عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 01-12-2013, 08:57 PM
 
اندهشت كثيرا عندما رأيت صديقتي الهندية الجميلة " بريا " وهي تدلف إلى مطعم الفندق .. وتلوح لي من بعيد ،، لا أعلم كيف وجدتني ولكن ربما سألت عني ؟
أخيرا رأيتها بملابس عصرية جميلة بعيدة عن ثياب المشفى البيضاء ،، كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها ..
أعجبني منظرها كثيرا فقد كانت رائعة الجمال ،، وعندما اقتربت مني ابتسمت بسرور وقالت :
- كيف حالك ؟؟ لقد اشتقت إليك ..

صافحتها ثم جلسنا في المطعم ،، أخبرتها بكل ما حصل معي وان عمي مايكل قادم لكي يصطحبني إلى انجلترا ..
شعرت بريا بالحزن لأنني سوف أرحل بسرعة وقالت :
- هل سأراك ثانية ؟؟
- أتمنى ذلك ،، ربما آتي لزيارة الهند مجددا ..
وقمت مع بريا بنزهة في شوارع نيودلهي الجميلة وشاهدنا الأسواق والمباني السكنية، كنت أتطلع في وجوه الناس علي أرى جاميان أو جيرودا ..
أنني لا أفهم حتى الآن كيف لم يجد أحدهم المكوك ،، هل قذفني من داخله وعاد ،، قلت لنفسي أنني لا يجب ان أنسى أنني كنت مخدرة تماما .. يعني لا أعلم ما حصل ..

سرت مع بريا وتساءلت :
- ألم يعثر رجال الشرطة على الخاطفين ؟؟

نظرت إلي بريا باستغراب ولكنها قالت :
- لا أظن .. إن قصتك غريبة جدا وكأنه حصل أمر ما غير طبيعي فيبدو أن تلك العصابة التي اختطفتك قد زورت لك أوراقا حتى يمكنها تهريبك ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تركوك في النهاية ؟؟ ألم يطلبوا فدية من عائلتك؟

تطلعت إلى بريا بإشفاق فهي تبذل مجهودا كبيرا لكي تحل اللغز ..
ثم فكرت للحظات وقالت :
- ربما ..
قطعت حبال أفكارها وأنا أقول :
- هيا بريا .. كفي عن هذا سوف تتعبين نفسك ،، علينا التوجه للمطار حتى نستقبل عمي مايكل .. أم انك لن تذهبي معي ؟؟
ابتسمت وقالت :
- بالتأكيد سوف أذهب .. ولكن ..
- ماذا ؟؟
- ذكريني بشيء أريد إعطاؤه لك قبل رحيلك ..

نظرت لها باستغراب ونحن في طريقنا إلى المطار فتابعت :
- أهالي بلدتي وجدوا حقيبة تخصك فلم يسلموها للشرطة ، لقد سلموها لجدي لأنه رئيس البلدة أخذها جدي ووجد بها كتابا غريبا يقول أنه لا يفهم منه شيئا.. ولذلك فهو معي وسوف أعيده لك ..
شعرت بسعادة غامرة وقلت :
- حقا ؟؟ هل هو معك ؟؟ لقد ظننت أنه ضاع مني ،، شكرا لك يا بريا ..
قالت بريا بذكاء تحتال علي :
- من أعطاك ذلك الكتاب ؟؟ ولماذا لم يأخذه منك الخاطفون ؟؟
ارتبكت فلم أتوقع سؤالها ذلك ولكنني قلت :
- لقد كان معي قبل أن يقوم الخاطفون باختطافي .. لذلك .. لا أعلم كيف بقي معي ،، ربما لم يروا له أهمية ..
- وربما اختطفوك من اجل أن يحصلوا عليه .. ولكن هناك سر ما متعلق بالخاطفين .. ألا تعتقدين ذلك ؟؟
لم أقل شيئا ولكنني شعرت بالامتنان لاهتمام بريا الشديد بي ...
وتوجهنا إلى المطار وبقينا هناك ننتظر من الراكبين الهبوط من الطائرة ..
من بعيد شاهدت عمي مايكل يقترب باسما وكان أنيقا جدا ووسيما أيضا ،، دهشت بريا وهمست عندما أشرت لها نحوه :
- ظننت أنني سأرى رجلا عجوزا !!

