لقد عبر عمر بن عبد العزيز يرحمه الله تعالى عن معنى النفقة حسنة بين سيئتين مشيرا الى قوله تعالى في وصف عباد الرحمن :وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [الفرقان : 67]
فنهى الله عن سيئة السرف كما نهى عن سيئة التقتير وجعل الاعتدال فضيلة بين الافراط والتفريط مثل ما امرنا به الله تعالى:
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً [الإسراء : 29
فالوسطية في التدبير والتبذير منهج علمي اقتصادي امرنا به الاسلام للابتعاد عن الفقر الذي قال عنه الامام علي كرم الله وجهه لو كان الفقر رجلا لقتلته.
وكذلك الابتعاد عن الشح لان الله يحب ان تظهر نعمته على عبده كما قال الله تعالى:
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [المطففين : 24]وهذا النعيم علينا ان نصونه ونشكر الرزاق ولاننسى عبادته وطاعته وكذللك لاننسى حسن تصريفه واسرافه في وجوه البر واعطاء حق الله بالزكاة كما قال الله تعالى:ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر : 8].
ان التبذير والاسراف من عمل الشيطان الذي هو عدونا ويريد بنا الكفر والهلاك فعلينا ان لانبذر باسراف حتى لانقع في معصية الرزاق كما قال الله تعالى:
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء : 27]
فعلينا مراعاة حقوق الله والاهل في اموالنا التي هي امانة اودعها الله عندنا ليختبرنا.