عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 01-12-2013, 08:56 PM
 
سمعت أصواتا كثيرة حولي ....
الكثير من الكلام والحديث الذي لا اعرفه ..
حاولت فتح عيني ولكنني كنت أشعر بدوار مؤسف فعلا .. ولكنني ابديت جدية حقيقية في فتح عيني ،، نظرت بتعب فوجدت أنني على سرير في مشفى صغير وهناك مرضى آخرون ، كان هناك طبيب أسمر البشرة له شعر أسود ناعم ابتسم وقال يحدث الممرضة بلغة لم أفهمها ..
كان الجو المحيط بي يشعرني أنني بالفعل على الأرض لكن الناس هنا ،، يذكرونني بـ .. نعم ..
تلك الملابس ،، الشعور السوداء والبشرات السمراء ،، تلك النقطة الحمراء التي تضعنها النساء على جبينهن ،، ربما أنا في الهند ..
قلت وصوتي لا يكاد يخرج :
- أين أنا ؟؟
ابتسم الطبيب وقال :
- ماهو اسمك يا آنسة فنحن لم نجد معك أي هوية ؟؟
قلت بتعب :
- لندا بروس بيرتون ...
- وكيف جئت إلى الهند ..؟؟
شعرت بارتباك شديد ولكنني قلت أخيرا :
- لا .. أعلم ،، أظن أنني خطفت .. و ..
هز الطبيب رأسه ثم خرج ،، وبعد وقت قصير عاد الطبيب مرة أخرى ،،

تطلع الطبيب نحو الباب ثم قال :
- بعض رجال الأمن يريدون طرح عليك بعض الأسئلة ،، وأرجو أن لا يكون في ذلك إزعاجا لك ...
لم أرد وشاهدت رجال الشرطة الثلاثة وهم يدلفون إلى الحجرة ..
بدأ رئيس الجلسة بسؤالي عن صحتي فقلت أنني بخيرثم قال :
- في البداية أريد أن أعلم كيف وصلت إلى أدغال الهند ..
قلت وأنا اتذكر الكتاب الذي اهدته لي والدة جاميان :
- كيف كنت؟ أعني ... كيف وجدتموني ؟؟
- وجدك أهالي أحدى القرى مغشيا عليكي في أحد أحراش الغابات القريبة ..


تساءلت في نفسي مالذي حصل بالفعل ؟؟ ولكنني تعجبت وقلت :
- لا أعلم ما حصل معي .. لكن ،، لقد ..
- ماذا؟؟
- تعرضت للخطف لكنني لا أعرف كيف جئت إلى الهند لأنني فقدت وعيي تماما!
نظر لي الضابط باستغراب ثم قال :
- سنكتفي بهذا اليوم ... وعندما تتحسن صحتك سنصطحبك إلى سفارة بلدك حتى يمكنها تولي الأمر ..
- شكرا لك ..
بقيت في سريري على الرغم من أنني لم أكن مريضة جدا ، فقط قليل من الدوار،، وفي المستشفى تعرفت على ممرضة تدعى " بريا " كانت فتاة سمراء البشرة ، رائعة الجمال ..
وأخبرتني الكثير عن الهند وآثارها ،، بومباي وكلكتا ونيودلهي التي أنا فيها الآن ،، حكت لي عن مدن كثيرة بالهند مثل بيلاري ومدراس وبوبلا ..
أنا لم أحكي لها شيئا عما حصل لي ،، ولكنني حكيت لها عن صديقتاي وجامعتي وكل شيء يتعلق ببلدي ..
كان كل ماحصل لي كأنه ذكرى أو حلم تبخر بلا رجعه ..
كنا نقضي وقتا رائعا حتى تنتهي ورديتها فهي تعمل من الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل ..
وأخيرا جاء اليوم الذي سوف اذهب لمقابلة سفير بلادي شخصيا ،، لقد تحسنت صحتي وشفيت الرضوض والجروح التي اصابتني ..
خلعت رداء المستشفى أخيرا وودعت صديقتي الهندية بريا .. قالت بريا :
- عديني أنني سأراك قبل أن تعودي إلى إنجلترا ..
- أعدك ..
بهذه الكلمات افترقت عن بريا اللطيفة،، وركبت في سيارة الأجرة بصحبة مندوب من السفارة حتى وصلت هناك ،،
سرنا في الممرات حتى وصلنا إلى مكتب السفير .. سمحت لي السكرتيرة بالدخول وجلست أمام مكتب السفير الذي بدأ الحديث قائلا :
- مرحبا آنسة بيرتون ... أنا ممثل بلادك هنا،، وأرجو ان تتكلمي بوضوح وصراحة حتى يمكنني مساعدتك ..
- حسنا ..
- أريدك أن لاتخافي من أي شيء ، لا أحد يمكنه ملاحقتك هنا .. اتفقنا ..
- أجل .. سأخبرك بكل تريد معرفته ...
- أخبريني مالذي حدث من البداية ؟؟
بدأت أقص له حكايتي من البداية ،، عندما رسبت صديقتي وقررت زيارتها متأخرا وأنني اختطفت ولم أدر بأي شيء سوى أنني في مستشفى بالهند ..
تعجب السفير كثيرا وقال :
- لم تكوني تحملين معك أي هوية !! كيف اخرجك الخاطفون من انجلترا وأحضروك هنا .. الهند ؟؟
لم أجب على السؤال ولذلك قرر السفير استخراج جواز سفر لي وهوية جديدة من انجلترا وسوف يتصلون بعمي جوردن .. سألني الكثير من الأسئلة عن أشكال الخاطفين أو كلامهم هل هم انجليز أم ماذا ؟؟


