مرت 3 أسابيع منذ رحيل أنجلين....
المنزل كان هادئاً للغاية..عادة كل صباح...كان هناك صوت أنجلين وهي تدندن وفي نفس الوقت تحضر طعام الإفطار...
و رائحة الطعام الجميلة تملئ البيت كله!!
استيقظ ريك من نومه وعيونه قد انتفخت من كثرة
البكاء..ثم قال ريك في نفسه:
لا يمكنني أن أحتمل هذا الوضع أكثر !!
سوف يجن جنوني إن لم أجد أنجلين بأقصى سرعة..!!
ثم أبعد الغطاء عن جسده بسرعة و ذهب وغسل وجهه بذلك الماء البارد...
و بعدها فتح خزانته و تناول ذلك القميص الأبيض و ارتداه
ثم ارتدى فوقه معطفاً أسود اللون...
و ارتدى ذلك الجينز و سرح شعره بسرعة ثم حمل
مفاتيحه و خرج من المنزل و توجه نحو سيارته....
الساعة الآن 8:00 صباحا..
في منزل السيد جورج...
كانت ريبيكا ووالدها السيد جورج يتناولان طعام الإفطار سوية..
كانت ريبيكا تفكر في ذلك اليوم الذي التقت فيه
ريك..و كان وجهها يحمر خجلا كلما تذكرته..
ثم التفت إليها والدها و استغرب منها ثم قال:
ابنتي ريبيكا ... هل أنت بخير ؟؟
لمَ وجهك محمر هكذا ؟؟ هل أنت مريضة ؟؟
ردت بخجل:
لا يا أبي...لكنني تذكرت شيئا ما !!
رد السيد جورج:
حسنا الآن علي الذهاب إلى عملي يا صغيرتي..أراك لاحقا....
ثم قبّلها على جبينها و غادر...
عندما انتهت ريبيكا من إفطارها....باشرت دروسها
المنزلية كانت تدرس كل شيء في المنزل بسبب إعاقتها...
ثم فجأة قاطع درسها صوت طرق الباب...ذهب أستاذها و فتح الباب للطارق... إذ بها الخادمة تقول بعد أن انحنت:
المعذرة يا سيدي..و آسفة على مقاطعة درس الآنسة الصغيرة...لكن هناك من يريدها حالاً !!
دهش الأستاذ مما سمع و قال:
و لكن !! من يأتي في مثل هذا الوقت يا ترى ؟؟
ثم توجه الأستاذ نحو ريبيكا وقال لها:
آنسة ريبيكا لقد علمت من الخادمة أن هناك شخصا ما يود مقابلتكِ...
ردت ريبيكا بدهشة: حسنا سوف أذهب...و سأعود من أجل الدرس يا أستاذ
رد الأستاذ: حسنا يا آنسة... خذي وقتكِ
ثم استدعى الأستاذ الخادمة لتقوم بدفع عربة ريبيكا..
و في الممر ...
كانت الخادمة لازالت تدفع عربة ريبيكا بكل هدوء ..
و كانت ريبيكا لأول مرة تشعر أن قلبها يخفق بسرعة و بشكل مضطرب جدا !!
توقفت الخادمة عند باب تلك الغرفة التي كان بها ضيف ريبيكا.. ثم طرقت الباب وقالت:
أيمكن أن أدخل يا سيدي ؟؟
رد عليها بصوت بارد: نعم
قالت ريبيكا في نفسها: هذا الصوت..! أنا أعرفه !!
فتحت الخادمة الباب حينها رأت ريبيكا ما لم تكن تتوقعه أبداً!!
قالت الخادمة: لقد وصلت الآنسة ريبيكا يا سيدي..هل ادخلها ؟؟
رد: نعم...و أرجو أن تتركينا على انفراد لو سمحتي..
ردت الخادمة وهي تدخِل ريبيكا إلى الغرفة:
حاضر..عن إذنكما الآن
تفاجأت ريبيكا مما رأته لم تصدق أن ضيفها هو...
