عرض مشاركة واحدة
  #84  
قديم 01-12-2013, 08:58 PM
 
- ما هذا ،، نحن لا نستطيع الكلام ولا التسوق براحة أبدا ..
ضحكت وضحكت إيميلي وصاح جوش من خلفنا :
- سمعتك ..
رفعت ميرندا حاجبيها في دهشة .. ولم تلتفت إلى الخلف من الإحراج وضحكنا عليها فقال جوش :
- حسنا , سأعطيكما فرصة للتسوق بمفردكن .. سأذهب إلى صديقي ثم أعود إليكم في وقت لاحق ..
ثم نظر إلى وتابع :
- سأتصل بك لندا ،، إياك أن لا تسمعي هاتفك الخليوي امسكيه بيدك ..
- حسنا ..
قلت ذلك بهدوء ..
وبعد ان ابتعد جوش عن أنظارنا صحنا معا من الفرحة وانطلقنا نركض ونشتري ملابس للسنة الجديدة في الجامعة ..
في كل مكان كنت أدور بعيني باحثة عن جاميان أو جيرودا .. أين هما يا ترى ؟؟
ربما لم يأتيان بعد .. ولكن لماذا ؟ لقد مضى وقت طويل جدا ..
وجاميان ، لقد بقي على سطح هذا الكوكب مدة شهرين .. إنه يعرف العنوان جيدا ، أين هو .. لقد اشتقت إليه كثيرا ..
- لندا .. ما رأيك بذلك الحذاء ،، أظن انه رائع ..
- آه إنه يناسبك لندا ..
انتبهت فجأة على كلام صديقتاي وقلت بارتباك وانا انظر للحذاء :
- آه نعم ، إنه جميل ..
بعد ان خرجنا من مركز التسوق ذهبنا إلى المطعم وتناولنا طعام العشاء فقالت إيميلي باستغراب :
- لندا ، لقد أصبحت مختلفة كثيرا بعد ان عدت ..

قالت ميرندا وهي تهز شعرها البني القصير :
- هذا صحيح ،، أنت تدورين في المكان بعينيك طوال الوقت وكأنك خائفة من شخص ما ..

لم أقل شيئا فعادت إيميلي تقول :
- لا تخافي يا لندا ، لن يستطيع احد اختطافك مجددا مادمنا معا .. أليس ذلك صحيح ميرندا ؟
- بلى ،، كما انت أصبحت هادئة على غير العادة وتفكرين كثيرا قبل الأقدم على شيء ... حتى شراء الأحذية ..
أكملت مابقي من كوب العصير وقلت :
- أنتن تتخيلن .. أنا لم أتغير أبدا .. ولست خائفة أبدا .. هذا هراء ..
وقفت ثم نظرت في ساعة يدي وقلت :
- ما هذا .. لقد تأخر جوش .. كيف سنعود إلى المنزل ،، يبدو انه نسينا ..
كانت ميرندا مشغولة بشرب العصير ولكن إيميلي قالت :
- دعيه ! الوقت مازال مبكرا ،، دعينا نذهب إلى مدينة الألعاب أو نعود للتسوق..
عدت للجلوس حتى انتهت صديقتاي ثم وقفنا معا وخرجنا إلى الخارج ..
كان الشارع مزدحما بالمارة وفضلنا أن نأخذ الطريق الآخر المؤدي إلى السوق .. وبينما نسير في الشارع الآخر انحرفت سيارة مسرعة عن الطريق فجأة ..
صرخت بفزع وهي تتجه نحونا منزلقة على الطريق .. وبسرعة وبدون أي مقدمات اصطدمت السيارة بالجدار بعد أن كانت ستأخذنا معها ..
وقفت انظر إلي العربة التي كانت على وشك اقتلاعنا من على الأرض،، كان الموقف قريبا جدا حتى أن إيميلي أغمي عليها ..
اعتنت ميرندا المفزوعة بايميلي بينما ركضت بسرعة نحو السيارة وصرخت :
- النجدة .. إسعاف ..
حاولت النظر بالداخل وخفت أن السائق قد فقد حياته بعد تلك الصدمة العنيفة ،، المارة شاهدوا الموقف واتصل احدهم بالإسعاف ،،
في داخل السيارة لم يكن هناك سوى السائق وكان رجلا مغطى بالدماء ،، فتحت الباب المحطم بصعوبة فانكسر ولكنني فتحته و أمسكت بالرجل ،حاولت تحريكه بلا فائدة ولذلك وقفت إلى جوار السيارة المحطمة انتظر قدوم الإسعاف حتى لا أتسبب في مضاعفة حالته ..

هذا إذا كان على قيد الحياة ..