ضحكت واقترب عمي ثم ترك حقيبته على الأرض وعانقني بفرحة وهو يقول :
- اشتقت لغاليتي الصغيرة كثيرا ..
- وأنا أيضا ..
كنت سعيدة جدا في الحقيقة ..
وعرفته على صديقتي الهندية الجميلة بريا .. ثم توجهنا نحن الثلاثة خارج المطار عائدين إلى الفندق وأوصلتنا بريا ثم تركتنا وعادت إلى منزلها ..

جلست في غرفة الفندق مع عمي الذي قال بمرح كالماضي :
- تعرفت بسرعة على فتاة هندية ورائعة الجمال .. يبدو أنني سأبقى في الهند مدى الحياة ..
ضحكت وقلت وأنا أسخر منه :
- لن تقبل شخصا مثلك حتى ولو فعلت المستحيل أنها تريد شابا هنديا وسيما .. وليس انجليزيا أشقرا و بارد الأعصاب ..
ضحك عمي مايكل وأمسك برقبتي وهو يقول :
- يالك من شقية ،، أنا بارد الأعصاب؟؟ سوف أريك البرود الحقيقي قريبا !!
تابعت مزاحي الثقيل معه كالعادة :
- لن تتزوج انجليزيا احتل بلدها لقرون طويلة ..

ضغط عمي مايكل على رقبتي برفق وقال ضاحكا :
- ولماذا تصادق فتاة انجليزية ؟؟ أيتها المحتالة ..
ضحكنا معا وترك رقبتي أخيرا ..

تناقشنا كثيرا في كل ما حصل أثناء غيابي ،، وأخبرني بأغرب شيء سمعته في حياتي وهو ان عمي جوردن عاودته النوبة القلبية وكاد يموت عندما علم أنني مختطفة وأنه لا أمل في عودتي بعد مرور أيام طويلة على اختفائي ..
تعجبت في أنه يحبني رغم أن ذلك لم يظهر عليه ولا مرة مذ ولدت!!
قال عمي مايكل فجأة :
- لندا أرجوك .. أشعر في عينيك أنك تخفي أمرا ما عني .. أنا أعرفك جيدا ،، هيا أخبريني ما الذي حصل لك .. أنت تعلمين أليس كذلك.. أنا أعد الأيام الطويلة التي اختفيت فيها وأعلم جيدا أنه من المستحيل أن يصيبك الإغماء كل تلك الفترة .. أليس كذلك ؟؟
لم أرد .. وشعرت أنني أرغب بالبكاء ..
وتابع عمي قائلا :
- هيا ؟؟ هل آذاك أحدهم؟؟ هل أحببت أحدهم وهربت معه ؟؟ لا تخافي سوف أحفظ سرك ..
نظرت له بغضب وقلت :
- ماذا تقصد بأنني هربت مع أحدهم ؟؟؟ هل أمثل مسرحية حقيرة !!
انفعلت كثيرا من كلمات عمي الذي قال وهو يمسح على شعري :
- لا لا،، أرجوك أنا لم أقصد جرح مشاعرك ... لكنك تخفين عني شيئا .. وأنا أريد أن اعرفه وأعدك بأن يكون الأمر سرا بيننا ..
ترددت كثيرا ..
هل أخبره ؟؟؟ تساءلت في نفسي عن ذلك ..
لقد كان عمي مايكل محط ثقتي منذ كنا أطفالا ،، وعندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخبره عن كل شيء يحصل معي ..
هل أخبره ...
ولكن ، هل سيصدقني أم سيقول عني أنني جننت ..