كانت سفارة بلدي متعاونة جدا حتى كأنني الوحيدة التي يمكنهم خدمتها ،، و بقيت في الفندق حتى
وصل لي هاتف من السفارة وصوت غريب يقول :
- آنسة بيرتون ،، معك عمك جوردن بيرتون على الخط ... من فضلك لحظة واحدة ..
دهشت لذلك وأصابني مغص شديد فقد علمت أن عمي سيوبخني ،، لانهم جميعا يتمنون موتي ...
- آلو ...
- مرحبا .. لندا ؟؟
- نعم ، كيف حالك يا عمي ..
- بخير يا عزيزتي ،، لقد أقلقتنا عليك كثيرا ..
كان صوت عمي في الهاتف متأثرا جدا فتعجبت وقلت :
- أنا آسفة لم يكن الأمر بيدي ..
- أعلم يا غاليتي .. سوف تعودين إلى انجلترا قريبا ،، وعمك مايكل في الطريق إلى الهند بأوراقك الخاصة ليعيدك ..
- شكرا يا عمي ..
- لا تشكريني يا ابنتي فأنا لم أكن أنام الليل بسبب اختفاؤك ..

كان عمي متغيرا جدا فهو لم يعد الرجل الارستقراطي الغامض القاسي والذي أخاف منه واتحاشاه بكل السبل ،، كان إنسانا مختلفا هذه المرة .. وكان قلقا علي فعلا .. لقد تخيلت أنني عندما أعود سوف أجدهم قد قاموا بجنازة غياب على روحي ،، وانتهى الأمر كليا بالنسبة لي في شهادة وفاة ..
والآن ..
عمي الصغير مايكل بيرتون والذي لم يكمل السادسة والعشرين من عمره ،، وأحب الناس على قلبي في عائلتي سوف يأتي لاصطحابي ..
دائما شعرت أنه الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به ،، فهو يكبرني بسبعة أعوام فقط ..
وكان الوحيد الذي كنت أحكي له عن كل مايحصل لي .. ربما لم انتحر كل تلك المدة لأنه كان إلى جانبي!! وأظن أن عمي الكبير جوردن قد أرسله لي لأنه يعلم اننا متفقان تقريبا ومتفاهمان ..
وفي الفندق جاء شخص ما لزيارتي لم اتوقع رؤيته حاليا ..