--------------------------------------------------------------------------

بسرعة كبيرة وصلت سيارة الإسعاف والشرطة ، فابتعدت عن السيارة بينما تمت عملية الإنقاذ ،، إسعاف أخرى أخذت إيميلي التي كانت مصابة بانهيار عصبي ..
وانتقلنا معها إلى المشفى نفسه،، وبقينا هناك إلى جوارها بعض الوقت ولم تفق فاستأذنت من ميرندا وتوجهت إلى غرفة العمليات حيث كان هناك الرجل المصاب .. تعجبت من المكان فقد كان فارغا .. لم يأت أحد لزيارته ؟؟
أليست لديه عائلة ؟
خرج الطبيب بعد قليل من الوقت فسألت :
- من فضلك أيها الطبيب .. كيف هو حال المريض ..


نظر لي الطبيب وقال بألم:
- إن حالته صعبة ،، ولذلك سينقل للعناية المركزة ،، وهو يحتاج إلى نقل دم عاجل .. هل أنت قريبته ؟؟
هززت رأسي نفيا وقلت :
- أنا حتى لا اعرف اسمه ..
قبل أن يقول الطبيب شيئا ارتفع رنين هاتفي الخليوي فقلت :
- سأتكفل بنفقة المشفى حتى يظهر أقرباؤه .. المعذرة من فضلك سأجيب على الهاتف ..

ابتسم الطبيب وتمتم متعجبا :
- هذا عجيب ..
فتحت هاتفي الخليوي وأجبت .. كان المتحدث هو جوش وقال :
- أين انتن .. سأنتظركم عند سنتر بارك ..
قلت بغيظ :
- نحن في المشفى القريب من السوق ،، تعال بسرعة إيميلي متعبة جدا ..
- ماذا ؟ ما الذي حصل ؟
- هيا تعال وستعرف ..
كان الطبيب قد رحل ورأيت ميرندا تقترب من بعيد وقالت بضيق بعد أن جلست إلى جواري :
- لماذا تهتمين بذلك الغريب ؟؟ أليس لديه تأمين صحي ؟؟
- لا اعلم .. لكنه يحتاج إلى نقل دم ..
زفرت ميرندا بغيظ وقالت :
- لم يتبقى إلى أن تتبرعي له بدمك ،، لقد كان سيأخذ حياتنا ، وأظن أنه كان يقود وهو ثمل فأغلب الحوادث تكون هكذا ..

لم أعرف ماذا أقول ومن بعيد شاهدت فتاة تقترب مذعورة وكانت ترتدي زيا غريبا وكأنها تعمل في منجم ،، ونظرت إلى غرفة العمليات ثم نظرت إلي باستغراب لا اعلم لماذا و سألتنا بخوف :
- هل هو بخير ..
تنهدت ميرندا بارتياح وقلت :
- ان حالته صعبة ، ويحتاج إلى نقل دم ..
كانت الفتاة رقيقة جدا ويبدو ذلك من كلامها ومظهرها وشهقت غير مصدقة عندما أخبرتها بذلك ثم بدأت بالبكاء .. تساءلت في نفسي .. هل تعمل في محطة القطارات أم ماذا .؟؟
سألتها :
- هل هو قريبك ؟
كانت تبكي بحرقة وقالت وهي تمسح أنفها بمنديل :
- إنه شقيقي ..
- هل كان ثملا عندما كان يقود السيارة ..
نظرت لي الفتاة باندهاش وتمتمت ميرندا :
- هذا أمر لا يعنيك .. هيا بنا الآن ولا تقومي بدور المتحرية كالعادة ..
نظرت إلى الفتاة فقالت بحزن :
- لقد كان غاضبا جدا وحزينا ،، حصل ذلك بسببي ..
عادت الفتاة إلى البكاء وشاهدنا بعض الممرضات يتجهن إلى الغرفة فلحقت بهن الفتاة الرقيقة وعدت أنا وميرندا إلى غرفة إيميلي ولكن قبل أن نصل فوجئنا بـ جوش يركض نحونا بخوف وصاح :
- ماذا .. لما ملابسك مليئة بالدماء ..
نظرت إلى ملابسي ،، فوجئت أنا أيضا فلم ألحظ ذلك مع الانشغال وقلت :
- ربما اتسخت عندما حاولت أن اخرج الرجل المصاب ..
- أي رجل .. ما الذي جرى ؟؟
قالت ميرندا بهدوء:
- كان سيحصل لنا حادث ،، ولكن إيميلي أصيبت بانهيار عصبي ..


نظر جوش بخوف وقال :
- يا الهي سوف أقع في مشكلات كبيرة ،، ليتني لم أترككن .. هذا هو جزاء من لا ينفذ الأوامر!!
ضحكت على المغرور وتوجهنا معا إلى غرفة إيميلي التي كانت ما تزال غائبة عن الوعي وقالت ميرندا :
- علينا أن نخبر والديها .. وفورا ..

نظرت نحو إيميلي وقلت بضيق :
- سوف يضخم والداها الأمور فهي ابنة عائلة وورثنجتون الرقيقة والتي لم تشك بإبرة منذ ولدت ..
- سيعرفان بأي حال ..
بالفعل خرجت ميرندا لتتحدث إلى والدي إيميلي ..
بقينا لبعض الوقت حتى وصل جيمس شقيق إيميلي في البداية ،، كان مفزوعا وتكلم معه جوش لبعض الوقت حتى وصل والدا إيميلي بكل الخوف والفزع والشفقة وظلا ينظران إليها وكانت أمها تبكي ..

سلم جيمس علي أنا وميرندا وسألني عن سر الدماء التي تبقع ثوبي ثم ابتسم قائلا :
- لا تخافا على إيميلي، إنها هكذا دائما عندما تخاف بشدة .. سوف تكون بخير .. لكن والداي يضخمان مرضها دوما ..

قالت ميرندا بقلق :
- علينا أن نعود إلى المنزل ،، فقد تأخر الوقت وستقلق علي والدتي ..
قال جيمس بابتسامه :
- سأوصلكما إذن ..
قلت بسرعة:
- لا لا .. شكرا جزيلا ،، سيفعل ذلك جوش ..
نظرت بعيني أبحث عن جوش ثم رأيته يتكلم مع الطبيب ،، فتوجهت إليه وعندما رآني الطبيب قال :
- هل تسمحين يا آنسة بدقيقة ..
- بالتأكيد ..

------------------------------------------------------------------

سرت مع الطبيب حتى ابتعدنا عن المكان قليلا فقال :
- الشاب الذي حصل معه الحادث،، يبدو أن شقيقته لن تستطيع دفع كل متطلبات العلاج ، فهل ستساعدينهم ..

قلت بدون تفكير :
- بالطبع .. غدا سأعود ومعي المال ،، لكن من فضلك .. لا تخبرهم أنني من فعل ذلك ، أحب أن يكون الأمر سرا بيننا ..
قالت الطبيب مندهشا :
- كما تشائين يا آنسة ...
كنت أعلم أن عمي جوردن سيوافق على إعطائي المال فهو يحب تقديم المساعدات دائما ..
وعدت إلى المنزل بصحبة جوش بعد أن أوصلنا ميرندا ، وبدون أي كلام آخر عدت إلى غرفتي استرجع أحداث ذلك اليوم ...
في اليوم التالي تكلمت مع عمي جوردن الذي وعدني بإرسال المال إلى المشفى ، وذلك هدأت نفسي لكنني لم أعرف عن الشاب وشقيقته أي شيء بعد ذلك ..

بعد يومين خرجت إيميلي من المشفى وذهبت لزيارتها مع ميرندا وهناك قابلنا آرثر وجيمس اللذان ظلا يمزحان مع إيميلي ويسخران من جبنها طوال الوقت ..
عدت على منزلي ..
في الحقيقة ، لم أيأس أبدا ولو ليوم واحد أن أرى جاميان .. أو جيرودا..
أين هما طوال ذلك الوقت ..
ربما قررا العودة لوطنهم مجددا ومواجهة المصاعب هناك ؟
لا اعلم لماذا أشعر أنهم هنا ؟؟
فتحت خزانتي وأخذت الكتاب الذي أهدته لي والده جاميان .. أمسكت بالكتاب وجلست في شرفتي ..
عدت أسير بأصبعي فوق خريطة بانشيبرا وتيمالاسيا اللتان يفصل بينهما بحر واحد.. يالها من أيام!
عدت استرجعها وانا ابتسم ،، كان يعجبني أسلوب جاميان وجيرودا في تعاملهما معا فهما لطيفين ومتفاهمين جدا .. اكتشفت أنني أحبهما جدا .. واحترمهما ..وافتقدهما بشدة .. لقد ضحيا بالكثير من الأشياء الغالية من أجلي ..
أمسكت بالقلادة ايموكيا وعلقتها حول رقبتي ، كانت جميلة ..
ظللت في تأملاتي حتى طرقت خادمتنا ميرلا الباب وعندما دخلت قالت :
- سوف يأتي عمك مايكل غدا من أميركا ..
- حقا ؟؟
أخيرا سيعود .. كنت سعيدة جدا بالخبر ولذلك فقد نمت مبكرا ذلك اليوم وفي اليوم التالي استقبلت عمي مايكي باللكمات والضربات كالعادة ..
كما أحضر لي هدية رائعة من أميركا بمناسبة العودة إلى الجامعات ..
مضى شهر كامل منذ عودتي إلى لندن تحدثت فيهما مرتين إلى صديقتي الهندية الرائعة ، بريا ،، وها أنا الآن أعود إلى الجامعة مع صديقتاي ميرندا وإيميلي ..
كانت ميرندا معي أما إيميلي فانتم تعرفون القصة ..
بدأ العام الدراسي مجددا وعدت إلى الروتين السابق ، الجامعة ،البيت، الدراسة ، الغداء ، العشاء ، النوم ..
لكنني رغم مرور الكثير من الوقت ، لم أنس أن ابحث عنهما ،، مللت من انتظار جاميان فقد أصابني غيابه بحالة نفسية ..
إنه يعرف العنوان بالتأكيد .. أين هو ؟؟
مرت شهور وانا على حالي حتى دعاني عمي جوردن إلى مكتبه في ذلك اليوم ..
توجهت إلى مكتب عمي وانا أتساءل عما يريده عمي جوردن ، فهو لم يدعني يوما إلى مكتبه إلا لأمر ضروري جدا ، وعندما دخلت إلى المكتب وسمح لي عمي بالجلوس قال :
- هناك أمر مهم أريد أن أحدثك به ..
- تفضل يا عمي ..
نظر لي عمي نظرة تفصيلية غريبة من أسفل نظاراته الصغيرة ثم قال :
- هناك شاب جاء لخطبتك ....
- حقا ؟؟

قلت ذلك محاولة عدم إظهار أي تعبير .. فأكمل عمي :
- كنت أود تأجيل موضوع خطبتك حتى تنتهي دراستك ولكن الشاب مصر على أن اعرض عليك الأمر ... الشاب تعرفينه جيدا ..
- من هو ؟؟
- ذلك الشاب مهذب ومن عائلة عريقة ولا يمكنني رفضه ، لكن القرار في النهاية راجع لك ..
- من هو يا عمي أرجوك ..
- جيمس وورثنجتون ..
- ماذا ؟؟
قلت ذلك بذهول وانا اكرر .. جيمس ؟؟ يخطبني أنا ..
قلت وانا أهز رأسي بعصبية :
- لا ..
نظر عمي باندهاش وقال بهدوء كالعادة :
- ظننت أنك تستلطفينه ، كنت أظنك ستفرحين بالأمر...
فكرت لدقيقة وقلت :
- لا يا عمي ،، أنا لا أفكر بالزواج الآن ، ,ولا أفكر بـ ..
قاطع عمي حديثي قائلا :
- لكنه جيمس ... أنه أفضل الشبان الذين ستقابلينهم في حياتك ... أرجو منك أن تفكري بينك وبين نفسك بتأنٍ .. وأريد ردك النهائي غدا ...
انصرفت من مكتب عمي وانا اشعر بالاستغراب ،، لم أكن محتاجة للتفكير فأنا بالتأكيد لا أحب جيمس ولن أتزوجه .. مع أني متعجبة جدا من خطبته لي لأني أظن أن السيدة وورثنجتون لا تستلطفني فهي تظن أن تصرفاتي لا تكفي تماما لكي أكون أميرة انجليزية !! .. لا لن أوافق أبدا ..
أنا أحب جاميان .... وجاميان فقط ،، وسأنتظره للأبد ..

وبينما أسير في الممر بعصبية كانت خادمتي ميرلا تنتظرني وقالت :
- آنستي ، عمك السيد مايكل ينتظرك في غرفة الضيوف ويدعوك إلى هناك بأسرع وقت ..
تساءلت باندهاش :
- هل معه أي شخص ...
- هناك ضيفان يا آنستي ولكنني لم أعرفهما ...


---------------------------------------------------------------------------

عدت إدراجي إلى غرفة الضيوف وطرقت الباب فدعاني عمي مايكي إلى الجلوس ، شاب ظريف يجلس مبتسما وإلى جواره فتاه .. أظن أنني رأيت الفتاة من قبل في مكان ما فوجهها يبدو مألوفا بالنسبة لي ..
وقف عمي وقال يعرفني :
- السيد ونبيرج ، وليام ونبيرج ...
- تشرفت بمعرفتك ...
- وأنا أيضا ...

تابع عمي :
- الآنسة ليلي وينبرج ..
- مرحبا ..
- أهلا بك ..
جلست إلى جوار عمي فقال بعد أن جلسوا أيضا :