كانت أنجلين في غرفتها تكتب في دفتر مذكراتها وهي تبكي بكل حُرقة !!
حتى دخل والدها الغرفة فمسحت دموعها بسرعة و خبأت دفترها في درج مكتبها ثم تظاهرت أنها تقرأ كتاباً ما...
قال لها والدها بصوت أجش:
هيه أنت!!...اليوم زفافك
صعقت أنجلين من هول ما سمعت..!! فوقفت على قدميها دون شعور وقالت:
هل...هل تمزح معي يا أبي ؟؟
رد والدها بسخرية:
هههههه... يا لها من نكتة سخيفة سمعتها منك..!!
قالت أنجلين وهي تبكي:
اسمعني يا أبي..أنا لا أريد الزواج من أي شخص..!!
فأنا أعرفك جيدا..تريد أن تحصل على المال من بيع ابنتك بهذه الطريقة البشعة يا أبي !!
تقدم والد أنجلين نحوها مسرعا....ثم صفعها على وجهها قائلا:
تبا لكي !!... كيف تقولين هذا الكلام لوالدك !! سوف أريكِ
عندها رفع يده عالياً ليضرب أنجلين..ثم أغمضت أنجلين عينيها من الخوف ..!!
ثم وفي لحظة أمسك أحدهم يد والدها ليمنعه عن ذلك..
قالت ريبيكا بدهشة:
ريك !!...لا أصدق عينيّ هذا أنت فعلا يا ريك !!
قال ريك وهو جالس على تلك الأريكة الفاخرة واضعا يده على جبينه قائلا:
اسمعي يا ريبيكا...
هل تعرفين شخصا ما يدعى... إدوارد كلينتون ؟؟
ردت ريبيكا بملامح مستغربة:
أجل ... أعرفه إنه صديق والدي منذ زمن بعيد..لكن لماذا تسأل عنه يا ريك ؟؟
رد ريك وهو ممسك بكتفيّ ريبيكا:
أريد أن أعرف أين هو منزله ؟؟
قالت ريبيكا: حسنا حسنا سأخبرك !!
عندها رفع يده عالياً ليضرب أنجلين..ثم أغمضت أنجلين عينيها من الخوف ..!!
ثم وفي لحظة أمسك أحدهم يد والدها ليمنعه عن ذلك
التفت الأب ليجد والدة أنجلين...
عندها دفع الوالد زوجته بقوة لتسقط على الأرض...
صرخت أنجلين قائلة:
أمــــي !!!....
ضحك الوالد تلك الضحكة البشعة...ثم قال:
اسمعي يا أنجلين..إن لم توافقي على الزواج الآن فسوف ترين والدتك بين الأموات...ههههه !!
ذهبت أنجلين مسرعة نحو والدتها..ووضعت يديها على كتفيّ والدتها ثم قالت و دموعها تنهمر :
أمي..هل أنت بخير؟؟
ردت الأم واضعة يدها على يد ابنتها:
أنا بخير يا حبيبتي...لا تقلقي عليّ
ثم وجهت أنجلين نظراتها الحادة و الحزينة نحو والدها الذي كان ينفث دخان سيجارته بكل غرور.. ثم قال:
اسمعي يا أنجلين...ستجدين فستانك الأبيض في غرفة الثياب خاصتك... اذهبي و ارتديها و استعدي لهذا اليوم الجميل...ههههه
كان والد أنجلين يغادر الغرفة وهو يضحك بتلك الطريقة الساخرة التي جعلت أنجلين تبكي أكثر..
وقفت على قدميها بكل غضب..و استدارت نحو الباب..و بدأت خطواتها بسير...
التفتت إليها والدتها وقالت وهي ممسكة يد ابنتها:
ابنتي..أرجوك لا تفعلي ذلك يا صغيرتي !!
ردت أنجلين وهي تبعد والدتها عنها بكل هدوء:
آسفة يا أمي..لكن إذا لم أفعل ذلك...فسأخسرك !!
غادرت أنجلين من غرفتها بخطوات متثاقلة و كأنها لا تريد هذا الأمر..و لكن في نفس الوقت!! لم تكن تريد أن تخسر والدتها ..
ارتدى ريك معطفه بشكل سريع ثم همّ بمغادرة هو الآخر..لكن استوقفته ريبيكا قائلة:
انتظر يا ريك..
توقف ريك للحظة ثم قال:
نعم..أي خدمة يا آنسة ريبيكا ؟؟
ردت ريبيكا وهي تقرب عربتها نحو ريك:
هل أتيت إلى هنا...لتسألني في هذا الأمر التافه ؟؟
التفت ريك نحو ريبيكا بنظرات غاضبة مخيفة...ثم شعرت ريبيكا برعب لم تشعر به من قبل حتى كاد قلبها يتوقف من شدة الخوف..
قال ريك بكل برود وهو يفتح باب غرفة المعيشة:
اسمعيني يا آنسة...إنه ليس بأمر السخيف !!
ولو على كان سخيفا مثلما تقولين لما أتيتك طالبا منك أن تجيبي على سؤالي..عن إذنك الآن...وداعا
فتح الباب و غادر...كانت ريبيكا تشعر للمرة الأولى بشعور القهر..فلم تكن تعرفه البتة !!
لكنها تأكدت اليوم أن هذا الشعور مؤلم جدا !!
قالت في نفسها وهي تنزل رأسها ببطء:
يا إلهي...أشعر أنني أود لو لم أفتح فمي !! سحقا لي !!
ركب ريك سيارته السوداء..ثم أدار المحرك...و انطلق بسرعة خاطفة !!
كان يشعر بغضب الشديد مما قالته ريبيكا...ثم أمسك بهاتفه و بدأ يضغط على تلك الأرقام بسرعة..ووضع الهاتف على أذنه..ثم قال:
مرحبا...جاك
رد جاك بفرح: أهلا ريك..كيف أحوالك ؟؟
ريك: ليس الآن يا جاك..لكنني أريد أن تبحث عن بعض المعلومات.. أعلم أنك خبير في ذلك
رد جاك وهو خجِل:
لقد أخجلت تواضعي يا ريك...لكن عن ماذا تريد أن أبحث بالتحديد ؟؟
رد ريك بنظرات حادة: إدوارد كلينتون ...
قام جاك من مكانه فزعا و قال وهو مندهش:
ماذا ؟؟ إدوارد كلينتون !!
ريك بدهشة: وهل تعرفه ..؟
جاك بقلق: اسمع يا ريك..لكن إياك أن تخبر أحدا..!
رد ريك بقلق: حــ..حسنا..هيا قل ما لديك يا جاك
ارتدت أنجلين ذلك الفستان الأبيض الجميل..كان منفوشا قليلا و به ذيل شبه طويل من الخلف..
ثم جلست على ذلك الكرسي الفخم و بدأت الخادمة بتسريح شعرها و الخادمة الأخرى تضيف مساحيق التجميل.. وعندما انتهتا من ذلك..جاءت الثالثة حاملة بين يديها حذاء أبيض ذو كعب عالي..و ألبسته على قدمي أنجلين..
قالت الخادمات بصوت واحد:
لقد انتهينا يا آنسة..تبدين جميلة حقا !!
قالت أنجلين وهي تنظر إليهن:
أرجو أن تتركنني وحدي
هزت الخادمات رأسهن موافقات..فغادرن الغرفة وبقت أنجلين وحدها..
كانت تنظر إلى نفسها في المرآة...لم تكن تريد ذلك...لكن كلما فكرت في الأمر وجدت أن والدتها ستتعرض للخطر إن تفعل ذلك...