----------------------------------------------------------------------------

ترددت كثيرا ثم قلت :
- ما حصل معي أمر غريب ،، وأنت لن تصدقني فلا داعي لإخبارك ..
لمعت عينا عمي مايكل لأنه وصل إلى ما أراده تماما وقال مدعما الثقة في نفسي :
- سأصدقك أيا كان ذلك الأمر ومهما كان ، حتى لو قلتي أنك رجعت إلى العصر الفرعوني .. هيا قولي ..
ترددت مرة أخرى فنظر لي عمي مشجعاً ..
بدأت بهدوء أقص له ما حصل معي ،، في أول مرة رأيت فيها جاميان ...
وحكيت الحوار الذي دار بيننا لأول مرة رأيته في حياتي ،، كنت أتذكره جيدا مع أني أتخيله بعيدا .. جدا ..
" هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟
- حاليا.. نعم ..
- ألهذا السبب أنا هنا؟ هل تريدني أن أصبح صديقتك من أجل ذلك؟
- حاليا.. سوف أقول أجل!
- ما حكاية "حاليا" هذه ؟ ألا تفكر أبعد من اللحظة التي تعيشها؟
- أنا لا أعيش من أجل نفسي .. أنا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك..
- ماذا تقصد؟ هل تقـصد أنني مخطوفة؟
- لا.. أنت صديقتي ... حاليا ً ..
- ماذا؟؟؟ حاليا مرة أخرى ....؟؟ "

تذكرت ذلك فدمعت عيناي ،، حكيت لعمي كل ما عانيته هناك .. إمرجيز الملك ،، لوليانا وراجوي وأوليسي ..
جيرودا تالتن ووالدته ،، حكيت له كل شيء .. وكأنني أحكي ذلك لنفسي ،، سبيرسو ، هينوا .. القلادة ايموكيا ..
تذكرت القلادة ايموكيا فجأة ..
أين هي ؟؟ يبدو أن أحدا ما طمع فيها فأخذها وشعرت بحزن شديد فقد ضاعت مني .. جلست أحكي له حتى ظهرت الشمس ،، العجيب في الأمر ان عمي مايكل صدقني ، كان متشوقا لسماع كل ما جرى وكان يسأل عن تفصيلات الأمور ..
حكيت له عن كوكب ايموكيا وعن الكتاب واللغز الذي صادفني .. كنت ابكي أحيانا وكنا نضحك أيضا ..

لكم احبك يا عمي !
كانت عينا عمي مايكل تمدني بالثقة والصدق في كل لحظة كنت أتكلم فيها ، وحكيت له حتى رؤيته في المطار ..
صمتت ..
وابتسم عمي ثم قال أخيرا :
- إنها مغامرة رائعة ،، لعلني الآن سوف أساعدك لكي تبحثي عن الجندي الأبيض ما اسمه ؟ جاميان؟
ضحكت ولم أقل شيئا،، تساءلت ما إذا كان يصدقني فعلا !!
بعد ذلك ذهبنا في نوم عميق ولم نستيقظ إلا عند الخامسة مساء ،، كانت حرارة الشمس قد ذهبت تقريبا وبقي ساعة فقط لكي تؤول للغروب ...
قال عمي بعد أن جلسنا نتناول العشاء :
- أتعرفين ،، لقد حلمت ببعض الأشياء التي حصلت معك !!

ضحكت وأنا أضع الخبز على الطاولة وقلت بعد أن جلست :
- علي أن أتصل بـ بريا حتى آخذ منها الكتاب ،، يجب أن تراه !!
- لا أصدق حتى الآن أنك فرطت في القلادة الكايبا ؟؟ الموكيبيا؟؟ ما اسمها ؟؟
- لم أفعل ذلك قصدا فقد كنت مخدرة .. والقلادة كانت حول رقبتي ،، لا أعرف من أخذها .. ولا يمكنني إبلاغ الشرطة عنها فهي غريبة وسيسألون عنها حتما!!
- سنقول أنها ملك لعائلتنا من آلاف السنوات !
- لا اعتقد أنني سأكون مخطوفة وسيترك الخاطفون القلادة حول رقبتي .. يجب أن نكون واقعيين !
- أظن أن معك حق .. لقد نسيت تلك القصة الأخرى !!

