :
- وأبحث عن مفتاح ذهبي سقط مني ..
نظرت إلى المفتاح الذهبي في يدي واستدرت بمواجهته ثم قلت :
- حسنا ... المفتاح معي ولكنني يجب أن أدخل إلى الفنار .. فهل معك مفتاح الفنار؟
ابتسم الرجل وعاد ينظر إلى السقف وهو يقول :
- ليس للفنار مفتاح ..
قلت بغيظ :
- أذن تريد مفتاحك الذهبي لترحل وتتركني هنا بلا مساعدة ..
نظر الرحالة إلى قلادتي ثم قال :
- لديك مساعدة ....
نظرت إلى القلادة وقلت :
- أنا أحاول مساعدتها ... وهي لا تساعدني فيي شيء ...
مد الرجل الرحالة يده وقال :
- أعطني المفتاح وسأخلصك من الأصلة التي تسد باب الكهف ..
ياله من نذل !!
ضحكت بسخرية وقلت :
- لا شكرا يمكنني تدبر أمرها .. انا أريد مفتاح الفنار ...
- أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق ..
كنت أود قتل نفسي وقلت بعصبية :
- لا مزيد من الألغاز فأنا لا أفهم شيئا ..
تركني الرجل الرحالة وخرج خارج الأصطبل ثم ارتدى قبعته وقال :
- الرحالة الأول الرائع زاك يساعدك في العثور على الكرة الزرقاء ولكنك لا تفهمين ..
قلت بعصبية :
- الرحالة زاك يساعد نفسه في العثور على الكرة الزرقاء ...
عاد الرحالة زاك ينظر إلي بفضول ثم قال :
- أعطني المفتاح الذهبي وسأعطيك الكرة الزرقاء ...
قلت وأنا أضغط على أسناني من الغيظ :
- وكيف ستعطيني الكرة الزرقاء وأنت لم تجدها بعد ؟
فتح الرحالة زاك حقيبته وأخرج منها كرة زرقاء عجيبة وكأنها كرة من ماء البحر وقال بغرور :
- الرحالة زاك القوي يحتفظ بالكرة الزرقاء ولكن ليس بالمسحوق الأزرق ..
أمسكت بالمفتاح جيدا وقلت :
- وماذا أفعل بها؟
- ستعطينها لحارس الفنار .. ومن ثم سيسمح لك بالدخول ..
- هل تخدعني ؟
- بالتأكيد لا ..
- وماحكاية المسحوق الأزرق هذا؟
- مسحوق عجيب ومهم لكنني سأعثر عليه .. لأنه أقوى من الكرة الزرقاء ..
لم أفهم شيئا وتبادلت الكرة بالمفتاح .. في كل الأحوال أنا لن أفعل شيئا بالمفتاح وتأملت الكرة للحظة وسألت :
- أين أجد حارس الفنار إذا؟
لم أسمع أي شيء ونظرت حولي فلم أر أي أثر للرحالة غريب الأطوار ...
تعجبت بأنه اختفى فجأة هكذا ..
وحملت الكرة بحرص كانت مثل الهلام ...
مررت من الكهف بصعوبة وأنا خائفة أن تسقط الكرة وتنفجر .. كانت متوهجة ولم ألحظ ذلك إلا عندما دخلت الكهف المظلم ...
عندما خرجت وقفت أمام الفنار ولم يكن هناك شيء وهبت ريح قوية .. ماذا أفعل الآن!! لا يوجد أي حل آخر ونظرت إلى الشاطيء بحيرة .. ليست هناك أي منازل أخرى ...
والجبل صعدته من قبل ولم تكن به أي كهوف .. ربما توجد كهوف في الجهة الأخرى ولكن .. هذا المكان عجيب جدا ...
لا يوجد هنك حارس للفنار ... الفنار مهجور ..
عدت إلى الكهف ولكنني قبل أن أصل كانت الأصلة المتوحشة تعشش على مدخل الكهف مجددا ..
زفرت بيأس وخوف .. متى جائت تلك الأخرى!!
نظرت على سطح الكرة ... كان مرسوم عليها أصلة ضخمة وتمتمت :
" مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار " |