قرر وزير تطوير القطاع العام و الدولة للشؤون البرلمانية ووزير الصحة بالإنابة الدكتور محمد ذنيبات منع تداول مادة شاورما الدجاج في مطاعم ومحلات بيع الأغذية في جميع أنحاء الاردن اعتبارا من اليوم ".
وأكد الوزير أن هذا القرار سيبقى ساري المفعول الى حين وضع آليات ملائمة وقابلة للتطبيق تضمن عدم تكرار حالات التسمم الغذائي الناجمة عن تناول هذه المادة والتي ازداد عدد المصابين بها مؤخرا وحفاظا على صحة المواطنين وتأمين السلامة لهم.
وتواجه الحكومة الأردنية أزمة صحية جديدة بسبب تسمم أكثر من 193 مواطنا أردنيا نتيجة تناول وجبات الشاورما في مخيم البقعة (ثاني اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين شمال غرب العاصمة عمان ) رغم الإجراءات الحكومية المأخوذة على هذا الصعيد .
ولكن هذه المرة كان سوء الطالع يرافق حالات التسمم بوجود حالة وفاة لشاب من ضمن المصابين رغم علاجه وخروجه من المستشفى لكنه سرعان ما فارق الحياة قبل مضي اليوم.
والشاب المتوفي بلال حسين الجروان (23 عاما) كان قد راجع المستشفى لتلقي العلاج من حالة التسمم الذي عانى منها وغادر بحالة جيدة حسب مصدر طبي لكن الموت خطفه بعد ساعات وأكدت مصادر مقربة من عائلة الشاب أن " الأب حسين الجروان غير مقتنع بتقرير الطبيب الشرعي وانه سيرفع دعوى على صاحب المحل أمام المحاكم ،وكذلك الأطباء مطالبا بإجراء تحقيق واسع لإظهار الحقيقة ". وبلال يعمل كحرفي في ألمنيوم وكان مرتبط بموعد زفافها بعد شهر رمضان بحسب مقربين من العائلة.
ورغم تأكيدات مدير عام المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي فأن وفاة الشاب بلال حسين اليوم ناتجة عن فشل حاد في الدورة الدموية والتنفسية لديه.
وأوضح التقرير الأولي ان الصفة التشريحية دلت على وجود علامات اعتلال في عضلة القلب وكذلك بؤرة لالتهاب اللوزتين وان اعراضهما تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم وهي مشابهة لأعراض التسمم الغذائي.
من جانبه، علق رئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت انه " رغم الإجراءات الرقابية التي اتخذتها الحكومة غير أنه ما زال هناك باعة يقومون بالتجاوز ولا يراعون ضمائرهم" مؤكدا أن " الحكومة تدرس حاليا اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية والوقائية.
خبير صحي في الشأن الصحي اكد أن غياب تشريعات وعقوبات رادعة ، وعدم كفاءة العاملين في المطاعم وراء تكرار حدوث التسمم الغذائي. واعتبر مدير مركز الدراسات والأبحاث الصحية الدكتور محمد بشير شريم أن " التسمم الغذائي حدوثه مرتبط بعوامل منها "الغذاء الذي قد يكون فاسد وغير صالح للاستهلاك البشري إضافة إلى عدم وجود الثقافة الغذائية والصحية عند العاملين بهذه المطاعم ".
ومن العوامل الرئيسة بحدوث التسمم الغذائي قال الدكتور شريم أن " العاملين بهذه المطاعم تنقصهم الخبرة والثقافة الغذائية بكيفية التعامل مع مكونات الغذاء المختلفة وطرق التخزين والنقل والطبخ ".
وبخصوص القوانين والمراقبة الغذائية علق شريم أن "نصوص القانون رائعة لكن المشكلة تكمن بالية تطبيقها على الارض خصوصا بنود قانون الصحة العامة حيث أن العقوبات غير رادعة وكذلك الغرامات المفروضة ليست بحلول تقضي على هذه الظاهرة ".
وحول الاقتراحات التي من شانها الحد من تكرار حالات التسمم بحسب وشريم فهي " تشديد العقوبات على المطاعم خصوصا أن الإغلاق ليس حل فعّال خصوصا ان هذه المطاعم تتحايل على التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة ".
كما أن "عقد دورات تدريبية للعاملين بهذه المطاعم خصوصا دورات الثقافة الغذائية المتعلقة بسلسلة الغذاء والمقصود بها "من المصدر لغاية وصولها للمستهلك ".
ومن جانبه، دعا نقيب أصحاب المطاعم رائد حمادة "المواطنين الى عدم تناول مادة المايونيز خصوصا المصنع في المطاعم حيث مهما كانت درجة النظافة فان جرثومة السالمونيلا سريعة الانتشار".
وطالب " من وزارة الزراعة مراقبة مزارع الدجاج والبيض لان قضية التسمم أساسها هذه المواد ". ولا تعد حداثة التسمم في مخيم البقعة الأولى من نوعها بل الرابعة بعد مادبا والرصيفة واربد حيث أصيب أكثر من 1000 مواطن نتيجة تناول وجبات الشاورما ومادة المايونيز التي تحتوي على جرثومة السالمونيلا الموجودة في البيض المادة الأساسية المكون منها.