عرض مشاركة واحدة
  #314  
قديم 01-13-2013, 09:42 PM
 
الصحابي نعيمان بن عبد الله الانصاري

كان الصحابي الجليل سيدنا نعيمان بن عبد الله الانصاري يحب الضحك، والصحابة كان فيهم مرح، لكنه مرح محدود، فالرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجد نعيمان قاعداً مع عدة نساء أمام عتبة داره، فلما رأى نعيمان الحبيب صل الله عاليه وسلم وهو جالس بين النساء ولم يكن محارم له فسأله عن سبب جلوسه ...
فقال: أفتل حبلاً لبعير لي شرد، فيريد أن يستعذر من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أي كلام. وكلما لقيه الحبيب صل الله عليه وسلم
قال له: ماذا فعل بعيرك الشرود يا نعيمان ؟
فكان نعيمان يختبئ من الرسول،
وفي يوم من الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن نعيمان ويسأل عنه،
فقالوا: يا رسول الله! إنه يصلي في آخر الصف، ويخرج قبل أن تراه، وهذا من شدة الإحراج والخجل الذي كان في الصحابة،
جاء سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم دخل المسجد في وقت لا يتعود الدخول فيه فوجد نعيمان يصلي، فلمح الحبيب وشم ريحته الزكية من جنبه، فأطال في الصلاة فعرف الرسول منه ذلك،
فقال له: ( يا نعيمان لو أطلت إلى يوم القيامة لانتظرتك). أي: أنا أعزك، فهذه طريقة تربية النبي صل الله عليه وسلم لأصحابه، فقد كان شفيقاً،
وكان كله حنان صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى نعيمان من صلاته اتجه إلى الحبيب وقبل يده ورجله،
فقال له صلى الله عليه وسلم: ماذا فعل بعيرك الشرود يا نعيمان ؟
فقال: ما شرد منذ أن أسلمت يا رسول الله، فكان قصد نعيمان ليس البعير، وإنما صاحب البعير،
فيقال: إن نعيمان عمر ولم ينحرف ولا ارتكب فاحشة ولا غلط منذ أن أسلم، فوضع الرسول يده على صدره
وقال: (اللهم حصن فرجه، واغفر ذنبه، ويسر أمره)
فكان نعيمان يصلي بعد ذلك في الصف الأول خلف رسول الله.

فهذه هي طريقة التربية العظيمة. هكذا كانت الدعوة، فالدعوة ليست بتقطيب الوجه، ولا بكثرة الكلام، قال صلى الله عليه وسلم: (لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن ببسط الوجه وحسن الخلق) اللهم ابسط وجوهنا، واشرح صدورنا، وحسن أخلاقنا كما حسنت خِلقتنا يا رب العالمين.

الشيخ حسانين إبراهيم

منقول للامانة
رد مع اقتباس