ابتسمنا وتابعنا تناول العشاء ،، وبعد ذلك خرجنا ...
اتصلت على بريا من هاتف الفندق ثم قابلناها في الشارع الرئيسي بعد نصف الساعة تقريبا ..
كانت بريا تحمل حقيبة قماشية وقالت بريا بابتسامتها الرائعة :
- لقد أحضرت لك الكتاب وطبعا ... قلادتك ! أم انك نسيتها ؟؟
قلت باندهاش :
- ماذا؟؟ القلادة ؟؟ ألم تأخذها العصابة ؟؟
عادت بريا تقول :
- ألم أقل لك أن أمرك عجيب جدا ..
عانقت بريا بفرح وهتفت بسعادة :
- انت صديقة حقيقية،، شكرا لك..
نظر عمي نحونا ثم قال مازحا :
- بريا .. ألا تفكرين بزيارة انجلترا؟؟

ابتسمت بريا ثم قالت:
- سأفعل ذلك لكي أحضر حفل زفاف لندا عندما تقرر الزواج !!
ضحكنا نحن الثلاثة فقال عمي :
- ماذا إذا تزوجت انت ؟؟
- ستأتي لندا إلى الهند ..
قالتها بريا ضاحكة فعاد عمي يقول مازحا:
- هذا أمر بديهي ،، ولكن ماذا إذا تزوجت في انجلترا ..

ابتسمت بريا وقالت :
- لا اعتقد ان هذا سيحدث ..

نظرت إلى عمي شذرا لكي يكف عن المعاكسات وهمست في إذنه :
- ماذا ..؟؟ هل تظن نفسك وسيما ؟؟

قال عمي مازحا يحدث بريا بدون أن يعيرني اهتماما :
- يمكنني أن أحصل لك على جنسية بريطانية ..
ابتسمت بريا وقالت :
- أوه .. شكرا لكنني لا أريد تغيير جنسيتي فعلا ..

ظل الاثنان يضحكان ويمزحان مع بعضهما طوال الوقت حتى وصلنا إلى حديقة كبيرة وجلسنا نشرب العصير ،، أما أنا فتطلعت إلى وجوه المارة بعناية علني أرى أحد ما ..
تساءلت .. أين جاميان الآن؟؟ وجيرودا ؟؟ هل مازالا في إيموكيا ؟؟ أم ..
فتحت الحقيبة ونظرت بالداخل ..
شاهدت الكتاب القديم صاحب الألف صفحة .. ورأيت القلادة ولؤلؤتها الزرقاء ثم نظرت نحو بريا ،، يالها من مخلصة ،، لم تعرفني وكان بإمكانها أخذ القلادة ولكنها كانت فتاة أمينة جدا ..
يبدو عمي معجبا بها كثيرا .. وهذا يسعدني،، لكن بريا لا تبدو أنها ستقبل الارتباط بشاب انجليزي لأنني أظن أن عائلتها متمسكة بمبادئ معينة سترفض بالتأكيد شابا انجليزيا يكون شريكا لحياة ابنتهم مدى الحياة .. وربما قد أكون مخطئة ..