بكت أنجلين من شدة حزنها..ثم بدون شعور منها أمسكت بزجاجة العطر و رمتها نحو المرآة...تحطمت إلى شظايا متناثرة في المكان...
عندها أحضرت أنجلين منديلا من الدرج...و أمسكت بقطعة زجاج مكسورة...ووضعتها أمام وجهها وبدأت تزيل كل تلك المساحيق..
و عندما انتهت رمت القطعة الزجاجية بعيدا حتى تكسرت إلى شظايا أصغر..ثم قالت وهي تبكي بكل حرقة:
لا..لا أريد !! لماذا يحصل هذا معي ؟!
ثم استلقت على الأرض وصارت تبكي أكثر فأكثر..
أصبحت الإشارة حمراء فتوقف ريك بسيارته وقال وهو متوتر:
ماذا ؟؟ هل تمزح معي يا جاك ؟؟ هذا ليس وقته الآن !!
رد جاك: صدقني إنها الحقيقة يا ريك..
الرجل المدعو بـــ إدوارد كلينتون أحد أكبر رجال المافيا في العالم !!
ريك بتوتر زائد: ومن قال لك هذا ؟؟
جاك: لدي زميل يعمل في الشرطة الفيدرالية...هو من أخبرني بهذا ليلة البارحة...فقد زرته الأمس في منزله وكنا نتحدث في بعض الأمور وما إلى ذلك...حتى حدثني في موضوع هذا الرجل...
و سمعت أيضا من زميلي أن إدوارد كلينتون متورط في كثير من السرقات وكل ما يسرقه يقوم ببيعه في السوق السوداء...هذا كل ما أعرفه...لكن لماذا سألت عنه يا ريك؟
قال ريك بقلق: لأن هذا الشخص يكون....والد أنجلين !!
رد جاك بصوت عالي: والد...أنجلين ؟؟ كيف عرفت ؟؟
انطلق ريك بسيارته بعد أن أصبحت الإشارة خضراء..وقال وهو غاضب و متوتر:
هذه قصة طويلة سأحكيها لك فيما بعد...لكن اسمعني يا جاك !! أنا أعرف مكان ذلك الرجل..
جاك بخوف: تعرف ؟؟ أين ؟؟
ريك: أريد منك أن تركز معي و تسمع جيدا ما أقول..حياة انجلين في خطر إن لم نسرع !!
جاك: حاضر ... كلي أذان صاغية..هيا أخبرني !!
ريك: لكن أولا عليك أن تعرف شيئا !!
جاك: ما هو ؟؟
ريك: عندما أخبرك بمكانه..أخبر أنت صديقك ذاك الذي يعمل في الشرطة الفيدرالية...حتى يلقوا القبض عليه
جاك بابتسامة: معك حق يا ريك...فهو مطالب برأسه سواء كان حيا أم ميتا...و الآن دعنا لا نضيع الوقت وهيا أخبرني ..!
ريك: لكن أولا جهز ورقة و قلما لتدون كل ما أقول
جاك: إنهما معي...هيا أنا أسمعك
ريك: إذا سجل عندك..
دخل والد أنجلين إلى الغرفة التي كانت فيها...ثم نظر إلى ابنته التي كانت ممسكة بتلك الباقة من الورود..جالسة بكل حزن...موجهة نظرها نحو الأرض..
سار والدها نحوها...ثم وضع يده على خد ابنته وقال:
آه...كم حلمت في هذا اليوم..الذي أراك فيه عروسا يا حلوتي
أبعدت أنجلين نظرها إلى جهة أخرى...ثم قالت:
لا يهم !!
الوالد: حسنا..أرى أنك غاضبة مني !!
لا بأس..لكنك ستكونين سعيدة عندما تعرفين من هو زوجك المستقبلي ..!
استدار والد أنجلين ليستقبل زوجها المنتظر..فكانت المفاجأة !!!