عدت و مررت بعيني على المارة مرة أخرى ،، ومن بعيد شاهدت شابا يسير معطينا ظهره له شعر أحمر قصير وبشرة بيضاء ..
هل يكون جيرودا ؟

-------------------------------------------------------------------------

تخيلت لوهلة أنه جيرودا وتركت الحقيبة مع عمي ثم قلت مسرعة :
- سأشتري بعض الحلوى .. انتظراني ..
تركتهما بسرعة وركضت خلف الشاب،، كان علي أن أتأكد ..
حاولت اللحاق به بدون أن يشعر ولكنه توقف فجأة ثم نظر خلفه بغضب ..
وضعت يدي على صدري من الفزع ونظرت إلى وجهه ،، كان شابا أجنبيا حتما لكنه لم يكن جيرودا أبدا وقلت بتردد :
- أنا .. آسفة جدا .. حقا آسـ .. ـفة .. لقد ظننتك شخصا آخر ..
تغيرت نظرة الغضب عندما رآني وابتسم الشاب ثم قال بلهجة أمريكية :
- لا بأس .. أنا أيضا آسف ..

تركته وعدت إلى عمي مايكل وبريا ،، كان قلبي مازال يرتجف من الإحراج وجلست إلى جوار بريا فقال عمي ساخرا:
- أين الحلوى ؟؟ هل تناولتها بتلك السرعة؟؟
كنت شاردة الذهن ولكنني قلت بعد ثانية من الصمت :
- أي حلوى ؟
ضحك عمي وضحكت بريا فتذكرت وقلت :
- آه .. لقد .. لقد ، لم أجد .. لم استطع اللحاق بالبائع!
عادا للضحك عليّ مجددا ..
بعدها سرنا قليلا حول الحديقة وفضحت عمي مايكل أمام بريا وحكيت لها عما كان يفعله عندما كنا صغارا ،، هو أيضا فضحني ،، لكن مصائبه كانت أكبر دائما من مصائبي وضحكت بريا كثيرا ..
ثم افترقنا وعدنا إلى الفندق مرة أخرى ..
عندما عدنا ظل عمي يتأمل القلادة باندهاش ويمسك الكتاب بحرص ويقلب صفحاته متعجبا مما يرى ،، بينما فتحت له خريطة بانشيبرا و ذهبت لآخذ حماما ...

في الصباح توجه عمي إلى السفارة وقابل السفير هناك ،، ثم حجز لنا على طائرة العودة بعد أن أنهى كل أوراقي ..

شعرت بالحزن لأنني سأفترق عن صديقتي بريا وتكلمت معها بالهاتف فقالت أنها ستقابلني في المطار ولذلك ذهبت مع عمي قبل موعد الطائرة بساعة حتى يتسنى لنا البقاء معا لبعض الوقت ..
في المطار جلست مع بريا وعمي وتحدثنا ،، وعد عمي بأنه سيأخذني للهند ذات يوم لزيارة بريا ..
وعندها نادت رحلتنا ..
ودعت صديقتي بريا وتوجهت إلى الطائرة بصحبة عمي مايكل ..
وفي الطائرة فكرت كثيرا ...
تذكرت إيميلي وميرندا ،، أظن إنهما علمتا أنني قادمة .. ربما لا تعرفان بعد .. كنت متشوقة جدا للقائهما ..
نام عمي في الطائرة وأسند رأسه على كتفي ،، وعندما وصلنا ظل عمي نائما فقالت المضيفة قبل الهبوط :
- أرجو منك يا آنسة أن توقظي صديقك ، فنحن على وشك الوصول ..
ابتسمت وضحكت من كل قلبي ،، تقول عن عمي انه صديقي ؟؟ ربما لأنه لا يكبرني كثيرا وقلت بسخرية وانا أوقظه :
- هيا يا مايكي ،، هيا يا صديقي لقد اقتربنا على الوصول .. استيقظ ..
فتح عمي عينيه بصعوبة وقال :
- ماذا ؟؟ هل وصلنا بتلك السرعة ؟؟
قلت بسخرية :
- لقد نمت خمس ساعات على الأقل .. هيا يا مايكل..

نظر لي باستغراب لأني قلت له "مايكل" ثم قال :
- يعجبني ذلك ... لا أحب كلمة عمي فهي تشعرني بأنني عجوز ..
ثم تثاءب وتابع :
- وخصوصا من شابة كبيرة مثلك ..
لم تمر سوى فترة قصيرة حتى كنا ندلف إلى مطار لندن ، وهناك رأيت عمي جوردن بانتظارنا ومعه زوجته السيدة ديانا ..
ركضت نحو عمي الذي احمر وجهه من الفرحة وعانقني بقوة ،، كان عمي جوردن رجلا قويا يغطي الشعر الأبيض معظم رأسه ولديه شارب بني كث وهو طويل القامة ويحب ارتداء الزي الرسمي في المناسبات .. ونظارته الصغيرة بالطبع ..

السيدة ديانا سيدة لطيفة جدا ولطالما كانت سر الصلح الذي يجري بيني وبين عمي جوردن عندما يكون غاضبا مني ومن تصرفاتي الغير مسؤولة في نظره ..

ركبت في السيارة مع عمي جوردن وعمي مايكل والسيدة ديانا وقام السائق بإعادتنا إلى المنزل .. كانت الساعة تقترب من السادسة مساء وكان الضباب يملأ الجو ..
مررت بذلك الشارع الذي شاهدته لآخر مرة منذ وقت طويل ..
عندما التقيت بجاميان أول مره ...

وقفت أمام منزلنا وكأنني لم أره منذ سنوات .. وعندما دخلت كانت هناك مفاجأة رائعة ،،
البالونات والشرائط الملونة تزين المكان ، وعندما دخلت رشت علي إيميلي الزهور وقامت ميرندا بإطلاق شرائط لامعة فوق راسي ..
فرحت جدا بوجودهما وعانقتهما معا .. بدموع مليئة بالفرحة هتفت إيميلي :
- سامحيني يا لندا ،، فأنا كنت السبب في ما حصل لك ..
عدت فعانقت إيميلي وميرندا وقلت:
- لا تقولي هذا .. أنتما أفضل صديقتين ..
التفت إلى أعمامي الثلاثة الذين رأيتهم يبتسمون لي ،، عمي ليوناردو ،عمي جيم وعمتي ماري أيضا ..



كانوا سعداء جدا بوجودي ورأيت أبناء أعمامي وبناتهم ،، كان الجميع بانتظاري وكانت الحفلة التي أعدوها لي حفلة رائعة أعادتني إلى الجو الأسري الذي فقدته منذ أعوام ..
ولكنني لم أنساهم أبدا ...
جاميان ،، وجيرودا ...

---------------------------------------------------------------------------

بعض مضي أيام على عودتي بدأت حياتي تعود إلى مجراها الطبيعي ،، كان ميعاد الدوام الجامعي قد اقترب خاصة وان معظم الأجازة قد قضيتها في كوكب آخر .. من سيصدق هذا ..
لا احد يعرف ذلك سوى عمي الحبيب مايكي ،، وهو لم يتكلم معي في الأمر بعد ذلك لأنه سافر إلى أميركا مع أصحابه ..
عدت إلى الوحدة من جديد فأنا لا أرى إيميلي وميرندا إلا عندما نذهب للتسوق .. وفي ذلك اليوم خرجنا إلى السوق بعدما حصلت على موافقة عمي جوردن الذي صار يلبي لي كل طلباتي بابتسامة وحب على غير العادة ، لكنه أصر على أن يذهب معي ابنه الأكبر البغيض جوش ،، كنت اكره جوش وخاصة انه مغرور ويملي علي ما افعل وهو يحب ان يبقي شعره طويلا حتى يهتز مع الهواء يمنة ويسرة كل دقيقة..

ياله من مغرور !!
حاولت أن أجعل عمي يوافق أن اذهب مع ميرندا وإيميلي بمفردنا ولكن عمي الارستقراطي أصر "كالعادة" أن يرافقنا جوش المغرور ..
سرت مع ميرندا وإيميلي وتبعنا جوش في السوق .. وقالت ميرندا بخفوت :