قال وهو يحمل وردة حمراء بيده:
هل اشتقتِ إلي يا حبي ؟؟
صدمت أنجلين كثيرا..و قالت بغضب:
جاستن !!... ما الذي تفعله هنا ؟؟ هيا اخرج من هنا حالا!!
رد جاستن وهو يمسك بيد أنجلين:
يا إلهي !! أيعقل أنك لا تريدينني ؟؟
أبعدت أنجلين يدها عن جاستن بكل قوة..ثم قالت:
في أحلامك !!
جاستن بملامح غاضبة: في أحلامي ؟!
أنجلين: أجل في أحلامك أن أكون زوجة لشخص مثلك !
أمسك جاستن برقبة أنجلين وقال:
اسمعي أنجلين...شئت أم أبيت !! فأنت ملكي أنا !!
ثم دفع أنجلين حتى سقطت على الأرض...خرج الاثنان من الغرفة...و عندها أخرج الأب مفتاح من جيبه وأغلق الباب...و قال وهو ينظر إلى جاستن:
هذا حتى لا تهرب يا عزيزي جاستن...
رد جاستن: نعم معك حق في ذلك ...
إنها 3:30 عصرا .....
في هذا الوقت كانت التجهيزات لمراسم الزفاف على وشك أن تنتهي ....
وصل ريك إلى موقع الحفل...خرج من سيارته...
و ركنها في مكان بعيد عن الأنظار....ثم شاهد من بعيد كل تلك الزينة والطاولات الفاخرة بإضافة إلى تلك الكعكة البيضاء ذات الطبقات المتعددة...الخ من الأشياء التي شاهدها ريك....
قال ريك وهو متوتر: ترى ما كل هذا ؟؟ أيعقل أن هناك من سيتزوج الليلة...؟!
رن الهاتف..أخرج ريك هاتفه وضغط على زر قبول المكالمة...ووضع الهاتف على أذنه وقال:
كيف هي الأمور معك يا جاك ؟؟ هل انتهت التجهيزات ؟؟
قال جاك وهو يمسك بشعره المتطاير:
أجل كل شيء في مكانه و الشرطة الفيدرالية على أهبة الاستعداد للقبض على ذلك الرجل...و أيضا أغلقنا جميع المداخل و المخارج...بقي فقط رهن إشارتك يا ريك ...
قرب ريك رأسه من كتفه حتى يثبت هاتفه...و قال وهو يجهز مسدسا ويملؤه بالذخيرة:
اسمع يا جاك..تمنى لي التوفيق ...
قال جاك بقلق: لماذا ؟؟
ريك بابتسامة واثقة: سأجازف بحياتي من أجلها !!
جاك بخوف و قلق زائدين:
ريك..أرجوك لا تخبرني أنك تحمل ذلك المسدس معك؟!
ريك: بلى...تذكر عندما كنا صغاراً...كنا نذهب برفقة عمك الذي كان من أمهر الأشخاص الذين يستعملون الأسلحة..لقد كان يأخذنا في كل مرة إلى منزله في الجبل لنصطاد معه الدببة...أظن انك تذكر ؟؟
جاك: بلى أذكر..لكنني لا أذكر أنك كنت مهتما بالأسلحة آن ذاك و كيفية استخدامها..!! أساسا كنت تكره اليوم الذي أخبرك فيه أننا سنذهب إلى الجبل..أم أنك نسيت؟؟
ريك بابتسامة: بلى أذكر...لكنني تأكدت من أمر ما ....
جاك: وما هو هذا الأمر؟؟
ريك وهو يوجه بنظره نحو ذاك القصر الفخم:
عندما يأخذ احدهم أنجلين...فلن أسامحه مهما كان...
جاك بصوت عالي متوتر:
اسمعني يا ريك...أعلم كم أنجلين مهمة لك...لكن لا تتصنع دور البطل..أنت بالكاد لا تعرف كيف تضغط على الزناد حتى !!
ريك بثقة: بل أعرف !!
جاك بدهشة: منذ....منذ متى و أنت تعرف يا رجل ؟!
رد ريك وهو مستعجل: وهذه أيضا قصة أخرى...سأحكيها لك فيها بعد...لكن أريد منك أن تنتبه لإشارتي...مفهوم؟؟
ابتسم جاك..و في عينه دمعة حارقة..و قال وهو يضع يده على قلبه:
ريك...أنا أعلم أنك تستطيع ذلك..بالتوفيق يا صديقي
رد ريك وهو يضع يده على قلبه أيضا:
هناك الكثير من الحرس هنا..لكنني على يقين بأنني أستطيع فعلها...إن مت....فأريد منك أن......
جاك بدهشة: أن ماذا....؟!
ريك بابتسامة حزينة: ستجدها في منزلي...و الآن..وداعا
أغلق ريك الهاتف ووضعه في جيبه وجهز مسدسه وقال:
لقد حان الوقت...
و كان جاك على الطرف الآخر متوترا..وقال:
آه...ريك الأحمق..ما الذي كان يقصده في كلامه؟!
قال ريك وقلبه يخفق من شدة التوتر:
حسنا...لنبدأ الآن !!
انطلق ريك مسرعا..كان يجري بأقصى سرعته نحو مدخل القصر...
أمام المدخل يوجد 10 حارس أشداء...رأى أحدهم ريك قادما...قال للبقية وهو يؤشر بإصبعه: أنظروا هناك !!
قال ريك في نفسه:
وااو..مظهرهم مخيف جيد أنني أحضرت معي مسدسي الآخر..
فأخرج مسدسه الآخر...و بدأ يطلق النار على أولائك الحرس....تبادل الطرفان إطلاق النار..و كان ريك يحاول بقدر ما يستطيع أن يتجنب تلك الطلقات..إلى أن أصابته طلقة في كتفه الأيسر...
ضحك الحرس بسخرية شديدة...لكن ريك استغل هذه الفرصة بأن أطلق النار نحو كل واحد منهم...فبقي واحد فقط...فقال ريك له بعد أن أمسك بعنقه:
إن أردت أن تنجو بحياتك يا هذا...فخذني إلى أنجلين !!
رد الحارس بخوف: لـ...ك....لك ذلك يا سيدي !!
كانت أنجلين في غرفتها....ثم قالت وهي تنظر من النافذة: كأن هناك صوت إطلاق نار !!!
ثم فجأة....فتح احدهم باب غرفة أنجلين بقوة..التفتت أنجلين فزعة نحو الباب...فوجدت والدها يلهث من شدة التعب..قالت أنجلين:
ما..ما بك يا أبي ؟؟
قال وهو يشعر بالخوف: الـ...ـشـ...ـرط.....ـة !!
أنجلين بدهشة: الشرطة ؟! هنا ؟؟ لماذا ؟؟
قالت الأم وهي واقفة عند الباب: لأنك والدك يا عزيزتي..واحد من رجال المافيا !!
انهارت أنجلين على الأرض..ووضعت يدها على فمها من الصعقة!!
ثم قالت بدهشة: أبي...واحد من المافيا ؟! مستحيل !!
قال الأب وهو ممسك بيد الأم بقوة: لما أخبرتها ؟؟
قالت الأم بغضب: حتى تعلم أن لديها والد سيئا مثلك !!
غضب الأب كثيرا..قطب حاجبيه..و أخرج من جيب معطفه الداخلي مسدسا...ووجهه نحو الأم
قالت أنجلين وهي تصرخ: لا با أبي !! أرجوك أترك أمي !!
قال الأب وهو يوجه بالمسدس على رأس و مستعد للضغط على الزناد:
أتعرفين يا مارغريت ؟! (( اسم الأم ))
عندما تزوجتك....كنت على يقين أنك...لست مناسبة لي !
و الآن....الوداع....يا عزيزتي !!
أطلق الأب تلك الرصاصة نحو والدة أنجلين...التي كانت قد أغمضت عينيها بعد أن ابتسمت لأبنتها...
أنجلين بصوت عالي: أمــــــــــــي !!!
فزع الوالد كثيرا..!!!
الرصاصة لم تقتل الأم..!!!
لأن هناك من ضمها إلى صدره...!!!
قالت الوالدة بعد أن فتحت عينيها:
يا إلهي !! ...... من أنت يا بني ؟؟
رد ريك وهو مبتسم: أنا....من يريد......ابنتك يا سيدتي
انهمرت دموع من عيني الأم...فأمسكت ريك الذي كان ينهار ببطء....و قالت: يا بني...بني...هل أنت بخير ؟؟
كانت أنجلين مغمضة عينيها بيديها المبتلتان بدموع...فبدأت تبعد يديها بكل خوف عن عينيها حتى ترى ما كان يجري....
ثم شهقت..و قالت وهي تركض نحو الباب:
ريـــــــك !!!!
كان ريك مستلقيا على الأرض التي امتلأت بدمائه...
وضعت أنجلين ريك في حضنها و قالت و دموعها تتساقط على وجهه:
لماذا؟؟ لماذا أتيت إلى هنا يا ريك ؟؟
وضع ريك يده المتلطخة بدمه على خد أنجلين وقال وهو يبتسم:
أيتها الغبية...حياتي....لا شيء......دونك !!
خفق قلبها من هول ما سمعت...و شعرت بحب ريك لها لأول مرة !!
ثم قالت وهي تحضنه أكثر:
أحبك...أحبك....يــا....ريــك
ثم قال ريك بصوت متقطع و هادئ واضعاً يده على رأس أنجلين:
لا....تــ...ــتــ...ــركــ...ــنــ...ــي يـ..ـا أنــ..ـجـ..ــلــ..ــيــن !!
قالت وهي تنظر في عينيه:
لا ... لن أتركك مهما حدث ..!
ابتسم ريك ابتسامة جميلة...ثم أغمض عينيه الرماديتين بكل هدوء...و يده تهاوت على الأرض ....
شعرت أنجلين ببرودة في جسد ريك...و شعرت أيضا أن نبضه ضعيف....ثم قالت وهي تبكي وتحاول إيقاظ ريك:
ريك...ريك...هل تسمعني ؟؟ أرجوك أجبني !!
لم تلقى أي إجابة منه...بل كان جسده ساكنا دون حراك!!
عندها لم تتمالك أنجلين نفسها فبكت بحرق..و أمسكت بجرح ريك الذي كان في ظهره..و ضمته نحو صدرها قائلة:
ريك...أنا أعلم أنه بإمكانك الصمود !!
لا تمت !! أنا أريدك إلى جانبي !! لا تمت !! أرجوك !!
عندها وصلت إشارة ريك التي أطلقها ذلك الحارس..كانت عبارة عن ألعاب نارية..قام بإشعالها فتوهجت في السماء بلونها الأحمر...
رأى جاك الإشارة...ثم قال :
هيا يا رجال .....لننطلق !!
انطلقت جميع القوات الفيدرالية داخل القصر بأعداد كبيرة ثم قامت بالقبض على جميع من كان في المكان...
ثم صعد جاك ومعه بعض من القوات إلى بقية طوابق القصر...
ثم وجد جاك ذلك المدعو إدوارد كلينتون....فقال وهو يشير بإصبعه نحوه:
لن تفر بالهرب ...فمكان محاصر ...هيا استسلم الآن !!
ثم شعر والد أنجلين برعب شديد...
حتى بدأت أطرافه بالارتجاف ....
و عندها فقد الأمل في الحياة....
فوضع المسدس على رأسه...
و.....أطلق.....النار !!
فسقط على الأرض جثة هامدة... أتمنى البارت يعجبكم ^^ و آسفة مررررررة عَ التأخير ×_× :glb:تحياتي لكم :glb: ash.girl